الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية وسياسية 246

آرام كربيت

2024 / 8 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تم ربط الشرف بالأخلاق، بمعايير الملكية، بالمكانة، والفخر.
منذ أن تم رسم قوانين حمورابي، تم ترسيخ قيم معينة، محددة، إلى أن أصبحت جزءًا من سيكولوجيا الإنسان إلى درجة لم نعد نقف أمام أنفسنا، أو نحاول أن نقرأ الأخطاء التي نمارسها بحق أنفسنا كل يوم.
القهر الذي نمارسه بحق أنفسنا أصبح شرفا، العبودية والخضوع أضحى شرفًا، احترام ملكية الغني، العفة الفارغة أصبحت جزءًا من الشرف.
هذه المعايير انتقائية، تم كيلها بعدة مكاييل، وضعها الإنسان عبر القوانين عبر التاريخ إلى تحولت إلى شيء مقدس.
الشرف مفهوم مريض، خلق إنسان ضعيف عبر التاريخ، مهزوز يدافع عن قيم ليست له، جاءته من نخبة تريده أن يبقى ذليلًا في جوهره، منافقًا، يدافع عن قيم ليست نابعة من ذاته.
الضعيف هو الذي يدفع الفاتورة الثقيلة، خاصة المرأة.
جاء الدين ليضفي على الشرف قيم عليا، عبر ربطه بما وراء الطبيعة، على أنه منزل من عند الله.
اعتبر مفهوم الشرف، الكرامة، العزة والعلو، كلها كتل عنف، حمولة تهدف إلى خلق عدو منك، من نفسك، تخضع لها عبر مفاهيم جاءت إليك من خارجك، جعلتك عبدًا مسيرًا تركض وراء إذلال نفسك، حاملًا هذا الذل بيدك، كأنه طفلك الجميل، تخاف عليه من المرض أو البرد أو الجوع.
هذه المفاهيم والمصطلحات ولدت مع الحضارة التقسيمية للبشر عبر استخدام المفاهيم المتدولة لتسهل مهمة النخبة المسيطرة أن تسيطر بارتياح وسلاسة على عالمنا المريض.

الحجاب إعلان صارخ عن هوية مهزومة، إفلاس حضاري.
لم يعد لدينا ما نقدمه سوى هذه الخرقة البالية نغطي بها رؤوسنا لنمنع الناس من رؤية عارنا.

أجمل شيء في الحياة هو الشيطان، هو من يمنحنا الحقيقة، الانسجام مع الذات. ويقدم لنا الفرح واللذة والسعادة والاهتمام بالذات دون لف أو دوران.
إنه نرجسي بامتياز، بيد أنه صادق وواضح، ولا لبس في اختياراته لأنه منسجم مع ذاته ومع قوانين الطبيعة.
ويحي الذاكرة الطبيعية للبشر، ذاكرة صادقة واضحة، لا زيف فيها ولا كذب أو نفاق.
وعمليًا، الذاكرة، عملية خلق وإبداع وعطاء.
لو كنّا مع الشيطان منذ بدء مسيرة الإنسان في الحياة لما كان هناك جماعة الله، الملونين، المتلونين كل يوم بألف وجه ووجه، على وجه كل واحد ألف مسحوق، قناع وقناع، يمنحوننا الجمال المزيف والكذب والخداع، ويميعوا الحقيقة والذات ويقدموها بصورة خيرة، بيد ان باطنها شر بامتياز
الله، هو المال والسلطة والنفاق والعبودية والتذلل.
الشيطان يذكرنا بحقيقتنا الجلية، أن نكافح ونفكر ونقاوم، يأتي الله ليطمس مشروعنا في البحث عن البدائل.
إن الصراع بين جماعة الله وجماعتنا، الشيطان سيستمر إلى أن ينتصر أحدهما على الاخر.
الشيطان هو التحفز والمعرفة، العلم، الاتكال على الذات، مقاومة العبودية.

غربة الإنسان نابعة منه وفيه، من داخله، فما بالك بالغربة عن ذلك الحنين الأول.
الغربة وجع دائم.
الغربة تجعل الذات مشتتة، ضائعة، تعيش خبط عشواء في حقول جرداء، تبحث عن نفسها في كل مكان، في عالم لا يركن إلى الأمان والخضوع والخلود.

