الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس عامة ــ 297 ــ

آرام كربيت

2024 / 9 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في زمن المرحوم أوباما، كنت أقول، أن الحرب على الإرهاب عمل خلاق، مبدع، بحيث أن النظام الدولي، والإرهابيين، يشتغلون معًا لامتصاص فضلات النظام.
واقصد بالنظام الدولي، جميع الدول مشاركين فيه دون تمييز، وكل بحسب قدرات كل دولة وموقعها، مثلًا:
النظام السوري كان شريكًا مع الإرهابيين، والولايات المتحدة وروسيا، والنظام العربي وتركيا والثوار في تدمير سوريا.
كنّا نرى داعش تقرر السفر إلى تدمر بالسيارات، ومعها أسلحتها، تحت السماء الزرقاء والنجوم الساطعة في الليل أو النهار، تخرب التماثيل، تقتل الناس وعناصر من الجيش السوري، وترقص وتقطع الرؤوس وتعود إلى الرقة غانمة منصورة.
جاء ترامب وبطل عمل داعش، وتبخرت هذه الأخيرة مثل الملح في الماء الساخن، وصمت الجميع عن ممارساتها بعد تبخرها وكأنها لم تكن.
ثم جاءت السيدة كورونا، السيدة الجميلة، فانشغل عالمنا بها، فرحنا بها ورقصنا لها.
ثم جاء العجوز الخرفان بايدن فعطلها، ثم سحب قواته من أفغانستان على عجل ودون تخطيط، تاركا الحكومة والدولة والناس في هذا البلد المنكوب وراءه دون حماية أو سند او غطاء، وكأن شيئًا لم يكن.
كان مستعجلًا، لأن هناك غنيمة أكبر محضرة، والجزية أكبر.
وها النظام الدولي يتعاون مع بعضه، الحكام والأنظمة، مثل النظام السوري المتواطأ مع النظام الدولي، تعاونوا وما زالون يتعاونون في تخريب كل فج وفخ، وفي كل دولة، وهناك بشار أخر جاهز للخدمة.
من هي الجهة التي تلقن الدول الدروس في الخضوع، تدفعهم على التحالف والتعاون ضد المجتمع، وابتزازه ونهبه وتدميره وتخريبه، وكأننا في مضافة الضباع؟
أني أرى هذه الديمقراطية في الطريق إلى النهاية، ستقطع أخر شوط لها في السباق، مع أضواء الفقر القادم إلى المجتمع في الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا وبقية دول العالم.
ربما كلامي هو أضغاط أحلام، كابوس يقظة، وربما قراءة ذهانية أو مرض في الدماغ. أقول:
انتهت الدولة في العام 1990، نحن نلعب في ملعب النظام الدولي، تحالف سوقي بربري، غازي للدولة والمجتمع والحياة.
لنشد الأحزمة، ليجهز المجتمع نفسه لما ينتظره، أما أن يطيح بالنظام الدولي كله، أو يطاح به.
أنا متشائم جدًا، اتمنى أن لا يصيبكم هذا التشائم بمكروه.
هذا أحد تعليقاتي على نص كتبته قبل سنتين
لم اتابع جنازة الملكة ابدا، اعتبرت ان ما يحدث مجرد طقوس فارغة.
اليوم، بالصدفة، شاهدت كيف أن ترامب علق على حضور بايدن في الكنيسة، وجالس في الصف 14.
ترامب كالعادة سخر من بايدن، لأن هذا الأخير كان جالسًا مع رؤوساء العالم الثالث.
وان بايدن مرغ صورة امريكا بالوحل لقبوله بهذه الاساءة لمكانة امريكا. هناك شيء غريب يحدث في عالمنا، هل ما يحدث هو معد مسبقًا، من هي اليد الاثمة التي تعبث بعالمنا، تنظمه؟
لو تابعنا داعش لعرفنا أن امريكا انشاءتها، وفضحها ترامب، ولهذا حقدت عليه الدولة الامريكية. اتساءل هل روسيا وامريكا وضعا هذا الجرؤ، زيلنسكي، كطعم لخلق أزمة عالمية أو لتفعيل أزمة، أم أن النظام الدولي متحالف مع بعضه، سواء موضوعيا او ذاتيا، هل جاء الدور على أوروبا لتتحول إلى دول فاشلة في المرحلة الاولى، ثم سيتم الاجهاد عليها كما حدث في الشرق الاوسط؟
هي اسئلة مثيرة ومحزنة جدًا

يولد كائنًا طبيعيًا جميلًا نقيًا، ثم يتحول إلى إنسان، إلى وحش منظم.

كانوا غير مستعدين للعيش في المدينة، أما حكم البلاد، فقد حكموها بعقل أجير المختار.
لم يصلوا لمكانة المختار، كان هذا حلمهم، بيد أنهم بقوا كما كانوا مجرد عبيد.

أيهما أقدر على البقاء سيزيف ام الصخرة، الوجود أم العدم، وإلى متى نعيش هذا التوهان المملوء بالاغتراب والضياع، ونعاني من الحيرة عن ماهية الحياة والبقاء والموت والفناء.
بعد أن اكتشفنا أننا محشورين في السجن المسمى الكرة الأرضية ولا خلاص لنا من الخروج منها، وأننا نسبح في الفضاء بصورة عبثية دائمة، ما الفائدة من هذا الركض وراء هذا السراب الذي لا ينتهي.
متى ننتهي من هذا الاغتراب، والانفصال عن أنفسنا.

القبلة هي العطش الدائم لذاتها.
تنتظر ذاك القادم من بعيد، تنتظره بلهفة، بأمل، لترويه رحيقها، تسقيه عطشها
هذه القبلة ذاتها، تمنحه لمن يبحث عنها.

يدرك الإنسان في قرارة نفسه إنه عاجز عن اكتساب اليقين أو السيطرة عليه، لهذا يشعر بالحزن والخواء، وأنه أعزل وضعيف، لهذا أراد، بل حاول ولا يزال يحاول ربط نفسه بأي دفة يستند عليها حتى يبقى متوازناً.
إنه غير متوازن ولن يكون متوازناً، وسيبقى متارجحا، انها الحياة المتحركة المتقلبة بفعل حركية الحياة والطبيعة .

من سخريات القدر أن أول من وضع حجر الاساس للوحدة الألمانية هو نابليون بونابرات
وهو أول من مهد لقيام الوحدة الأيطالية بعد أن أنهى حكم الدوقيات الصغيرة وحولهم إلى جمهوريات.
وهو الذي حمى الثورة الفرنسية مرتين من العودة إلى الملكية.
وهو الذي غير الخارطة السياسية والاجتماعية لأوروبا، ومهد لقيام أوروبا الحديثة.
نابليون لم يكن رجلًا عسكريًا بارعًا فحسب، بل كان سياسيًا محنكًا بجدارة.
وهذا الرجل لم يكن فرنسيًا في الاساس، أنما من كورسيكا المعادية لفرنسا في ذلك الوقت، وهو الذي ضمها إلى فرنسا عنوة.
التاريخ محير، التاريخ أعجوبة، يخرج من جوفه أشكال وألوان، كالرحم، يضخ إلى الحياة الغرائب والعجائب.

جثمان مصطفى/ تركيا/ مسجى على المنصة في منزل العائلة أمام النائحات بالأجرة.
والده، التركي لفيننت، وأمه الأرمنية شوشان.
الأب، ليفننت أخذها من المأتم وهي طفلة صغيرة في الرابعة عشر من العمر، وتزوجها بعد أن استولى على أرث والدها الحضاري.
هذا الأب المشوه، أنتج عائلة مشوهة، مريضة، نتيجة القسوة التي مارسها على أفراد بيته.
في هذه اللحظة المشحونة بالحزن والتزلف، تقول زليخة لابنتها آسيا:
ـ هذا الميت هو أبوك، خالك، وأنا أمك، عمتك؟ لقد اغتصبي عنوة في بيتنا.
ومصطفى قتل على يد أحد أفراد الأسرة بطريقة غامضة ومجهولة، ربما أن العلاقة المنتجة لهذا الميت المشوه كان ضروريًا أن يقتل لدفن العار.
هكذا تشرح الكاتبة التركية، إليف شافاك تاريخ بلدها ومجتمها في رواية لقيطة استانبول.
تاريخ مشوه ومريض، هذا التاريخ التركي يحتاج إلى الشفافية، وقراءة الذات الهاربة من المواجهة قراءة نقدية.
تركيا أكثر دولة لديها أزمة وجود، أزمة مع نفسها وتاريخها.
إلى الان لا يسمح للمفكرين والمبدعين والكتاب أن يفتحوه ويقرءوه بصدق وأمانة، بعيدًا عن الانتماء أو الخوف من الانهيار.
سيكون هذا البلد على مفترق طرق في المستقبل، لهذا أن الهروب إلى الأمام لن يجدي.


