الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكفير المسيحية بدون تعليق!! ‏

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2024 / 8 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس غريباً أن نقرأ أو نسمع وأن نشاهد فى وسائل الإعلام والإتصال المرئية والمسموعة والمقروءة منذ ماضينا المتخلف الموروث عن ‏تكفير أهل الكتاب، وهو تكفير شرعى سمعناه من أعلى مآذن المساجد فى بلادنا العربية خاصة المصرية والأوربية، فلا جديد فى إزدراء ‏أو الأستهزاء والأستخاف بإنسانيتهم لأن هذا يحدث بأسم الله كما يقول المفسرون منذ بداية الإسلام وحتى وقتنا الحاضر، فلا أعتراض ‏على واقع أتفق الجميع على تطبيقه والسماح به لكن مع التسامح فيه، حيث يحاول البعض التخفيف من الأضرار النفسية التى تتركها ‏تلك المشاعر التكفيرية على الآخر بالحديث عن أن شرائع التكفير أباحت أيضاً التسامح مع أهل الكتاب.‏

تكفير المسيحية يسمعه القاصى والدانى من مسلمين ومسيحيين وكفرة منذ نعومة أظافرهم لكن بدون تعليق، وهذا من شيمة المجتمعات ‏المصرية التى تحتوى على نسبة من أهل الكتاب أكبر مما تتواجد فى بقية المجتمعات العربية، لذلك أعتاد الآخر على سماع الكلمات ‏النارية التكفيرية وكان مجبراً على تجرعها بأسم الدين وبأسم القانون، وإن فكر أن يرفع صوته فإن السجون مكانه الأمثل خاصة مثل ‏أيامنا هذه فلا صوت يعلو على صوت المعركة أقصد على صوت الدين، وهذا واقع منذ أزمنة طويلة حتى قبل أن يكتبوا دستور ويضعوا ‏فيه تلك المادة لدين الدولة أو فى البطاقة الشخصية لأنها مواد تم أستحداثها وفقاً للشخصية السياسية التى كانت حاكمة أنذاك منذ بداية ‏القرن العشرين.‏

لكن الجميع كان متفقاً على التعايش السلمى فى ظل مواطنة مصرية مهما حدث من أحداث طائفية وأكرر وبدون تعليق، لكن فجأة ‏واستكمالاً لما جاء بمقالى السابق فالأخ وحيد أحد المبشرين بالجنة لكنها الجنة الأخرى التابعة لملكوت السموات المسيحى، وأسترسل ‏الأخ المفروض مسيحى فى تقديم سيناريو غير مفروض بل ويرفضه كل مسيحى يعلم جيداً من هو المسيح وما هى رسالته السامية، ‏فالمسيح لم ينتظر أن تدافع عنه وأنت تتلقى اللطمات والتكفيرات وتلتفت إلى إنسانة مثقفة مثل الدكتورة وفاء سلطان لأنها تجرأت وكتب ‏فى تأملاتها ومناجاتها على صفحتها الفيسبوكية رسالة إلى المسيح تنتقد آية معينة فى سفر الأمثال وجدت أنها تلغى أو تعطل العقل ‏‏(توكل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد‎ (‎أمثال 3: 5. وهذا لا شك فيه!!‏

لكن كما أقول أن يكرس الأخ وحيد برنامج حلقتين من وقت برنامجه الدليل ليقدم تعليق على أسئلة الدكتورة التى وجهتها إلى السيد ‏المسيح هذا هو الأنتحار بعينه، لأنه يعنى بكل وضوح أنك مطالب أولاً بإخراج القذى من عينك حتى ترى القذى فى عين أخيك بمعنى ‏واضح قبل أن تقدم تعليق على أسئلة نقدية مشروعة لبعض الآيات الكتابية عليك أولاً تقديم وتخصص تعليقك إلى من يكفرك وتسأل عن ‏تلك الجرائم والإهانات التى تقع فى حقك وأنت صامت مغلق الفم لا تستطيع التعليق ولو بحرف واحد فما بالك بتخصيص حلقيتين من ‏برنامج!!‏
‏ لا أصدق حتى الآن: إلى هذا الحد أعتبرتم الدكتورة وفاء خطيرة عليكم وعلى مسيحيتكم وأن مسيحيتكم بهذه الهشاشة والضعف؟؟
مجرد مناجاة وحوار بين الدكتورة والسيد المسيح تحشرون فيها أنوفكم بدلاً من الإهتمام بمواقع التكفير والإزدراء اللعين أم هناك تمييز؟؟
ألا يوجد على الساحة الرقمية وفى مواقع التواصل من هو متخصص يسب ويلعن فى المسيحية والنصارى بألفاظ لا تليق بأولا الله؟؟ ‏
فلماذا كلفتم أنفسكم مشقة وعناء الرد على الدكتورة المسالمة الملتزمة فى مناجاتها الخاصة مع المسيح؟؟

