الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تتوقف مسيرة كيلهم بألف مكيال بل تتطور.. هكذا هو الغرب مع النظام الإيراني

سامي خاطر

2024 / 9 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اتسمت علاقات الغرب مع النظام الإيراني على مر العقود بنوع من الازدواجية والتناقض، هذا النهج الذي يمكن وصفه بأنه "كيل بألف مكيال" يعكس كيف تتعامل الدول الغربية مع إيران بطرق متباينة وفقاً لمصالحها المتغيرة، وتتراوح هذه المواقف بين التشدد والتساهل، وغالباً ما تأتي على حساب المبادئ والثوابت خاصةً عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان أو الإرهاب أو الطموحات النووية للنظام الإيراني.
التناقضات في التعامل الغربي مع النظام الإيراني
ما قد تراه مُعلنا في كثير من الأحيان هو أن اتخاذ الغرب مواقف صارمة تجاه ملالي إيران، مثل فرض العقوبات الاقتصادية أو التهديد بالتصعيد العسكري عندما يشكل سلوك النظام الإيراني تهديداً مباشراً ومعلناً لمصالحه عندها يتطلب العلن بالعلن. ولكن في الوقت نفسه، يسعى الغرب إلى التفاوض مع هذا النظام وعْقد الصفقات التجارية معه، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالملف النووي أو الحصول على موارد الطاقة أو تبادل مجرمين برهائن.، ويبدو هذا التناقض واضحاً عندما نتأمل في تعامل الغرب مع القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان داخل إيران. فعلى الرغم من التقارير المستمرة عن قمع الحريات الأساسية، والإعدامات الجماعية، وقمع المرأة والأقليات نجد أن ردود الفعل الغربية غالباً ما تكون شكلية أو ضعيفة أو غير متناسبة مع حجم الانتهاكات، ويتحدث المسؤولون الغربيون عن حقوق الإنسان بشكل عام، لكنهم في الغالب لا يتخذون إجراءات ملموسة تكون رادعة لنظام الملالي وصائنةً لمبادئ الشرعية الدولية.
التفاوض والاسترضاء على حساب المبادئ
أحد الأمثلة البارزة على ذلك كان الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم عام 2015، والذي أدى إلى رفع بعض العقوبات الاقتصادية مقابل تقييد البرنامج النووي الإيراني، ورغم أن هذا الاتفاق جاء كجزء من الجهود الدولية لمنع ملالي إيران من امتلاك السلاح النووي إلا أن بعض المنتقدين يرون أنه لم يكن حلاً شاملاً إذ سمح لملالي إيران بالحفاظ على بنية تحتية نووية، ورفع عنها الكثير من العقوبات الاقتصادية مما أتاح للنظام تعزيز نفوذه الإقليمي وتمويل أنشطته العدائية في الشرق الأوسط.
من خلال هذا الاتفاق أظهر الغرب استعداداً للمناورة والمهادنة مع النظام الإيراني رغم سجل انتهاكه الكبير، وهذا ما اعتبره العديد من المراقبين تنازلاً أمام نظام لا يُظهِر أي التزام جاد بتحسين الأوضاع الداخلية أو وقف تمويل الإرهاب أو التقيد بقيم وقوانين حقوق الإنسان.
المصالح الاقتصادية على حساب القيم
لعل من أكثر الجوانب المثيرة للجدل في علاقة الغرب مع النظام الإيراني هو الاستعداد الغربي لاستغلال الفرص الاقتصادية على حساب المبادئ. فكثير من الشركات الأوروبية والأمريكية تجد في إيران سوقاً واعدة، وهو ما يفسر الاستعداد المستمر للتفاوض مع نظام الملالي. ويتم في العديد من الحالات تأجيل قضايا حقوق الإنسان والانتهاكات أو تجاهلها مقابل توقيع عقود تجارية ضخمة، أو الحصول على امتيازات في مجال الطاقة واتفاقات أخرى سياسية وأمنية غير معلنة تتعلق بالمنطقة.
