الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ثورة 14 تموز والاسلام السياسي الشيعة نموذجا
مهران موشيخ
كاتب و باحث
(Muhran Muhran Dr.)
2024 / 7 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عنوان المقال اعلاه قريب جدا لعنوان المحاضرة التي القاه الدكتور رشيد خيون المحترم عبر خدمة زووم يوم الخميس المصادف 18 تموز 2024. المحاضرة من منظورالالقاء الاكاديمي وكذلك الظهور الاعلامي كانت جيدة وناجحة وشيقة للاستماع، بما فيها بعض التعليقات والاجابة عليها من قبل المحاضرالمحترم، الا ان المحاضرة من حيث الفحوى كانت بعيدة عن عنوانها ولم تكن حياديا لافي الطرح ولا في سرد موقف مرجعيات الشيعة وتحديدا مرجعية الحكيم من ثورة 14 تموزالمجيدة.
المحاضرة لم تكن حيادية تجاه الزعيم الشهيد عبد الكربم قاسم ولا تجاه الشيوعيين والديمقراطيين والفئات المجتمعية الاخرى من اكراد ومسيحيين و صابئة وايزيديين ويهود، حيث تجاهل المحاضر حضورهم كمواطنين في المجتمع العراقي وكأن المجتمع العراقي منذ ثورة 14 تموز والى يومنا هذا يتكون من بعثيين وشيوعيين وشيعة فقط. ان هذا التجاهل لمؤرخ ذو باع طويل في تدوين تاريخ احداث المنطقة العربية مرفوض جملة وتفصيلا. بودي ان اذكر المحاضر من ان الملايين التي هاجرت او هجروا قسرا داخل العراق او الى خارج العراق هم من جميع المكونات الاثنية والدينية والطائفية بمن فيهم الشيعة، وقد اضطروا الى ترك مساكنهم نتيجة سياسة المحاصصة الطائفية المقيتة للمرجعيات الدينية الشيعية وبضمنهم طبعا مرجعية الحكيم، هذه الحقيقة التي نعيشها يوميا منذ عشرين عاما لا يحتاج الى بحث واستقصاء يجريها الدكتور رشيد خيون لاثبات دور مرجعية
الحكيم الى جانب المرجعيات الاخرى في تدمير المجتمع العراقي
لقد اكد المحاضر مرارا على انه يسعى الى تسجيل الوقائع بحيادية في كتابة التاريخ منطلقا من مبدء يؤمن به المحاضر شخصيا الا وهو... انصاف الطرف المعاكس عند كتابة التاريخ. قبل ان ادخل في مناقشة اطروحة المحاضرة اتسائل.. يا ترى هل بالامكان انصاف هتلر عند توثيق مجازرالنازيين اثناء الحرب العالمية الثانية، او انصاف بول بوت، او بينوشيت، او ستالين اوالحكومة العنصرية في جنوب افريقيا اومجازر البعثيين في العراق على يد صدام وابناء عمومته في العراق لمدة اربعين عاما، ونفس المجازرالتي ارتكبت في سوريا على يد حافظ الاسد وابنه بشار الى يومنا هذا، والقائمة لاتنتهي عند سودان. ان تدوين التاريخ يجب ان تكتب بوعي بشري مستقل خلاق وبتفكير وقلب ابيض وبقلم شفاف بدون وجدانيات وبدون انحيازتحت ذريعة الانصاف
واقع الحال الاستاذ رشيد خيون قام بتبرئة جميع المرجعيات الشيعية من مسؤليتهم التضامنية مع مجرمي البعث، مصاصي الدماء باستباحتهم دم الشيوعيين ودم كل الديمقراطيين الذين رفضوا التساوم مع البعثيين الفاشست منذ الشباط الاسود عام 1963 وعلى امتداد اربعين عاما حتى الغزو الامريكي. والبعثيون لم ينتهي دورهم الارهابي الدموي ولم ينتهي تضامن الاسلامويين الشيعة معهم منذ سقوط المقبور والى يومنا هذا، فالطرفين يمثلون الاغلبية الساحقة داخل قبة البرلمان وفي الحكومات التي تعاقبت منذ السقوط، والطرفين يمثلون وجهي عملة واحدة مزورة في عراق ما بعد 2003 ، والدليل هلى ذلك رفضهم اعتبار يوم 14 تموز عيدا وطنيا وبالتالي رفضوا ان يكون يوم عطلة رسمية، مصرين بذلك على ان يبقى العراق دولة مجهولة يوم ميلادها دولة يتيمة، دولة لا تمتد جذورها الى الحضارات السومرية والاكدية والآشورية وانما دولة انشات مع نشات الشيعة !.
