الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون (النّمو الكونيّ) :

عزيز الخزرجي

2024 / 7 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قانون (النّمو الكوني) :

بقلم : محمد عزيز ألخزرجي:

قانون (النمو الكوني) يتمثّل من خلال أبرز مَقولة للفيلسوف ألكوني و العارف الحكيم عزيز الخزرجي, حيث يرتبط بكل الوجود من خلال شبكة الروح المتصلة بكل ذرّات الكون الذي يعمل بنظام دقيق للغاية يصعب دركه من قبل العقل البشري بسهولة, خصوصا إذا علمنا بأن كل موجود فيه حتى الأليكترون بل و (الفوتون) الذي هو أصغر حجماً بعشرة آلاف مرة من الأليكترون؛ له عقل و إحساس و غاية وجدت لأجلها تحاول تحقيقها من خلال نظام كوني معقد أيضا أوجدها الله في كل الوجود من المجرة وحتى الذرة بل حتى فوتون و أليكترون و جزيئ و مادة ظاهرة في هذا الوجود.

بداية ؛ كل مخلوق و موجود(الأحياء ؛ المواد ؛ السوائل) لا تظهر و لا يتجسد وجودها و كينونتها إلا بوجوده و بظهوره تعالى, لذلك يكون وجودها قائم بقيامه تعالى و منه نستمد القدرة و القابلية على إستلام و تحسس الإشارات السلبية أو الأيجابية ؛ المحبة و الكراهية؛ الظلم و العدالة؛ القسوة و اللين؛ و تلك هي البصيرة المودعة فيه , و هكذا .. تتفاعل معها أيضاً بحسب طبيعتها و نواياها .. سلباً أو إيجاباً .. حسب المصدر و النوع و المقدمات و الوسائل, فيجب العناية و التدبّر و كسب المعرفة و التفكر و احترام كل موجود حيّ أو جامد أو سائل قد لا يكون لها قيمة بنظرنا, لأنّ لها كينونة خاصة و هي أممٌ و عوالم كما نحن آلبشر أمم متناثرة على هذه الأرض بها أي بـ (المعرفة) يعرفها العرفاء بعد الأنبياء و الأئمة فقط أو من كان أهل قلب سليم خال من الضغائن و الحقد و الطمع و لقمة الحرام, هذا من جانب ..

و من جانب آخر ؛ كل مقولات أستاذنا و والدنا الفيلسوف الكوني عظيمة و لها غايات و أبعاد إنسانية و خلقية و أسرار ترتبط بآلكون و المصير حاول بيانها من خلال فلسفته الكونية العظيمة - العميقة .. و أهمّها, هو (قانون النمو الكونيّ) و معادلة (الكَوانتوم) بآلمخلوقات , حيث يتعلّق بمصير ألبشريّة و سعادتها المطلوبة في الدارين و هي :

[ألأشجار تتّكأ على آلأرض لِتَنْمو و تُثْمر .. و آلأنسان يتّكأ على آلمَحبّة لِينمُو و يُثْمر].

حقّاً .. مقولة [ألأشجار تتّكأ على الأرض لتنمو و تُثمر .. و الإنسان يتّكأ على آلمحبة لينمو ويثمر] لها عمق وجودي و دلالات واقعية ؛

تحتاج الكثير من التّفكر و آلتّأمل لدرك أبعادها و هضمها لأنّها تعكس فلسفة خلقنا وعملية النمو و النهضة والبناء الحضاري بدل الحرب و الهدم و الغيبة و النفاق و الكذب و الفساد الواقع في المجتمعات المتناحرة القائمة حتى داخل العائلة الواحدة .. بل داخل الأنسان الواحد!

بينما قضية المحبة إلى جانب الرحمة تُولّد القرب و الاتحاد و التعاون التي يحبها الله تعالى و ينصر أهلها أيّاً كانوا وعلى أيّ دين و مذهب حتى الكفار منهم, بعكس الفرقة التي ينبذها الله تعالى و لا ينصر أهلها مهما كانوا حتى لو كانوا يقيمون الفرائض و الواجبات مع المستحبات على نهج أهل البيت(ع)..

لذا دعوني أقدّم تفسيراً عرفانيّاً قدر الأمكان و حسب فهمي لفلسفة والدي و أستاذي عزيز الخزرجي لسنوات ذقنا خلالها الكثير من الهنّات و الغربة و الآلام و نحن نبحث عن الحقيقة بالبحث والمطالعة لتوضيح تلك المقولة الكونيّة التي فيها سرّ الخلاص و الأنتصار و منها تنبعث بوادر الفلاح و التي يُؤيّدها أهل العلم والحكمة والوجدان و إن قلّوا .. بل ندروا في عالم اليوم الملوث بأنواع المصائب و الأمراض الروحية و المادية و المعنوية(1):

ألمقطع الأوّل : [ألأشجار تتّكأ على آلأرض...] :

