الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لا تدفنوا نساءكم !!
مدحت قلادة
2024 / 7 / 16العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المراة هي الشغل الشاغل لفقهاء الاسلام بل في الحقيقة هي مركز ومحور تفكيرهم ..فهي عندهم مصدر الغواية وباب الرزيلة وفيها يتركز شرف الاسرة والامة اجمع
لذلك اسرف كل الفقهاء منذ ظهور الاسلام في التركيز علي كل ما يختص بها فليس بغريب ان نجد للفقهاء (سنة وشيعة ) شرح مفصل لكل ما يتعلق بالنساء ..بكل كبيرة وصغيرة بل اهتموا بأدق التفاصيل في حياتها وملبسها وعطرها و شعرها وكحلها وخروجها ودخولها ..بحيضها ونفاسها..وما يسمح ان يظهر منها وما يجرم ظهوره ..لانها كما قالوا مصدر غواية وفتنة باعتبار ان (الفتنة اشد من القتل ).
لقد شغل الفقهاء انفسهم بملبس المراة وقسموا النساء المسلمات الي حرة وعبدة (امة ) ..فالحرة كلها عورة عند اغلب الفقهاء ويحرم ان يظهر منها شئ الا الوجه والكفين ..بينما عورة العبدة (الامة ) فاللغرابة ان عورتها من السرة الي الركبة " رغم ان هذا تعارض فج في ان الناس متساوون كما ذكر الصفحات الإسلامية " فإن الناس كلهم في حكم الإسلام سواسية، لا يتفاضلون بنسب ولا بمال، ولا بلون ولا بعرق، وإنما تفاضلهم بما وقر في قلوبهم من الإيمان، واستقر في أفئدتهم من التقوى، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}. بمعني ان سيرها او ظهورها عارية الشعر والصدر حتي السرة لا يعد محرما بل هو مما يطابق الشرع !!
ولم يترك الفقهاء حتي حواجب المراة وشعرها وكحلها ووشمها فاسرفوا في احكامه الشرعية ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود حديث مرفوع عن النبي (ص) يقول :"لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله .." ..والحديث ورد في الصحيحين وفي سنن ابي داود..وقال ابو داود :الواصلة التي تصل الشعر بشعر النساء والمستوصلة المعمول بها والنامصة التي تنقش الحاجب ختي ترقه ..والواشمة التي تجعل الخيلان (جمع خال ) في وجهها بكحل او مداد (صبغة )والمستوشمة المعمول بها وقال الحافظ في الفتح :المتنمصة التي تطلب النماص ..والنماص ازالة شعر الوجه بالمنقاش ..ليس هذا فقط بل اهتم الفقهاء بموت المراة وطريقة دفنها وقالوا بعدم جواز دفن النساء مع الرجال في مدفن واحد !!
ومن عجائب الفقه الاسلامي القاء العبء كله علي المراة ..ففي رواية شهيرة في الصحيحين ان : (ازواج النبي كن يخرجن ليلا اذا تبرزن ..او للتبرز وكان عمر بن الخطاب يلح علي النبي ان يحجب نساءه ..وفي ليلة من الليالي خرجت سودة بنت زمعة زوج النبي للتبرز فناداها عمر :الا عرفناك ياسودة ..حرصا منه علي ان يحجب النيئ نساءه ..فانزل الله اية الحجاب )!!..وهنا نري انتحار المنطق وسقوط الاخلاقيات سمة من اهم سمات الفقه الاسلامي ..ففي الواقعة المذكؤرة لم يناقش احد : هل يجوز لرجل له مكانه ان يتتبع سيدة خرجت ليلا لتقضي حاجتها ؟!! وهل تتبع السيدات وقت قضاء حاجاتهن من شيم الشرفاء!! بل والمعتبرين صحابة (كامثال عمر )وهل مثل هذا المسلك الدنئ يتفق مع سلوك رجل سوي ؟
