الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العراق منبع التشيع
صفاء علي حميد
2024 / 8 / 19دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كثيراً ما نسمع ويسمع جميع المسلمين من بعض المتطفلين الحاقدين على شيعة أمير المؤمنين عليه السلام أن الشيعة ليسوا عرب مسلمين وقد ابتدع الفرس التشيع لأنهم يكيدون للإسلام وأهله ...
وهذه الدعوة باطلة إذ أن المؤسس الأول للشيعة هو الرسول نفسه وإليك بعض كلماته حول التشيع لعلي عليه السلام :
(1) عن عباية بن ربعي قال : قلت لعبد الله بن عباس : لم كنى رسول الله عليا أبا تراب ؟ قال : لأنه صاحب الأرض وحجة الله على أهلها بعده ، وبه بقاؤها وإليه سكونها ولقد سمعت رسول الله يقول : انه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة قال يا ليتني كنت ترابا أي ليتني كنت من شيعة علي عليه السلام (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى / ص 30) .
(2) قال رسول الله لعلي عليه السلام : « يا علي ! شيعتك هم الفائزون يوم القيامة ، فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك ، ومن أهانك فقد أهانني ، ومن أهانني أدخله الله نار جهنم فيها وبئس المصير ، يا علي ! أنت مني وأنا منك ، وروحك من روحي وطينتك من طينتي ، وشيعتك خلقوا من فضل طينتنا ، فمن أحبهم فقد أحبنا ومن أبغضهم فقد أبغضنا ، ومن عاداهم فقد عادانا ، ومن ودهم فقد ودنا .
يا علي ! ان شيعتك مغفور لهم ، على ما كان فيهم من ذنوب وعيوب يا علي أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت المقام المحمود فبشرهم بذلك ، يا علي شيعتك شيعة الله ، وأنصارك أنصار الله ، وأوليائك أولياء الله ، وحزبك حزب الله ، يا علي سعد من تولاك وشقي من عاداك ، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرينها » (المصدر السابق / ص 43) .
(3) قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « لا تستخفوا بفقراء شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام وعترته من بعده ، فان الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر » (المصدر السابق / ص 97) ..
هذا في ما يخص التأسيس النبوي لشيعة أمير المؤمنين علي عليه السلام ... نعم هي كثيرة ونقلها يحتاج الى تحقيق وقراءة وتدقيق لكن المهم هكذا معنى ورد على لسانه صلى الله عليه وآله ...
أما ما يخص أن الشيعة من بدع الفرس الأعاجم فهذا مردود وذلك من خلال الرجوع إلى تاريخ انتشار التشيع إذ أنه انتشر في البلدان العربية قبل ان ينتشر في المدن الإيرانية .
وبحق أقول لكم أن الشيعة الكرام لا ينظرون إلى القومية بقدر نظرهم إلى الميزان القرآني وهو أن أكرمكم عن الله اتقاكم ، أما المخالفين فأنهم مصابون بداء البغض والعداء ذلك الداء الذي زرعه في قلوبهم خلفاءهم الطالحون الذين ظلموا الناس وهم يقلون باسلامهم وايمانهم ..!!
إذ كانوا هؤلاء يبغضون القوميات الأخرى ويتعصبون ضد جميعها ... على أي حال أحد الردود التي نردها على من يقول بتلك الدعوة الباطلة أن المستشرقين الذين درسوا الإسلام شهدوا على عروبة التشيع وأنه خرج للعالم من الأرض العربية وإليك كلمات بعضهم :
(1) قال المستشرق فلهوزن: كان جميع سكان العراق في عهد معاوية ـ خصوصاً أهل الكوفة ـ شيعة، ولم يقتصر هذا على الاَفراد، بل شمل القبائل ورؤساء العرب (الشيعة في موكب التاريخ / جعفر السبحاني / ص 74) .