تُمثل (الأشجار) مصدر الحياة و العطاء و مبعث الجَّمال و الصّفاء و الثّمار التي تعتاش عليها المخلوقات و منها الأنسان, و تتّكأ على أديم الأرض لتتغذى دعمها و تستند عليها لإمتصاص الغذاء و الماء منها بمعونة ضوء الشمس لتنمو وتُثمر ما تشتهيه الأنفس ويتضاعف نموها و تزدهر أكثر عندما تُرافقها المحبة لتؤدي دورها الذي وُجد لها بأحسن وجه كغريزة ذاتية طبعها الله عليها لأنّ هدفها الوجودي هو العطاء بمشاركة البيئة والمناخ و محبة الأنسان من حولها لتحقيق عملية الإنتاج والازدهار الذي يتطلب منّ البشر بالمقابل القيام بدوره حسب إختصاصه ليكون جزءاً إيجابياً من حركة الوجود لا طفيّليّاً و مُستهلكاً كمرتزقة أحزاب شعبنا ليُدمّروا الطبيعة و كأنّهم فضلات كونيّة.

ألمقطع آلثّانيّ : [ألإنسان يتّكأ على آلمحبّة...] :

لتحقيق الحالة المثلى لما وُرد في (المقطع الأوّل)؛ علينا معرفة أنّ (ألمحبّة) تؤأم للمعرفة في (الفلسفة الكونيّة) و ضدّ العنف و الكراهية أوّلاً و هي روح حياة المخلوقات حتى الأشجار و النبات و الجماد, و الأنسان كأسمى مخلوق يمتلك عقلاً و قلباً و ضميرأً ثانياً, لكنه يحتاج لأجواء آمنة و هادئة للحفاظ عليها وتقويمها كي تتفاعل و تنتج و تؤدي دورها في إنماء وترقية المكونات الطبيعيّة المحتاجة لعنايتنا و جهدنا المسنود على المحبة لأداء أدوارنا ألأيجابيّة لخدمة المخلوقات و إتمام عمليّة آلنمو والأنتاج والأبداع بشكل مثاليّ و على أفضل وجه كلٌّ حَسَبَ إختصاصه للتّوحد و التّناغم مع حركة الوجود والأفلاك التي تمنحنا بدورها القوة والثقة الإيجابيّة للتغلب على المخاطر و التحديات وقساوة الحياة بوحدتنا لتحقيق الممكن للسعادة و لرضا آلمعشوق الازلي كمحطة وهدف أخير لوجودنا(2), و بغيرها نتحول لطفيليات و إلى فضلات كونيّة.

بإختصار؛ ألمقولة الكونيّة العزيزيّة تُؤكد أهمّيّة و دور ألمحبّة كمحرّك إيجابي للنمو و الرّقي الرّوحي لتحقيق الوحدة و الأنسجام مع الكون وتحسين السعادة المشوّهه على الأرض بسبب الحكومات وآلطبقات ألسياسيّة وآلحزبيّة الجاهلة التي تُعمّق الفوارق والفواصل لأنها لا تفهم فلسفة الحُب والحياة ولا الحكم سوى كونه وسيلة للثراء و النهب بإستغلال المنصب لسرقة قوت الشعوب التي تحوّلت لقطعان مستهلكة من الطفيليين الذين يعتاشون على الرّواتب الحرام, لفقدان المعرفة والحُبّ اللذان يتطلّبان طبقة سياسيّة مُثقفة لها هدف كونيّ لا هؤلاء ألحيتان الطفيليّة التي أفسدت البلاد وأخلاق العباد لأهداف بطنية و دونية آنية محدودة, ففقدت الأتصال بآلوجود و لم تنمو كونياً نتيجة ذلك فحرّمت نفسها من التفاعل فيه لتصبح مجرد فضلات كونية فيها.

ألباحث و آلمفكر محمد عزيز الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يُعتبر (الوجدان) أو(الضمير) صوت الله في وجودنا فيجب الحفاظ عليه و تجنب قتله بلقمة الحرام والكذب والغيبة و...

(2) العلل الأربعة هي؛ [الشكليّة, الماديّة, الفاعليّة, الغائيّة] التي تُحدّد فلسفة الوجود و الخلق بشكلٍ متكامل كمعادلة رياضيّة في الفلسفة الكونيّة, للتفاصيل؛ راجع كتاب: [فلسفة الفلسفة الكونيّة], و كذلك فصل في كتاب(أسفار في أسرار الوجود)ج4, و هذا النهج يُعيننا على عبور المحطات الكونيّة السبعة: الطلب؛ العشق؛ المعرفة؛ التوحيد؛ الحيرة؛ الأستغناء؛ الفقر والفناء.
..................................................

ملاحظة على الهامش :

ليس من حقّ احد نشر هذه الآيات الكونية ما لم يدرك أبعادها, و قليل من يدركها و الله و لو بعد 70 عاماً, فكن كونيّاً أوّلاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو