الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ( الله جل وعلا غنى عن جهادنا ولكن .. / أمريكا والامبراطورية الرومانية / أخرجنا نعمل / قل للمليحة )

أحمد صبحى منصور

2024 / 7 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



عن ( الله جل وعلا غنى عن جهادنا ولكن .. / أمريكا والامبراطورية الرومانية / أخرجنا نعمل / قل للمليحة )

السؤال الأول : يقول كثيرون ان الله سبحانه وتعالى ليس محتاج لمن يدافع عنه . هل هذا صحيح ؟
إجابة السؤال الأول :
الله جل وعلا هو الغنى عن العالمين . والمؤمنون المجاهدون فى سبيل ربهم جل وعلا يعلمون أن جهادهم هو لمصلحتهم . قال جل وعلا : ( وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6 ) العنكبوت ). القضية كالآتى :
1 ـ خلقنا الله جل وعلا أحرارا فى أن نؤمن ونطيع أو نكفر ونعصى . هى مشيئة بشرية . قال جل وعلا : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ) 29 ) الكهف ).
2 ـ هناك من يشاء الكفر والعصيان ، ويظلم رب العزة جل وعلا بتقديس البشر والحجر وبالصّدّ عن دين الله ( الاسلام ) وتشويهه ، وبإختراع وحى كاذب شيطانى يجعله فوق القرآن الكريم . وبهم أصبح الاسلام متهما بالارهاب والتخلف . هذا هو الكفر وهو الشرك ، وهو ظلم عظيم لرب العالمين . قال جل وعلا : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13 ) لقمان ). وأظلم الناس هو من يفترى على الله جل وعلا كذبا ويكذّب بآياته . قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ( 21) الأنعام ). وتكرّر هذا المعنى كثيرا فى القرآن الكريم .
3 ـ بالتالى فهى قضية فيها ظالم ومظلوم . المؤمن يختار أن ( ينصر الله جل وعلا ) ، والله جل وعلا وعد بأن ( ينصر من ينصره ) . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) 40 ) الحج )
3 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) 7 ) محمد ).
4 ـ المؤمنون ـ إذ يجاهدون فى سبيل الله جل وعلا ـ يؤمنون إنه جل وعلا ليس محتاجا لجهادهم ، بل هم المحتاجون لهذا الجهاد ، ويأملون فى الجنة فهى ( تجارة مع الله جل وعلا ) . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (111 ) التوبة )
4 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ( 10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ( 11 ) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 12 ) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ( 13) الصّفّ )
السؤال الثانى :
ما هو رأيك فى وضع أمريكا اليوم بين بايدن وترامب ؟ ومن هو الأصلح منهما لقيادة أمريكا والعالم ؟
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ لا خير فى بايدن او ترامب . كلاهما خطر على أمريكا . واستبعادهما لا يعنى زوال الخطر الذى يحيق بمستقبل أمريكا فى هذا الجيل الحاكم . ليس هناك فوارق أساس بين الديمقراطيين والجمهوريين ، لأن الذى يوجّه أساسيات السياسة الأمريكية فى الداخل والخارج هو رأس المال والمتبرعون للحملات الانتخابية للكونجرس والبيت الأبيض . وأزمة غزّة فضحتهم ، وأثبت ان اللوبى الصهيونى أقوى مما كنا نعتقد ، وأن الأغلبية تخضع له فى تناقض مع القيم الأمريكية والأخلاقية . ترامب إرتكب سوابق فى رئاسته ، وهو يتوعد بالمزيد منها لو فاز بولاية ثانية . فى ولايته وضع أنصاره فى اكبر مؤسسة قضائية ، وحكمت لصالحه مؤخرا . خطورة ترامب فى : أنه يهدد بحمامات دم إذا لم يفز ، وأنه مقدما لن يعترف بالهزيمة ، وأنه يعبر عن القلب الأمريكى الأبيض المتعصّب ، والذى يلجأ للسلاح ، وبتأثيره ظهرت علنا دعوات الانفصال عن أمريكا فى تكساس وغيرها ، مما يعيد للأذهان مأساة الحرب الأهلية الأمريكية ،( 1861 : 1865 ) والتى وصل عدد القتلى فيها الى حوالى ثلاثة ارباع المليون علاوة على التخريب والدمار .
