الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية وأدبية وسياسية وفكرية ــ 280 ــ

آرام كربيت

2024 / 9 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


طريق الحب متعرج، ملتوي، مائل. إنه استنزاف، بيد أنه يعيش ويستمر طويلًا.
الحب يموت مع الخط المستقيم، مع الرتابة.
كن غامضًا، طيوبًا، وأترك لغزك في عبك حتى لا يرى ما بك، أن لا ينال منك.
اترك مسافة، بعض الحدود بينكما، هذه المسافة هي الاحترام.
هل يعقلن الحب؟
اعتبر العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة صداقة طويلة الأمد.
الحدود تجعل العلاقة بينهما فيها مسافة وانضباط.
إذا نط أحد الطرفين على خصوصية الأخر، على رأيه، قناعاته، على شخصه، استوطاء حيطه، ثم اللعب فيه وعليه، ثم احتقاره والغاءه، هنا يموت الحب تمامًا، وتموت الصداقة أيضًا.
لماذا حولت الولايات الأمريكية، حركة طالبان إلى شكل من أشكال أبطال هوليود، اغدقت على مشاهد الإنسحاب طابع تراجيدي مؤلم، حركة الطائرات، حولها البشر كأنهم نمل، كأنهم مجرد دمى، إذلال الإنسان الأفغاني، وهو يهرب من بلده كما تهرب الولايات المتحدة؟
الافتعال في نقل الكاميرا، واللعب على الصورة، شد المشاهد وكأنه في فيلم سينمائي.
ما حدث هو إستلام وتسليم، بين شريكين بينهما أتفاق مسبق، حوارات مستمرة منذ أربع سنين، في دولة قطر العظمى.
طالبان اليوم يغلب على سلوكها البراغماتية السياسية، ربما تم تدجينها لتصبح على المقاس المطلوب، وربما ساهمت قطر العظمى في هذا التدجين، بمعنى أن تشتغل هذه الحركة بلغة المصالح بعيدًا عن الأيديولوجية.
ربما لا تستطيع الأفصاح عن توجهها الحقيقي، بيد أن الأيام ستكشف لنا ما هو تحت الثلج.

هيهات أن نرى تلك المرأة التي في بالنا، نحن المجانين، فما زال فينا الكثير من الرومانسية والبراءة والطفولة المتأخرة.
تلك المرأة خلقناها في ذواتنا، في عقولنا اللاواعية، نكبرها كلما التقينا بامرأة، نقف على مسافة منها، ننظر إليها كما ينظر الإنسان إلى مزهرية أو تمثال جميل وجذاب، نقترب منها، نلمسها بحذر شديد، نحاول مطابقتها مع ما كان في عقولنا، نقول:
هذا الوجه لا يشبها ذاك النائم في مخليتنا، هذا الخد أو العين أو الرقبة، الصدر، الطول، الابتسام، السلوك، الحديث، الكلام، الحوار، الممارسات الحياتية الطبيعية، نتركها جانبًا، نذهب إلى غيرها، يتكرر المشهد، نيأس، لأن المواصفات غير متطابقة.
المرأة، التمثال، هي الأجمل، لأن كل الصفات التي نريدها منها موجودة في هذا المشخص الصامت، الذي لا يتكلم.

دع الحب ينطفئ كما ينطفئ خرير ماء راحل إلى لا عودة، دعه يذهب بهدوء، تأمله كما تتأمل رقة الماء في غروب ربيع أفل.
ليس الأمر بيدك، لقد أزفت الساعة، وعليك أن تلوح له بيدك المرتعشة، كجدول ماء فقد ماءه أو بقايا ماء لماء.
قف على ناصية الزمن، راقبه كما تراقب نعشك وهو يرحل عنك إلى مثواه الأخير.
الحب هو هكذا، جزء لا يتجزأ من جدلية الحياة، حسرة على وداع ذاك الطفل الذي شاخ بين يديك ولم يعد ينتظر البقاء.

منذ زمن محمد وإلى اليوم، من هو الذي اعتذر من الضحايا على الجانب الآخر من المعادلة؟
عندما يتحول البشر إلى مجرد أداة لتنفيذ سياسات تحت تبريرات سياسية أو ايديولوجية ويكون الضحايا مجرد أوراق في اللعبة ألا يحتاج من الأحفاد أن يقفوا أمام تاريخهم ويعتذروا من فعل أباءهم وأجدادهم.
أليس الاعتذار نبل وقوة وشجاعة؟ لماذا نخاف الاعتراف بالخطأ؟ ولماذا انتصاراتنا على الضعيف نعتبره تاريخنا وعزتنا وفخرنا؟ وما هو شعور المهزوم وأحزانه؟ كيف يرمم جراحه وأوجاع ضحاياه؟
لماذا نلعب بالكلمات لنمرر الكذب بين الأحرف دون أن نسجل على أنفسنا أية أدانة سياسية أو أخلاقية؟
ما دمنا نظن أنفسنا أبطالًا على طول مجرى التاريخ لن ننجح في أي شيء ولن نكون معتدلين في رؤيتنا وأفكارنا وقناعاتنا.
وسنبقى في أسفل السلم العالمي في كل شؤون الحياة وتغيراتها.
ثقافة الاعتذار معدومة عندنا

