الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الايمان بين الكون والانسان
ماجد ايوب القيسي
2024 / 8 / 24التربية والتعليم والبحث العلمي
في آيات الكتاب العزيز مساحات للتفكير واسعة وبديعة ورائعة.
وفهم واسع للكون والحياة،
فهذا الكون مؤمن طائع مسخر.
ساجد لله بكل مخلوقاته وأجرامه وكواكبه.
عابد خاشع مسبح.
وأنت عنصر فيه لك شأن كبير ومكانة عظيمة.
لك الارادة والتفكير والاختيار.
تنسجم معه بإيمانك وطاعتك لله تعالى.
وتشذ عنه بمعصيتك وعبوديتك لغير الله.
فالآيات تخبرك بصفات للكون لم تعهدها ولم تدرسها،
فحيثما نظرت ودققت رأيت أمما كالبشر.
فالنمل والنحل والجراد، (أمم أمثالكم)
والأشجار بأنواعها وأحجامها وألوانها وثمارها.
وأغرب من ذلك الدواب كلها،
بإبلها وحميرها وبقرها.
وطيورها وحشراتها وفايروساتها.
والشمس والقمر والنجوم والكواكب في أفلاكها.
وكل ما نسميه جماد كالصخر والجبل والحجر.
هل يخطر ببالك ان هذه المخلوقات كلها تعبد الله وتسجد له،
اسمع قول الله تعالى يخبرنا عنها:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩ ( الحج: 18 )
وان السماء والأرض طائعتان مستجيبتان لأمر الله تعالى:
(ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ )(فصلت:11)
هل يخطر ببالك ان السماوات السبع والارض ومن فيهن كلها تسبح الله:
(تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا)(الاسراء:44)
وهل يخطر ببالك أن الجبل يخشع لآيات الله ويتأثر ويتصدع:
(لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(الحشر:21 )
وأن الأرض تشهد بما عمل على ظهرها يوم القيامة من خير أو شرّ.
( يَوْمَئِذٍ تُحدث أَخْبَارَها )(الزلزلة: 4)
والأرض تبكي على موت المؤمن حين يخلو موضع سجوده منه.
وأن السماء تبكي على موت المؤمن حين يغلق بابه فيها،
الذي ينزل منه رزقه ويصعد منه عمله،
ولا تبكيان الا على المؤمن:
( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) ( الدخان:29 )
والانسان المؤمن الطائع لربه بعيش منسجما مع الكون من حوله..
يرتاح لرؤية السماء ونجومها وكواكبها وشروقها وغروبها.
والأرض بجبالها وسهولها وبحارها وأنهارها.
ويفسر ما يراه بناء على ذلك الفهم والانسجام..
فلا غضب للطبيعة ولا طقس سيء.
واشد حر الصيف، وأشد برد الشتاء، نفسان أذن الله بهما للنار.
ولله تعالى في كل أمر حكمة وإرادة وتدبير.
وهو تعالى أحكم وأعلم و أرحم,
فَهِمَ ذلك المؤمنون واطمأنت له قلوبهم.
وجهله الكثير من الناس.
ومنهم من حاد عن الطريق السوي المستقيم.
وتنكر لفطرته وعقله وسنن الكون من حوله.
وعاش التناقض مع الكون من حوله.
واضطربت تفاسيره لمجرياته.
واجتهد وتفلسف ليغطي الشمس بغربالٍ في رابعة النهار.
ففي الآية السابقة: كل المخلوقات تسجد لله غير البشر.
ففيهم العاصي والجاهل والمتكبر.
ويتنكب لجادة الصواب التي ألفها من في الكون.
وكثير منهم حق عليه العذاب.
ومن يهن الله فما له من مكرم..
نحمدك اللهم على هدايتك.
ونستجير بك اللهم من غضبك وعقوبتك.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. السيسي وبن سلمان: -إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة هي ال
.. هل تستعد إسرائيل لمواجهة غير متوقعة في جنوب لبنان؟
.. الجيش الإسرائيلي يصدر أمر إخلاء لمبنى بالضاحية الجنوبية
.. صور مباشرة للغارات الإسرائيلية على النبطية جنوب لبنان
.. وسط ترقب للرد الإسرائيلي على إيران.. شركات طيران عالمية تعلق