الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدخان المقدس 1999(جين كامبيون):على نمط شذرات أميل سيوران وليس فردريك نيتشة

بلال سمير الصدّر

2024 / 8 / 17
الادب والفن


من تمثيل كيت وينسليت وهارفي كيتل
تأصيل الحلم:هل يستنجد الحلم بالذاكرة،هل يستنبط من اللاوعي:
الحلم بالتأكيد يستنبط من كلاهما...ولكن لماذا يخطر على بالي فيلم الدخان المقدس على الدوام
هل هي الصفة الخادعة الصوفية-التي خدعتني انا شخصيا-بروصفي قد فرطت في فيلم صوفي غريب في موضوعه...؟!
أم هل من أجل اللقطة الجنسية التي كانت ذات مرة محذوفة من شريط فيديو....؟!
هي لقطة على الدوام تعود اليها ذاكرتي
كل الاسباب في الاعلى صحيحية على الاطلاق والنتيجة كانت تستحق مثل هذا الحلم،مثل هذه الرؤية الملهمة الجبارة العصية على الفهم...
الدخان المقدس:
روث-فتاة شابة-تنطلق في رحلة الى الهند للبحث عن الحقيقة بعد ان دفعها الخواء الطبيعي لحياتها اانظرية الشرقية التي كانت على الدوام هي الهند+بحيث بدت الهند مبتذلة من هذه الناحية-الأمر الذي يدفع والدتها للسفر والعودة بها تحت ذريعة كاذبة وهي احتضار والداها،وتنجح الوالدة في هذا المسعى الأخلاقي ولو من بعيد...
مصطلح : Cult
كلمة كلت Cult حرفيا تعني العبادة،ومضمونا تعني سيطرة فكرة متطرفة على المرء تصل الى حد تأليه الفكرة بحد
ذاتها،بمعنى آخر،ان يصبح المرء عبدا لفكرة بشيء واضح من الهوس حتى الجنون،وهناك الكثير –من ناحية سينمائية-من الأمثلة عليها،وهناك أمثلة في هذا الفيلم على ذلك ايضا،لكن دعونا نختصر،فهناك الافراد الذين يمارسون أفعال قتل شاذة جنسية ومتعددة مدفوعين بفكرة أيديلوجية معينة،أو حتى من يقتلون انفسهم بدعوى هذه الفكرة.
مثلا،هناك ثلاثة فتيات يقتلون بوحشية لأنهم يقدمون الدماء البشرية للأله...فكرة القربان عادت من جديد
وهناك أفلام معينة في السينما اتخذت هذه التسمية لأنها مارست تأثيرا معينا على فئة من الجمهور جعلهم يتخذونها موضوعا لأفعال معينة متعلقة بمحتوى هذه الأفلام....
خذ مثلا فيلم ماركو فيري الشهير: العيد الكبير 1973-Lagrand Bouff
دعوى الاصلاح:
الدعوى التي يقيمونها على روث بأنها مسكونة مرضيا بهذه الهواجس الكلتية،وهي هواجس كما نعرف مبنية على طوباوية شاذة،وهذا الاتهام يدفعهم الى استئجاء (بن جاي ووترز)-هارفي كيتل-المتخصص باستئصال هذه الافكار الروحية الشاذة...الذكر الكبير...المتخصص الخبير
الذكر،وجود الذكر،نفي الذكر:
والد روث ليس مهتما على الاطلاق بعودتها ولا حتى بوجودها،فهو قابع-حسب رؤية الفيلم وجين كامبيون تحديدا-ضمن انانية خاصة جدا،فهو ليس أكث من نكرة...وفي النهاية سيهجر الجميع هربا مع سكرتيرته...والد روث ليس سوى عبد لرغباته،فهو الذكر السلبي الأول في المحيط،ولكن بيس الأهير،لأن المحيط هو عبارة عن اخ غارق في علاقة جنسية مثلية.
نلاحظ ان جين كامبيون لاتقصي الذكر من حيز التأثير المهم،بل تضفي عليه أيضا صفة هامشية جبارة.
الذكر الكبير:
هارفي كيتل،ووترز،ذكر خارق للعادة متسلح بهذا المنحى الذكوري المتفوق المغرور،بدلته السوداء ونظارته السوداء،وطريقة استخراجه عربة نقل الأمتعة في المطار اضفت عليه لمحة من لمحات أبطال مارفيل الخارقين.
كان يعتقد بانه قادر على شفاء روث بثلاثة مراحل ليس أكثر...هكذا ارادت له جين كامبيون ان يكون