قال لي يومًا:
مكانك الطبيعي هو في الرواية، روايتك، في الأرض المسرة، تشبه أعمال أورهان باموك، وأمين معلوف. وأضاف هذا الصديق الرقيق كرقة ماء نبع:
السياسة تستهلك صاحبها، دعها، عش في ميدانك، أي الأدب.
كان هذا الكلام بيننا بعد أن قرأ عملي، وعلى أثرها اتصل بي، وتحدثنا طويلًا عن الفن والأدب والسياسة والحياة. بعض مما قال:
في الشتاء ابدأ بقرأءة أعمال باموك، اللوحة أمامي، أرسم، أحلق مع اللوحة والأدب.
في الحقيقة، كان هناك صديقة أخرى، طبيبة، تحثني على ترك الفيس والعودة إلى الأدب، إلى الكتابة، قالت مرات كثيرة:
ـ الفيس يستهلك صاحبه، يخرب ويقتل الوقت، لماذا تكتب فيه الكثير من البوستات، ما الفائدة؟
إنه الأدمان أيها الأعزاء، الأدمان يقتل صاحبه، يدمره، يخرج منه المرء موجوعا، خالي الوفاض.
،عندما يلتف المرء إلى الوراء لا يرى سوى الأرض محروق، وهو محروق.

في زمن المرحوم أوباما، كنت أقول، أن الحرب على الإرهاب عمل خلاق، مبدع، بحيث أن النظام الدولي، والإرهابيين، يشتغلون معًا لامتصاص فضلات النظام.
واقصد بالنظام الدولي، جميع الدول مشاركين فيه دون تمييز، وكل بحسب قدرات كل دولة وموقعها، مثلًا:
النظام السوري كان شريكًا مع الإرهابيين، والولايات المتحدة وروسيا، والنظام العربي وتركيا والثوار في تدمير سوريا.
كنّا نرى داعش تقرر السفر إلى تدمر بالسيارات، ومعها أسلحتها، تحت السماء الزرقاء والنجوم الساطعة في الليل أو النهار، تخرب التماثيل، تقتل الناس وعناصر من الجيش السوري، وترقص وتقطع الرؤوس وتعود إلى الرقة غانمة منصورة.
جاء ترامب وبطل عمل داعش، وتبخرت هذه الأخيرة مثل الملح في الماء الساخن، وصمت الجميع عن ممارساتها بعد تبخرها وكأنها لم تكن.
ثم جاءت السيدة كورونا، السيدة الجميلة، فانشغل عالمنا بها، فرحنا بها ورقصنا لها.
ثم جاء العجوز الخرفان بايدن فعطلها، ثم سحب قواته من أفغانستان على عجل ودون تخطيط، تاركا الحكومة والدولة والناس في هذا البلد المنكوب وراءه دون حماية أو سند او غطاء، وكأن شيئًا لم يكن.
كان مستعجلًا، لأن هناك غنيمة أكبر محضرة، والجزية أكبر.
وها النظام الدولي يتعاون مع بعضه، الحكام والأنظمة، مثل النظام السوري المتواطأ مع النظام الدولي، تعاونوا وما زالون يتعاونون في تخريب كل فج وفخ، وفي كل دولة، وهناك بشار أخر جاهز للخدمة.
من هي الجهة التي تلقن الدول الدروس في الخضوع، تدفعهم على التحالف والتعاون ضد المجتمع، وابتزازه ونهبه وتدميره وتخريبه، وكأننا في مضافة الضباع؟
أني أرى هذه الديمقراطية في الطريق إلى النهاية، ستقطع أخر شوط لها في السباق، مع أضواء الفقر القادم إلى المجتمع في الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا وبقية دول العالم.
ربما كلامي هو أضغاط أحلام، كابوس يقظة، وربما قراءة ذهانية أو مرض في الدماغ. أقول:
انتهت الدولة في العام 1990، نحن نلعب في ملعب النظام الدولي، تحالف سوقي بربري، غازي للدولة والمجتمع والحياة.
لنشد الأحزمة، ليجهز المجتمع نفسه لما ينتظره، أما أن يطيح بالنظام الدولي كله، أو يطاح به.
أنا متشائم جدًا، اتمنى أن لا يصيبكم هذا التشائم بمكروه.