الكثير من الناس ينتظرون أن يأتيهم الرزق من وراء الغيب، يحلمون به، كأن هذا الغيب في اليد، يضعون الاحتمالات الكثيرة لمجيء هذا الرزق على حصان أبيض.
هذا الخيال المجنح، الحلم الفارغ، كسل، شجعته وما زالت تشجعته عقول مريضة، غايتها هو عزل الناس عن واقعهم والبناء على واقع أخر، واقع كاذب. من أين سيأتي الرزق إذا كنت متقوقعًا على نفسك، لا تعمل ولا تجد؟

ماذا لو أنك استيقظت صباحًا ورأيت وجهك وجه أخر، وأسمك أسم أخر؟
رباه، من أين لك هذا الانقسام المبعثر على الذات؟
من أنت؟
سننكرك ما دمت موجودًا

كانت الحسكة مدينة صغيرة وبسيطة وهادئة.
وكان نهر الخابور يجري في مستقره، غزيرًا دافقًا سعيدًا يسرح في الأرض والسماء. بينما نهر الجغجق الذي ينبع من تركيا، يمر من وسط مدينة القامشلي، يعبر أراضي الجزيرة ويتوزع على سبعة فروع، يعود ليلتحم مع الخابور في مكان يسمى المخلط بالقرب من مدينة الحسكة.
يبقى هذا النهر المسكين تحت رحمة الأتراك.
يجري طبيعيًا حرًا في الخريف والشتاء والربيع، ويموت بقطع أنفاسه من قبل الأتراك في فصل الصيف.
يصبح مثل اليتيم على باب اللئيم، وفي فترة جفافه يتحول إلى شبه مستنقع تكثر الأوساخ فيه وعلى جانبيه.
في ذلك الربيع من العام 1965 أطل على المدينة وأرضها وسهولها فيضان الخابور، فغطى سهولها بالورود والزهور والحشائش الطبيعية. ورقص الفرح والهواء النقي في أفيائها. وبدأ الخابور كعادته يرتفع ويرتفع، ويرمي بجماله على الزمن.
أحمر ماءه وانتفخ بالطمي والتراب والزل وبقايا الأشجار المكسرة.
أتفق والدي وجارنا صالح الدلي، أن يذهبا إلى الصيد، بينما الخابور في مخاضه ودفقه وهيجانه. بيد أنه لم يكتمل في هياجه بالكامل.
ذهبا إلى المخلط التقاء الجغجغ بالخابور ورموا بسناراتهم في الماء. وانتظرا نفحة الفرح من عكر الماء.
قال والدي:
ـ لدي طفلان توأم، ربما القدر يفتح على وجهيهما باب الخير علينا.
وكان له ما أراد.
جلب للبيت سمكتين كبيرتين طول الواحدة بحدود المتر والأخرى ب75 سم.
طبخ على رأس السمك مرق وبصل، وكان احتفال وفرح وسعادة
وضحكنا في ذلك البيت الصغير، بالآجار، عشرون ليرة في الشهر بمساحة لا تتجاوز ال12 متر مربع، وحمام مشترك مع بقية الجيران.
كان راتب والدي لا يتجاوز ال 180 ليرة سورية.
كانت الحياة بسيطة جدًا في تلك الأيام، لكن القناعة والراحة النفسية كانت تلف بيوت الناس فتغمرهم بالسعادة.

إن غياب الارستقراطية المدينية حول العالم العربي والعالمي إلى كارثة بيئية.
على كل حال ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ووصول الولايات المتحدة إلى سدة الهيمنة العالمية، ماتت الارستقراطية والمدينة والمدينية، وتريفت الثقافة والفكر والمدن والسماء والأرض.
والفن يلفظ أنفاسه، كالمسرح والسينما والرسم والنحت، والأدب والغناء والموسيقا.
إن العالم كله في حالة انحدار، ولا مؤشر على بقاء الجمال.
ولا يوجد إنسان واحد يجلس مع نفسه ويراقب ما يحدث أو يفكر أو يسأل:
ـ إلى أين سيأخذنا هذا التوحش؟