هكذا ارادات ان توحي بالقدرة اللانهائية لذكر خارق مغرور...
مخلص ديني،ام بلاي بوي:
كنا نعتقد-للوهلة الأولى-ان المخلص الديني سيكون طاهرا ممتنعا عن الرذيلة أو الوقوع في مغامرة جنسية مع فتاة بلهاء تافهة ربما اصغر من عمر ابنته ولكن هذا الذي حصل.
لأن الرجولة-الشكلية-لايمكن أن تكتمل دون المظهر الملائم للتسلط الجنسي للذكر،هذا التسلط برز من خلال استغلاله لتلك الفتاة التي دأت اول مل بدأت بلعق قضيبه....
روث،الحب،ام التحرر،أم فعل الغواية:
تلتقط روث هذه الحماقة،هناك علاقة في غاية الوضاعة بين محررها وفتاة في عمر المراهقة...هل تقرر الغواية..زهل هي واقعة في الحب فعلا...هل هي ضحية اباحية مضطربة لفتاة في عمر الطيش...؟!
لانعرف،ولكن السلطان للمرأة...بعد غوايةعالية المستوى-اقصد أخلاقيا-يتحقق الانتصار
روث تنتصر على ووترز الى درجة الاذلال...تمارس الانتقام لأن العضو الأنثوي هو من سيصبح فريسة للسان الذكر وليس العكس....
انتحار الرجولة في اللباس النسائي:
اصبح هذا المحرر الديني،الذي يفترض به انه غاية ي السيطرة على نفسه،مهووس كليا بروث،ربما لم يشعر ان روث ألبسته لباسا نسائيا وقامت بوضع المكياج على وجهه،وكان انتصارها يعني بالنسبة لها أن ووترز الآن هو امراة,,,هو متطابق ممتثل مع امرأة.ززهو متوحد مع امراة...انه المراة التي بدا مسيطرا عليها ذات مرة
ومن ثم،بين الدين والجنس:
من هذه الثنائية لن نقوم بعمل مقارنة بين سلطان الدين وسلطان الرغبة،لأن هذا من الغباء الشديد،فلا يوجد اي سلطة دينية في الفيلم...هي مجرد ادعاء ليس اكثر.
ووترز لايتمتع بأي حس ديني على الاطلاق،وروث هي فتاة متحررة على نمط الهبيز مطابقة تسعى للبحث عن الحقيقة مثل الهبيز أيضا...لايمكن ان يحدث أي اشكال في وجهة النظر هذه اعلى الاطلاق...
الشكل والتطرف وربما الغباء:
قالب الفيلم،الحبكة كلها،لاتصلح لقول حقيقة ما ارادت جين كامبيون قوله،فهي ارادت القول أن سلطة روث الأنثوية غلبت سلطة ذكورية متمكنة،بل كان عليها ان تخضع هذه السلطة المتمكنة،لأن مجرد كونه-وهنا ندعم جين كامبيون بأشارتنا للرجل بالنكرة-مخلص روحي-أو سمه كما شئت-لايعني انه متمكن او مسيطر على الاطلاق،فالشخصية التي ظهر فيها لاتدل على ذلك،وان ارادت جين كامبيون ان تقنعنا بذلك فربما هذا الغباء بحد ذاته.
ثم،لماذا كل هذا التطرفنفالفيلم معادي للذكر من الدرجة الأولى،من الدرجة الكلتية،فكامبيون انطقت المتناقض،لأن نظرية المراة المستضعفة انقلبت الى تشويه صورة الرجل،الى عداء متطرف للرجل...الى الانحطاط ليس أكثر
ثم ايضا،اذا كان النكرة قد القى اتهاما على روث بانها معادية للرجل،فهذا الشيء الصحيح الوحيد الذذي قاله في الفيلم.
كل ما قلناه هو الفكرة في الفيلم،وكان يمكن قولها من دون اللجوء الى حبكة في ظاهرها صوفية رمزية...كان يمكن ذكرها من دون ذكر الهند من اساسه...
24/02/2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجدى أحمد على عن -عصافير النيل-: قللت شجن الفيلم وإبراهيم أص


.. طرد بطل الفنون القتالية حبيب نور محمدوف من طائرة أمريكية




.. محمد الشرنوبي يتحدث عن رأيه فى فيلم بضع ساعات


.. مهرجان الأقصر يحتفي بالسينما الموريتانية في ندوة بحضور رئيس




.. عمر متولي يثير جدل في الوسط الفني بسبب حديث عن موهبة الراحل