الأمانة الدينية أن تلتزم بأقوال المسيح وكفاكم النظر للأمور بمنطق الكيل بمكيالين فالنقد مفتوح للجميع وشروطه معروفة وليست ‏محتاجة للأخ أو للقناة أو من ورطها فى تعليقات مثل هذه لا قيمة لها من وجهة نظرى لأنها تضر بسمعة العمل الذين تقومون به بل ‏وتضر بالمسيح الذين تشوهون صورته بردود تسخر منكم لأنها ردود غير منطقية لا قيمة لها أمام النقد الحقيقى، لأن السبب الذى لم ‏يخطر على بالكم أى أسرة قناة الدليل هو أن التهافت على خلق تعليقات متهافتة هو عين الخطأ العقائدى، لأنه لك الحق والحرية أن ‏تجيب على أسئلة النقد بالطريقة التى تعجبك لكنك لا تنسى إنك لا تتكلم مع إنسان يتماثل معك فى العقيدة أو الإيمان بأفكار غيبية ‏مستحيل تصديقها إلا من طرف أشخاص أعطوا لأنفسهم الحق فى الإيمان فيما لا وجود له إلا فى قلوبهم وعقولهم فقط، فمن يرفض كلام ‏الأديان يؤمن بعقله فى نقد الأشياء فلا تأتى له بردود مؤمنين لا يصدقها إلا مؤمنين مثلهم، أرجو هذه المرة أن يكون المعنى واضحاً وأن ‏الرسالة قد وصلت كاملة.‏

لا تنسوا التمعن فى كلام المسيح وأسلوبه النقدى ووصاياه للمؤمنين:‏
‎"‎أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ‎." (‎مت 23: 24 ‏‎.‎

الأمر فى النهاية يا إخوة القناة لم يكن يحتاج كل هذا الوقت لمجرد النقد الذى لم يلاحظه أحد لكنكم أنتم صنعتم زوبعة من الغبار لم يكن ‏لها وجود أصلاً، لكن التعصب الأعمى أغلق عيونكم عن جبال التكفير ورجال التكفير والكثير من النقد البذئ للمسيحيين والمسيحية، لكنكم أغلقتم ‏أعينكم عن كل ما حولكم لتضعوا كلمات النقد للدكتورة تحت ميكرسكوب التعليق الإيمانى الخاص جداً بالرجل!!!‏
كنت أنتظر منكم الأفضل فى المسيح يسوع لكنكم سقطتم فى حفرة الأخ وحيد لم يكن لها داعى إلا الأستفادة من أسم وشهرة الدكتورة، ‏شكراً لكم على تعب المحبة!!‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ الاخ ميشيل
nasha ( 2024 / 8 / 6 - 03:35 )
تقول:كنت أنتظر منكم الأفضل فى المسيح يسوع لكنكم سقطتم فى حفرة الأخ وحيد لم يكن لها داعى إلا الأستفادة من أسم وشهرة الدكتورة، ‏شكراً لكم على تعب المحبة!!‏
يا اخي العزيز العكس هو الصحيح !!
وفاء سلطان اشتهرت وبنت شهرتها باستخدام ما وفرت لها وسائل الاعلام المسيحية والمفكرين المسيحيين لتوصيل رسالتها الى العالم .
هل كان بامكان وفاء سلطان ان تنشر فكرها في مجتمع اسلامي او بواسطة وسائل اعلامية اسلامية؟
وفاء سلطان انسانة منافقة كذابة بعد ان اشتهرت على حساب المسيحية والمسيحيين طعنتهم بالظهر .
وفاء سلطان انسانة سليطة اللسان ولا تحتاج الى دعمك لها يا اخي العزيز.
بامكان وفاء اليوم ان تقضح وحيد بكل بساطة وتحطم مصداقيته وليست بحاجة الى مدافعين .
تحياتي