إن حرب حزيران، 1967، كسرت الهيبة الشكلانية للدولة والمجتمع في العالم العربي.
ففي الشخصية المصابة بجنون العظمة يعاني المرء من المازخية والسادية في الأن ذاته، كلاهما يتصارعان في الذات للذات المكسورة لتأكيد او انتصار أحدهما على الآخر ثم التوحد في الذات من جديد.
وهذا الانكسار ليس وليد الحرب أو قبله بزمن قصير، وأنما يتوغل أو يتغلغل في الأعماق السحيقة ليمتد إلى آلاف السنين.
وكأننا كنّا ننتظر الحرب.
وكأن الإنسان العربي كان ينتظر هذه الهزيمة بلهفة، ليعزز في داخله الانكسار النفسي والذاتي، وليعوم نفسه بنفسه، في تبرير ذاتي للذات المهزومة من الداخل، وليتحول مع الأيام إلى متعة نرجسية ذاتية مازوخية مؤبدة
إن الحرب عومت أو طوفت الجسد العربي، ووضعته على طاولة المشرحة، ليتحول إلى فرجة علنية يراد منها أن يرى المرء العربي نفسه على حقيقته.
أراد أن يقاصص نفسه برغبة شديدة
كانت هذه الحرب مفصلًا، تأكيدًا لما هو مؤكد.
إن عدم قراءة الهزيمة قراءة نفسية متأنية، في الجانب المازوخي والسادي، لا يمكن أن نعول على شيء، ولا يمكن أن تنكشف النفس العربية المأزومة إلا في الدخول إلى أعماق أعماق التكوين النفسي لهذا الجانب، وأسباب ما هي عليه.
الحرب كسرت الشكل او الظاهر في جنون العظمة، بيد أنها ابقت على المضمون والجوهر.

قراءة في رواية سيرة الانتهاك للأديب ايمن مارديتي
في كل لقاء بين محبين، هناك نهم للاكتشاف، ومحاولة لا شعورية للدخول في عمق الأبدية والوجود. عبر هذا الجسد، جسد الحبيب، ندخل إلى حدود اللامحدود، إلى ذلك المكان المترامي الأطراف. إن حب الأكتشاف هو الغاية الحقيقية، محاولة الوصول إلى الشهوة الأولى، الحقيقة، والسباحة في الكون.
وجسد المحبوب مدخل إلى ذلك الضوء البعيد عن متناول اليد. بحث حثيث عن اللاشعور. ففي كل لقاء بين المحب والمحب، هناك جسد أخر، معرفة جديدة، تداخل وانفصال، واندغام وانحسار تقارب وتباعد ورغبة عميقة في الوصول إلى الحقيقة. ففي هذا الجسد، الأبدية، نرى ذلك العالم الـ “لا مرئي” ولا نراه: “جردني من ثيابي. نزع عني الحياء والخجل”. هذا الحياء هو الحاجز، الغلاف الحضاري، القناع الذي شوه الإنسان من داخله وخارجه، وجرده من إنسانيته، وحوله إلى كائن مستلب، يبحث عن الحرية في الـ “لا حرية”. “أصبحت دون غطاء أحتمي به من ضوء شمس أغرقتني في الخطيئة، وعلى مرأى منها، ومني، ومن العالم. لم يحرك أحد ساكنًا، والكل لم يعلم فحسب، بل الكل اشترك في الجريمة الانتهاك على الجسد والروح، بل على الماضي والحاضر الذي غرقت فيه دون إرادة مني، دون وعي، ودون أسلحة يمتلكها طفل جُرد من الطفولة”.

الرمز، إشارة تدل على المرموز، أهدافه وغاياته ومراميه. لا يوجد رمز بمعزل عن الغايات السياسية وأهداف المرموز.
عندما تكون الثياب لغاية أو حاجة، ليس هناك مشكلة، أما إذا تحول إلى رمز فهو مرفوض. الرموز من اخطر الإشارات في حياة الإنسان. وراءه غايات وأهداف وإعلان عن هوية أو قيمة.
كلنا ينظر إلى العلم، ويعرف إلى ماذا يشير. وهناك، من استخدمه، كالنازية، والفاشية والأنظمة التوليتارية.
إنه إعلان تفوقه وتحديه، والإعلاء من شأن ذاته ومكانته وقيمته. كأنه يقول:
هذا أنا، رمزي، يتحدث بالنيابة عني. أنا أكثر منك قيمة ونبلًا. أنا كل شيء وأنت لا شيء. أنت، أقل مني. أنا فوق، وأنت تحت. يجب أن أبقى سيدًا. وأنت، عليك أن تخضع لإرادتي.
الرمز، ليس بريئًا على الإطلاق. إنه خطير، إعلان حرب باردة.

