الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة المأساة والخلاف السياس والدينى

ناهض الرفاتى

2024 / 8 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صناعة المأساة الخلاف السياسي الدينى
سأل عمر بن الخطاب سلمان الفارسي والذى كان يعرف الملك الكسروى وعاش فى ظله أملك أنا أم خليفة يا سلمان ؟ فأجابه ان أنت جبيت من أرض المسلمين أقل أو أكثر من درهما ثم وظفته فى غير حقه فأنت ملك غير خليفة فالخليفة لا يأخذ إلا حقا ولا يضعه إلا فى حق والملك يعسف بالناس ياخذ من هذا ويعطى هذا وأنت بحمد الله خليفة لا ملك "
وقد كان الخليفة عمر بن الخطاب خير من تولى المسلمين وساسهم بعدل وانصاف
لكن البوصلة فيما بعد انحرفت وحدث فى أمور الولاية والسلطة والحكم جدل كبير بعد الخلافة للراشدة وانقسمت الأمة إلى تيارات فكرية وسياسية اعقبها اختلاف فرق يكفر بعضهم بعض ويضلل البعض الاخر ثم اختلفوا على جوهر السؤال وهو هل إقامة الخليفة او الإمامة هو منوط بالعقل ام بالشرع ؟
وتفرع عن هذا السؤال العديد من الأسئلة
من هى الشروط المطلوب توفرها فى الحاكم الأعلى؟
هل العصمة شرط ؟
هل القرشية شرط؟
هل الصلاح ام الفسوق شرط؟
ما هى أدوات ووسائل الاختيار ؟ ومن يختار ?
وعشرات الأسئلة التى تدور حول مفهوم الحاكم المسلم او أمير المؤمنين لاقامة وحراسة أمور الدين والدنيا
لكن الأكيد من خلال القراءة التاريخية فى السياق الإسلامي أنه حدث خلاف بين المسلمين بعد وفاه النبى عليه الصلاه والسلام وكأن الأمر فيمن يتولى أمور الامور بعد وفاته وانتقاله للرفيق الأعلى لم تكن واضحة او محسومة او ليس فيها نص صريح وبالتالي حدث خلاف لكن انضبط هذا الخلاف ورضوا المسلمين بخلافتهم التى شابها بعض مثيرى الفوضى فى عهد عثمان وفى عهد على بشكل اكبر سمح بوجود اقتتال بين المسلمين
وأما المرحلة اللاحقة فقد تبلور فيها انقسام الأمة الإسلامية إلى مدارس فكرية وفرق وتيارات سياسية اجتمعت كلها لتخلق حالة من عدم اليقين حول الإمارة والأمراض بالرغم من ان القرأن الكريم ارتكز على قيادة الحكم إلى مبدأ الشورى الذى لو سمح بتطبيقه لكان تجنب المسلمين الصراعات المسلحة التى أودت لكثير من الأرواح ان تزهق وكانت أنفاس المعارضين صيبا نافعا بدل القمع والاستبداد والدكتاتورية المفرطة التى اودت إلى تحول المعارضين من دائرة الخلاف السياسي إلى الدينى ومن المعارضة السلمية الظاهرة إلى التقية والاعمال الباطنية
لقد سلك الامويين أثناء وجودهم بالحكم الوراثى العقيم طرقا اسست لبقاء نار الخلاف مشتعلة والتى لم تهدأ لحظة حتى انتهاء حكمهم
ولقد سلك العباسيون طريقا يعزز ان وجود دولتهم هو على اساس دينى وراثى للنبوه الطاهرة لكن الظاهر انهم أيضا لم يكن تعاملهم مع المخالفين إلا بنفس اسلوب القمع والاقصاء وسفك الدماء
كل هذا حدث للأسف والطبع تاريخ الحكام والأمراء المسلمين بصيغة مختلفة تماما عن الرعيل الأول الراشد
وأصبح محبة الولاية والسلطة فى تاريخ الفكر السياسي الإسلامي تلازمه العديد من محطات سفك الدماء للمعارضين والثوار إلى جانب إعطاء صبغة دينية على تولى الحاكم واعطائه صلاحيات العصمة عند الشيعة ولدى السنة الطاعة العمياء والأنقياد للحاكم وان فسق او جلد ظهرك
والاكيد ان هذا ما كان ليحدث لولا الطمع فى الدنيا وشهوه الحكم والانتقام من المعارضين والمخالفين وهذا داء المسلمين فى العصر الحديث استمر مع رحيل الاستعمار ووجود الدول الحديثة التى ارتهنت إلى القوى الباغية على نفس اساس وبناء الحكم وهو سفك الدم للمعارضين والإثصاء
وحينما حاولت بعض الحركات الإسلامية الوصول للحكم من أجل إعادة السياق التاريخى وإقامة الخلافة انخرطت هذه الحركات والجماعات فى اشكالية تؤدى وانت إلى سفك الدماء مما حذا بالكثير ين إلى اللجوء االى العلمانية واستبعاد الدين من الحياه السياسية يضغط من محاولات الفشل والأخطاء التى قادت إلى ذلك من فتاوى ومواقف سياسية ودينية تضع النص الدينى أمام المعارك السياسية للسماح لمن يرغب باستعمال السيف فى حسم الصراعات
ونحن فى هذا الزمن لم نعد نرغب كثيرا بالخلافات الدينية بين الفرقاء بقدر من يرعب المسلم فى العيش بكرامة وعدم الإهانة وان يجد من يقوم عنه برعاية شؤون الدولة بغض النظر عن لونه او دينه
مأساه صنعتها الخلافات السياسية التى لم تجد لها بابا إلا السيف مما جعلها تاخذ النص الدينى كمبرر لوجودها واشتراط الحاكم وغياب اى اهتمام بالمحكوم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هوية وطنية وفطرة سليمة.. معا لمواجهة الإلحاد والتطرف والعلاق


.. 59-Al-Aanaam




.. المسجد العمري.. الأكبر والأقدم في قطاع غزة يتحول إلى كومة رك


.. اللجنة الوزارية العربية الإسلامية تختتم اجتماعاتها في عمّان




.. 57-Al-Aanaam