الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الله منبع الكراهية
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
2024 / 9 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فى السنوات القليلة الماضية أنتشرت أفكار للنهضة بالأديان وقام رجال الفكر والثقافة وفلاسفة الأمة العربية ورجال الدين بتغليف أفكارهم أو أفكار الله بغلاف دعائى يحبب المؤمنين وغيرهم فيما يطرحونهم من أفكار،يعتبرونها جديدة لكنها هى نفس الأفكار القديمة ويضحكون على القراء بأنه فهم وتفسير وتاويل جديد مثال دكتور/ محمد شحرور وغيره، نفس الخرافات يشكلونها بأساليب يجلبونها من كتابات المستشرقين حتى تلقى قبول لدى العامة والخاصة، ومن السهل والطبيعى أن يتقبل تلك الأغلفة اللامعة أصحاب الثقافات الهشة أو ما يقال عنهم أنهم جهلة لا يقرأون، مما يكون سهلاً تمرير الأفكار الجديدة أو القديمة حتى الأفكار الباطلة بثيابها الإصلاحية أو النهضوية حتى ينخدع ويؤمن بها المؤمن.
هل المواطن فى الدول العربية التى تؤمن بالأديان أو الغالبية تؤمن بالإسلام والبقية من أهل الكتاب، هؤلاء البشر لا يؤمنون بالإنسانية الحقيقية التى خلقها الإله الحقيقى لذلك هم أحقر الناس لأنهم يحتقرون بعضهم بعضاً وينافقون علناً ويشتمون علنا بعضهم بعضاً، وكل هذا علامة ودليل واضح على أحتقارهم بإلوهية الإله الذين يؤمنون به، وهذا أشر عمل يفعلون بل دليل على جهلهم وعدم إيمانهم بوجود الله الحق، لكن كرامة هذا الإله مفقودة فى بلاد العرب لأن كرامة الإنسان مفقودة بل حقوقه منزوعة منه وتداس على كرامته وكرامة الذين أتوا به إلى هذه الدنيا، والمنطقى أن كرامة الإله من كرامة إنسانه لكنهم لا يعقلون ذلك الكلام ويفسدون أخلاقه بتعاليمهم الدينية التى يختلقونها والأدعاء بأنها من الله لكنها كلها بشرية، لأنه مستحيل إله عظيم يكون سعيداً بحرمان الإنسان من حياته بقتله لأنه لا يعبده ثم يحدد له فى اليوم الأخيراً يوماً لدخوله فى ملكوته أو فى جهنم النار الأبدية!!
إنكم يا أخوتى فى الإنسانية ما زلتم تعبدون أوثانكم وأصنامكم فى داخل عقولكم وقلوبكم وتلعنون كل قريب أو بعيد وترفعون صلواتكم بتحقير من لا يؤمن مثلكم بنفس الإله، وهل طلب منكم الله ذلك؟
من يطلب من مؤمن أن يلعن أخيه فى الإنسانية هو إله ضعيف لا حيلة له إلا اللعنات لأنه ببساطة لا وجود له ولا يملك القوة التى يدافع بها عن نفسه ويثبت لمؤمنيه أنه بالفعل القوى الخالق لكل شئ.
إله عظيم عليم حليم رحيم الحكيم الكريم غفور صبوررؤوف الحى القيوم العلى القدير الذى يقول: رحمتى وسعت كل شئ، مستحيل أن يتحول إلى إله منتقم جبار يستخدم عبقريته وقوته فى قتل وتعذيب مخلوق ضعيف مثل الإنسان ويتحول معه إلى بشر يكره ويبغض وليس فى قلبه أى سلام ولا محبة فقط قلبه مملوء برسالة قاضية لا تقبل الدفاع أو الترفق فيها إنها رسالة القتل والإنتقام والبغض والكراهية، هذا ليس إله كونى بل إله البشر الذين صنعوه لأنفسهم ولقبوا أمتهم بأنها خير الأمم وشعب الله المختار وبقية العالم أكثر من نصفه يبغضهم هذا الإله بل يتمنى ويتمنى معه المؤمنين به قتلهم والتخلص منهم إلى الأبد، أهذا كلام منطقى تتقبله عقول بشر؟
إنها أصنامكم البشرية التى أخترعتوها للقضاء على كل مخالف لسلطتكم ولعقيدتكم التى نسبتموها إلى إله، وللأسف فالآلهة لم تتكلم فى يوم من الأيام، كل الأديان قاطبة وكل رسلها وأنبياءها نسبوا جرائمهم إلى تلك الآلهة التى لم يراها بشر، وصدق الجهلاء وأستمروا فى عبادة مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ كما جاء فى رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 9