جلبت أمي، الكثير من البخور والشموع، من الكنيسة القديمة قبل مجيئنا إلى هنا. قالت لي:
ـ تعال نقطف الورود والزهور من هذا السهل، ومن على منحنى ذاك الجبل، نجمع الباقات، نضع إحداها فوق تلك الكنيسة المهجورة، لم تصلها يد الحكومة بعد، وباقة فوق تلك الصخرة.
سنشعل الشموع، وننثر عليه البخور، ونضع آخرى تحت أقدام الأشجار، لتبقى معانقة استمرار هذه الحياة.
بدأت الشمس تلوح لنا، ونحن ننظر إليها بفرح، قلت لأمي:
ـ ما أجمل الشمس، إنها وحي الحياة، رمز لذة هذا الكون.
نظرت إلي باستغراب، فتحت عيناها على وسع، حضنتني وقبلتني، قالت:
ـ من أين لك هذا الكلام الغريب يا ولدي؟ لقد كبرت! يبدو أنك أضحيت غريبًا. قلت:
ـ كلما كبر الإنسان في العمر، كلما أزداد غربة. ما قلتِه عين الحقيقة:
ـ إن الإنسان هو الكائن الوحيد، الغريب.


عندما تحول الوقائع القاسية، آلام الناس، الفجائع التي يمرون بها، إلى مجرد كلمات متناثرة أو آراء، لا اتفاق حولها أو عليها، بله، يحملها هذا الجانب أو ذاك من منظوره الخاص. في هذه الحالة، لمن نحاكم، ثقل الواقع وعجزه أم عجز اللغة، والقدرة على التلاعب بها؟
نعلم، أن للغة طرق وممرات كثيرة، لتمييع الواقع، وحرفه عن مساره.
هذا التضليل، وعدم المطابقة بين الواقع وعكسه، كان سببًا رئيسيًا لانهيار الإنسان وهزيمته واغترابه.


في ذلك الغروب اللذيذ، وفي كل غروب، كانت الشمس تعصر السماء وتحوله إلى برتقالة معجونة بلونها، تنام على سرير دبانة، الضيعة التي كان يعيش فيها جدي في الستينات. رائحة الأرض والنهر ما زالا يعشعشان في كل مكان مني. لم أكن أعرف أن كل هذا سيصبح مجرد ذكرى نائمة على خاصرة الزمن الراحل.
الغنم العائد من المراعي، الحيطان الترابية الأليفة، جلوس جدتي وعمتي وأختي، هناك على المصطبة الترابية يتناولون زادهم البسيط، الأشياء المتناثرة هناك وهناك في محيط المكان كالتنور، الرفش، المذراة، المكنسة اليدوية، عش اللقلق فوق السطح العالي، المدرسة والبيوت الترابية، شجرة التوت في بيت فارس، بيت الحاج منصور، فرع نهر الجغجغ، الجسر الترابي، البئر، النحل والدبابير.
كان الزمن هناك مسترخيًا، آمنًا. الأرض لنا والسماء، يزرعها جدي بالخيار والجبس والبطيخ والكوسا والقرع والعجور.
في ذلك الوقت كان لدينا حلم ووطن وفرح وماء وأمل.

مفهوم الوطن في هذا العصر, سياسي, يتحرك, يكبر ويصغر, وفق امزجة ومصالح صناع القرار في البلدان الاستراتيجية التي تصيغ هذا العالم وحدوده بما تراه وتريده


الخوف الأكبر على المنطقة ومصالح شعوب المنطقة ان تعمل الولايات المتحدة وشركائها الاستراتيجيين على افتعال, وإدخال ايران وتركيا في حرب عبثية طويلة الأمد, تأكل الأخضر واليابس.
إنني أرى ذلك اليوم قادمًا.
من أعماق قلبي أتمنى أن تعي بلدان المنطقة وشعوب المنطقة وحكامها لما يحدث وسيحدث.