إنها الحياة المنفتحة على غايات عديدة ومتنوعة، ترسم لك خطاك بالرغم عنك.
وفي كل خطوة تمدها إلى الأمام تكتب تاريخاً جديدًا. تلتقي بأراضٍ جديدة وبيوت جديدة ونساء جدد وعوالم مرسومة من قبل.
وتزور بلدان لم تخطر في بالك. وتقرأ ثقافات شعوب لم تسمع بها من قبل.
وستدخل هذا المغطس الكوني الجميل والغريب بالرغم من قساوته وفرحه وتناقضات عوالمه بسعادة مرة وحزن مرات كثيرة.
ويمكنها تشكيل ذاكرتك كل دقيقة وثانية ويوم. وإعادة إنتاجك كأنك لم تكن أنت.

الورقة الكردية أصبحت هذه الأيام مثل سوق البورصة ترتفع أو تنخفض وفق حركة السوق السياسية الدولية والأقليمية الغير مستقر, بحيث تتأرجح كل يوم مرات كثيرة, ترتفع إلى الأعلى كثيرا جدا أو تنزل إلى الحضيض مرات أخرى.
مرات نرى وضع القضية الكردية في الأعالي ومرات تضيع بحيث يشعر المرء أن العالم كله يتكالب عليها ويريد أن يحطمها.
غريبة هذه البورصة السياسية التي ليس لها قرار أو مستقر.

لا يمكن لأية منظمة عسكرية معاصرة أن تتحرك دون إشارات من جهة ما. أول شيء يجب أن نعرف من أين يأتي التمويل المالي والسلاح؟
أغلب دول العالم لا يمكن أن يقدموا تمويلا ماليًا أو عسكريا لأية منظمة مسلحة دون تنسيق مع دول صنع القرار الدولي. وكمان, لا يمكن لأية دولة بربرية مثل المافيا التي تحكم سوريا أن تبقى وتستمر دون رعاية من دول صنع القرار الدولي
الموضوع ليس اعتباطيا وليس ارتجاليًا. السؤال:
هل الإعلام العالمي عبر تداخله مع مفاصل القرار في دول صنع القرار عاجز عن معرفة هذا الأمر؟ هل لديهم, على سبيل المثال, عجز عن معرفة كيف تأسست داعش أو النصرة, من يمولهما, من يسلحهما, من يوجههما, من أين يحصلان على احداثيات حركتهما. كيف يحصلان على النت؟
هي أسئلة مشروعة جدًا, وأن الصمت علامة الرضى.
دماء السوريون أصبح مزادًا, لامتصاص الازمات الاقتصادية الرأسمالية المستفحلة.

يبدو أن الحلول هي لا حلول. يريدون بقاء النظام كقوة توازن سياسية استراتيجية لكل أطراف الصراع العالمية. أرى ان لا مصلحة لاحد في خروج النظام السوري من السلطة. يبدو ان الشعب السوري عم يحرج النظام العالمي كله, ويتمنون أن يسكت حتى يرتاحوا من الفضيحة.
عمل الدين جاهدًا, على ترويض الإنسان, اخضاعه, وتنظيم عملية النهب المنظم, ليبقى بيد القلة.
السويد ليست دولة مسيحية كما يظن الكثير. إنها دولة علمانية. جميع الناس سواسية تحت قبة الدولة, لا فرق بين هذا أو ذاك. لا تميز بين سين أو عين. مسلم أو مسيحي.
والإنسان السويدي لا يميز بين سويدي أو غيره. بالنسبة له الإنسان هو إنسان حسب أخلاقه ومعاملته. غير متخندق بفكر قومي أو ديني او ايديولوجي.
جميع مؤسسات الدولة فاعلة, ولا يقبلون بأي نوع من أنواع التمييز الديني أو القومي, أبيض أو أسود.

القانون, كمفهوم, جاء لتكريس الانقسام الاجتماعي بين البشر, إنه اسوأ اختراع إنساني. جاء لحماية تراتبية القوى وتكريس هيمنتها وسيطرتها على المجتمع. في بنية هذه الحضارة القاسية, القانون أقل سوءا من النهب المباشر. إنه نهب منظم عبر قنونة العلاقات الاجتماعية وتكريس انفصالهم.
نحن نعبد المفاهيم, كالقومية أو الدين أو غيرها, دون تمحيص في مردود هذه الأفكار وما تعني في أرض الواقع.
ما الذي يجمع اللص والمفكر في بنية مفهومية واحدة؟ وما هو المصير الذي يوحدهم؟ هل دوافع الناس واحدة؟ أم, أنها عصبية بحتة يوحدها مفهوم مجرد.

