الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الكهرباء الإنسانية.. طاقة غير مألوفة
مثنى إبراهيم الطالقاني
2024 / 8 / 27الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تُعد فكرة تحويل السلبيات إلى طاقة إيجابية واحدة من الأفكار الثورية التي قد تغير مستقبل العراق. ومع تزايد الحوارات والاتفاقيات حول تحسين الوضع الكهربائي، يتطلب أن ننظر في جميع الخيارات المتاحة، بما في ذلك تلك التي قد تبدو غير تقليدية في البداية.
إن التفكير الإبداعي والخروج عن المألوف قد يكونان أحد مفاتيح تحقيق الاستدامة والازدهار في البلاد.
العراق بلد غني بالموارد الطبيعية والتاريخ العريق، ولكنه يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في انقطاع التيار الكهربائي المتكرر فضلاً عن التحديات الاقتصادية والسياسية. يتساءل بعض العراقيين: هل يمكننا تحويل الطاقة السلبية التي تملأ حياتنا إلى طاقة كهربائية تُضيء منازلنا وتُشغل أجهزتنا؟
في الشارع العراقي، يمكنك أن تلمس الطاقة السلبية في بعض الزوايا، من أصوات السيارات المزعجة، إلى مشاكل البيئة، إلى الاحتجاجات المستمرة، وصولاً إلى شكاوى المواطنين من الأوضاع المعيشية. ربما لو استطعنا جمع كل تلك الطاقة السلبية وتحويلها إلى كهرباء، لأصبح العراق المصدر الأول عالمياً للطاقة المتجددة !
لو تخيلنا أن جهازاً يعمل على تحويل الطاقة السلبية إلى كهرباء، جهاز يمكنه تحويل إحباط المواطن الذي يقف في طابور البنزين، أو استياء السائق العالق في زحمة المرور، إلى كيلوات من الكهرباء تُشغل المراوح والمكيفات. بالطبع، سيتطلب هذا الجهاز تقنية متقدمة ربما لم تُخترع بعد، ولكن الأحلام تبدأ بفكرة، أليس كذلك؟
ففي خضم حرارة الصيف الحارقة، ومعاناة العراقيين المستمرة من نقص الكهرباء، تتجلى في أذهاننا أفكار مبتكرة للحلول. لو تخيلنا تحويل مشاعر الكره والحقد والحسد والغيبة إلى طاقة كهربائية! سيكون ذلك مشروعاً لا يحل فقط أزمة الكهرباء، بل يغير وجه العراق الاقتصادي والاجتماعي.
تُعتبر هذه الفكرة بمثابة ثورة في مجال توليد الطاقة، إذ يمكننا من خلالها استغلال الموارد السلبية التي تفيض بها المجتمعات لتحويلها إلى طاقة نافعة.
فبدلاً من الاستمرار في الشكوى من انقطاعات الكهرباء المستمرة خلال فصول الصيف، يمكننا التفكير في كيفية تحويل تلك الطاقة السلبية الكامنة في الألسن إلى طاقة كهربائية مستدامة.
إذا تم تنفيذ هذا المشروع، سيصبح العراق مكتفياً ذاتياً في مجال الطاقة الكهربائية، بل وسنتمكن من تصدير الفائض إلى دول الجوار وحتى إلى أوروبا التي تعاني من نقص في مستويات الطاقة.
إن تحويل الطاقات السلبية إلى طاقة كهربائية سيعزز الاقتصاد العراقي بشكل كبير، ويخفف الاعتماد على النفط الذي طالما كان محور الاقتصاد العراقي.
إضافة إلى الفوائد الاقتصادية، فإن لهذا المشروع مخرجات اجتماعية جمة.. توجيه تلك المشاعر السلبية إلى إنتاج الكهرباء سيقلل من الأضرار النفسية والاجتماعية الناجمة عن انتشار الظواهر الدخيلة.
كما سيحسن من نوعية الحياة من خلال تقليل التوترات والنزاعات بين الأفراد.
ومن الميزات الفريدة لهذه الطاقة أنها لا تنضب، بل تزداد مع الوقت، خاصة في فصول الشتاء عندما تجتمع العائلات حول مصادر التدفئة وتكثر الأحاديث. لذا، فإن هذا المشروع يمثل حلاً مستدامًا وطويل الأمد لأزمة الكهرباء في العراق.
على الرغم من الطابع الفكاهي للفكرة، إلا أن العراق يمتلك مقومات حقيقية لتطوير قطاع الطاقة المتجددة. فالموارد الشمسية والرياح متوفرة بكثرة، ويمكن الاستثمار في هذه المجالات لتخفيف الضغط على الشبكة الكهربائية التقليدية.
إلى جانب استثمار الطاقة الشمسية والرياح، يمكن للعراق النظر في التقنيات الحديثة مثل تخزين الطاقة وتحسين كفاءة الشبكات الكهربائية. كما يمكن تحسين البنية التحتية الكهربائية لتقليل الفاقد من الطاقة وتحسين توزيعها.
ولعل تحويل الطاقة السلبية إلى كهرباء يبقى مجرد خيال في الوقت الراهن، لكن العراق يمكنه تحقيق تقدم حقيقي إذا استثمر بشكل صحيح في الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة. وبذلك، لن نحتاج إلى تحويل إحباطاتنا إلى كهرباء، لأننا سنعيش في بلد يعمّه الاستقرار والرفاهية.
رغم التحديات الكثيرة، يبقى الأمل بحد ذاته طاقة إيجابية يمكن أن تدفعنا نحو مستقبل باسم في وجه التحديات، لأن الابتسامة هي أول خطوة نحو الإيجابية.. فالبكهرباء الإنسانية نسمو بواقعٍ أفضل.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لهذا السبب قد تختار إسرائيل اجتياح جنوب لبنان من البحر
.. فلسطينيات يودعن أبناءهن الشهداء إثر غارة إسرائيلية على غزة
.. اشتباكات قرب السفارة الإسرائيلية في اليونان تزامنا مع ذكرى 7
.. وقفات داخل محطات المترو بمدن هولندية لإحياء ذكرى طوفان الأقص
.. رائد فضاء من -ناسا- يلتقط مشهداً مذهلاً لظاهرة الشفق القطبي