وأخيرًا تم النزول إلى بئر برهوت في اليمن، وتبين أنه آية من آيات الجمال.
لقد تم نسج أساطير غريبة عنه، قالوا أنه مملكة الجن، ومن يدخله يخرج دون رأس، وماءه اسوأ ماء.
ولم يجرؤ أي إنسان خلال آلاف السنين من الاقتراب منه لشدة الخوف منه، ومن الحكايات والأساطير التي قيلت عنه.
قبل أيام دخلته البعثة العمانية وسط ذهول وخوف الناس الذي كانوا على أطرافه.
قطر البئر ثلاثون مترًا في الأعلى، ومئة وأثتنا عشرة مترًا عمقه، فيه مياه، وأقنية ولوحات طبيعية شكلتها المياه ومن الممكن ان تتحول إلى مزار.
بهذا الاكتشاف تم وضع حد للخرافات.

العلم ليس له انصار بالرغم من أنه الفاعل الأهم في حياتنا وزمننا وعالمنا.
نتعامل معه كأنه شيء طبيعي، أنه حق من حقوقنا، وكأنه قادم من الفضاء الخارجي.
لم نضع العلم في خانة الفائدة القصوى للبشرية، لم ندافع عنه ليدخل في خدمة الطبيعة والحياة، تركناه أو تنازلنا عنه للسلطة، تمارس به علينا وصايتها وسطوتها وعنجهيتها وفوقيتها، بها تحاربنا، وبها تقتلنا وتدمر الطبيعة والنفس الإنسانية الطبيعية.
السلطة أكثر جهة مستفيدة من العلم، بها تكشف عن همجيتها وبربريتها.
لماذا لا يشكل البشر جمعيات أو تجمعات للدفاع عن حيادية العلم بعيدًا عن حروبها القذرة، ودونيتها ودونية القابضين عليها.
العلم يجب أن يوضع في خدمة الحياة، الطبيعة، الأرض والشجر والحيوان والإنسان.
بالعلم ربما نقتل السلطة كجهاز فاسد وقذر ودموي، وننتقل نقلات نوعية.

المكان الأكثر حرية في الحياة هو البيت.
في البيت يمارس الإنسان كل رغباته وحاجاته وقناعاته، يتصالح مع ذاته.
في البيت لا يمل المرء من الحيطان، من العلاقة مع نفسه.
إنه مرهون لنفسه، يجلس معها، يحدثها، يكاتبها، تكاتبه، يضحك معها وتضحك معه، لا ينغص على نفسه عيشه.
لا يوجد أجمل من الصداقة مع الذات، لا يعاتبها ولا تعاتبه. بمجرد أن يدخل أحدهم في حياتك هناك مشكلة، عليك ان تتنازع عن حريتك من أجله، والأخر يتنازع عن حريته من أجلك.
في الوحدة أنت ملك.
العلاقة مع الأخر ضروري إذا توفر الاحترام والوعي والتنازل المتبادل من الجهتين.

الكراهية والعنصرية، لا يمكن أخفاءها بالكلمات، أو بتسكين ألم وجودها في حياتنا.
أرى أن تأجيل مثل هكذا أزمة عميقة وقائمة، ورميها على المستقبل لن يحل المشكلة، ولا يمكن تغطيتها عبر عدم إعلانها أو تجاهلها.
إنها حرب تحت الرماد.
الكراهية موجودة بقوة، وتحتاج إلى سياسات عملية، مرفقة بقوانين صارمة، وتوعية، ونشر ثقافة التواصل، قبل أن تستفحل وتنفجر، وتأخذ الأخضر واليابس في طريقها.
الثقافات والهويات، في حالة أفول، في حالة انحسار وموت، لهذا تعاني في أيامنا من أزمة ضياع، وجود أو لا وجود، أو دفاع عن البقاء.
من المعيب أن تتحول هذه القضية المعقدة، إلى قضية انتخابات، وتثيت النقط على الخصوم.
هذا النفاق هو المشكلة، والأس المؤسس للخراب.
صدام الثقافات لا يمكن حله بسهولة، يحتاج إلى دراسات عميقة، إلى حلول جذرية.
إلى اليوم، وبعد مرور أكثر من ثلاثمائة سنة، ما زالت قضية الأفارقة في الولايات المتحدة قائمة متجذرة ومتجددة، وتنذر بالخطر، ولا يوجد معالجة حقيقية لها.
واليوم نراه في أوروبا، الصدام نراه يوميًا، والدول الأوروبية ترمي هذا الجانب خلف ظهرها، وكأن المشكلة غير موجودة.
القتل الذي نراه للأبرياء العزل في الشوارع الأوروبية، يمر كأنه شيء عادي، ولا توجد معالجة جدية، ولا اهتمام، سوى المعالجة الأمنية الذي لا يحل المشكلة ابدًا، بله يعقدها.
قبل أيام قتلت فتاة عراقية في مدينتي، على يد أبناء الجالية القريبة منها، يمني وصومالي، وفي تبرير سخيف لعملية القتل:
القاتل مريض نفسيًا.
وقبل شهرين أحد الصوماليين قتل ثلاثة ألمان وجرح ستة، جروحهم خطيرة، وكمان هذه الدولة الألمانية قالت عنه مضطرب عقليًا.
وكأن تصفية حساباتنا مع أنفسنا والأخرين جاء وقت حلها:
في أوروبا.
بالتأكيد، هناك تنظيمات سياسية تعمل في الخفاء، عندها أجندة، تنشر الرعب والخوف في أوساط الناس العاديين، وربما لها ارتباطات عبر الحدود حول هذا الموضوع.