(2) قال المستشرق جولد تسيهر: إنّ من الخطأ القول بأنّ التشيّع في نشأته ومراحل نموه يمثّل الاَثر التعديلي الذي أحدثته أفكار الاَمم الاِيرانية في الاِسلام بعد أن اعتنقته، أو خضعت لسلطانه عن طريق الفتح والدعاية، وهذا الوهم الشائع مبني على سوء فهم الحوادث التاريخية، فالحركة العلوية نشأت في أرض عربية بحتة (المصدر السابق / ص 74) .
(3) قال المستشرق آدم متز : إنّ مذهب الشيعة ليس كما يعتقد البعض ردّ فعل من جانب الروح الاِيرانية يخالف الاِسلام، فقد كانت جزيرة العرب شيعة كلّها عدا المدن الكبرى مثل مكّة وتهامة وصنعاء، وكان للشيعة غلبة في بعض المدن أيضاً مثل عمان، وهجر، وصعدة، أمّا إيران فكانت كلّها سنّة، ما عدا قم، وكان أهل إصفهان يغالون في معاوية حتى اعتقد بعض أهلها أنّه نبي مرسل (المصدر السابق / ص 75) .
(4) يقول الشيخ أبو زهرة : إنّ الفرس تشيّعوا على أيدي العرب وليس التشيّع مخلوقاً لهم، ويضيف: وأمّا فارس وخراسان وما وراءهما من بلدان الاِسلام، فقد هاجر إليها كثيرون من علماء الاِسلام الذين كانوا يتشيّعون فراراً بعقيدتهم من الاَمويين أوّلاً، ثمّ العباسيين ثانياً، وأنّ التشيّع كان منتشراً في هذه البلاد انتشاراً عظيماً قبل سقوط الدولة الاَموية بفرار أتباع زيد ومن قبله إليها (المصدر السابق / ص 75) .
المتأمّل في كلمات هؤلاء يجد بوضوح أنّهم يقطعون بفساد الرأي الذاهب إلى فارسيّة التشيّع وأنّهم لم يجدوا له تبريراً معقولاً بالرغم من عدم تعاطفهم أصلاً مع التشيّع .
وفي الحقيقة نحن لا نحتاج إلى كلمات المستشرقين لأن التشيع قائم بأصالته وقوة حجته إلا أننا ذكرناها من باب الشهادة لا غير .
اختم بقول المرحوم علي الوردي اذ قال ما نصه ( أرى من المناسب قبل أن أبدأ بالموضوع أن أشير إلى خطأ شائع لا يزال الكثيرون منا يعتقدون بصحته وهو أن ايران كانت الموطن الأصلي الذي انبثق منه مذهب التشيع منذ بداية أمره وأن هذا المذهب انما جاء الى العراق من ايران .
إن الابحاث التاريخية الحديثة تشير الى العكس من هذا الرأي تماماً ، حيث ثبت أن العراق هو منبع التشيع وقد انتقل التشيع منه الى ايران والى غيرها من البلاد الاسلامية ، وهناك حقيقة تاريخية يكاد يجمع عليها الباحئون الآن وهي أن الايرانيين كانوا في الغالب من أهل السنة والجماعة وقد ظلوا كذلك حتى بداية القرن العاشر الهجري - أي القرن السادس عشر الميلادي - وهم لم يدخلوا مذهب التشيع الا منذ ذلك القرن على إثر ظهور الدولة الصفوية ) " لمحات اجتماعية / ج 1 / ص 9 " ...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيديو طائرة دون طيار يظهر الدمار بجنوب لبنان جراء الغارات ال
.. عاجل | الجيش الإسرائيلي يكتشف نفقا سريا لحزب الله يعبر حدود
.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حزب الله مهزوما وبلا قيادة ولا رأس
.. عاجل | نتنياهو يعلن مقتل مرشحين محتملين لخلافة حسن نصر الله
.. نشرة إيجاز - القسام تعلن استهدافها دبابة ميركافا وحزب الله ي