الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكفير أتباع المسيح ‏

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2024 / 8 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إذا كنتم بالفعل بشر لهم مشاعر وأحاسيس إنسانية: ماذا تريدون؟؟
طرحت عليكم اليوم هذا السؤال موجهاً بشكل خاص لمن يتلفظ بكلمة تكفير الآخر وكأنه يقول: أشكرك يا حبيبى!!، وكما يعرف الجميع ‏أننا أمة أقرأ ولا نقرأ ولا نفهم حتى ما نقرأ حتى لا نضيع وقتنا فى الفهم، لأننا نملك جيوشاً من رجال الدين المختصين بتأويل كل كلمة ‏وتفعيص معانيها المبينة لتصبح عسرة الفهم، وبتلقائية نقول لهم: الله أكبر على الإعجاز فى كلام الله!!‏

بلا جدال علماء الغرب الذين يفكرون فى العلم والتقدم وأكتشاف أشياء جديدة لخدمة الإنسان لتحسين حياتهم ورفاهيتهم أكثر، هم الأكثر ‏جهلاً بالدين وما يسمى لدينا بعلوم الدين وبفتاوى النكاح ودخول المرحاض والمرأة كالكلب تقطع الصلاة وغيرها من الأمور التى لا ‏يفكرون فيها ولن تفيد أبحاثهم شيئاً، وهذا يعنى أن هؤلاء العلماء يجهلون تلك المناقشات البيزنطية الجدالية التى لا معنى لها وليس لها ‏نتيجة إلا الخصام والحقد والبغض بين أبناء الوطن، لكن هؤلاء العلماء يعرفون شيئاً واحداً هو التزود بالمعارف العلمية والتبحر فى ‏قضاياها ونظرياتها وإجراء الأبحاث لإخراج شئ جديد يفيد البشرية، وأذكر هنا مثال بسيط سمعته اليوم عن الكمبيوتر الضوئى وهو نتاج ‏أبحاث أستطاعت إيقاف الضوء فى بلورة لمدة دقيقة وهذا إنجاز وإعجاز عظيم للبشرية، سيكشفون تفاصيله فى الأيام القادمة وفائدته فى ‏جميع مجالات الحياة الإنسانية من الطب وعلاج الأمراض والكمبيوتر والتكنولوجيا الكمية وغيرها من مجالات الاقتصاد والإجتماع أى ‏سيسخروا إختراعاتهم لخدمة الإنسانية دون النظر إلى أن هذا أخيه فى الكفر أو أخيه فى عدم الأيمان.‏

التفكير فى الأديان إذن وسذاجة ما هو مكتوب فيها يذكرنى بما قيل عن أسباب بناء الأهرامات بهذه الضخامة وهل هى مقابر أم لها ‏أستعمالات أخرى؟ وأسباب بناء الغرف الملكية فى الهرم الأكبر مثلاً، وسذاجة التفسيرات العلمية والهندسية التى يفترضون فيها لماذا بنى ‏المصريين ثلاث غرف ملكية إذا كان الملك أو الملكة سيدفن فى واحدة فقط؟؟ بل لماذا بُنى خمس غرف فوق غرفة الملك؟ ودائماً ‏التفسيرات والتأويلات عن الاسباب جاهزة من جانب العلماء !! لكن الحقيقة الوحيدة أن العلماء ما زالوا عاجزون عن تقديم التفسير ‏حسب تفكير المصريين الحقيقى لبناء الأهرامات حتى الآن!‏

تستمر سذاجة أفكارنا وتفكيرنا ليس مع أهرامات ذات أحجار ضخمة وللآن التكنولوجيا الحديثة تعجز بعلمها وأجهزتها عن بناء مثلها، ‏لكن السذاجة فى الإيمان المطلق بأفكار وتفكير غيبى لم يثبت له وجود حقيقى حتى اليوم ولم تكتشف الوسائل العلمية الحديثة مدى ‏مصداقية أو زيف آلاف المخطوطات اليهودية والمسيحية والإسلامية، ومع ذلك يزداد تمسك البشر بالأوهام الغير منطقية بتلك الكتب وما ‏تكشفه الدراسات والتحاليل فيها وعليها من تناقضات ضد العلم والعقل والواقع أيضاً، خاصةً أنها قصص وحوادث حدثت فى تصور من ‏الجاهلية الصحراوية التى كانت صالحة لشعوب تلك الأزمنة من المؤمنين بتلك الأديان!!‏

لو تركنا كل هذا سنصطدم بحائط عرضه وطوله الأرض بشعوبنا الذكية فى مجتمعنا العربى بدلاً من شكر الله على خلق كل النعم التى ‏تملئ الكون من حولنا وتسرق آخر ما توصل إليه غير المؤمنين بأديانهم، تركناها لنتفنن ونفكر كالشياطين والأبالسة كيف نجعل ‏المخالف لنا فى عقيدتنا يلعن اليوم الأسود الذى جعله يعيش وسط مجتمع مصرى البشر لديهم مشاعر شيطانية أو جنونية تدفعهم لكى ‏يجعلوا أيام الآخر مليئة بالمشاكل ونظرات المجتمع إليه على أنهم أقلية مرفوضة ويبغضها الله وأتباعه، رغم أن هذا الآخر خلقه الله ‏ليشاركنا هذا الكون والمجتمع الأرضى، وهذا يخالف إرادة الله الحقيقية لكننا نضع ونختلق العديد من الأسباب لقتل الآخر وكراهيته ‏وتشويه صورة الله الرؤوف الرحيم الغفور الصبور وإتهامه بأنه السبب بتعاليمه التى هى وراء كل تلك البلاوى والمصائب التى تحدث بين ‏أبناء الوطن الواحد لأنهم ليسوا جميعاً إخوة، أى يتم إلغاء صورة الله المُحبة وتحويلها بقوة الأديان ورجالهم إلى جرعات تطعيم تعمل على ‏تسميم أفكار المؤمنين حتى ينفذوا ويسلكوا طوعاً أو كرهاً!!‏

ورغم كل هذا وبنية حسنة نريد أن نبدأ بالفعل أن ننسى كل تلك الفظائع والمذابح والغزوات العربية والغربية، لكن يبرز السؤال الصعب: ‏متى ننسى كل هذا ونبدأ بعقلية إنسانية تعيد للمجتمع إنسانيته الحقيقية؟؟
الواقع الإنسانى ما زال حتى لحظتنا الراهنة يرفض قبول الآخر فى المؤسسات والمراكز الدينية والمدارس الحكومية الدينية، أى أن الأفكار ‏الرافضة والتى تكفر الآخر ما زالت حية فى الكتب الدينية والمناهج المدرسية، وكم من مرة قال كثيرين وأثبتوا فى وسائل الإعلام والتواصل ‏الإجتماعى بالكثير من الأدلة على تواجد تلك الأفكار السامة ويعتبرونها من الله وطريقهم السريع إلى دخول الجنة، أى على جثث ‏المخالفين لهم فى العقيدة وهذ إعتقادهم وتأويلهم الشخصى لأن الله يرفض تأويل كلامه المبين بهذه الطريقة البربرية الغير أخلاقية!!‏

كنت واضعاً نُصب عينى كتابة مقدمة قصير والدخول إلى جوهر الموضع عن هذا التكفير الذى يرفض رجال الأزهر والدين تحريمه أو ‏تعارضه مع أخلاق الخالق الله الذى لا يحتاج للبشر، لكن المقدمة خرجت عن ما خططت لها فأكتفى اليوم بذلك وأترككم للتفكير فى ‏أفكارها ونتابع فى مقال آخر.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخوف ان تسوء الامور اكثر
كمال عبدالله ( 2024 / 8 / 15 - 22:43 )
تمنياتك ( أن ننسى كل تلك الفظائع والمذابح والغزوات العربية والغربية ) هذه بعيدة المنال لأن تلك الحوادث التي انت تسميها ( المذابح ) هي حسب الوصف الإسلامي جهاد في سبيل الله و فتوحات و غنائم من بها الله على المؤمنين الذي يدافعون عنه و حلل لهم ضرب رقاب و قطع بنان الكفار ، هناك حقيقة يجب ان تدركها و هي ان الإسلام منذ اول تأسيسه هو في حالة حرب مع كل البشرية الغير مسلمة و هذه الحرب مفتوحة لا نهاية لها و إذا كان المسلمون الآن يركنون إلى السلام فلأنه مكره اخاك لا مسالم و لأن العين بصيرة و اليد قصيرة ، تمنياتك الطيبة ‏( ان ننسى كل هذا ونبدأ بعقلية إنسانية تعيد للمجتمع إنسانيته الحقيقية) هذه صعب تتحقق مادام التعليم الاسلامي باقي على حاله و يتم تلقين الطفل المسلم في المدرسة على التفاخر بما قام به اجداده بحيث يجعلونه يحلم و يتوق إلى اليوم الذي يقدر فيه الجهاد و اعادة تلك الفضائع ، و لا خيار لك غير ان تبتهل إلى الله و تطلب منه ان لا يصبح المسلمون في وضع قادرين على تنفيذ تعاليم دينهم !


2 - الأبتهال للعقل
ميشيل نجيب ( 2024 / 8 / 16 - 00:43 )
الأستاذ/ كمال عبدالله,
تحية الأخوة الإنسانية التى بها أشكرك على كلمات الصادقة الجادة وتعبر عن عقل يعى سبب المشاكل، لذلك أحاول فى كل مقالاتى بصدق وجدية التنبيه على ذلك وضرورة الوعى بتلك الأسباب والتخلى عن عنصرية الله وأديانه التى خلقت لنا كل تلك المشاكل، وأمنيتى أن يتخلى المفكرون عن عقائدهم الوراثية ويبدأوا بنقض الموروث الصحراوى الذى بدأت تنكشف عوراته، ويحتاج فقط إلى أقلام شجاعة تنقد جون النظر إلى الديانة التى ينتمى إليها، والتى هى فى الغالب الإسلام الذى يكفر الجميع بدون مناقشة لأن الله أمر بذلك، مع العلم أن الإله مستحيل أن تصدر عنه خرافات دموية بهذا الحجم.
أتمنى أقلام شجاعة مثل قلمك تقول رأيها دون الخوف من سيف الإسلام الذى بدأ يتآكل مع زمن التكنولوجيا.
مع خالص الشكر

اخر الافلام

.. حريق ضخم وأضرار جسيمة في كنيس يهودي بأستراليا والشرطة تحقق ف


.. إعادة ترميم كاتدرائية نوتردام في باريس هل تم استخدام رموز شي




.. 107-Al-araf


.. 117-Al-araf




.. #شاهد يهود كنديون يقتحمون مبنى البرلمان ويردّدون شعارات مندّ