تعتقد إنك مهم جدا, وتتصرف على هذا الاساس. هذا رأيك بنفسك. ومن حقك. بيد أن الأخرين يرونك إنسانا عاديا. وتستحق الشفقة.
لقد خلق النظام حالة اجتماعية عاجزة, كل ضمن محيطه وبيئته. وجعل كل محموعة اجتماعية تاريخية حالة قائمة بذاتها, تقتات من علاقة زبونية, ووضع اجتماعي رجعي يقبل بالموجود ولا يحب التغيير/ كانتون/. اي كما كتبت سابقا: التكيف مع الاستبداد والتعيش عليه. الحقيقة, من يجب نتهمهم بالعجز, هم, القوى الوطنية التي لم تستطع ان تمد علاقة مصالح مع هذه القطاعات الاجتماعية الواسعة ولم تشعرها بالامان على وجودها. يعني على سبيل المثال, قال هيثم المالح مرة, سوريا بلد مسلم سني, وغيره يتكلم بالاكثرية وحقها في إدارة البلد وبخطابات عجيبة غريبة. وتطييف القتال بدون مرجعية سياسية, ودخول اطراف عديدة تعمل على تهميش سوريا والنفخ في انقساماتها الاجتماعية والسياسية.

لا تسمح للجاهل أن يأخذك إلى ملعبه. هذا الجاهل غير ناضج نفسيًا وعقليًا وسلوكيًا.
هذا الكبير الصغير لا يستحق منك أي مساومة أو اهتمام، عامله كصغير، وضعه عند حده، لأن هذا الصغير الجلق خطير جدًا، أنه يتحين الفرصة لينقض على بيتك وزوجتك وأختك وعملك وأموالك، أنه كلب مسعور، إذا اعطيته ظهرك سيعضك من خصيتيك.
عينه عليك، أنه يراقبك، لا تعطيه ظهرك، لم يعضك إلى الأن، لأن الوقت لم ينضج بعد، لكنه سيصبر إلى أن يتمكن منك وقتها سيمزقك.
لا تظن أنه صامت أو بريء أو مسكين، خنجره تحت ثوبه، إذا تمكن منك لن يرحمك، لأنه موجه.

إن قتل الأب أضحى أكثر من ضرورة في عصرنا، أغلب الأباء أصبحوا يمشون دون رأس، رؤوسهم مركونة في فضاء أخر، وزمن أخر.
هذا الأب المسكين، فقد وظائفه، لم يعد قادرًا على مجامعة أمهاتنا، ولا يستطيع ضرب أطفاله، وفقد شواربه ولحيته وصوته الرجولي القديم.
هذا الأب أصبح مقعدًا، غير قادر على الحركة، ولا قدرة له على أي فعل، بيد أنه موجود ويحتاج إلى رصاصة الرحمة للتحرر منه، ليلتفت الأبناء إلى شؤون الحياة وتعقيداتها.
إن ثقل الأب القديم قائم، عطالتنا الفكرية والاجتماعية والسياسية كامن في عجزه عن الحركة بعد أن استنفد كل طاقته.
إنه شاهد زور، لا يرحم ولا يترك رحمة الله تنزل على غيره.
صحيح أننا خصاة، بمعنى ذهبت الخصية بقطع أو نحوه، بيد أننا نريد قتل ما تبقى منه، لأن رأسه يحتاج إلى الدفن

للدخول في الحداثة علينا أن نقتل الأب الرمزي.
الأب الرمزي لنا كعرب ومسلمين وهنود وصينيين، بوذيين وهندوس ويهود، لم يعد قادرًا على الحركة، إنه مقعد، دون قدرة على الفعل، بيد أنه موجود ويحتاج إلى رصاصة الرحمة لنتحرر منه، لنلتفت إلى شؤون الحياة وتعقيداتها.
إن ثقل الأب الرمزي قائم، عطالتنا الفكرية والاجتماعية والسياسية كامن في عجزه عن الحركة بعد أن استنفد كل طاقته.
إنه شاهد زور، لا يرحم ولا يترك رحمة الله تنزل علينا.

الغرب قتل الله الخاص به، قتل مسيحه، ذاك الميت قبل أن يولد.
أننا ننتظر من المسلمين قتل الله الخاص بهم، هذا ضروري لهم ولنا، ومن أجل عالم مفتوح على بعضه.
وليكن الصراع واضحًا، مفتوحًا، دون تمييز وعنصرية ودون أحجية أو رموز ميتة مميعة للحياة وحقائقها، ودون لبس أو ثياب مرقعة.
الحمل ثقيل على المسلمين لأنهم لا زالوا يحملون السماء والله على أكتافهم دون سبب، أنهم يئنون، لهذا يجب أن يتوقفوا، وينزلوا إلى الأرض وينزلوا الله معهم، ويجلسوا أمام أنفسهم وأمام التاريخ، أن يقرأوه دينهم قراءة تاريخية، وأن يكفوا من الهروب إلى الأمام.
لقد فشلتم في بلدانكم، لم تنفعوها بشيء، ولن تنفعوا البلدان الأخرى، لأن الخلل في عقولكم، لأنكم لا تقرأون ماضيكم قراءة تاريخية، ولم تدقوا الجدارن الصلبة في ذواتكم.
وهذا ينطبق على الهندوسية والبوذية وبقية الأديان.

