الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكنائس الكاثوليكية الشرقية ( الكنيسة القبطية الكاثوليكية)

ألفى كامل شند

2024 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعد الكنيسة القبطية الكاثوليكية إحدى الكنائس الشرقية الكاثوليكية. وذلك بحكم النشأة في الشرقوالرابطة العضوية بالكنيسة الكاثوليكية، وواحدة من بين 22كنيسة كاثوليكية شرقية . منها كنائس بطريركيّة بحسب لتقليد كنسيّ قديم اعترفت به المجامع المسكونيّة الأولى: كالكنيسة القبطيّة الكاثوليكيّة في مصر، والسّريانيّة الكاثوليكيّة، والسريانية المارونيّة، والملكية (الروم الكاثوليك) ، والكلدانيّة والأرمنيّة. والبافية كناءس يترأسها رؤساء اساقفة في أوربا الشرقية وآسيا الصغرى والهند وافريقيا.
تخضع هذه الكنائس لسلطة بابا روما ،وتتمتع الكنائس البطريركية بقدر ضئيل من الاستقلالية - وإلاّ فقدت صفتها الكاثوليكيّة- فحسب الايمان الكاثوليكي بابا روما في التسلسل الرسولي خليفة الرسول بطرس هامة الرسل الذي أعطاه السيد المسيح مفاتيح ملكوت السموات، وأوصاه قبل صعوده إلى السماء وخلفاءه من البابوات الرومانيين ان يرعى ويدبّر ويرشد الكنيسة ( يوحنا 21: 15 ) ، ومن ثم لا يمكن للمرء أن يكون كاثوليكيّا من دون الاعتراف بأولويّة بطرس وخلفاءه البابوات الرومانين . وبموجب ذلك وبحكم ان السلطة في الكنيسة الكاثولكلة مركزية هرمية ، له حقّ الولاية على كلّ الكنائس المسيحية . وحقّ التّدخّل بقوّة القانون في كلّ المسائل والقضايا، للمحافظة دائما على سلامة الايمان . وتحدّد الوثيقة المجمعية"الكنائس الشرقية" المسائل التي يحقّ اللجوء بها الى الكرسيّ الرّسوليّ، وهي تتعلّق بالأمور الخاصّة بالأشخاص، والجماعات، والابروشيات . وأنّ لكلّ كاثوليكيّ حقّ اللجوء إلى البابا الرّومانيّ السلطة الأعلى، وله أن ينظر في كلّ المسائل بذاته أو بسلطات أخرى.
ويجب على البطريرك او رئيس الاساقفة ان يقدم تقريرا سنويا إلى المدينة المعظّمة الرّومانيّة. وزيارة الاعتاب المقدسة أو من ينوب عنه لأبداء فروض الطّاعة للحبر الأعظم نيابة عن شخصه والأساقفة وجميع الإكليروس والشّعب.
ولقد خصصت السلطة البابوية منذ سنة 1862 دائرة حبريّة خاصّة تسمى"مجمع الكنائس الشرقية". تُعنى بشؤون البطريركيات الكاثوليكية الشرقية، فتهتمّ بأحوالهم وقضاياهم. ويعد مجمع الكنائس الشرقية بمثابة السّلطة العليا أو المرجعيّة العليا لكلّ الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة، وهو يمارس سلطته على الأشخاص والأشياء؛ إذ له بحكم القانون الكنسيّ القرار النافذ على البطريركيّات والأبرشيّات والأساقفة والإكليروس والرّهبان والرّاهبات والعلمانيّين . وكذلك التّدخّل في تعيين البطريرك في حال عدم إنجاز الإنتخاب خلال المدّة المحدّدة في القانون (ق72البند 2)؛ تلقّي رسالة سينودوس الأساقفة عن إنتخاب البطريرك بغية طلب رسالة “الشّركة الكنسيّة” من الحبر الرّومانيّ (ق. 76 