في سجن تدمر كان النوم إجباريًا على سيف واحد، أي على جانب واحد، وممنوع التقلب. كمان ممنوع الذهاب الى المرحاض ليلًا. وممنوع رفع الرأس والنظر إلى السقف.
والزنزانة مغلقة أشبه بالكهف بالتمام والكمال، لا يدخلها الضوء إلا بصعوبة، والماء ملوث والطعام متشابه والأيام على سن ورمح متشابهة لا جديد فيها.
والزيارة ممنوعة. والهواء منسوج من حزن وألم.
والتعذيب النفسي والجسدي على سن ورمح.
في الحياة، بين أيدينا متع كثيرة لا نعرف قيمتها الا بعد أن نفقدها.
إن الاستفادة من كل ثانية من ثواني العمر مهم للغاية.

في الصف الثالث الأبتدائي سمعت لأول مرة بفلسطين، في مدرسة اللواء الخاصة للأرمن الأرتذوكس في الحسكة في العام 1966.
وقتها كنت في الثامنة من العمر.
تعلمت منها حب الوطن، وحب فلسطين.
ولا يمكن أن أنسى المدير، آرام، بقامته القصيرة وحيوته ووسامته. كنا نقف أمام تحية العلم في الباحة في مواجهة صفوف المدرسة، وكان ،آرام، في مواجهتنا واقفًا فوق المصطبة.
أذكر وقتها أنه كان يجمع التبرعات منّا من أجل دعم فلسطين، ويشجعنا على الفداء والموت من أجلها، وأذكر ما قاله:
ـ تبرع بفرنك واحد من أجل قضية نبيلة، من أجل فلسطين، حتى تتحرر، ويعود الفلسطينيون إلى بيوتهم. وكان كلام والدي، يصب في المنحى ذاته.
أين نحن من فترة الستينات، وأين أصبحنا؟

خرج الكثير من السوريون من مفهوم الوطن الجامع، وانتقلوا إلى الكانتون.
فصل كل طرف كانتونه على مقاسه بمنتهى القذارة، على مقاس طائفته، قوميته، مذهبه.
وبدلا من أن يكون طموحنا في بناء وطن، دولة جامعة، تجمعنا، تلمنا. وتستر عوراتنا وتشردنا. مضينا نقصصه، نمزقه، ونلصقه على مقاس عقولنا المريضة.
لن تقبضوا إلا الريح.
في النهاية أنتم أسرى الشروط الدولية التي ستفرض عليكم في المستقبل. وستخرجون من المعادلة، ممزقين، مشوهين، مهانين، ضعاف الروح والجسد. وستكونون مجرد صدى لمكان فارغ.

عندما تكون في محنة لا تتوقع أن يقف أي إنسان إلى جانبك. أبكِ وحدك بصمت ولا تطلب عونًا من أحد. سابقا, قالها ثوار سورية في بداية الثورة:
ـ الموت ولا المذلة.
عندما قتل الاتراك الشعب الارمني بدم بارد, كانت الدول الأوروبية تراقب المشهد بدم بارد ولم تحرك ساكنًا. وهكذا كان المشهد في البوسنة والهرسك والشيشان وروندا وغيرهم.
حياة البشر مزاد رخيص في سوق النخاسة الدولي.

الحب والعشق هما حالة تكثيف للغربة, محاولة يأسة للعود إلى رحم العالم الذي خرجنا منه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة: النزوح أشبه بطلوع الروح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. القضاء الهندي يأمر بوقف سياسة -عدالة الجرافات- في هدم منازل




.. من هم الذين يغيّرون المجتمع ؟


.. -الإ.ر.هاـ بية- على رادار الداخلية الفرنسية.. محاولات جديدة




.. فيديو متداول عن أحداث العنف في أمستردام: هل يظهر اعتداء مسلم