يجب ان لا نستغرب رد فعل الكتاب والمثقفين على ما يحدث من تشجيع للقتل, من كل أطراف الصراع. انه نابع من كبت, يريدون ان ينفجر كل شيء حتى يرضي النزوة القابعة في دواخلهم المريضة. ما يحدث, لا علاقة له بعمل سياسي أو إنساني. اننا نذهب الى الكارثة. والجميع يرى ذلك, ومع هذا هناك سعادة وفرح على وجوه الكثير لما يحدث

أشعر بالاهانة والألم عندما يتصدق علينا البعض بنعتنا بالأقلية. إنه مفهوم عنصري كريه ومقرف.
الدول المحترمة تستقبل بشر من مشارب مختلفة وتحولهم يا مواطنين, وتقدم لهم كل الخدمات اللازمة من أجل ان يشعروا أنهم في بلدهم الجديد, بينما, نحن, ولدنا وترعرعرنا وعشنا فوق تراب هذا البلد الجميل. وقدم البعض منا, ثلث أعمارهم في السجون والمعتقلات, من أجل سوريا حرة. ثم يأتي البعض, وبسهولة جمة, وبجرة قلم, يتهمنا بالخذلان, والتواطئ. وبأننا أقل مواطنة وإنسانية منه, منهم.
يا للعار.

لا يوجد إسلام واحد, كما لا يوجد مسيحي واحد, أو يهودي واحد. المسلمين ليسوا جميعهم متشابهين,. المسيحيين ليسوا متشابهين. هناك مسلم بعثي, شيوعي, اخوان مسلمين, مؤمن, كافر, تاجر, شحاذ, فقير, غني. وهذا ينطبق على الجميع.
لا يمكن أن نعمم, أن الجميع كتلة واحدة متراصة, متشابهة, مثل الثياب العسكرية, لون واحد.
في الحياة تعدد. ويجب أن نقيم الناس حسب انتماءاتهم. من الخطأ أن تضع المسيحي الكافر مع المؤمن, وتقول عن الجميع أقلية. أنا أنتمي لنفسي, لفكري, لقناعاتي.
مفهوم أقلية وأكثرية تروج في البلدان العاجزة على كل المستويات. في دولة المواطنة, الكل شركاء تحت قبة الدستور, والقانون. لهذا مطلوب من المثقفين, أن لا يعمقوا الكراهية بين أبناء الوطن الواحد. والخطأ الذي يحدث ندفع ثمنه جميعنا.

المجتمعات المكبوتة تنفجر, عندما تتوفر الظروف الموضوعية لذلك.
نعيش حالة كبت على كل المستويات, ليس الجنس أولها. ويدخل التحريم في كل جزئيات الحياة.
لا يوجد حالة اشباع لحياتنا العاطفية, الإنسانية, الجنسية في فترة اندفاع الجسد. نتعلم على قمع الذات والجسد بحجة الفضيلة والأخلاق.
نحشو دماغ الطفل بالاوامر والنواهي, بالحلال والحرام. ونحرمه من حق الاختيار. نحرمه من الحرية في التفكير الحر. نخرجه صورة مكملة لذواتنا المتشابهة.
أي قيد هو كبت. وما أكثر القيود في مجتمعاتنا.

على ما اعتقد, في رواية الروائيون لغالب هلسا, قال أحدهم: ابن ضيعتكم أصبح إنسانا مهمًا.
قالوا: اصبح وزيرا؟
لا
ضابط مخابرات
لا
محافظ
لا
إذا ماذا أصبح؟
ـ سجين سياسي
وقفوا مبهوتين, ينظرون إلى بعضهم, سألوا:
ـ ماذا يعني سجين سياسي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ارتفاع حوادث معاداة الإسلام والكراهية ضد المسلمين في بريطاني


.. المؤسسات الدينية في إسرائيل تجيز قتل الفلسطينيين




.. 84-Al-Aanaam


.. الجالية اليهودية بنيويورك تدعم مطلب عائلات الرهائن لدى حماس




.. بابا الفاتيكان يدعو إلى وقف إطلاق النار في لبنان وغزة