كان اليسار ولا يزال عبر تاريخه كله يسير وراء الشارع، بل يلهث للحاق به.
هذا ناتج عن ضعفه السياسي والفكري وبنيته الهشة وخواءه وعدم قدرته على قراءة الواقع قراءة فكرية فلسفية اجتماعية.
اتكأوه على المفاهيم المبهرة، والشعارات الرنانة لن يرحمه أو يجنبه الغرق عند أول مستنقع أو مغطس وسخ.
من يسير أو يمشي وراء الشارع من موقع التابع والخسيس، سيكون شارعه، شارع من الغوغاء، والهمج، ليبرر لنفسه أنه موجود ويدافع عن قضية.
إذا سقطت الديمقراطية في يد الغوغاء والهمج، سيعيد التاريخ نفسه من جديد، سنعود إلى نقطة الصفر، إلى ما قبل عصر النهضة والتنوير، وسيعود البابا إلى بيع صكوك الجنة، وإلى عصر نيرون وعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وجنكيز خان وتيمورلك وسليم الأول وعبد الحميد الأول والثاني.
سيموت العقل ويدفن، إلى أن يتم تدوير وتفعيل التاريخ من ذاته لذاته عبر الصراع، ويحيا من جديد قانون نفي النفي ليعيد التاريخ إنتاج نفسه بنفسه بحلة جديدة.


اعتقد أن الليبرالية المتوحشة تجاوزت الدولة، وضعتها وراءها، حولتها إلى مجرد أمعة، وهي شاهد أو فاعل أكثر من مهم على تجريدها من قوتها. الدولة في الغرب أصبحت قطاع خاص، انسحبت بفعل فاعل من الميدان أو فككوها من الداخل للانسحاب من المجتمع وحمايتها وتركه وحيدًا لا معين له، وبان ضعف الدولة في المواجهة بينها وبين المجتمع الفرنسي الواقف حائرا لا يعرف ماذا يفعل. في السابق كنا نحتكم للدولة، اليوم لم يعد للمواطن مرجع، حامي. طبعًا ستضعف مرتكزات الديمقراطية لأن حاملها وحاميها هي الدولة، وهذه الدولة تحولت إلى غطاء لحماية مصالح قطاع رجال الاعمال الكبار. في الحقيقة أصبح صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هما الحاكم الفعلي لعلمنا المهمش.
إن إنتاج دول فاشلة على صعيد العالم اصبح واقعًا، أخذ طريقه في الصومال أولا ثم أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن، اليوم تعمل الولايات المتحدة لترسيخ الفشل في أوروبا الذي سيفسح المجال لترسيخ الاستبداد السياسي والفوضى والحبل على الجرار، وستترسخ مكانة دول الاستبداد في الصين وروسيا وغيرهما على الصعيد العالمي
الفرج، مسلك الذكر من الأنثى، ما بين رجليها، الخلاء بين شيئين، هذا الايقونة الذي نقدسه، نضعه في مقام الآلهة، نحلم به في الليل الطويل، نحضنه، نسترخي على أطرافه، نمسده، ندلله، نلاطفه، نحادثه، نقول له أجمل الكلمات والعبارات.
إنه رمز حريتنا في الليل، شبقنا، وشغفنا الدائم إليه، ولا شغف لنا دونه، به نرتقي ونعلو، وعندما نقبض عليه نصبح ملائكة، وبه نشعر بامتلاك العالم كله.
وعندما ينبلج الفجر، أو ينفلق إلى نصفين، ويذوب الليل في النهار، ننسحب من مخدعه بخوف بعد أن نبصق عليه، ننفر منه، ثم نتبرأ منه وننكره.
هذا الايقونة، قابع في الرأس، هو رمزنا، شرفنا الذي لا يجب أن يمسه سوء، لأن المساس به تضيع القبلية كلها.

بكل المقاييس نستطيع القول أن إبراهيم كان ديوثًا، تنازل طوعًا عن زوجته للحاكم لينقذ نفسه.
لا أعرف كيف يصبح رجلًا جبانًا عديم الشرف، عديم الانتماء والقيم مرجعًا ونبيلًا في أنظار البشر؟
أين الحكمة والعقل في تحليل هذه الظاهرة المعيبة؟
كيف يصبح هذا الرجل شجاعًا قويًا عندما يتعلق الأمر بذبح أبنه، ورعديدًا خائفًا في موقف غامض يقع ضمن احتمال أن يتعرض للأذى؟
الشجاعة بنية نفسية مترابطة، لا تتجزأ، متماسكة صامدة أمام الأهوال والشدائد.
والجبن لا يتجزأ، الجبن هو نتاج بنية نفسية هشة ضعيفة مفككة، تنهار أمام الشدائد.
أيهما أسبق على الأخر، التضحية بالطفل أم التضحية بالزوجة؟

