الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجل العراق في الابداع يعاني الاهمال

عماد الطيب
كاتب

2024 / 7 / 8
التربية والتعليم والبحث العلمي


يذهلك الامر حين تراجع سجلات الابداع والمبدعين في العراق يمرون كمر السحاب ثم يتبخروا فلن نجد بعد ذلك لهم اثرا يذكر . لأنهم لم ولن يحظون بتلك الرعاية الكافية وحتى التفاتة بسيطة من الدولة العراقية في السابق وحتى هذه اللحظة .. وكل عقد من السنين يظهروا هؤلاء ويطلوا علينا بنسخ جديدة وفي اختصاصات متنوعة ليلفهم النسيان بعد ذلك دون الافادة من عقولهم .. بعضهم هاجر الى دول عرفت قيمة عقولهم فوضعتهم في المكان الصحيح لكي يستثمروا تلك العقول المثمرة في الحياة . بالأمس قرأت خبر لأستاذ جامعي دونه في صفحته عبر فيه عن لحظة وداع لطالبة كفيفة ، تقطع عروضيا بشكل مذهل دون ورقة ، و تعرب ألفية ابن مالك بلا ورقة وقلم و تحفظ كل الشواهد النحوية و معلقات أربع ، و تناقشك في كل المذاهب الأدبية والنقدية دون ورقة و لا قلم و لا ضوء و لا نور سوى نور قلبها ... انها الطالبة أنوار شعلان التي ولدت بلا حاسة بصر و كانت الأولى على الفرع الأدبي في العراق قبل أربع سنوات بمعدل ٩٩ بالمئة .. فتاة من قرى الشطرة وقف أبوها معها مذ ولدت و إلى الآن يأخذها ويرجعها بيده طوال أثنتين وعشرين عام .
لو نحسب عدد هؤلاء في العراق من شماله الى جنوبه لزادوا عن ما هو موجود في بعض الدول المتقدمة .. لكن الفارق ان هناك من يقف مع المبدع حتى ينجح . وهنا يتركون المبدع حتى يفشل . اتذكر زميل لي في الكلية كان له عقلية كبيرة يحظى باحترام وتقدير اساتذته ونال الدرجات الكاملة وتخرج بتفوق وتنبأنا - نحن زملاؤه - بمستقبل باهر ولكن ذهب ضحية لحروب عبثية .. وغيرهم . فالعراق ولاد وينتج على مدار تاريخه عقولا لو استثمرت في اختصاصاتها لأختلف الحال . ولم يقف الحال على تلك الشاكلة فحسب. فشاءت الاقدار ان اقرأ لإحدى الاديبات العراقيات ومن اسلوبها الادبي الذي ينم عن خبرة كبيرة في عالم القصة والشعر تخيلتها أمرأة كبيرة في السن . ولكن صدمني المشهد حين تعرفت عليها .. لقد كانت تلك الكبيرة في ثقافتها الادبية ونتاجها الرحيب والواسع من حيث كتابة الشعر والقصة هي شابة صغيرة تقرض الشعر بحجم شاعرتنا الكبيرة نازل الملائكة وغيرها ممن قدمن عطاءا ثرا في الادب . وتلم بالقصة القصيرة الماما تقف بذهول من اسلوبها الادبي بثرائه اللغوي الذي ينم عن ثقافة عالية . انها الاديبة ايمان كاظم من كربلاء المقدسة . تلك ايمان التي تجد وتجتهد كل يوم لتعطي منجزا ادبيا كبيرا . وتوجد كم ايمان في عراقنا الحبيب سوف يكتبن التاريخ الادبي والثقافي على صفحة من ذهب ؟!! . وكذلك الحال في مؤسساتنا العلمية كالجامعات تنتج ابحاثا وصلت حد الابداع . اذ تمكنت تلك الابحاث من انتاج افكارا جديدة بعضها وصل الى مرتبة الاختراع التي تجعل من الفكرة فكرة ملموسة ومنهم ابتكر وجعل من ابتكاره قيمة علمية منتجة يمكن من تلك البحوث ان تتحول الى واقع ملموس لاسيما ان تلك الابحاث لو تم تصنيعها لا تكلف شيئا مقارنة مما نستورده من الدول الاخرى بمبالغ كبيرة .. هناك باحث في جامعة بابل وهو رياض صالح مهدي الذي جعل كل تلك الامور واقعا ملموسا. حين تتحدث مع عقله تجده فاق عقولا كبيرة في الاختراعات وكل ما يمس الابداع في اختصاصه حتى وصل الامر ان يقدم المساعدة العلمية لطلبة الماجستير والدكتوراه في ابحاثهم ويرشدهم الى الطرق العلمية الصحيحة . فكان بمثابة الاستاذ لهم يحمل شهادة الماجستير حصلها بامتياز حديثا . فهو مبدع ولكن لم يجد من ينظر الى افكاره حتى وزارته المختصة بالبحث العلمي لم تعر اي اهتمام لأعماله الابداعية فله اختراعات مذهلة ونشأ وترعرع منذ طفولته على هكذا حال من الذكاء والابداع والابتكار . وادعو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي برسالتي هذه ان تتبنى مشروعا علميا خلفه احد اساتذة الجامعات كأرت علمي للأجيال بعد ان توفاه الله وذهب الى رحمته الواسعة . والمشروع عبارة عن موسوعة للغازات لم نجد لها مثيلا في العراق والعالم الثالث والثاني وقد تكون الاولى من نوعها .. هذا المشروع بحاجة الى طباعته بكتاب وبأجزاء متكون من اكثر من الف صفحة للدكتور جليل كريم من جامعة بابل . هذه مقتطفات من سجل العراق الذي يزخر بالعلماء والمثقفين والفنانين وغيرهم لايتسعهم مجلدات للكتابة عنهم والقادم اكثر عددا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حُرم من حلمه والنتيجة صادمة ونهاية حب مأساوية بسبب الغيرة! ت


.. إيران تلغي جميع الرحلات الجوية.. هل اقتربت الضربة الإسرائيلي




.. ميقاتي لسكاي نيوز عربية: نطالب بتطبيق القرار 1701 وأتعهد بتع


.. نشرة إيجاز - مقتل شرطية إسرائيلية وإصابات في بئر السبع




.. اللواء فايز الدويري والعميد إلياس حنا يحللان المعارك الضارية