2 ـ أخشى أن أقول إن ما يجرى فى أمريكا الان يشبه الظروف التى أدت الى سقوط الامبراطورية الرومانية فى 4 سبتمبر عام 476 ميلادية ، وانقسامها الى جزئين شرقى عاصمته القسطنطينية ( الامبراطورية البيزنطية ) والغربى عاصمته روما وكان أقل شأنا . فى كتاب من ستة مجلدات حلّل المؤرخ الانجليزى ( جيبون ) أسباب سقوط الامبراطورية الرومانية ، من الفساد وعدم كفاءة الحكام والمغامرات الخارجية . من يقرأ كتابه يراه ينطبق على أمريكا اليوم . جدير بالذكر أنه عام 1964 أنتجت هوليودد فيلما ضخما عن سقوط الامبراطورية الرومانية مأخوذا عن كتاب جيبون ، شارك فى بطولته النجم المصرى عمر الشريف.
السؤال الثالث :
أصحاب النار سيقولون ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً ) لماذا لن يقولوا أخرجنا نؤمن ؟ فقد كانوا كافرين ؟
إجابة السؤال الثالث :
قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) فاطر).
1 ـ سيظلون وهم فى النار يرجون من الله جل وعلا الخروج منها . من ذلك مثلا : ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ (108) المؤمنون )َ.
2 ـ وهم فى النر آمنوا بالله جل وعلا وعلا وحده إذ ما أغنت عنهم آلهتهم المزعومة وضل عنهم ما كانوا يفترون. فالقضية هنا ليس الايمان ولكنه العمل الصالح . لأنهم فى النار سيتم تعذيبهم بعملهم السىء ، وهو جزاؤهم . قال جل وعلا : ( وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (90) ( النمل ). لذا سيطلبون العودة للدنيا ليعملوا عملا صالحا غير العمل السىء الذي سيكون عذابا لهم.
السؤال الرابع :
القصيدة الرائعة ( قُل للمليحة ) التى غنّاها المطرب صباح فخرى ، من قالها وما هى قصتها ؟
إجابة السؤال الرابع :
القائل هو الشاعر ربيعة بن عامر الدارمى التميمى ، وكان مقربا من الخلفاء الأمويين ، وقد توفى عام 89 أو 90 . وفى نهاية حياته تنسّك وترك الشعر وإلتزم المسجد متعبدا . وحدث أن صديقا تاجرا من العراق جاء المدينة ليبيع للنساء غطاءا للراس ( خمارا ) وكانت بألوان متعددة فأقبلت النساء على شراء الملون منها وبقيت معه الخمر سوداء اللون . كان لا بد للتاجر أن يبيعها قبل أن يعود للعراق . سأل عن صديقه القديم ربيعة الدارمى فقيل له إنه تنسّك ولزم المسجد . ذهب اليه يرجوه أن يساعده فى بيع ما كسد من تجارته . فأعلن ربيعة أنه ترك التنسّك بسبب حسناء رآها تضع على راسها خمارا أسود . قال هذا شعرا ، فالشعر هو أروع وسيلة للتواصل وقتها . قال :
قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبدِ
قد كان شمر للصلاة إزاره حتى قعدت له بباب المسجدِ
ردي عليه صلاته وصيامه لا تقتليه بحق دين محمدِ
سمعت النساء بالشعر فأقبلن على التاجر وإشترين كل ما معه من خُمُر سود . بعدها رجع الدارمى الى تنسكه وتعبّده .
المستفاد من هذا هو أن النساء لم يعرفن النقاب ، بل مجرد خمار يستر الرأس لا الوجه . تغير الحال فى العصر العباسى الثانى الذى سيطر فيه الحنابلة فنشروا النقاب ليغطى على الانحلال الخلقى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 94-Al-Aanaam


.. تغطية خاصة | صواريخ المقاومة الإسلامية في لبنان تواصل انهما




.. مشاهد متداولة للحرائق في شمال #فلسطين_المحتلة جراء سقوط صوار


.. ماهي الحضارات الأربع الأساسية في وادي الرافدين ؟




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تنصب الكمائن لكل م