الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة الشعبية

شمخي جبر

2024 / 9 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ظل مقعد المعارضة فارغا، اذ سعى الجميع نحو السلطة، وهكذا كان السائد هو مبدأ المغانمة والمحاصصة والجري خلف المصالح الشخصية والحزبية، وبالتالي تم تغيب دور المعارضة واهملت اهميتها، فتم نسيانها تماما امام مغانم الولاء وامتيازاته، حتى تحول من يتحدث عن المعارضة واهمية وجودها بوصفها أحد مرتكزات النظام البرلماني، وكأنه يتحدث عن نكتة سمجة، بل اصبح هذا الحديث ومضامينه محط سخرية الساخرين والمستهزئين.
حين أهمل السياسيون ركن المعارضة تصدى لهذه المهمة الشعب ونخبه المدنية من مثقفين وناشطين واعلاميين، فمارسوا نشاطهم الاحتجاجي على شكل حملات مدافعة من اجل الضغط على الاحزاب والكتل الحاكمة التي هرولت نحو السلطة، فمورس ضدهم التسقيط والقتل المعنوي، متمثلا بشتى الاتهامات (داعشيون.. بقايا البعث، ابناء السفارة، ابناء الرفيقات، عملاء الصهونية ) فأصبحت عملية قتلهم سائغة مستساغة، بعد ان منحها بعض السياسيين شرعية، اذ اصبحت هذه الاتهامات فتاوى تشرعن قتل المعارضين، فقتل الكثير من الناشطين تحت غطاء هذه الفتاوى السياسية.وبقى السياسيون حتى من يدعون المعارضة يتمتعون بامتيازات السلطة كوزراء او مدراء عامين او رؤساء للهيئات المستقلة.
لهذا كان صوت الاحتجاج وحراكه الشعبي هو الصوت المعارض الوحيد في ظل تراكض وتدافع جميع الاحزاب نحوالسلطة ومغانمها،فجميع الكتل تتهافت بكل ماتملك من قوة للحصول على حصتها من كعكة السلطة.
المعارضة الشعبية المتمثلة بالحركة الاحتجاجية لاتسعى نحو السلطة ولاتزاحم الكتل والاحزاب عليها ، بل تسعى نحو الاصلاح السياسي والاقتصادي من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ، ومن أجل أن يتمتع الجميع بالثروة.
لهذا فإنَّ المعركة بين الشعب وناهبي ثرواته من الفاسدين واللصوص مستمرة وطويلة ومعقدة، وتحتاج مستلزمات الاستعداد للقادم من الأيام من خلال التنظيم والادارة ووحدة الخطاب وتوحيد المطالب ، ووضع الأولويات في أجندات متعددة وليست أجندة واحدة ..
السياسيون والمتضررون من الإصلاح وصوت الاحتجاج يراهنون على وهن وتعب المحتجين، كما انهم يسعون الى التسلل والاندساس بين صفوف المتظاهرين من أجل حرف التظاهرات عن أهدافها الحقيقية، وبعضهم الآخر يروج للتخويف من البعث وهذه الاسطوانة المشروخة وغيرها كثيرا ما يستخدمها المفلسون والخائفون منهم. .المتظاهرون لايحركهم حزب او كتلة بل تحركهم آلام شعبهم ومعاناته ، وضياع ثروات بلدهم ، فهم صوت عراقي هادر لن يتوقف ولن يتعب ولن يصيبه الكلل والملل .
على صانع القرار أن يتعامل بإيجابية مع الحراك الاحتجاجي ، فيتفهم مطاليبه وحاجاته وأهدافه بعيدا عن التخوين والاتهامات ،لتصبح حالة الاحتجاج والرفض جزء من الروح الحيوية للشعب ويصبح المحتجون وسيلة لتصحيح و إصلاح الخلل والانحراف والقضاء على الفساد.
صانع القرار والسياسي الذي يدّعي الوطنية ويسعى لمحاربة الفساد عليه أن يستقوي بهذا الحراك الشعبي للقضاء على الفساد والفاسدين.
مادامت هناك انحرافات وفساد ونهب لثروات الشعب ، ومادام الفاسدون يتمتعون بما نهبوه من خيرات العراق وثرواته فإن الحركة الاحتجاجية مستمرة متمسكة بمنهجها المدني السلمي بعيدا عن دعاة العنف والمروجين له .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سموتريتش يعلن أن إسرائيل ستغلق -الإدارة المدنية- | الأخبار


.. الجولاني عن حماة: تعرضت لمجزرة كبيرة قبل 40 عاما ارتكبها حاف




.. بمقابلة حصرية مع CNN.. شاهد ما قاله #الجولاني عن صلته بـ #ال


.. وزير الداخلية الأردني يقرر إغلاق معبر على الحدود مع سوريا




.. مدير مشفى كمال عدوان: أصبحنا تحت مقولة الجريح يعالج الجريح