يمكن القول إن مسيرة "الكيل بألف مكيال" هذه لن تتوقف في العلاقات الغربية مع النظام الإيراني، وأن هذه الازدواجية تعكس الصراع بين القيم المعلنة للغرب مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبين المصالح الاقتصادية والسياسية. ومع استمرار النظام الإيراني في تحدي المجتمع الدولي من خلال أنشطته النووية ودعمه للإرهاب، يبقى السؤال: هل ستظل المصالح الغربية تحظى بالأولوية على المبادئ؟ أم أن العالم سيشهد تحولاً حقيقياً في كيفية تعامل الغرب مع هذا النظام الفاشي؟
صواريخ الملالي والطائرات المسيرة إلى روسيا: حقائق وأبعاد العلاقات الإيرانية الروسية والغربية
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا ظهرت تقارير تؤكد أن النظام الإيراني يزود روسيا بالصواريخ والطائرات المسيرة المستخدمة في النزاع، وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام الإيراني قوته العسكرية وتكنولوجيته لتعزيز تحالفاته، ولكن هذه الخطوة تكشف عن أبعاد أوسع للعلاقات الإيرانية الروسية، وكذلك العلاقات المشبوهة بين إيران والغرب، التي ازدادت تعقيداً في أعقاب الحرب.
هل هذه أول مرة يقدم فيها الملالي الصواريخ والطائرات المسيرة لروسيا؟
الحقيقة هي أن العلاقات العسكرية بين إيران وروسيا ليست جديدة، بل تمتد لعقود، وشهدت السنوات الأخيرة زيادة في التعاون العسكري بين الجانبين خاصة مع تعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، ودعم روسيا للنظام السوري أحد الحلفاء الأساسيين لإيران، ومع نشوب حرب أوكرانيا ظهر الدور الإيراني بشكل أكبر، حيث كشفت تقارير عن تزويد طهران لموسكو بطائرات مسيرة وصواريخ قصيرة المدى استخدمتها روسيا في هجماتها ضد البنية التحتية الأوكرانية، وقد أثار ذلك جدلاً واسعاً في الأوساط الدولية حيث رأت العديد من الدول الغربية أن هذا النهج يعد انتهاكا للعقوبات المفروضة على ملالي إيران بسبب برنامجهم النووي، ومع ذلك بدا أن هذه الاحتجاجات غير الفعلية ليست سوى ضوء أخضر لـ استمرار الدعم الإيراني لروسيا.
الإدارة الأمريكية تقدم مليارات الدولارات لإيران بعد تزويد الأخيرة روسيا بالأسلحة
في خطوة متناقضة بشأن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة أثارت استغراب العديد من المراقبين خاصة بعد أنباء عن استلام النظام الإيراني مليارات الدولارات في إطار تفاهمات مع الإدارة الأمريكية في سبتمبر 2023، حيث وافقت فيها الولايات المتحدة على الإفراج عن حوالي 6 مليارات من الدولارات من الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية مقابل إطلاق سراح خمسة أمريكيين محتجزين في إيران، ورغم أن هذه الأموال كانت مخصصة للأغراض الإنسانية فقد شكك الكثيرون في أن هذه الأموال قد تساعد نظام الملالي في تمويل أنشطته العدائية سواء في الداخل أو الخارج بما في ذلك دعمه لروسيا في الحرب الأوكرانية.
وأثارت هذه الخطوة وغيرها تساؤلات حول مدى جدية الولايات المتحدة والدول الغربية في التعامل بحزم مع ملالي إيران، وأظهرت مدى استعداد هذه الدول للتساهل في هذه الملفات مقابل تحقيق أهداف قصيرة المدى، مثل استعادة مواطنيها المحتجزين أو تبادل مجرمين برهائن أو قضايا ومخططات سياسية إقليمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال


.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |




.. 80-Al-Aanaam