الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 15 -1

عبدالله اوجلان

2006 / 12 / 18
القضية الكردية


وإذا عدنا إلى التكرار بشكل مختصر:
أ ـ لقد تم استخدام جريمة مقتل بالمة ذريعة بهدف حماية تركيا من الثورة التحررية الكردية ومن أجل استمرارية تبعيتها للخارج خلال وبعد نظام 12 أيلول، بالإضافة لأهداف أخرى بالطبع، إن دعم بالمة للحركات الموجودة في دول مثل فيتنام وجنوب أفريقيا واقترابه منها بتسامح، حوّل السويد التي كان يشغل بالمة منصب رئيس الوزراء فيها، إلى مركز كان يمكن أن تكون السويد مركزاً لحركة التحرر الكردية، حيث كان بالمة ضد نعت الحركة الكردية بالإرهاب، إن نظرية الأثر الكردي والجهود الرامية إلى إعلان حزب العمال الكردستاني حزباً إرهابياً، وبالإضافة إلى ذلك منع بالمة لهذا التوجه، ومحاولة إزالة الوضع الإيجابي للسويد مرتبطان أشد الارتباط بمقتل بالمة، وسيأتي اليوم الذي ستتوضح فيه علاقة منظمة غلاديو التابعة لحلف الناتو التي لم تكن قد ظهرت في أوروبا بعد بهذه المؤامرة وبغيرها الكثير من المؤامرات، وبعد عملية 15 آب 1984 مباشرة وبعد أن وضعت ألمانيا كل ثقلها وحققت وفاقاً مع الحكومة التركية، بدأت مرحلة من العزل والتجريد ضد حزب العمال الكردستاني في أوروبا، بعد اتضاح الكثير من المصالح الاقتصادية، وتعد عملية "بالمة" التآمرية إحدى الحلقات الهامة لهذه المرحلة، وما كان يتم إعداد قيادة في هذا الاتجاه، كتطور آخر لأحياء عملية انقسام في صفوف حزب العمال الكردستاني من خلال مجموعة يترأسها جتين غونغور، وكأن تحريضات "كسيرة" بدأت تعطي ثمارها، حيث تم إبعاد الكثير من المثقفين مثل محمود باكسي وشفان برور، ولا يمكن تفسير ذلك بأنها عبارة عن جهود تركيا بمفردها، حقاً لقد كان قراراً تم اتخاذه في مركز أوروبا، وأما بالنسبة لليسار التركي فكان قد تم اخصاءه منذ زمن بهذه الطريقة، بينما كانت تتم ممارسة مخططات مشابهة لحركات التحرر الأخرى في العالم.
كما أن قيام ألمانيا باعتقال أعضاء من حزب العمال الكردستاني، يشكل جزءاً واعياً من هذه الخطة، حيث استهدفت إلى إحداث الانشقاق فيه، ووضع جزء هام منه تحت سيطرتها، لقد عكست الصحف تقييم رئيس الأركان العامة التركية دوغان كوريش عندما كان يقوم بجولة في لندن في بدايات عام 1990حين قال:" لقد تمت المصادقة على خطتنا " ويتضح أن بريطانيا كانت كألمانيا تلعب دوراً في عملية التصفية، ومن جهة أخرى فقد اتفق رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني مع وزير الخارجية التركي حكمت جتين سراً في العاصمة النمساوية فيينا، على الإعلان عن حزب العمال الكردستاني حزباً إرهابياً في عام 1991، لقد كان موقف الطالباني هذا متداخلاً مع مواقف ألمانيا وفرنسا وإنكلترا، ولعب دوراً هاماً وأساسياً في الإعلان عن الحزب حزباً إرهابياً، لقد استهدفت وحدة الرأي هذه التي تم الوصول إليها في أوروبا، إلى خلق حركة كردية خالية من حزب العمال الكردستاني، لأن تشكيلة من هذا النوع تعد ورقة ضرورية جداً بأيديهم ويمكنهم استخدامها في الشرق الأوسط كما يريدون.
ب ـ بعد فشل تجربة وقف إطلاق النار مع أوزال في عام 1993بدأ العمل هذه المرة بتكتيك آخر استقر في جدول الأعمال وهو "نعم لحزب العمال الكردستاني ولا لـ آبو" لقد تم طرح هذا التوجه التكتيكي لأنهم فشلوا في مقاومة وتشتيت حزب العمال الكردستاني الذي امتلك قاعدة جماهيرية تقدر بالملايين، حيث بدأت كل دولة تشكل كوادرها لحزب عمال كردستاني خاص بها، وقد وضعت خطوات هامة في هذا الاتجاه ابتداءً من الشرق الأوسط وحتى روسيا وأوروبا.