الاستاذ المحاضر كرس وقته لتبرئة آل الحكيم من فتوى استباحة قتل الشيوعيين باعتبارهم كفار و ملحدين. لو اسلمنا بهذا الطرح نتسائل عندئذ، كيف يمكن تفسير او تبرير السكوت على آلآف القتلى من ميليشيات الاحزاب الشيعية التي سقطت في معركة جنونية من اجل السلطة والجاه في كربلاء وكذلك في صولة الفرسان في البصرة؟، وليس آخرها عشرات القتلى بين مسلحي المرجعيات الشيعية المتناحرة عند اقتحام المنطقة الخضراء و( احتلال) مبنى البرلمان؟. يومها خرج المالكي رئيس حزب الدعوة الشيعيةالى الشارع و بيده رشاشة كالاشنيكوف ليقاتل اعدائه الذين يسعون قتله، هؤلاء الذين ارادوا قتل المالكي بطبيعة الحال لم يكونوا شيوعيين ولا مسيحيين وانما انصاراحد ابرز المرجعيات الا وهي مرجعية الصدريين. قتلى الطرفين من انصار مرجعية الصدر وباقي المرجعيات تم احتسابهم شهداء !!!، ومخاطر الصراع الدموي بينهم قائم الى يومنا هذا بين ليلة واخرى. ترى اين هو موقف مرجعية الحكيم والمرجعيات الاخرى من هذه الجرائم؟، وهل سمح بدفن قتلى الطرفين في مقبرة واحدة في النجف الاشرف؟.
ان ثورة 14 تموز المجيدة التي قادها الزعيم عبد الكريم قاسم حضيت بدعم الجماهيرالكادحة بكل مسمياتهم منذ الساعات الاولى وفي الطليعة منهم الشيوعيين العراقيين، وهذه الفئات الجماهيرية نزلت الى الشارع بهوية المواطنة العراقية متجاوزة انتمائاتها القومية والدينية ، نزلت الى الشارع لتدافع عن الجمهورية، وعن ثورة 14 تموز وعن منجزات ثورة 14 تموزعند الانقلاب الفاشي البعثي الدموي. في حين المرجعيات الشيعية اجمالا سكتت عن الجرائم الدموية للبعثيين في 8 شباط 1963 وما بعدها والى يومنا هذا، لا بل مرجعية الحكيم اصدرت فتوى عام 1963 تستبيح دم الشيوعيين، ومرجعية كاشف الغطاء ذهبت اكثر من ذلك واصدرت فتوى اذيعت مرارا في الايام الاولى لانقلاب البعثيين عبراذاعة بغداد جاء في الفتوى... رفض دفن الشيوعيين في مقابر النجف لانهم كفار و ملحدين. المرجعيات والى يومنا هذا لم تتصالح مع ثورة 14 تموز ولم تنصف ثورة 14تموز ولم تنصف الشيوعيين وترفض التعايش معهم حتى الان. خير دليل على ذلك هو الاحداث المخزية التي سبقت محاضرة الاستاذ رشيد خيون بيومين حيث قامت القوات المسلحة بالضرب المبرح واطلاق الكلمات النابية بحق مجموعة من اعضاء منظمة الحزب الشيوعي العراقي في كربلاء الذين كانوا بصدد تعليق لافتات تمجد بثورة 14 تموز المجيدة. قوات الامن هذه قامت بتعصيب عيون الشيوعيين واعتقالهم!!. ما اشبه اليوم بالبارحة، بعد مرور 76 عاما لا يزال الحقد والكراهية والعداء لثورة 14 تموز وللشيوعيين قائمة مثلما كان الحال ايام فتوى الحكيم. سؤال برئ مستقل ومنصف الى الاستاذ المحاضر هل نحن هنا في هذه الواقعة البربرية الوقحة بحاجة الى بحث واستقصاء للاستنتاج من ان وراء هؤلاء القوات الامنية تبريكات المرجعيات و بضمنهم مرجعية الحكيم . هل يعلم المحاضر اين حدث هذا الضرب والاعتقال؟... في عرين المرجعيات، مدينة كربلاء، ومتى حدث؟... في عاشوراء. اتسائل هنا من يقف وراء هذه الاعمال اللاديمقراطية الوحشية تجاه الشبيبة الوطنية الثورية الشيوعية ؟، من هم المتضامنون مع هذه القوات المتوحشة؟ وبيد من هي السلطة الادارية والامنية لمحافظة كربلاء؟، حتما انها ليست بيد الازيديين ولا المسيحيين ولا الصابئة ولا حتى الاكراد او العرب السنة، انما بيد ابناء وانصار المرجعيات الشيعية المحلية في مدينة كربلاء ومنهم مرجعية الحكيم. واذا كنت انا مخطئا او متجاوزا في تحليلي فاني ادعوا مشكورا ممثل المرجعية ان يخرج وينتقد هذه الممارسة الشنيعة التي جرت على بعد امتار من شعارات و رادود يمجد ويعظم التعاليم الانسانية للثورة الحسينية، اين هذا من ذاك؟