من المنطقي والطبيعي ان ينمي الدين في الانسان قيما انسانية رفيعة ..ولكن في واقع الاسلام حدث العكس تماما في موضوع المراة ..فقد تحول كل رجل دين الي مصمم لازياء النساء ..وتفضل الفقهاء بتحديد معايير ومواصفات لبس النساء ففي احد المواقع الاسلامية جاء عن زي المراة المسلمة :(ان يكون واسعا وفضفاضا بحيث لا يصف معالم جسد المراة فالملابس الضيقة تبرز مفاتن الجسم وتحدد شكل الجسد وحجمه وهذا مدعاة للفتنة وتحريك شهوة من يراها من الرجال فقد روي عن اسامة بن زيد (رضه )انه قال : (كساني رسول الله (ص) قبطية كثيفة مما اهداها له دحية الكلبي فكسوتها امراتي فقال : مالك لم تلبس القبطية قلت كسوتها امراتي فقال :مرها فلتجعل تحتها غلالة فاني اخاف ان تصف حجم عظامها ) ..اي ان النبي امره بوضع بطانة كثيفة للثوب كل لا يصف جسمها ..كما اشترط الفقهاء الا يكون اللباس الشرعي للنساء مشابها للباس الرجال ..لان رسول الله(ص) لعن الرجال المتشبهين بالنساء والنساء المتشبهات بالرجال ..واشترطوا ان لا يحتوي لبس المراة علي رموز خاصة بغير ملة المسلمين ..وان لا يكون معطرا لان رائحة الطيب تلفت الرجال اليها وتسبب الفتنة ..وقال رسول الله (ص) : (ايما امراة استعطرت فمرت علي قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية )..واستمر فقهاء المسلمين في منظومة تكفين المراة فتارة الحجاب لا يكفي واخري النقاب لايجب ان يظهر العينين تارة اخري ..لابد من منع خروج المراة علي الاطلاق فمكانها البيت (وقرن في بيوتكن ) وان خرجت تخرج الي القبر ..
لقد تناسي الفقهاء ان كل هذه الوصايا والتشريعات والتحريمات تعكس عدة امور
اولا -ان الدين الاسلامي ليس له تاثير علي جوهر المسلم من الداخل ..والا لتغيرت نظرة الرجال للنساء وسموا بنظراتهم تجاه اخوات لهم في الانسانية والايمان .
ثانيا-ان الرجل المسلم في الفقه هو حيوان شهواني يبحث عن فريسة ليفترسها بعينيه او بفكره ..
اخيرا علي المسلمين ان شاءوا الانضمام الي ركب الحضارة والانسانية ان يكفوا عن تكفين نسائهم والعمل علي تنظيف وتطهير افكارهم وضمائرهم وعدم الاكتفاء بممارسة فرائض فقط تخلق منهم بشرا منافقين معتقدين اعتقاد خاطىء ان ممارسة الشعائر كافي!!! فبدون ثمار للشعائر!! يكون جوهرهم سقيم منحرف يجعل المسلم في حالة انفصام بين الدين والقيم الانسانية ..يلتزم بالفرائض ظاهريا ويرتكب علي ارض الواقع كل ماهو مخالف اخلاقيا وانسانيا!!
اخيرا رسالتي للمسلمين لا تكفنوا نسائكم بل طهروا داخلكم طهروا قلوبكم وأفكاركم سوف تتطهر عيونكم ايضا لان استمرار تكفينكم للسيدات هو سبه و وصمه عار في جبينكم ويعكس فشل دينكم في خلق اناسا اسويا
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - ف الصميم
عدلي جندي
(
2024 / 7 / 16 - 18:54
)
الحال من بعضو
ولو انه زايد حبتين عند بتوع تكفين المرآة وهي ع قيد الحياة
لذا لا تنسى لورسمحت
المرآة لدى عقيدة الارثوذكس يمكنها ممارسة طقس التناول اثناء الدورة الشهرية لانها
إفرازات طبيعية وليست بسبب نجاسة ممارسات خاطئة
مش كده وإللا ايه.....!!!!؟؟؟
عامة
ليس جديرا بالحرية والإحترام من يعتقد ان حياة صالحة تتطلب مشورة الدين ورجاله
سلام