البند 2)؛ الاهتمام بتسليم التّقرير السّنويّ الذي يوجّهه البطريرك إلى قداسة البابا عن حالة الكنيسة البطريركيّة المعيّنة وتحضير زيارة البطريرك للحبر الأعظم (ق. 92 البند 3)؛ النّظر في مسألة الأساقفة الذين يرتكبون خطأ جسيما عبر رسالة يوجّهها البطريرك إلى قداسة البابا إن لم تتصّلح الأمور محلّيّا (ق. 95 البند 2)؛ الموافقة على المعاهدات التي يبرمها البطريرك مع السّلطات المدنيّة (ق. 98)؛ تعيين المرّشحين إلى الأسقفيّة من الكنائس البطريركيّة خارج رقعة الكنيسة البطريركيّة وذلك بعدما يعرض البطريرك أسماء المرشّحين المنتخبيبن من السّينودس (ق. 149)؛ الموافقة على المرشّحين على الأسقفّيّة (ق. 182 البند 3-4؛ 184 البند 1؛ 185)؛ إحالة قضيّة الأسقف الذي يغيب عن أبرشيّته خلافا للقانون (204 البند 4 ).
يشبه حال الكنائس الكاثوليكية الشرقية حال النستعمرات الاوربية التي صعدت للسطح في القرن الثامن والتاسع عشر من حيث اشكالية الهوية والحكم الذاتي. وترفض الاعتراف به بعض الدول كالصين.
الكنيسة القبطية الكاثوليكية : النشأة والهوية :
توافد المرسلون الفرنسيسكان بعد مجيء مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية القديس فرنسيس الاسيزي إلى مصر أثناء حصار الفرنجة (الصليبين) لدمياط في القرن الثالث عشر. واللقاء مع السلطان الكامل الايوبي لاقناعه ان المسيحية ديانة محبة وسلام . ومن بعده توافد الرهبان الفرنسيسكان لخدمة أبناء القنصليّات الأوروبيّة التجاريّة الذين أصبح وجودهم في البلاد مُنَظَّمًا ومستمرًا في القرن السابع عشر. ونجحوا في كثلكة بعض العائلات القبطية في صعيد مصر. ومع تزايد عدد الاقباط الكاثوليك، حسب المؤرخين إلى خمسة الأف قبطي كاثوليكي (800 منهم في القاهرة والباقين في مصر الوسطى، خاصة في بلدة طهطا ) ، سعوا لدى الكرسى الرسولي في روما لتأسيس كنيسة فبطية كاثوليكية على اتحاد وثيق مع الكرسي الرسولي الروماني ، والبدء في تكوين اكليروس قبطي وطني ، ، وإرسال بعض الشبّان الأقباط إلى روما لدراسة العلوم الدينية. كان من أوائل هؤلاء الاكليريكيين روفائيل طوخي وصالح مراغي اللذان رُسِمَا أوّل كاهنَيْن قبطيَّيْن كاثوليكيَّيْن في عامَي 1735 و173 .
و في عام 1824 تمكن الكرسي الروماني من الحصول على سماح السلطات العثمانية – التي كانت مصر حينها تحت سلطة الخلافة العثمانية – قيام بطريرك لجماعة الأقباط الكاثوليك، ولكن تلك الموافقة كانت حبر على ورق، وفي عام 1829 م سمح الأتراك للأقباط الكاثوليك بقيام كنائسهم الخاصة.. ووفى 21 نوفمبر 1895م أصدر البابا ليون الثالث عشر منشوراً بعنوان "المسيح الرب" تضمن المنشور قرار بتنصيب بطريرك للأقباط الكاثوليك، وفي ذات العام قسمت الطائفة إلى ثلاث أبرشيات (ابرشية البطريركية الفاهرة وابرشية المنيا وابرشية طيبة الاقصر). وفي عام 1899م أًقيم الأنبا كيرلس مقار بطريركا للإسكندرية على الأقباط الكاثوليك ومقر كرسيه القاهرة.
