الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصل الدين عن الحياة

صفاء علي حميد

2024 / 8 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم تكن الشعوب الأوربية صاحبه ثقافة عالية تجعلهم يدركون أنهم قد ظلموا .

لم تكن تعرف أن بعض المتطرفين يستغلون إنسانيتهم من أجل استعبادهم .

كانوا لا يفقهون من الحياة الدنيا إلا خدمة السيد الأعلى الذي بيده الحل والعقد سواء كان مما يتعلق بحياتهم أو كان ما يرتبط بحكمهم .

شاءت الأقدار أن يشذ بعض المفكرين الثوار الذين قد عاينوا عذابات أهلهم وحرمانهم من أبسط ما يحتاج إليه الإنسان الغربي .
وشاءت الأقدار أيضا أن يكون الظالم الذي ظلم الناس واستغلهم هو ( القديس ) أو ( الراهب ) .

بدأ المفكر الثائر يثور على كل ما يرتبط بالكنسية التي كان يديرها رجل الدين المسيحي أول شيء تخلص منه المفكرون هناك هو الإيمان بوجود الله تبارك وتعالى ، وبعد أن تخلصوا من هذا الأيمان راحوا يحاربون ما يسمى بالدين .

أننا لا نريد أن نذكر من هم المفكرين أو سرد الوحشية التي كان رجال الدين يتصرفون بها اتجاه الناس بقدر ما نريد معرفة الأسباب التي جعلت الشعوب الغربية تفصل الدين عن السياسة في الوهلة الأولى ، وراح هذا الفصل يتوسع شيئاً فشيئاً حتى وصل إلى فصل الدين عن الحياة العامة بكل صورها ، وجعل الدين علاقة قلبية بين العبد وربه .

في الحقيقة أن الغرب لم يصل إلى ما وصل إليهِ إلا بعد أن أتخذ هذا القرار الصارم الذي لا يرضى المتدينين في كل الأحوال .
وكيف يرضى المتدين وبالخصوص المتدين المؤمن بأن الدين دين سياسة وفي الدين كل شيء ؟

كيف يرضى ذلك المتدين الذي ينعم بنعيم لا مثيل له من خدم وتقديس وتقبيل اليد والاحترام من قبل العامة المغلوب على أمرها ؟

أن المتدينين ينظرون إلى الدين على أنه الحل لكل المشاكل التي تعاني منها البشرية في وقتنا الحاضر .... لا نريد أن نناقشهم في ما يرون بقدر ما نريد أن نعرف جواب سؤالين مهمين :

1ـ هل أن الشعوب العربية ينبغي لها أن تفصل الدين عن السياسة ؟
2ـ أم أن السياسيين ينبغي لهم ذلك الفصل ؟

للإجابة عن السؤالين لأبد لنا أن نبين نقطة جوهرية في عنوان المقال وهو أن العنوان لم يكن دقيقاً .
إذ أن الدين بما هو دين ( أقصد بقولي كل الأديان سواء كانت سماوية أو أرضية ، إذ أن القائلين بفصل الدين عن السياسة يقصدون بقولهم كل الأديان التي أشرنا لها فنرجو الانتباه إلى هذهِ النقطة المهمة ) لا يتعارض مع كل سياسات العالم ، ولا يكون حاجزاً عن خدمة البشرية كلها .

فلا أحد من السياسيين في العالم لا يريد أن يكون صادقاً أو محسناً أو وفياً للعهد أو مخلصاً لشعبه .
هذهِ المفاهيم التي تتفق كل البشرية على حسنها هي الدين بعينه ، فكيف نرفض أن يتحلى بها السياسي ؟
نعم أننا نرفض أن يحكم رجال الدين على أساس أنهم ظل الله تبارك وتعالى في الأرض .

إذ أنهم لا يمثلون ذلك الظل المنحصر بالأنبياء المرسلين والأئمة الصالحين صلوات الله عليهم أجمعين .
ونؤكد على فصل الكتل والتيارات والأحزاب الإسلامية عن العملية السياسية .
فلا ينبغي لهؤلاء أن يحكموا الناس بالحكم الإسلامي الذي كان يحكم به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله .

نعم أنا مع الحكومة الإسلامية في كل الدول العربية أن كانت هذهِ الحكومة تدار من قبل فقهاء مجتهدين يرجعون إلى أهل البيت عليهم السلام ولا يدعون ان استنباطاتهم وقراءاتهم للقران والحديث هي الدين بعينه وما عدى هو الضلال فهذا ليس صحيح وليس ها هنا محل مناقشته !

بعد هذهِ المقدمة نجيب على السؤال الأول بالقول أن الشعوب أن كانت واعية فاهمه فلا يمكن لأحد أن يستغلها أو يحرمها من حقوقها .

أما لو كانت الشعوب العربية جاهلة تاركه الأمر للقدر بعيده عن اهل البيت عليهم السلام فلا يمكن لها أن تتطور وتعيش حياة مطمئنة .

لا نقول على الشعوب العربية أن تفصل الدين عن السياسة بقدر ما على الشعوب العربية أن تجعل الدين منبع السلام والمحبة والتعايش مع الأخر .

نعم لها أن تفصل الدين عن السياسة بعدم السماح لغير الفقهاء المجتهدين أن يصلوا إلى المناصب التي من خلالها يقدمون الخدمات الإنسانية لشعوبهم ... وكل هذا يجب ان يكون بعيداً عن تمثيل الله والسماء والاعتماد على القراءات البشرية حالها حال القوانين الوضعية التي وضعها المقننين في سبيل احياء العدل والقسط !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من انهيار الهدنة بين حزب الله واسرائيل| الأخبار


.. الطوارئ في كوريا الجنوبية.. هل تقف كوريا الشمالية خلف التصعي




.. ما أثر عمليات المقاومة ضد جنود الجيش الإسرائيلي داخل غزة؟


.. حرائق وقنابل غاز في اشتباكات للمعارضة مع الشرطة في جورجيا




.. مستشفى المعمداني يستقبل مصابين بعد غارة إسرائيلية على محل تج