الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..(25)

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2024 / 7 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


----------------------------
في تقديري ، لا أحد يُمكنه أنْ ينفي حقيقةَ أنّ الصراع بين الناس و شؤون الامم ، هو أمر دائم لا ينقطع ، و أن المؤامرات والسياسات والدسائس والخطط و و و ,,من أجل تحقيق المصالح قائمة على قدم وساق .
لكن التأمل في هذا الامر أكثر ، و التفكير جيداً في مدى غرابة انتشار " فكر المؤامرة" في بوادينا المشرقية (الاسلامية بالذات ) وأسباب الاصرار على هذا النمط من التفكير المبالغ فيه .
يدفع المرء الحصيف إلى ملاحظة أنّ بعضاً كثيراً من أتباع نظريات المؤامرة الجامحة عندنا ، يُبالغون جداً في قصصهم الخيالية وسردياتهم المؤمراتية .
والعجيب أنهم يعرفون - أحياناً - بشكل جيد ، أن قصتهم تبدو غريبة ولا عقلانية في نظر الآخرين .
لكنهم رغم ذلك ، تجدهم يؤمنون يقيناً جازماً حازماً ، بأن العالم يسير بهذه الطريقة فقط .
و تجد مخيالهم الثرثار ، اليقظ ، فعالاً بقوة عجيبة من اللغو والتبرير والتركيب ، عند كل حدث ٍ غامضٍ ، أو خبر ساطع ، لا يروق لهم ، أو لا يواكب مسار عقائدهم .
وقد رأيت بالفعل في أكثر من مرة ، أنه كلما كانتْ النظرية المؤامراتية التي يقدمونها أكثر غرابة، كلما ارتفعت في قناعاتهم أسهم القبول الاجتماعي لسرديتهم ، و سهل تقبل أوهام قصصهم العجائبية .
بالطبع ، أنا لا أستطيع أن اعرف كل الأسباب وراء ذلك .
لكن أقول بعامة : تبقى درجة قبول سخافة الخبر المنقول في مجتمع ما ، تعتمد أولا - في تقديري - على نوع التنشئة الثقافية بعامة ، و الثقافة الدينية على وجه الخصوص ..
وأنا أتصور أيضاً ، أن مثل هذا النمط من التفكير المؤامراتي غير السوي ، له بعض المزايا ، فهو يقوّي التماسك الداخلي للجماعة المتخلفة علمياً و حضارياً ، أو الجماعات البشرية ذات الوعي المتأخر ، ، التي لا ينتشر فيها منهج التعليم الجيد ، أو لا تحكم أفهام ابنائها اساليب التفكير النقدي المنطقي .
و عليه ، كثيراً ما نجد دائما المؤمنين فيها ، تلوذ بهذا النمط من التفكير المؤامرتي - لانه يوفر لها نوعاً من الأمان - الذهني ، - ويُقلل من حال الدهشة و القلق الجماعي ، - و يعدم التساؤل والشك المنهجي المفيد، الذي يدفع الى البحث والتقصي، ويُشكل اللبنة الأولى لأي نهضة أو تطور .
اخيراً وليس آخراً :
لقد صدق من قال بأن الأمة شبه الميتة، التي تعيش جماهيرها في قاع الحضارة والحياة والواقع ، تعتقد دائماً ، أنّ أيّ خبر، أو حجر، أو مطر ينهمر عليها من الأعلى ,,على انها - بلا شك - مؤامرة خبيثة ، على تاريخها اليابس المزعوم ، أو على حالها البائس الموهوم ..
الحمد لله على نعمة العقل ..
zakariakurdi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على أبرز عمليات المقاومة عند حاجز النفق جنوب القدس


.. مصابة من غزة تودع زوجها الشهيد بعد قصف إسرائيلي طال منزلهما




.. المعارضة السورية تتلف كميات من مخدر -الكبتاغون- في مطار المز


.. رسام يمني يرسم شهيدا سوريا تضامنا مع سجناء الرأي في سوريا




.. ناشطون مؤيدون لفلسطين في اليابان يدعون وقف الحرب على غزة