على شيوخ الدين النهل من مدارس الحياة، خطابكم الخشبي القديم أكل عليه الدهر وشرب، بمعنى لم يعد مجديًا في زمننا المعاصر.
ربما كان فعالًا قبل عشرين سنة أو مئة سنة أو ألف، أما اليوم، فلا.
عليكم أن تفتحوا أبواب منازلكم وشبابيككم على هذا العالم، انشروا غسيلكم القذر على الحبال القريبة من عيونكم وأنوفكم، علكم تتطهرون.
لم يعد مجديًا أن تكرروا أنفسكم بمناسبة وبغير مناسبة، على الأسطوانة المشروحة ذاتها، بمناسبة، هناك من يرصد أنفاسكم يا شيوخ الأقبية السرية والمظلمة.
إنهم يعرونكم، ويعرون نصوصكم وأفكاركم البالية. بمعنى أن ما كان صالحًا قبل سنة أو شهر لم يعد صالحًا هذا اليوم.
أخرجوا من الظلمة، الكثير بدأ ينزع عن جسده الثياب القديمة الوسخة الذي فات زمنها، ويجهز نفسه للدخول في البحر القريب منه، ليضع رأسه في الماء الطاهر ويرفعها للشمس المشرقة، للضوء وإلى الضوء.
إذا بقيتم في أماكنكم يا فئران المخابر مدة أطول، ستقفون في المحطة التي غادرها القطار إلى غير رجعة
الزمن لم يعد في صالحكم، أنه وبال عليكم، تحركوا قبل أن تحترقوا.
بلادنا بحاجة إلى النور، لقد تعبت من الظلمة والسجن.

عندما يهجر الحبيب حبيبه، أوراق كثيرة خضراء اللون تسقط من شجرتهما.
والجفاف يحط رحاله على الدروب المجهولة.
و الوقت ثراء جاف يطوي زمانه ويرحل إلى الرحيل البعيد.
وحقائبك الملفوفة بعناية فائقة، تنتظرك على الباب لتأخذ بيدك.
أيامك انتهت، أرحل
إن القبور لا تمشي في النعش، ولا تغني أو ترقص، أنما تنتظر الدفن.
القبور تناغي الصمت، تناجي الحبيبان، ملاطفة أحدهما الأخر، فالجبال تداني السماء، تدانيها ارتفاعًا.
إرفقا ببعضكما، فالموت سكنكما، لا تفه بأي كلمة في حضرة الرحيل، فالرحيل موجع، أنه سنة الحياة، ديمومتها.

القبور كائنات حية كانت وما زالت مفتوحة الأبعاد على أبواب السماء، تنتظر الأموات الأموات، أن يأتوا إليها لترممهم تغسلهم من أدرانهم وقذاراتهم وأرواحهم الميتة، تستقبلهم بروحها الحية المرنة، لتطوي صفحاتهم السوداء المقيتة.
لم يكن القبر ميتًا في أي يوم من الأيام، ولا في أية فترة زمنية، أو زمن، كان روحًا نقية حرة، يعانق يستقبل من تلفضه الحياة.
إنه يستقبل ويستقبل دون أنة أو أنين أو تذمر، وبقلب مفتوح على العطاء والحب

من أين لأفلاطون هذه اليوتوبيا، أن يوحد الوجود بالسمو الأخلاقي للإنسان.
إننا ممثلوا الحقيقة حسيًا على الأرض، كما يقول أفلاطون، ولا يمكن للمجتمع المدني أن يبلغ السمو الأخلاقي الكامن إلا إذا نظم على أساس الثابت، أي الحقيقة.
لهذا نقول أن الحقيقة لا تصل إلى ذاتها، إلا إذا تكاتف الحق والجمال والنبل في ذاتهم للوصول إليها.
الحقيقة كامنة في الخلود، وعلينا أن ننزلها من عليائها لنكون جزءً منها.
ما زلنا في أول الطريق، لم نضع أقدامنا على الخطوة الأولى.
وربما لم نبدأ.
لم نبدأ بعد.

من أين لأفلاطون هذه اليوتوبيا، أن يوحد الوجود بالسمو الأخلاقي للإنسان.
إننا ممثلوا الحقيقة حسيًا على الأرض، كما يقول أفلاطون، ولا يمكن للمجتمع المدني أن يبلغ السمو الأخلاقي الكامن إلا إذا نظم على أساس الثابت، أي الحقيقة.
لهذا نقول أن الحقيقة لا تصل إلى ذاتها، إلا إذا تكاتف الحق والجمال والنبل في ذاتهم للوصول إليها.
الحقيقة كامنة في الخلود، وعلينا أن ننزلها من عليائها لنكون جزءً منها.
ما زلنا في أول الطريق، لم نضع أقدامنا على الخطوة الأولى.
وربما لم نبدأ.
لم نبدأ بعد.