ثم اخترعوا لقب"الرجل الثاني" وأطلقوه على شمدين صاقق، وتم العزم على تصفية آبو، وراحوا يحسبون حساب المرحلة التالية، وبدؤوا حملة اعتقال لا معنى لها، من أجل إعطاء كاني يلماز دوراً في هذا الاتجاه، حيث كانوا يهدفون إلى استخدامه كقائد لحزب العمال الكردستاني بعد أن تتم عملية الاستسلام أو التصفية المحتملة، وأما موسكو فقد كانت تعمل على استخدام نعمان أوجار، كما توضح الشيء نفسه بالنسبة للعديد من دول الشرق الأوسط، فقد تكاثفت الأعمال والجهود حول الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني، وكانت تنفذ عمليات مشابهة ضمن بنية HADEP حزب الشعب الديمقراطي، وفي الوقت الذي كان يتم فيه اعتقال خطيب دجلة وليلى زانا والنواب الآخرين الذين لم يستسلموا، كان يتم إغلاق منظمة حزب الديمقراطية "DEP" وكان يتم التنازع حول HADEP بالإضافة إلى ممارسات مثل تفريغ كردستان من سكانها بأساليب وحشية واستخدام المنظمة التي تتستر بحزب الله لقتل الآلاف من الوطنيين الذين لا ينتمون إلى أية منظمة، وقد كانوا يعرفون الأحداث بشكل مسبق، فمثلاً قبل أن يمر نصف ساعة على تفجير مقر القيادة في 6 أيار 1996نشر خبر من لندن على العالم عن مقتل أو تفجير عبدالله أوج آلان.
ج ـ لقد كان لتحالف إسرائيل وتركيا عام 1996 وعلاقات تركيا مع المنظمات الكردية والتركمانية في شمال العراق التي تمت بنفس الفترة المحتوى ذاته، فقد كانت أهم مادة في اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد التي وقعت في واشنطن في 17 أيلول 1998تعبر عن الموقف المعادي لحزب العمال الكردستاني مثلما حدث في عام 1925 تماماً، فقد تحقق اتفاق مصالحة مشابه في نهاية عام 2000 مقابل قائمة طويلة من التنازلات التي قدمتها تركيا، ويعد هذا الأمر من جهة تكراراً وتجديداً لمعاهدة لوزان، حيث كان يتم عزل حزب العمال الكردستاني والحركة التحررية الكردية بالكامل، وكان يتم إعطاء تعهدات مختلفة من أجل أسر القيادة، كما كان يعطي الضوء الأخضر لكافة عمليات العملاء الكرد والخبراء التقنيين الإسرائيليين، فقد كانت هذه عبارة عن خطة تصفية شاملة.
إن ما يقع على عاتق قيادة حزب العمال الكردستاني هو أن تواصل سيرها بشك ضد مجهول، مع الرفاق الذين لم يحلوا بعد مشكلة العصابات التي في داخلها، والذين أعادوا تمركز قواتهم، والذين اعتادوا على الحياة الرخيصة على مائدة القيادة، ولم يتخلصوا من أسلوب القيادة والأوامر المزيفة، وأمام بعض الأصدقاء وفي مقدمتهم اليونانيين الذين لم يكن قد أنكشف بعد وجههم الداخلي ومواقفهم المصلحية والجبانة، وتبدأ المؤامرة في 9 تشرين الأول 1998.
أثناء تقييم خروجي في 9 تشرين الأول 1998 يجب إجراء تحليل صحيح وصميمي لأرضية الشرق الأوسط، وما تعنيه هذه الأرضية، لقد عشت ممارسة عمرها عشرون عاماً على هذه الأرضية، ومارست الكثير من الأنشطة وأقمت الكثير من العلاقات وظهرت تطورات مهمة وتاريخية، لذا يجب أن نوضح وبشكل أكيد كيف حققت هذه التطورات وما هي الأعصاب والروح التي امتلكتها والتي استقبلت بها هذه التطورات، وكيف استطعت تحمل كل ذلك وتفهم جميع جوانبها، في البداية لم تكن الكثير من الأوساط وفي مقدمتها بنية حزب العمال الكردستاني تظهر قدرة على فهم الجوهر الأساسي لهذا الأمر، باستثناء المظهر الرسمي الذي لا يعبر عن أي شيء، ولا تستطيع فهم الجوهر المصيري، حيث يُعتقد أن جبهة التقدميين الاعتياديين قد عاشت وعملت في وئام ونجحت، ولكن هذا لم يكن موجوداً، طبعاً لقد كانت التفسيرات الرخيصة تؤمن لهم الراحة، فقد كانوا يُشبعون مفاهيمهم السياسية والتنظيمية الدوغمائية، ولما وجدوا أن هذا الموقف لا يكفي، لجأوا هذه المرة إلى المفاهيم القدسية التقليدية، وفسروا ما يريدونه باستخدام خصائص الشخصية "فوق الطبيعية" وبذلك كانوا يريدون أن يتخلصوا من المسؤولية بسهولة، ولذلك لم يقترب أحد من تحليل الممارسة التي عايشتها بمعانيها التاريخية والمثيولوجية والفلسفية والدينية والعلمية، فقد كُتب الكثير من الكتب، وأنا أيضاً كتبت، ولم أعد في وضع يسمح لي بأن أكتب عن الحقائق التي عايشتها، ولهذا يجب تطوير مجالات الحرية، ولكن الذين تتوفر لديهم الأوضاع المناسبة والذين لم ينجحوا في فهم الشروط اللازمة لتطورهم، وعلى رأسهم الذين يدعون أنهم رفاق ومؤسسات، ولا يحاولون أن يطوروا أنفسهم بهذا الموقف ويحكمون عليه بالفشل، فليحلل هؤلاء هذه السنين إن كان ذلك ممكناً، وليبينوا ما الذي تعنيه هذه السنين بالنسبة لتاريخ ومستقبل الإنسانية والكرد والشرق الأوسط، لأنهم بدون هذه الإمكانية، لن يستطيعوا تحليل الحقائق التاريخية المعاصرة ولا الحقائق الواقعية اليومية، كما لن يستطيعوا إنارة الطريق المؤدي إلى الحياة الحرة، فهذا هو الطريق الوحيد الآن الذي يجب فهمه بجهد كبير وتطبيقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي