الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو ذبح ابراهيم اسماعيل...

محمد بوزكَو

2006 / 12 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قريبا سيحل عيد الأضحى.. ستشحذ السكاكين وسيعبر المسلمون عن نوع آخر من الذبح والفتك والسلخ... سوف لن يحتاجوا لا الى قنابل ولا الى أحزمة ولا الى التستر... بل سيفعلون ذلك جهرا وحتى في البلدان الغربية ذاتها التي تتجند يوما عن يوم لأجل محاربة مجازر من نوع آخر..
هذا ما اراده ابراهيم عليه السلام.. النحر.. لابد من نحر.. أراد نحر ابنه اسماعيل، فعل ذلك عشرا دون فائدة، فما كان على ملائكة الرحمان الا أن تتدخل بخفة يديها لتبدل اسماعيل بكبش سمين وصوف كثيف..
لا أفهم كثيرا في علم الأديان.. لكن ذلك لم يحل دون التساؤل باستغراب.. ماذا فعلت الأديان الأخرى من مسيحية و يهودية في مجال النحر هذا علما أنها السابقة زمنيا عن الاسلام؟ لماذا لم تقتف أثر ابراهيم عليه السلام؟ هل لهشاشة قلوبها؟ أم لعصيان ما؟ ... على كل ما لم تتطبقه هاته الأديان أو تخاذلت في ذلك استدركه الاسلام وجعل من هذا العيد للانسان أحسن عيد وللخروف قص الوريد..
ماذا لو لم تتدخل الملائكة بعد المحاولة العاشرة؟ ماذا لو ذُبخ اسماعيل؟؟ لن أجيب.. سأترك كل حسب خياله.. أما أنا فيقين أنه لو تم ذلك ما كنت سألحق للكتابة هنا والآن...
الأكيد الآن أننا نحن المسلمين بدل أن نحيرفي اختيار أي من الأبناء سننحر ترانا نتسابق للنط على أسمن خروف وأكثف صوف وأعقد قرنين... علنا بذلك نجني اكثر عدد ممكن من الحسنات لدرء اكثر عدد ممكن من السيئات ..
يوم الأحد المقبل، بالنسبة لنا في المغرب، سيسقط ملايين من الضحايا عفوا من الأضحية... ستسيل الدماء أنهارا ويُصب الشاي مدرارا ونكشر عن أنيابنا تكشيرا استعدادا لعملية الافتراس ابتداء من الكبد وانتهاء "بالمفور" بعد المرور على الجهاز الهظمي والأطراف والقصب الصدري والرأس... لا نترك عضوا من أعضاء الخروف سيء الحظ الا ونحتناه نحتا.. ورحم الله من عمل عملا فأتقنه.. والويل لمدينة لا تتوفر على مصاريف مياء متقنة وشاحنات مختصة لجمع الأزبال وبقايا الفريسة الهالكة..
هذه الصورة ستكرر عبر انحاء العالم الاسلامي وان باختلافات بسيطة لا تغير من الأصل الواحد : النحر...
في العراق ستختلط الدماء بين تلك التي للخرفان الأضحية وتلك التي للانسان الضحية..
في لبنان سيناريو آخر، وجهان مختلفين... هناك في تلك الدولة يبدو أن الديموقراطية هي التي ستكون أضحية العيد هذه السنة وضحية رأس السنة هذا العام... المسلمون سيتباهون بيوم النحر ويتبادلون التحايا والتبريك.. والمسيحيون سيفرحون بعيد الميلاد ويتبادلوا هم ايضا التحايا والتبريك... عيد الميلاد وعيد النحر واحتفال واحد... بعد ذلك الله وحده عالم على أي وجه سينقلب الفرح والتبريك..
نعم، في العالم أجمع عيدان: عيد للنحر وعيد للميلاد... عيد لموت الحيوان وعيد لميلاد انسان... البعض سيفرح لموت خروف والبعض الآخر سينتشي ميلاد انسان... لأن الخروف حيوان سنفرح لقتله، ولأن المسيح انسان سنفرح أيضا ولكن لميلاده... أنانية البشر في أبهى صورها..
ولا ننسى طبعا أن هناك من سيستغل العيدين، سيأكل ما طاب من لحم العيد أي الخروف طيلة النهار وفي المساء سيختار أحسن أنواع الخمر ليشرب نخب ميلاد اليسوع عليه السلام على نغمات قسمات موسيقية لا تختلف كثيرا عن قسمات وجوههم ... هؤلاء هم دائما مع الجهة الرابحة...
على أي.. هما عيدان.. والانسان واحد..
أن يزداد انسان فرحة للانسان.. أن يموت حيوان أيضا فرحة للانسان ..
فليفرح الانسان بالميلاد ... وليفرح كذلك لكون ابراهيم لم ينحر اسماعيل... فكان الخروف ضحية تحولت بالألف الظاهر في أوله الى أضحية.. وليكثر تشكراته للملاك الذي أحضر الخروف لابراهيم... وحمدا لله على كل حال فهو أول المنقذين..
وعيدين مباركين للأولين والآخرين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa