الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الارهاب يعيش بيننا.
فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)
2024 / 8 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقولون بأن الإرهاب لا دين له ،ويقولون كل الأديان لا تدعي الى الارهاب وسفك الدماء ،ويقولون بأن الأديان جاءت لتعزيز الأخلاق واحترام الإنسان ،ويقولون أن الأديان جاءت خيرا للبشرية ومن أجل نشر السلام…….
كذب ،وكذب ثم كذب…..تعالوا نقلب صفحات التاريخ ونقرأ ماذا فعلت الأديان بالبشرية وماذا حصدت الإنسانية من مذابح الأديان ؟
ولكن بعض الأديان استطاعت التعايش والتأقلم مع المجتمعات ولكن ليس ألا بعد الاستفادة من تجارب التاريخ المرة وبعد أن أصبحت أمام الأمر الواقع وأن تتأقلم نفسها تدريجياً مع العلم والتطور البشري السريع في كافة المجالات ،أما بعضها الآخر فما زال يترنح ،لا يعتذر وبل يتفاخر بذلك التاريخ الدموي، ويريد أن يرجع البشرية بأكملها الى ذلك الماضي والى تلك البقعة الجغرافية لا بالحجة والبرهان بل بالإرهاب ….
الارهاب يعيش بيننا وفي كل مكان،لا تتوقع أنك في أمان وهناك حولك من يؤمن انك كافر ومشرك وجب قتلك حتى يعبد الهه وحده على الأرض…لا تتوقع أنك في أمان وأنك تعيش في احضان الديمقراطية وفي حماية القانون،وهناك حولك من يؤمن أن شريعة الله يجب أن تسود العالم كله….لا تتوقع أنك في أمان وأنت تعيش في بلاد احترام الأديان بعيدا عن الإرهاب وهناك حولك من جاء من صلب الإرهاب يعيش ويتغذى سموم الإرهاب يحمل فكر الإرهاب ليل ونهار …لا تتوقع أنك في أمان وهناك حولك من يتخيل نفسه كل يوم مع حوريات عذراء يجامعهن متى شاء ،عندما يقتل من يشاء..
هذا هو الإرهاب بعينه واذنه وأنفه …الارهاب يعيش بيننا ..لا يهم أن كانت سكينة حادة أو حزام ناسف .عجلة مفخخة أو دهس بالسيارة ،لا يهم أن كانت حفلة أو حتى جنازة، لا يهم أن كان احتفال تراثي أو فني ،رياضي او موسيقي، لا يهم أن كان في ساحة عامة او في شارع على البحر ، على جسر أو قنطرة،في سوق شعبي أو حتى تجمع ديني، ولا يهم أن كنت رجلا أو امرأة ، أن كنت شابا أو كبيرا بالسن ،كنت معلما أو مربيا ، عاملا بسيطا أو موظفا في دائرة مساعدة اللاجئين،لا يهم أن كنت رجل شرطة أو حتى مقعداً.. فالارهاب يعيش بيننا لا يفرق بين هذا وذاك ،مادامت نيته قتل الأبرياء باسم الدين،هي مسألة وقت ليس إلا ،لنعرف بعدها من سيكون الضحية وأين ….
الارهاب يعيش بيننا ما دام ذلك النص المقدس له اذان صاغية في عالمنا اليوم ،الإرهاب يعيش بيننا ما دام يحصد التصفيق له بدل الادانة ،الارهاب يعيش بيننا ما دام من يزرع في عقول المغيبين أن هذه أرض الله وحدود الله ،وهو وحده وجب عبادته وإن قتل الكفار والمشركين والجهاد في سبيل الله ركن من أركان العقيدة وواجب مقدس في كل مكان ….
نعم ،ومع الأسف ،الارهاب يعيش بيننا وسيستمر ما دام هناك نص مقدس يحث المؤمن على قتل الآخرين ،حتى لو كان هذا المؤمن يأكل ويشرب ويعيش ويمارس حياته بكل حرية ، ويحصل على كافة حقوقه ولكن أولاً يحفظ على كرامته وهو عند هؤلاء الآخرين …بربكم ، أرأيتم في الكون كله مثل هكذا مرض ؟؟؟؟
…….أكتفي بهذا الحد وأختم بمقولة رائعة للدكتور العلامة الراحل علي الوردي إذ يقول "المصيبة أنهم يريدون أن يفتحوا العالم ولا يريدون أن يفتحوا بلادهم أو ينقذوها من براثن الجهل والمرض والفاقة"....لا ضرر من أن اختمها بمقولة عظمية أخرى له " لا يخيفني ذلك الكائن الذي يرفض الإيمان بوجود الله ،الذي يخيفني حقا ،هو ذاك الكائن الذي يقتل بكل إيمان لإثبات وجود الله " …..
تحياتي..
نعم للتنوير….لا للتخدير.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي