الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة
صفاء علي حميد
2024 / 8 / 14دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لماذا قال الشيطان لآدم وحواء الله لا ينهاكم عن هذه الشجرة إلا أن تكونوا ملكين أو خالدين ؟
قال تبارك وتعالى ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ) " الأعراف / 20 " .
أن أردنا بيان هذه الآية بياناً واضحاً ومختصراً يمكن لنا أن نقول " إِنّ الشيطان الذي طُرِدَ من رحمة الله تعالى بسبب إِحجامه عن السجود لآدم، وكان قد صمّم على أن ينتقم لنفسه من آدم وبنيه ما أمكن، ويسعى في إِضلالهم ما استطاع، وكان يعلم جيداً أنّ الأكل من الشجرة الممنوعة تعرّض آدم للإِخراج من الجنّة، عمد إِلى الوسوسة لآدمَ وزوجته، وبغية الوصول إِلى هذا الهدف نشر شباكاً متنوعة على طريقهما.
ففي البداية ـ وكان يقول القرآن الكريم ـ بدأ بنزع لباس الطاعة والعبودية لله، عنهما، فأبدى عورتهما التي كانت مخبأة مستورة: (فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما وورِىَ عنهما من سوآتِهما).
وللوصول إِلى هذا الهدف رأى أنّ أفضل طريق هو أن يستغلّ حبّ الإِنسان ورغبته الذاتية في التكامل والرقي والحياة الخالدة، وليوفّر لهما عذراً يعتذران ويتوسلان به لتبرير مخالفتهما لأمر الله ونهيه، ولهذا قال لآدم وزوجته: (ما نهاكما ربّكما عن هذه الشجرة إِلاّ أن تكونا مَلَكَين أو تكونا من الخالدين).
وبهذه الطريقة صَوَّرَ الأمر الآِلهي في نظرهما بشكل آخر، وصوّر المسألة وكأنَّ الأكل من «الشجرة الممنوعة» ليس غير مضرّ فحسب، بل يورث عمراً والشاهد على هذا الكلام هو العبارة التي قالها إِبليس في سورة طه الآية 120: (يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد ومُلك لا يبلى).
فقد جاء في رواية رويت في تفسير القمي عن الإِمام الصادقعليه السلام، وفي «عيون أخبار الرضا» عن الإِمام علي بن موسى الرضا عليه السلام : فجاء إِبليس فقال: «إِنّكما إِن أكلتما من هذه الشجرة التي نهاكما الله عنها صرتما ملكين، وبقيتما في الجنّة أبداً، وإِن لم تأكلا منها أخرجكما الله من الجنّة» " تفسير الأمثل / ج 4 / ص 591 .
فيتضح مما تقدم المعنى من الآية الكريمة ولو معنى أجمالاً لكنه لا يخلو من فائدة وكلما تدبرنا في القرآن خرجت لنا معاني كثيرة وتفسيرات عديدة والصحيح منها ما وافق أحاديث العترة الطاهرة عليهم الصلاة والسلام ...
وهنا نختم هذا المختصر بحديث ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام : قال فلما اسكن الله عز وجل آدم وزوجته الجنة قال لهما " كلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة " يعني شجرة الحنطة " فتكونا من الظالمين "
فنظر إلى منزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام بعدهم فوجداها اشرف منازل أهل الجنة ، فقالا : ربنا لمن هذه المنزلة ؟
فقال الله جل جلاله : ارفعا رؤسكما إلى ساق العرش ، فرفعا رؤسهما فوجدا اسماء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الله الجبار جل جلاله
فقالا : يا ربنا ما اكرم أهل هذه المنزلة عليك وما احبهم اليك وما اشرفهم لديك فقال الله جل جلاله : لولاهم ما خلقتكما هؤلاء خزنة علمي وامنائي على سري ، اياكما ان تنظرا اليهم بعين الحسد وتمنيا منزلتهم عندي ومحلهم من كرامتي ،
فتدخلان بذلك في نهيي وعصياني فتكونا من الظالمين ، قالا : ربنا ومن الظالمون ؟
قال : المدعون لمنزلتهم بغير حق ، قالا : ربنا فارنا منزلة ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك ، فأمر الله تعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب ، وقال عزوجل : مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها كلما أرادوا أو يخرجوا منها أعيدوا فيها ، وكلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذيقوا العذاب ، يا آدم وياحوا لا تنظرا إلى أنواري وحججي بعين الحسد فاهبطكما عن جواري ، واحل بكما هواني
فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وورى عنهما من سوآتهما وقال ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين
فدليهما بغرور وحملهما على تمني منزلتهم فنظرا اليهم بعين الحسد فخذلا حتى
اكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما اكلا شعيرا ، فأصل الحنطة كلها مما لم يأكلاه ، وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه ، فلما أكلا من الشجرة طار الحلي والحلل عن اجسادهما وبقيا عريانين وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناديهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين
فقالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين قال اهبطا من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني فهبطا موكولين إلى أنفسهما في طلب المعاش ( تفسير نور الثقلين / ج 2 / ص 13 ) .
نعم الرواية التي وردت لنا عن الصادق تحتاج الى نظر وتدقيق وتأمل وخصوصاً ما يتعلق بمقامهم عليهم الصلاة والسلام ... نعم الكلام عن اعداءهم قليل يستحقون اكثر من ذلك لانهم كانوا فئة باغية وظالمة ...
هذا ما نستطيع بيانه في هذا الأجابة السريعة ... والحمد لله اولاً واخراً .!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بيان عاجل للحرس الثوري الإيراني بشأن العثور على جثة نيلفروشا
.. حزب الله يحسم الجدل بشأن تشكيل قيادة جديدة بعد مقتل حسن نصر
.. قراءة عسكرية.. حزب الله يطلق رشقة صاروخية كبيرة على شمال إسر
.. تأملات | رشيد حسن أبو جردة
.. تضرر مبان في حيفا بعد سقوط صواريخ من لبنان