ثم جاء الإسلام ونقل نفس الآية التى كتبها بولس حوارى المسيح ولم يعترف أنه نسخها من كتاب مزور أو فيه تحريف: جاء في حديث قدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: قال الله تعالى: “أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وفي بعض رواياته: “ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل”. (رواه البخاري ومسلم)
لكن تفسير الطبرى فى تفسير سورة السجدة 17 قال: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، ذكر نفس أية بولس ونفس حديث محمد فى البخارى وقال بأنه مكتوب فى التوراة بقوله: حدثنا خلاد، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا إسرائيل، قال: أخبرنا أبو إسحاق، عن عُبيدة بن ربيعة، عن ابن مسعود، قال: مكتوب في التوراة على الله للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وهذا تأكيد ويقين دينى أن ما هو مكتوب فى اليهودية والمسيحية ستجده فى النهاية مكتوب أيضاً فى الإسلام، مما يعطينا الثقة أن الأديان الثلاثة هى أديان بشرية لأن اليهودية مكتوبة من بشر والمسيحية مكتوبة من بشر وكذلك على نفس المنوال كان الإسلام مكتوب من بشر، وهذا معناه أن الإسلام بنقله قصص وتعاليم موسى والمسيح والحواريين أنه تأكيد على عدم تحريف كتب اهل الكتاب، لكنه تحريف اليهود فى تفسير تعاليم الله وتطبيقها بشكل يخالف ما جاء إليهم فى التوراة وهى كتاب بشرى وليس من الله مثلها مثل الأنجيل!!
كلامى هذا ليس ضد أحد لكنه للنفس البشرية التى تستطيع أن تعطى لعقلها مساحة من التفكير والتدبر فيما يقرأون، لأن النتيجة التى يتمناها الجميع أن عدم الفهم نتيجة تشويش وتشويه رجال الدين للنصوص بالتأويلات المناقضة للنصوص نفسها، يتحول مع القراءة المتأنية إلى فهم كامل ويعلمون ما كان يخفونه عنهم رجال الدين كما يقول الشيخ/ وسيم يوسف، وكلامى هذا لمن يقبل ويرضى التحلى بالعقل ومن يرفض فله كامل الحرية فى ذلك، فكل النصوص لديه وأمامه وله حق الأختيار بين القبول والرفض بكامل الحرية والحب وسلامة عقلنا والخير لصحتنا.
إن إصرار الكثيرين على تبنّى الغلظة والقسوة والعنف لتغليف الرسالة السماوية التى يؤمنون بها، هو أكبر خطأ يرتكبونه فى حق إلههم وبقية البشر الذين يشاركونهم الحياة على هذه الأرض، وأكرر مستحيل أن الخالق العظيم يخلق الأرض بكل ما فيها لتكون تحت آمرة أمة متخلفة لا تبنى ولا تزرع ولا تحصد ولا تنتج إلا فتاوى النجاسة، ومع ذلك يصنع المتدينين من أنفسهم حوائط مصمتة يصطدم بها الأبرياء ويرون فيهم صورة إله شوهتم إرادته وأهدافه وجعلتوه منبع الحقد والكراهية على خليقته، بل وحصرتم خلقته لمليارات المجرات والكواكب والنجوم فى مجرد ضوء خدعكم مثل الأقدمين تسمونه سموات وأرض واحدة فقط، يا لكم من مغيبين العقل والعلم والمعرفة، أليس من المنطق والمستحيل أن الله خلق فقط كوكباً واحداً أسمه الأرض ولم يتكلم عن أى كواكب أخرى خلقها، وكأن الكون يخلو من الكواكب الأعظم من الأرض بكثير ولا نعلم عنها شيئاً، فأسألوا إلهكم: لماذا لم يذكر لكم أسماء مليارات الكواكب الأخرى الموجودة فى مليارات المجرات التى تبعد عن الأرض مليارات السنوات الضوئية؟؟
أتجهلون تلك الحقائق أم تنكرونها ولا تصدقونها لأنه لم تتكلم عنها آلهة أديانكم ؟؟
تنازلوا قليلاً عن كبرياءكم الدينى وتدبروا دنياكم بقليل من العقل لينالكم النور وينتشلكم من ظلمة تخلف الأديان ومعجزاتها، لتشاركوا فى حضارة البشرية الإنسانية والمطلوب منكم فقط أن تكونوا أكثر إنسانية من إنسانيتكم الحالية التى تنقصها الأخلاق الحقيقية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي