الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزمرد الأخضر

زكية خيرهم

2024 / 8 / 17
الادب والفن


إلى أرض الأطلس وأرض الأرز، إلى المغرب والجزائر، إلى نبض القلبين المتشابكين عبر التاريخ والجغرافيا. هنا حيث تلتقي الرياح الصحراوية برحيق الجبال الشاهقة، وهنا حيث ترتسم الخطوط بحبر الأخوة على خريطة واحدة. بين ضفاف المتوسط الهادرة وسهول الصحراء الخالدة، نحتفل بالجمال الذي يتدفق من قلوبكم، يا شعبي المغرب والجزائر. إلى ترابكم الذي يحمل خطوات الأجيال، وإلى سمائكم التي ترسم أحلام المستقبل. هذا الإهداء لكم، أبناء الحب المشترك والقدر الواحد.
في أرضٍ بعيدة، حيث تحتضن الصحراء هدوءها اللامتناهي، كانت توجد واحة أسطورية تعرف بواحة الزمرد الأخضر، وهي مكان سريالي حيث تتعانق الرياح مع أغصان الأشجار، وتحكي قصصاً قديمة. في قلب هذه الواحة كانت تقف شجرة عريقة تُدعى شجرة الأخوة، قيل إن جذورها تمتد عميقاً في الأرض حتى تصل إلى جوهرها، تشهد على تحولات الزمن وأسرار الكون.
في أحد الأيام، وصل إلى هذه الواحة شقيقان تائهان، أمين وجليل، يبحثان عن فرصة جديدة في هذه الأرض الخصبة. قررا الاستقرار عند جانبي شجرة الأخوة، على أمل أن تعطيهما الشجرة حياة جديدة. لكن ما كان مجرد حلم بالنمو والازدهار، سرعان ما تحوّل إلى قلق وشك. مع مرور الأيام، بدأت الهواجس تتسرب إلى قلوبهم؛ هل يأخذ الآخر من الماء أكثر؟ هل تمتد أشجار أحدهما لتحجب ضوء الشمس عن الآخر؟ ومع تعاقب الفصول، تحول الشك إلى غضب، والغضب إلى نزاع محتدم. تحت غطاء الليل، جمع الشقيقان الحجارة والعصي، ظانين أن القوة وحدها قد تحسم النزاع. وفجأة، هبت رياح عاتية، تلتف حول الشجرة كما لو كانت تدافع عنها. وسمع الشقيقان صوتاً عميقاً، كأنه أنين الأرض ذاتها، ينبعث من جذور الشجرة. استيقظا مذعورين ليجدا شجرة الأخوة تهتز في ألم تحت ضوء القمر المكتمل، وكأنها كانت تشكو لهما ما فعلاه. نظر الشقيقان إلى الشجرة، فأدركا أن نزاعهما لم يكن سوى غيمة سوداء على قلب الواحة. رأى كل منهما في دموع الشجرة انعكاساً للآخر، همس القمر إليهما بهدوء: "إن الأرض التي تتنازعون عليها لها ما يكفي للجميع، ولكنها تئن من ألم خلافاتكم. في تلك اللحظة، تساقطت الأسلحة من أيديهما، وانطفأت نيران الشك. أدركا أن حقيقتهما كأخوين أقوى من أي أرض أو مياه قد يتنازعان عليها. ومن تلك اللحظة، عادت الوحدة بينهما، وعملا معاً على رعاية الواحة وتنميتها، وأصبحت واحة الزمرد أكثر جمالاً وحيوية. بقيت شجرة الأخوة شاهدة على هذا التحول، بجذورها التي لمست قلب الأرض، وأغصانها التي ترقص مع الرياح في سلام أبدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان نجيم بويزول -دائمًا حرّ- على طريق الموسيقى والسفر


.. الفنانة التونسية الفة بن رمضان احب الطرب الأصيل واحاول التجد




.. محمود حميدة من مهرجان وهران تكريم الفنانين حاليا تكريمات شك


.. محمود حميدة من مهرجان وهران لاحظت انفراجة في الوعي لدي المسئ




.. محمود حميدة عدم وجود قانون لصناعة السينما وراء غياب كبار الس