الذي سلم الموصل موجود في قمة الهرم السياسي العراقي إلى الأن. إلى الأن.
ما حدث في العراق وسوريا أن داعش ابنة المؤسسات المالية والسياسية العالمية كانت مجرد رافعة سياسية لانجاز مشروعهم السياسي.
وإن النظام العراقي والسوري عملوا على التعاون مع النظام الدولي على كسر إرادة الشعبين وتخريب مرتكزات وجوده وتدمير البنية التحتية وتدمير الآثار والتراث في البلدين.
عن أي نصر نتكلم والموصل دمرت بالكامل، والمدينة القديمة أضحت جزء من الخراب والدمار.
هناك تحالف خدمي سوقي نخاسوي بين دول العالم على ترتيب مصالحهم على حساب المجتمعات في العالم كله.
اعتقد لم يبق لداعش وجود في الموصل منذ أشهر. الذي يخرب ويدمر هو التحالف الدولي والجيش العراقي. دمار من أجل الدمار.

النظام الذي أجلس حافظ الاسد على الكرسي الأول في سوريا لم يمت بعد, حتى لو ماتت سوريا كلها. ولن يسلم لكم المكان إلا بوجود بديل حقيقي يضمن مصالح امنه القومي. يقولون:
أما أن تقبلوا بوصايتي عليكم أو سترك أبني المدلل بشار يكمل عليكم.
ولهذا دعوا الأخلاق والقيم جانبًا ولا تخونوا بعضكم. وتابعوا تضحياتكم حتى تكسروا المعادلة لصالحكم. ولا تلتفتوا لما يطبخ لكم.

الحقد الذي رأه السجناء في سجن تدمر, الاسلوب الخسيس والمدمر للنفس الإنسانية, التعذيب الوحشي الممنهج مدة عشرين سنة دون اي مبرر على الاطلاق, يدرك المرء أننا أمام آلة قاتلة, وحوش من نوع غريب.
لو أرادت السلطة في سورية ان تتصالح مع اسرائيل, أو رغبت, واقتضت مصلحتها السياسية لديمومة بقاءها أن تتصالح معها ما كان توقفت لحظة واحدة, أو أخذت الأذن من أي إنسان. السلطة كانت تريد المساومة على كعكة الصلح مع اسرائيل, ولانها لم تحصل عليها لم تذهب الى الصلح. لم يذهب حافظ الاسد الى اسرائيل ليس لانه وطني وغيور على سورية. لم يذهب لنذالته وقذارة حساباته في سوق البازار السياسي والمالي. كان يريد ثمن هذه العمالة, ولم يحصل عليها.

السياسة في هذا العصر فاعل مركب, خرج من الإطار الوطني ليتناغم مع تناقضات, داخل ـ خارج. هذه اللعبة, الأدوار أصبحت واضحة منذ تبوءات الولايات المتحدة قيادة العالم. لهذا لم تعتمد هذه الأخيرة في علاقتها مع البلدان الصغيرة الا على قوى لا مدنية, قوى ذات انتماءات أقلية طائفية أو دينية أو قبلية أو عشائرية لتحولهم إلى قوى عصبوية ضيقة تتماسك وتتفق على الفساد والنهب والسيطرة, وتهميش بقية الناس على جميع المستويات
هذا حالنا منذ ان رسخت هذه الأنظمة جذورها في بلداننا خاصة بعد حرب العام 1967

الفرج، مسلك الذكر من الأنثى، ما بين رجليها، الخلاء بين شيئين، هذا الايقونة الذي نقدسه، نضعه في مقام الآلهة، نحلم به في الليل الطويل، نحضنه، نسترخي على أطرافه، نمسده، ندلله، نلاطفه، نحادثه، نقول له أجمل الكلمات والعبارات.
إنه رمز حريتنا في الليل، شبقنا، وشغفنا الدائم إليه، ولا شغف لنا دونه، به نرتقي ونعلو، وعندما نقبض عليه نصبح ملائكة، وبه نشعر بامتلاك العالم كله.
وعندما ينبلج الفجر، أو ينفلق إلى نصفين، ويذوب الليل في النهار، ننسحب من مخدعه بخوف بعد أن نبصق عليه، ننفر منه، ثم نتبرأ منه وننكره.
هذا الايقونة، قابع في الرأس، هو رمزنا، شرفنا الذي لا يجب أن يمسه سوء، لأن المساس به تضيع القبلية كلها.
ويقال فرج الرجل أيضًا.
في هذا المقام، ولكل مقام مقال، اقصد فرج المرأة الذي تتذابح القبيلة في الدفاع عنه، كرمز مقدس رافع من شأن القبيلة.
إنه فاعل في حياتنا أكثر من الحرب. وعمليا هو الحرب. أغلب حروب التاريخ جاء لامتلاكه، وسجد وركع الأنبياء والآلهة له، وجاءهم في الأحلام والوحي.
هذا الفرج كان وما زال قاطنًا في الخفاء، زماذا لو كان بارزًا، وعلى مرمى البصر؟
خطورته أنه قابع في العتمة، والعتمة تصنع الرموز، لهذا لا يمكن فك أزراره الا بالمناسبات القاتلة.
موقعه الجغرافي منحه المكانة التي تستدعي من القبيلة أن تقاتل من أجله، وإطفاء نار الهزيمة الداخلية وعارها عليه.

