الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعي النباتي والحيواني

حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)

2024 / 7 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ربما يكون أول من عرف الوعي هو الفيلسوفُ الفرنسي رونيه ديكارت الذي قال: "أنا أفكر، إذن أنا موجود".
لكن ما الذي نعنيه بالوعي؟ والأهم هل نحن كبشر المخلوقات الوحيدة التي تتمتع بالوعي على هذا الكوكب؟
بالأمس كنا نعتقد ذلك، لكن العلم اليوم يأتي بالجديد..
إذ نص إعلان نيويورك بشأن الوعي الحيواني الذي تم التوقيع عليه، والذي وقع عليه حتى الآن 286 باحثاً، على أنه "من غير المسؤول" تجاهل إمكانية وجود وعي حيواني".
ورغم أن تشارلز داروين يتمتع بمكانة مميزه بين العلماء بسبب نظريته المتعلقة بالتطور. لكن أفكاره القائلة بأن الحيوانات واعية بنفس الطريقة كالبشر، تم تجنبها، إذ كان ينظر إليها على أنها بدعة علمية.
وإذ ظهرت أدلة أدلة جديدة على قدرة الحيوانات على الشعور وإدراك ما يجري حولها، فهل يعني هذا أنها في الواقع، واعية؟ وأنه لا يوجد فرق جوهري بين الإنسان والحيوانات في قدرتهم على الشعور بالمتعة والألم والسعادة والبؤس"!
اليوم بتنا نعلم بفضل تطور العلم بأن النحل مثلاً يمكنه العد والتعرف على الوجوه البشرية وتعلم كيفية استخدام بعض الأدوات.
فيما قامت مراجعة حكومية في المملكة المتحدة بقيادة البروفيسور بيرش في عام 2021 بتقييم 300 دراسة علمية حول وعي الحيوانات المنتمية إلى كل من عشريات الأرجل ورأسيات الأرجل، والتي تشمل الأخطبوط والحبار.
ووجد فريق البروفيسور بيرش أن هناك أدلة قوية على أن هذه المخلوقات واعية، حيث يمكنها تجربة مشاعر الألم والسرور والعطش والجوع والدفء والفرح والراحة والإثارة.
ثم مؤخراً كشفت دراسة جديدة، أجراها باحثون أمريكيون في جامعة كورنيل، أن النباتات أيضاً تمتلك شكلاً من أشكال الذكاء، وتحل المشكلات عن طريق الاستشعار، عندما تلتهم الحشرات نباتاً قريباً منها، فإنها تتكيف لتجنب التلف.
وقال كيسلر، الأستاذ في الجامعة، والباحث الرئيس للدراسة: أن النباتات تطلق صوت استغاثة عالي التردد عندما تتعرض لضغط بيئي، مثل تلف أوراقها وسيقانها! كما أن النباتات قادرة على العد، واتخاذ القرارات، والتعرف إلى أقاربها، وحتى تذكر الأحداث، وذلك بعد دراسة أزهار القضبان الذهبية، حيث لاحظ الفريق كيف تستجيب عندما تأكلها الخنافس، بأن أطلقت مادة كيميائية أبلغت الحشرة أن النبات تالف وهو مصدر فقير للغذاء، ثم اكتشفنا أن المركبات العضوية المتطايرة من قضبان ذهبية قريبة، أنتجت نفس آلية الدفاع لتجنب تناولها؛ وأوضح أن هذا من شأنه أن يتناسب مع تعريفنا للذكاء والوعي.
إلى هنا، يصبح علينا الاعتراف بوعي جميع الكائنات الحية التي تشاركنا الحياة على هذا الكوكب، وإذا كان البقاء دائماً للأذكى؛ نأمل ألا ينافسنا الذكاء الاصطناعي في ذكائه ويصبح ذو وعي خاص به يتغلب فيه علينا جميعاً؟





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. ا?غرب وا?طرف الخناقات بين ا?شهر الكوبلز على السوشيال ميديا


.. عاجل | غارات إسرائيلية جديدة بالقرب من مطار رفيق الحريري الد



.. نقل جريحتين من موقع الهجوم على المحطة المركزية في بئر السبع


.. سياق | الانقسام السياسي الإسرائيلي بعد حرب 7 أكتوبر




.. تونس.. بدء التصويت لاختيار رئيس الدولة