الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن : ( الدعاء / تركة بلا وريث / صعاليك الانترنت )

أحمد صبحى منصور

2024 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثلاثة أسئلة :
لدي عدة اسئلة لو تكرمت..
الاول : انته تقول ان الدعاء يكون بتضرع وخفيه , كيف تفسر دعاءك علانية من خلال التعليق على مقالات او تعليقات واجابات الفتاوي لمتابعينك . فمثلا مؤخرا قلت داعيا لاحد المعلقين على فتوى سؤلان " أدعو الله جل وعلا أن يشفى إبنتك ، وأن يحفظها وأن يسعدها".. لقد علمتنا ان الدعا تضرعا وخفية وغير ذلك يعتبر معتدي ."ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين".
الثاني : يقول تعالى ""أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ" هل يعقل ان لا احد من 2.5 مليون مسلم في غزة مظطر دعا الله ان يكشف عنه السؤ ؟ بما ان الضر مازال عليهم هل يصح ان نقول انه رغم مافيهم من بلاء الا انهم ليس مضطرين يستحقون كشف السؤ عنهم .
الثالث : لماذا لا يوجد في كتاب الله وبتقسيمات الميراث بند لمن يترك ارث ولا قريب له بتعبير اخر مقطوع من شجره . فمثلا كان شخص مسافر لبلد اجنبي تهريب لكنه تم التحايل عليه وعلق في بلدنا ولم يكن يحمل اي وثيقة وادعي ان اسمه كامل ثم بعد فتره ادعى ان اسمه سالم وبقى يغير اسمه ويدعي اسم اخر لانه كان يخشى ان تقوم السلطات بتسفيره . المهم بعد فتره بسيطه لدغته افعى وتوفي وقد وجد في غرفته نقود ومجوهرات كثيرة , قام الاهالي بتسليمها للحكومه لعدم وجود من يرثه . شكرا لك .

إجابة السؤال الأول :
1 ـ كتابة الدعاء لا دخل لها بالصوت خُفية أو جهرة . التضرع أثناء كتابته يعلمه من يعلم السرّ وأخفى جل وعلا .
2 ـ الدعاء بالصوت هو محلُّ الأمر بأن يكون بتضرّع وخفية . وكل إنسان ـ مهما بلغ كفره ـ إذا مسّه الضُّرُّ دعا ربه منيبا متضرعا ، وقد يصل به التضرع والهلع الى أن يجأر بعُلُوّ الصوت . ويستجيب الله جل وعلا لدعائه وينجيه من الضُّرّ ، ثم يعود لكفره. وتكرر هذا كثيرا فى القرآن الكريم:
فى سور النحل : ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)
والأنعام ( قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (63) قُلْ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)
والزمر ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)) ( فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (49)
والروم ( وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) )
ويونس ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) ، ( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمْ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) ) .
والاسراء ( وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً (67) ) .
3 ـ الضابط فى الموضوع هو قوله جل وعلا : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف ) . الاعتداء هنا هو أن يتحول الخشوع والتضرع الى أُغنية ورقص ، كما هو العادة فى الانشاد الدينى المنتشر فى الأديان الأرضية الشيطانية . هنا إتّخاذ الدعاء سخرية ولهوا ولعبا .
الدعاء الخفى الصوت يكون صوتا مسموعا ، ولكن ليس لدرجة الجهر أو الصوت الجهورى الزاعق فى مثل قوله جل وعلا : ( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً (148) النساء )
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ الدعاء عبادة مأمور بها ، ولذا لا يكون الدعاء إلا بالخشوع والتضرع ، قال جل وعلا :
1 / 1 ـ ( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر )
1 / 2 ـ ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة ).
2 ـ إستجابة الدعاء تكون بعلم الله جل وعلا بما هو الأصلح للداعى . قد يدعو بشىء يكون تحقيقه ضررا عليه ، الله جل وعلا يستجيب بما هو الأصلح . وهو الأعلم بكل شىء .
3 ـ معظم من يدعو لأهل غزة هم من المحمديين الذين يتخذون دينهم لهوا ولعبا ويجعلون الدعاء إعتداءا على مقام الرحمن جل وعلا . لذا لا عبرة لدعائهم . هناك ـ ونحن منهم ـ من يدعو بالنجاة لأهل غزة والمستضعفين فى الأرض ويدعو على أكابر المجرمين متضرعا ، وآملا أن يستجيب الله جل وعلا لدعائه .
إجابة السؤال الثالث :
من يترك ثروة بلا وريث تؤول تركته للدولة ، وعليها أن تنفقها فى وجوه البرّ ، على الجمعيات الأهلية والرسمية التى ترعى الأطفال الأيتام والأرامل والفقراء والمرضى وسائر المحتاجين ، ورعاية الموهوبين من التلاميذ بتوفير منح تعلمية لهم .
ليس من ذلك ـ على الإطلاق ـ إنشاء مساجد للضرار .

السؤال الرابع :
قرأت على الفيس بوك ان 90 % من التاريخ المكتوب كاذب . هل هذا صحيح ؟
1 ـ هل قام بتعداد وحصر كل الروايات التاريخية فى كل المصادر التاريخية بمختلف أنواعها من كتب السيرة وكتب الحوليات والطبقات والمناقب وتاريخ الأسرات الحاكمة والمدن .. الخ ثم أثبت ان نسبة 90 % منها كاذبة ؟ وما هو معيار الصُّدقية والكذب عنده ؟ وما هو معيار الحقيقة التاريخية ؟ هل هى حقيقة مطلقة أم نسبية ؟ وماهو معيار التفرقة بين رواية تاريخية هى مجرد قول ورواية تاريخية مركبة من أحداث ؟ وما هو الفرق بين الروايات التاريخية المتشابكة والمتناقضة ؟ وما هى مناهج المؤرخين فى نقل الروايات التاريخية إذا كانوا ينقلون عن السابقين أو يكتبون معاصرين لوقتهم ؟ وما مدى صدقيتهم فى النقل عن السابقين ؟ وما مدى صُدقية الإسناد والعنعنة عندهم ؟ وإذا كانوا معاصرين فعن من ينقلون الروايات ؟ ومدى صدقية مصادرهم التى ينقلون عنها ؟ وما مدى موضوعيتهم أو إنحيازهم ؟؟ وماهو الفارق بين المصادر التاريخية المباشرة والكتابات الأخرى التى تحوى تأريخا دون قصد من كاتبها أن تكون تأريخا مثل كتب الفقه الوعظى ووثائق الوقف وكتب الرحلات والأمثال الشعبية والشعر ؟ وكيفية إستخلاص المادة التاريخية منها ؟ .
2 ـ عايشت البحث التاريخى حوالى نصف قرن ، وكنت أول من كتب فى أُسُس البحث التاريخى دراسة عملية وفى تاريخ التأريخ وانواع المادة التاريخية ومناهج المؤرخين فى قسم التاريخ بجامعة الأزهر عام 1984 . وتوالت كتبى وأبحاثى وهى منشورة فى موقعنا ( أهل القرآن ) . ومع هذا لا أجرؤ أن أقول إن نسبة كذا كاذبة أو صادقة .
3 ـ صعاليك الانترنت يهرفون بما لايعلمون ..ويختارون أكاذيب ومزاعم تجذب لهم الإنتباه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 94-Al-Aanaam


.. تغطية خاصة | صواريخ المقاومة الإسلامية في لبنان تواصل انهما




.. مشاهد متداولة للحرائق في شمال #فلسطين_المحتلة جراء سقوط صوار


.. ماهي الحضارات الأربع الأساسية في وادي الرافدين ؟




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تنصب الكمائن لكل م