في عام 1879 أوكل البابا ليون الثالث عشر إلى رهبنة اليسوعيين فتح أول أكليريكية تحضيريه للدخول في الاكليريكية الكبرى في بيروت ، لتلقي الدروس الفلسفية ,والاهوت الغربي واللغة اللاتينية (بلا من اللغة القبطية الخاصة يصلوات الليتروجيا) واللغة الفرنسية. أي اعداد الكاهن على التفليد الكنسي اللاتيني!. يحملون الحرمان القديم بالمفهوم العام "لاخلاص خارج الكنيسة الكاثوليكية" . ومن هنا بدأت ظهور أزمة الهوية .
قابلت الكنيسة القبطية الارثوذكسية ظهور كنيسة قبطية جديدة ، ذات تقليد كنسي مغاير للتقليد القبطي (الزي الكهنوتي والقداس اللاتين في البداية ، وممارسات العبادة) يالرفض. وجه رد فعل من ارقباط الكاثوليك بالاستعلاء والتباهي بالانتماء إلى الكنيسة الجامعة .
لم تعالج الاستقلالية النسّبية التى أقرها المجمع القاتيكاني الثاني للكنائس الشرقية ، بالنص في الوثيقة المجمعية "الكنائس الشرقية" : ان الاتحاد بين الكنائس الشرفية والكنيسة الرومانية لا يعني أبدا التّخلّي عن الفكر اللاهوتيّ المشرقيّ، والطّقس الليتورجيّ، والتّراث العريق، والتّقاليد القديمة، والثّقافة الخاصّة بتلك الكنائس، أزمة هوية الكنيسة القبطية الكاثوليكية .
مما لاشك فيه ان الكنيسة الكاثوليكية غنية بالقديسين والاهوتيين والعلماء والتراث تاريخي. لكن ينظر أغلب المصريين إلى الكاثوليك الشرقيين في مصر ، بما فيهم الاقباط الكاثوليك ككنائس غربية أجنبية .وهم يعون من قراءة الكتابات على جدران معابد مصر القديمة والبرديات الفرعونية ان الاديان الابراهمية صناعة مصرية نبتت بذورها في الاديان المصرية القديمة، فيوجد تشابه بين المسيحية والاديان المصرية القديمة:. ويذكر سينوت شنودة الباحث في التاريخ القبطي " أن الكنيسة كانت تستخدم قصة الثالوث المقدس اوزوريس وايزيس والطفل حورس لتبسيط مفهوم التجسد الالهي للعامة، لأن استخدام القصة أقرب الطرق لإيصال الفكرة. (أنظر : ألفي شنّد ، مصر أم الاديان والحضارات والخلود – الحوار المتمدن) . وما تحمله المسيحية من عقائد هي بضاعتهم حسب قول المؤرخ "جاستون ماسبيرو" و ردت اليهم أكثر صفاءا ووضوحا . وكان من الصعب على الكنائس الاخرى ، حسب التعبير المصري الدارج "ان تبيع المياه في حارة ااساقيين". وهو ما يقف عائق أمام رسالة الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية بين المصريين وانتشارها، فمع مرور 4 قرون على الحضور الكاثوليكي الرسمي والعلني في الحياة المصرية،لا يتجاوز عدد الاقباط الكاثوليك مائتي ألف نسمة. وهم يمثلون اقلية الاقلية بين مايقارب 15 مليون مسيحي في مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الحياة اليهودية- في ألمانيا تحظى بحماية قانونية وسياسية


.. السعودية وبريطانيا: وثائق بريطانية عن حركة الصحوة الإسلامية




.. السعودية وبريطانيا: وثائق بريطانية عن حركة الصحوة الإسلامية


.. حتى لا ننسى جرائم الإخوان كيف هزمت الدولة إرهاب الجماعة؟




.. 131-Al-Aanaam