بالنسبة لي أنا سعيد جدًا أن آيا صوفيا تحول إلى جامع.
أين المشكلة ولماذا هذا البكاء الكاذب على هذا الصنم الميت
السلطنة العثمانية سابقًا وتركيا الحالية وضعت أصبعها في مؤخرة الغرب ولعبت فيه مئات السنين، وكانوا سعداء.
ماذا تغير؟
الغرب حمى تركيا من الأنهيار في العام 1839 وقتل تجربة محمد علي باشا الرائدة، وأبقى على اليابان، وهو من جلب جيوشه إلى القرم ودافع عنها في العام 1853 ـ 1856، وهو من منع الجيش الروسي من اقتحام السلطنة وتفتيتها في العام 1878 م، وذلك عبر مؤتمر برلين من العام ذاته.
العهر الاوروبي سابقًا يضرب فيه المثل، وسلمه للولايات المتحدة الأمريكية
وهو الذي منع تفكيك الدولة التركية في العام 1918 ودعمها وابقاها مئة سنة قوية مستقلة عن الصراعات والحروب ومدها بالسلاح والأحلاف والقوة السياسية والتماسك الاجتماعي والوطني.
آيا صوفية كانت كنيسة رومانية، والدولة الرومانية انهارت تمامًا قبل العام 1453 م وكانت تحتاج إلى رصاصة الرحمة من محمد الفاتح. هذا الرجل كان كريمًا طيب القلب عندما أجهز عليها وحول آيا صوفيا إلى مسجد إشارة إلى انتهاء زمن وعدم بدء زمن أخر.
لنتذكر أن الحضارة المسيحية ـ الإسلامية انهارتا تمامًا، نحن نعيش على فتاتهما المفتت.
وكلاهما واحد.
الزمن الأخر هو الرأسمالية، بيد أنها دون انتماء.

أرسين قومجيان
كنت في السابعة عشر من عمري ، وفي فرصة سانحة زارني خمسة من أصدقائي الأذكياء والمجتهدين فعلاً زملاء الصف الثاني الثانوي العلمي ، حينها كنّا نستأجر بيتنا الرابع في الرقة المدينة الوادعة وفي شارع المعتز …!
وبعد حديث طويل قلت لهم ليس من المعقول من الإله أن يتحدّى عباده في كتابه والإتيان بمثله …!
فتصوروا أن رسولاً يكتب باللغة الصينية أو نبيّاً من اليابان أو من استراليا يتحدّى البشر أجمعين إن كانوا في ريب أن يأتوا بمثل ما أتى به من السور والآيات …!
وفي كل الأحوال أنا ألّفت كتاباً مشابهاً …!
نظروا إلى بعضهم ثم إليّ وهم مذهولين ، وقالوا كيف هات أتحفنا …!
تناولت دفتراً كنت أسجل فيه بعض الملاحظات عن قراءاتي وصرت أقرأ لهم بعض الآيات …!
( إن رحمة الله قريب من المحسنين …) فقاطعني أحدهم ضاحكاً مستهزئاً وقال : هذا لأنك أرمني ، يجب أن تقول قريبة …!
ثم قرأت ( … اليهود والنصارى والصابئون ….) فقاطعني أحدهم قائلاً : وأنت الصادق والصابئين …!
( هذان خصمان اختصموا في ربهم ….) فقاطعني صديق آخر قائلاً : خصمان اختصما …!
( وخضتم كالذي خاضوا ….) وخضتم كالذين خاضوا …!
( لا ينال عهدي الظالمين ….) فصحّح لي صديق آخر قائلاً : الظالمون لأنها فاعل ….!
عندما فرغت من القراءة أخذوا يستهزؤون بي ويضحكون ملئ أفواههم …!
وبعد أن توقفوا عن الضحك والاستهزاء قلت لهم هذه كانت مجرّد مزحة معكم فالآيات التي قرأتها لكم هي حرفياً ، من هذا الكتاب بالذات ، من الذكر الحكيم الذي كتبه ربّ العالمين حين كان يجلس على عرشه ، ومن قبل أن يخلق هذا العالم ….!
خيّم الصمت على وجوه أصدقائي ، وانقلب الصخب والهرج وبشكل مباشر إلى السكوت والغضب والوجوم …!
ولا أدري لماذا خرجوا من البيت بكل تلك السرعة ، ولم يعودوا لزيارتي ثانيةً ….!
يبدو لي الآن بأن الخلاف مع من لا يحترمون الاختلاف ولا يستوعبون الرأي الآخر المخالف لهم يفسد في الود ويعكّر صفو الصداقة …!!.


الكثير منّا يستقل عن نفسه، ينفصل عنها، يحولها إلى شيء نافل، يتحول إلى مداس لخدمة فكر ما، لزعيم ما، للمال.
هؤلاء لديهم بنية نفسية مرتاحة، ترتاح عندما تلبي الشروط المتوفرة في من يحوله إلى مداس.

الحب في لقاءه أقصر عمرًا من فراقه، كالليل، أنه أبقى وأطول، رداءه ينزل ويعم ويمتد، موضوعيًا هو اساس، والحزن والغم، بعث في النفس يأخذنا إلى مداه البعيد.
هذه هي الحياة وتوابعها، الفرح والحزن، السرور والقهر، الحب والكره.
إن الليل دائم في سكونه ومستقر، الضوء استثناء، أنه كالعطاء الموسمي المؤقت يمنح فترة وينكمش فترات، وربما يتلاشى كالدخان.
من أحب عليه التمسك بحبيبه، فالحب مائج، أمواجه دائمة، وقلق، مائد، دوار، متحرك مضطرب، طبيعته أنه غير مستقر.
الحب استثناء يحتاج إلى قلب وعقل متوازنين، والا فإن الخمود على الأبواب.

لا مشكلة أن يفترق الحبيبان عندما يستنفدان الطاقة الانفعالية بينهما. الانفصال أو الفراق هو نبل بين الطرفين، واحترام وتقدير من الشريكين لبعضهما.
التزمت في هذا الموضوع مأساة
إذا قرر أثنان أن يكونا على علاقة حب، يجب أن يكون بينهما الأمانة والصدق والوضوح والثقة والمحبة والعطاء والانفتاح والمصارحة.
إن الغموض لا يشجع، ولا يرسخ ثقة، ولا يعبد الطريق للانفتاح، أنه مدمر، ويعبر عن خلل في العلاقة.
أما العلاقة العابرة ففيها كل شيء ممكنًا، كالخيانة والغدر والكذب وعدم الثقة والصفع على المخ.
المأساة في عصرنا البائس هي في تجارية العلاقة بين الرجل والمرأة، مجرد تأمين لذة عابرة.
ودائمًا نقول ليس الجميع

يعود مرات كثيرة إلى العقل الباطن، إلى صوت تلك الأم الصغيرة التي كانت تزرع الجمال في ذهنه.
لم تكن تقرأ أو تكتب أو تأدلج الجمال أو الزمن في الزمن، أنما كانت تزرع وتلون زرقة السماء الزرقاء في قلبه، وترفعه إلى الغيوم البيضاء الراقصة في الفضاء المتمدد.
استطاعت أن تأخذ صغيرها من ذاته النظيفة إلى ذات مزروعة بالكلمات الرشيقة الناعمة لتستقر بهدوء في جنباته وأنفاسه وثنايا عقله.
كان الله وسيمًا عندما لونته له، رشيقًا مبدعًا، ينتقل من برق إلى برق ومن وميض إلى آخر.
وضعت أولادها الصغار في حضنها وخاطبته ببراءة الأطفال الصغار:
ـ لا تغضب يا أبتاه، أنهم صغارك فأرفق بهم في هذه الاصقاع النائية البعيدة عن العمران.
كبر الله في ذلك القلب، وتحول الكون إلى جمال وإبداع وحكايات ملونة مركونة في الذاكرة الجميلة.
قال ذات مرة:
إن لم يكن الله محبة وحرية وجمال وخلق وإبداع فلا لزوم له.

أرى أن تفكيك المجتمع لن يتوقف على بلداننا.
هناك رغبة مبيتة في تفكيك الذاكرة البشرية كلها وإعادة إنتاج ذاكرة أخرى.
هناك حالة ترييف عالمي ممنهج، لإعادتنا إلى البداوة الثقافية والفكرية.
ما يحدث في الواقع يفوق التصور. هناك تدمير ممنهج للتراث الإنساني، للآثار والبيئة المنتجة له.
ما يحدث في بلداننا من خراب وتدمير، مجرد محطة صغيرة في مشروع كبير.
ولا أرى أن هناك من يدرك خطورة المشروع العالمي الجديد، وكيف يمكن ايقافه عند حده.
قلنا إن النظام الداعشي الدولي كقطيع الجراد يحرق في طريق سيره الأرض وما عليها ويحوله إلى مجرد مكان مملح لا يصلح للعيش

يفترض أن القتل حالة استثنائية عابرة، بيد أن ما نراه في واقعنا الحالي أن الجريمة المنظمة تحولت إلى شكل من أشكال المنطق على الصعيد العالمي.
العبيد السعداء يلهثون وراء النصر، وكأنهم في سباق مع أنفسهم لحيازة الموت، وإزدراء الحياة.
الجريمة المنظمة أمامنا، على المسرح المفتوح، نتعامل معها كل يوم مع وجبة الفطور، أو الغذاء وفي فترة القيلولة أو النوم، وكأنها شيء طبيعي وعادي. ونمارس حياتنا الطبيعية بكل حوامل الاقياء الذي يلفنا من كل مكان.
لا نستطيع أن نكون أحرارًا، وليس لدينا القدرة على إنهاء العبودية المنظمة، بيد أننا نستطيع أن نتوقف عن إنجاب المزيد من العبيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ارتفاع حوادث معاداة الإسلام والكراهية ضد المسلمين في بريطاني


.. المؤسسات الدينية في إسرائيل تجيز قتل الفلسطينيين




.. 84-Al-Aanaam


.. الجالية اليهودية بنيويورك تدعم مطلب عائلات الرهائن لدى حماس




.. بابا الفاتيكان يدعو إلى وقف إطلاق النار في لبنان وغزة