الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عصر الطبشورة
حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
2024 / 8 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الطبشور أو الطباشير صخر رسوبي أبيض ناعم ذو حبيبات دقيقة، وشكل من أشكال الحجر الجيري.
لكن هذا الطبشور يوشم أهم ذكرياتنا في المدارس قبل أن تستبدل الطبشورة بالأقلام والصبورة بأجهزة العرض والكمبيوتر اللوحي ، بتنا نحن جيل الطباشير نشعر وكأننا جئنا من العصر الحجري حينما نشاهد هذا الكم من التطور والتغير في التعليم وأساليبه وأدواته، بتنا نشعر وكأننا من عصور بائدة يفصل بيننا وبين اليوم ملايين السنين، تماما كما يفصلنا عن العصر الطباشيري 65,000,000 مليون سنة ماضية مثلاً، العصر الذي انتهى بكارثة أدّت إلى انقراض الديناصورات نهائيًّا.
في العصر الطباشيري كانت الديناصورات لا تزال تواصل سيطرتها على اليابسة. خلال هذا الوقت، ظهرت مجموعات جديدة من الثدييات والطيور، وكذلك النباتات المزهرة، حتى انقرضت بلا رجعة وطويت صفحتها في التاريخ كما يطوي الزمن كل الصفحات..
ترى هل شعرت الديناصورات كما نشعر اليوم بأن عصرها انتهى مع ظهور أشكال أخرى من الحياة؟
نعم أحن إلى عصر الطبشورة، إلى الطباشير البيضاء والملونة عندما كانت تترك أثرها على أيدينا وننفض غبارها ليتساقط على الأرض، القديم جميل دائماً وأبداً مهما بدا بدائياً وسخيفا، وحدها الذكريات التي تشعرنا كم كبرنا حتى دون أن نكبر،،
كانت أداتنا في التعبير، حين نتقاذها على بعضنا البعض، بل والأداة الأسرع في يد المعلم ليقذفها على أي تلميذ يثرثر أو يغلبه النعاس.
الطبشورة لم تكن مجرد طبشورة، فهي من أقدم الوسائل التعليمية المستخدمة في حقل التعليم، وأكثرها توافرا وانتشاراً وأهمية في ذلك الوقت في جميع الصفوف، والمدارس.
نعم تطورت كما كل شىء تطور في مدارسنا الحديثة وأصبحت معظم الأجيال الجديدة لا تعرفها أو تستخدمها، بسبب طغيان التكنولوجيا حتى في الوسائل التعليمية، وبالكاد يستخدمها أحد بسبب الانجذاب للأقلام الزيتية.
لهذه الأقلام الكلسية وصوت احتكاكها المزعج بالخشب خصوصيتها ونكهتها، بل يكفي أنها كانت بيضاء كقلوبنا الصغيرة آنذاك.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - مقال رائع
جلال عبد الحق سعيد
(
2024 / 8 / 21 - 02:06
)
الله ما اروع هذا المقال صغير لكن مكثف لقد استقر في اعماقي في ذلك الدهليز الداخلي مثل قطرة ماء باردة
هل معقول ان عصر الطباشير سينقرض الى الأبد وستحل محل السبورات العتيقة طراز جديد من السبورات الالكترونية تشبه لوح الآيباد لكنها بمساحة السبورة التقليدية كما قيل لي
مره دخلت معهدآ في دورة تدريبية وشاهدت السبورات بيضاء ويكتب عليها بأقلام العلامة ذات الحبر الأسود والازرق تلك الاقلام التي تستخدم عادة في الكتابة على الكراتين وتضايقت كثيرا دون ان اعرف السبب
والان يتحدثون عن السبورات الالكترونية
نحن زمننا كان جميل جدا وقلوبنا كما ذكرت ياسيدتي كانت بيضاء كالطباشير
احسنت في اختيار موضوع المقال
تحياتي
2 - مقالة .. ردّتلي كتبي ومدرستي والعمر اللي كان
عامر سليم
(
2024 / 8 / 21 - 08:06
)
مقال غنائي فيروزي من السهل الممتنع ,وانا اقرأ سطور المقال كنت ادندن اغنية فيروز الخالدة :
( طيري يا طيّارة طيري يا ورق وخيطان
بدّي إرجع بنت صغيرة على سطح الجيران
وينساني الزمان على سطح الجيران )
يا ليت الزمان نسانا وترك لنا الطباشير نشخبط ونرسم بها على الجدران ! .
كل الشكر والتقدير والاحترام للكاتبة حنان بديع
.. الشرطة البريطانية تعتقل ناشطتين بعنف خلال مظاهرة أمام مصنع ع
.. نادي بالستينو التشيلي يستذكر غزة بلافتة تدين عاما من الإبادة
.. في الذكرى الأولى لحرب -7 أكتوبر-.. نتنياهو يهدد بتوسيع القتا
.. لهذا السبب قد تختار إسرائيل اجتياح جنوب لبنان من البحر
.. فلسطينيات يودعن أبناءهن الشهداء إثر غارة إسرائيلية على غزة