الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نُتفٌ من اللامعقول تحت المجهر !
عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
2024 / 9 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مدارس فكرية عربية إسلامية ظهرت في القرن العاشر الميلادي، نقرأ لها ما لا نجده اليوم في القرن الحادي والعشرين في أدبيات ما يحلو لبعض مثقفينا تسميتهم "الإسلاميين المتنورين". هنا، يفرض نفسه سؤال المليون: ما الذي دها الفكر الديني العربي، على وجه الخصوص، ولماذا تردى في الأصوليات السلفية والدروشة والتيه، وفي ملاحقة سراب الأوهام وإثارة الفتن؟! ولماذا استطيب الإقامة في كهوف القرون الوسطى؟!
دعونا نتأمل معاً تحديد "اخوان الصفا وخلان الوفا" للرجل المسلم الكامل من وجهة نظرهم. هذا الرجل، ينبغي أن يكون كما يرون:"عربي الدين، عراقي الآداب، عبراني المخبر، مسيحي النهج، شامي النسك، يوناني العلم، هندي البصيرة، صوفي السيرة، ملكي الأخلاق، رباني الرأي، إلهي المعارف". نميل إلى تفسير المفكر المصري الراحل، المستشار سعيد العشماوي لرؤية اخوان الصفا للمسلم الحقيقي، بأنه "يجب أن يكون انساناً عالمياً، ينفتح على الحضارات كلها، ويتقبل المعارف كلها، ويتفهم الشرائع جميعها، ويأخذ بنصيب من كل نهج".
فأي سعة أفق بلغها اخوان الصفا بمعايير أيامنا هذه ورحابة وعي ارتقوا اليها، قبل 13 قرناً، بالمقارنة مع اسلامويي هذه الأيام؟!
يعلمنا التاريخ، أن الحضارة العربية وكل حضارة إنسانية، بلغت أوجها في التقدم والإزدهار عندما تميزت بالإنفتاح على الآخرين، والتفاعل مع ثقافاتهم وحضاراتهم في اتجاهي إفادتها والإفادة منها.
نختم بإضاة على اخوان الصفا وخلان الوفا. هم جماعة تصنف على أنها من فلاسفة المسلمين، ظهرت في القرن العاشر الميلادي في البصرة. ركزوا اهتمامهم على التوفيق بين العقيدة والفلسفة. فكتبوا في المضمار خمسين مقالة، اشتهرت بإسم "رسائل اخوان الصفا". ذاع صيتهم بعد انجاز الرسائل، في الأصقاع العربية والإسلامية كافة. تأثروا بفلسفة الفارابي، وبالفلسفة اليونانية والفارسية والهندية. مختلف بشأن انتمائهم المذهبي. فهناك من يصنفهم ضمن المدرسة المعتزلية، والبعض يدرجهم في الباطنية. وذهب آخرون إلى دمغهم بالإلحاد والزندقة، على جري عادة حراس التخلف في كل زمان ومكان، لتشويه سمعة كل من يستخدم عقله.
لا يعقل أن يتميز السلف في القرن العاشر الميلادي بسعة الأفق والإنفتاح، أكثر من أكثرية الخلف في القرن الحادي والعشرين
!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. 96-Al-Aanaam
.. وسائل إعلام أميركية: صورة لهاريس مع رجل دين من أصل إيراني تث
.. تغطية خاصة | الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية: قدراتنا ب
.. المغرب: مقترح تشريعي لمنح الجنسية لأبناء وأحفاد المواطنين ال
.. المشهد اللبناني | النائب السابق د. فارس سعيد لـ-الحرة-: لا ف