الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنه الخوف قبل الفكر

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2024 / 9 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا يصر الغالبية من المسلمين على اختيار الفهم المتشدد والمتخلف والظلامي للدين ؟!

حقيقة إنه الخوف ... الخوف الموهوم الذي زرع في قلوبهم وعقولهم منذ الصغر ، من النار ومن العذاب ومن الماء المهين ... لو أنهم لم يتبعوا فهم الاولين ولا خلفاءهم من المتأخرين ، هذه الجريمة التي شوهت عقول وقلوب الناس شارك في نسجها وأعطاها الشرعية أنها تمت عبر المدارس والمساجد ومختلف المنابر الإعلامية مما أعطاها المباركة والشرعية وقوة النفاذية والتغلغل والتمكن في نفوس هؤلاء .

وهؤلاء حتى في كثير منهم ، ممن لا يكنوا اقتناعآ سليمآ وكاملآ لما اعتادوا عليه ، إلا أن الخوف مع بقايا التزمت يرتبان ويوجهان عقولهم لمعادلة أخرى ، ألا وهي :

1- إذا كان ما يقوله الفريق الاول من المشايخ والتقليديين على اختلاف أنواعهم ومسمياتهم ، سليمآ فنحن له متبعون وللجنة ذاهبون .

2-أما إذا كان ما يقولونه فريق المتحررين والثوار على التقليد والتخلف ، سليمآ فلن يضيرنا اتباع نهج الفريق الأول بل ربما الله سبحانه وتعالى سيكافئنا بشكل أكبر على تزمتنا وزيادة تحوطنا وغزير حرصنا .

وهذا ما أسميه معضلة العقل الإيماني المتحجر أو الإيمان الموهوم .

و الحقيقة أنها أشبه بمعضلة الفيلسوف وعالم الرياضيات الفرنسي بليز باسكال والتي هي عبارة عن 4 احتمالات كالتالي..

1-إ ن آمنت بالله وكان الله موجوداً، فسيكون جزاؤك الخلود في الجنة، وهذا ربح لا محدود.

2- إن لم تؤمن بالله وكان الله موجوداً، فسيكون جزاؤك الخلود في جهنم ، وهذه خسارة لا محدودة .

3- إن آمنت بالله وكان الله غير موجود، فلن تُجزى على ذلك، وهذه خسارة محدودة.

4- إن لم تؤمن بالله وكان الله غير موجود، فلن تُعاقب لكنك ستكون قد عشت حياتك، وهذا ربح محدود.

ولحل هذه المعضلة الخاصة بنا ، وهي العقل الإيماني الموهوم المتحجر ، فإنه لا يجب بتاتآ القبول والسماح بزرع ونشر وتأييد الفكر الظلامي المتزمت ، بل يجب القضاء عليه قضاء مبرمآ ومتوازيآ عبر :

1- الوسائل الفكرية والأمنية والقانونية العقابية لأتباعه والرادعة لبذور أتباعه عبر سن قانون متخصص لهم ضد خفافيش القساد من تجار الوطن ، وغربان الظلام من تجار الدين ، يعرف بإسم قانون النور ويكون ذا صيغة تطبيقية متشددة ضدهم بأحكام الإعدام والسجن المشدد لفترات لا تقل عن سبع سنوات مع مصادرة الممتلكات والأموال وتوقيع أقسى الغرامات المالية والفصل من الوظائف العامة ومنع الظهور على الوسائل والمنابر الإعلامية العامة .

2- أن يفهم الناس جيدآ ، أن التزمت واتباع التشدد او تفضيله بعد أن بانت لهم الحقيقة عبر التنويريين والإصلاحيين وبعد أن ظهرت أمامهم حقيقة تجار الدين وسوء أفاعيلهم ودفاعهم عن مصالحهم الخاصة في السطوة والمال ، فإن اتباعهم أو اصرارهم على الفكر المتشدد لهو أبلغ الضرر على الدين والاخلاق والمتسبب في شيوع الإلحاد وبالتالي تشويه صو
ورة الله سبحانه وتعالى جل في علاه وأنبيائه ورسله الكرام والدين عبر مذاهبه وصوره التوحيدية المختلفة الذي أرسله رحمة وهدى للعالمين ، وبالتالي فإن جزاؤهم جهنم وبئس المصير ، وهذا طبعآ سيخلخل تلك القناعة الموهومة في معادلتهم الفهمية الخاطئة للإيمان وظنهم البائس بأن اتباع التشدد أيآ كانت صوره لهو الخيار الاصوب أو الأسلم للجنة بل هو الطريق المعبد للجحيم غي الدنيا والآخرة .

وكل ذلك لن يتحقق إلا ...
1- بهزيمة حضارية وعسكرية ساحقة ماحقة تتعرض لها هذه المجتمعات .

2- أو مزيدآ من تراكم هزائمها في عصر الإنفتاح الإعلامي والوصول للمعلومة جلوسآ على أريكة الصالون أو سرير النوم .

3- أو عبر الديكتاتور المستنير الذي سيفرض كل ذلك بالقوة ، لأنه للأسف أغلب العقل الشرق أوسطي يقدس القوة ويرتدع لها لها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من تكون أربيل يهود التي يطالب نتانياهو باستعادتها من غزة؟


.. أول ديموقراطية في التأريخ




.. موازين - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. بين المسؤولية الف


.. من هي أربيل يهود التي تشدد إسرائيل على إطلاق سراحها؟




.. 44-At-Tawbah