، وهل هذه الممارسات اللانسانية التي جرت بالامس القريب تحتاج الى وثيقة لكي تستحق ان تسجل في التاريخ على موقف المرجعيات من الشيوعيين او المحسوبين على الشيوعيين او العلمانيين او الليبراليين. ان انصاف الطرف المعتدي في حادثة الاعتداء الاخير على الشيوعيين في كربلاء يعني السكوت عن الانتهاكات المليونية الفظة لحقوق الانسان على امتداد عشرين عاما من قبل الفصائل المسلحة المرتبطة بالمؤسسات الشيعية الاطارية والصدرية معا والمرتبطة جميعها ارتباطا عضويا وثيقا ،بالمرجعيات الشيعية في النجف والقم، طبعا بضمنهم مرجعية الحكيم
لقد ذكر المحاضر من ان مدينة النجف هي مدينة متدينة شيعية وهي قبلة الشيعة في العالم ولا مكان لانتعاش الفكر الشيوعي فيها...الخ. بودي هنا ان اذكرالزميل رشدي خيون من ان اثنين من الشهداء الثلاثة الاوائل الذين صعدوا الى منصة الاعدام في العهد الملكي البائد قبل 76 عاما، الى جانب مؤسس الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف ( فهد) كانا عضوي المكتب السياسي البطلين الشهيدين حازم وصارم وهم شيعة ومن مدينة النجف الاشرف.
بعيد الانقلاب العسكري الدموي على ثورة 14 تموزاعتقل المجرمون البعثيون القادمون بالدبابات الامريكية سكرتيرالحزب الشيوعي العراقي الشهيد الخالد سلام عادل واعدموه بعد ممارسة ابشع انواع التعذيب الوحشي الفاشي النازي معه. الشهيد سلام عادل كان من عائلة شيعية عريقة في النجف و كذلك زوجته الشيوعية طيبة الذكرالمرحومة ام ايمان ـ ثمينة. يا ترى هل مرجعية الحكيم اواية مرجعية شيعية اخرى مستعدة اعادة الاعتبار لهؤلاء الابطال الشيعة الشيوعيين اللذين ضحوا بحياتهم من اجل وطن حر و شعب سعيد؟، وهل مرجعية الحكيم مستعدة اليوم اعتبار الزعيم عبد الكريم قاسم شهيدا؟، الجواب كلا والف كلا لانهم رفضوا علنا و بدون خجل اعتباريوم ثورة 14 تموزيوم عطلة وطنية
وفي سياق الحديث عن مدى عقلانية وجود الحزب الشيوعي في النجف باعتبارها مدينة يغلب فيها الطابع الديني الشيعي، بودي ان افصح عن معلومة للاستاذ رشدي خيون مفادها ان الحزب الشيوعي العراقي حتى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي كان له خط تنظيمي خاص في النجف اعضاه كانوا فقط من رجال الدين الشيعة . الفكر الشيوعي كان وسيبقى نبتة قابلة على النمو والازدهار من شمال زاخو والى جنوب الفاو مرورا بالكربلاء والنجف
اختتم مداخلتي وتعقيبي على محاضرة الدكتوررشدي خيون الذي دافع بحماس عن عدم مصداقية ما قيل عن فتوى مرجعية الحكيم بتوجيه سؤال مباشر له وبمنتهى الشفافية... هل مرجعية الحكيم مستعدة اليوم و قادرة على ضم سكرتير الحزب الشيوعي العراقي سلام عادل و زعيم ثورة 14 تموز عبد الكريم قاسم الى قائمة شهداء الحركة الوطنية التحررية في العراق؟. لو تمكنوا من اعادة الاعتبار لهم ستنتفي عندئذ الحاجة الى التعمق في البحث والتدقيق حول مصداقية فتوى آل الحكيم في احقية قتل الشيوعيين باعتبارهم كفار و ملحدون . ان هذا المطلب مستحيل تحقيقه لانه لو تحقق ذلك سيسقط عندها من قاموس المرجعيات الشيعية مفهوم... الجهاد في سبيل الله
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بلينكن يحذر من أي تصعيد يعرقل اتفاق غزة
.. جنود الاحتلال ينكلون بجثامين شهداء ويلقونها من سطح منزل في ب
.. عائلات المحتجزين في غزة: نتنياهو يحاول تخريب الصفقة بتوترات
.. وسط ارتفاع كبير في الإصابات والوفيات.. -جدري القردة- لا يزال
.. بعد أيام من “تفجيرات البيجر”.. تصاعد التوترات بين إسرائيل وح