الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرد على فشل سياسة تحالف الاحزاب القومية الكردية هو انفصال كردستان عن العراق

طه معروف

2006 / 12 / 26
القضية الكردية


الاجواء السياسية السائدة في كردستان العراق بعد صدور تقرير بيكر-هاملتون الانهزامية هي الحديث الساخن حول فشل اخرى لسياسة التحالف الاحزاب القومية الكردية الذي اعلن عنه التقرير المذكور والذي يعطى الأولوية لإقامة حكومة مركزية في بغداد لبسط سيطرتها على العراق على غرار الحكومات العراقية السابقة التي تعاملت دائما مع قضية الجماهير في كردستان العراق بالنار والحديد .ادعائات طالباني والبارزاني حول صداقة الادارة الامريكية لجماهير كردستان انقلبت عليهم وعلى مشاريعهم الفيدرالية الرجعية وبدءوا بتغيير انغامهم لتغطية على خداعهم السياسي للجماهير الذي ادى في النهاية المطاف الى وضع كردستان امام مصير سياسي مجهول.ان من علق آماله بالمحافظين الجدد وسياسته، الضربة الاستباقية،بددت آمالها بعد ان ظفرت الاسلام السياسي في المعركة في العراق وعلى صعيد المنطقة .الحرب ادت الى نهاية مؤلمة للمدنية في العراق و للبشرية المتمدنة والقوى اليسار وعلمانيةعموما بعد انتصار اشد قوة الرجعية اي الاسلاميين في هذه الحرب الرجعية.
على مر التأريخ كان الجماهير في كردستان تدفعوا ثمنا باهظا لسياسة تحالفات الرجعية للأحزاب القومية الكردية مع دول واجهزة المخابرات في المنطقة وآخرها التحالف المشين مع دائرة الاستخبارات الأمريكية التي تنظر اليها في تقريرها الانهزامية الاخيرة ،بأنه ليس اكثر من ورقة الضغظ لتنظيم امور حكومة مركزية في بغداد. ولا يتذكر في اي بند من بنودها حتى لو بكلمة عن حقوق جماهير في كردستان العراق رغم ادعائات الديماغوجية السابقة لتلك الاحزاب حول صداقتهم الجديدة مع امريكا التي استقبلتوه بالورود عند دخولها الى كردستان .
ان لجؤ الاحزاب القومية الى الجماهير لمشاركتها في رفض التقرير وتحميلها على تنظيم الاحتجاجات والندوات والتوقيعات هي من اجل مصالحهم ومواقعهم في المعادلة السياسية في العراق وليست لها اية علاقة بمصالح الجماهير لرفع الظلم القومي عليها بل يريدون عبر هذه المناورات تقليص الهوة الواسعة بينهم وبين الجماهير الذي جائت نتيجة الفساد الاداري وممارساتهم القمعية وحرمان الجماهير من ابسط مقومات الحياة المعيشية .الجماهير دفعت ثمن الفساد الاداري وها هي الآن ينتظرون لدفع ثمن فشل تحالف السياسي لتلك الاحزاب مع امريكا . إن صداقة وتحالف الاحزاب القومية مع امريكا تكلفهم كثيرا هذه المرة ولم تعد بوسعهم ان تنالوا ببساطة ثقة اصدقائهم القدماء من الدول المجاورة لتحالف معهم حيث ضحوا بكثير عندما أيدوا الاحتلال وعلقوا بها مصيرهم .ان سياسة تحالف الاحزاب القومية التي تهدف دائما الى تأمين مصالحهم الحزبية على حساب مصالح وقضية الجماهير باتت في مأزق وانقلبت عليهم هذه المرة بقوة ووضعهم في نفق مظلم .ان سياسة تحالف الاحزاب القومية في كردستان العراق هي من اشد السياسات الرجعية التي يخدم القوى والدول الاقليمية .انظروا الى تحالفاتهم السابقة مع ايران وتركيا او سورية التي اشترطت على قمع وقتل مخالفين لتلك الدول الرجعية .
ليس فقط تقرير بيكر-هاملتون لن تعترف بالقضية الجماهير في كردستان وانما إدارة بوش وقوة الاحتلال ايضا سارت في نفس المسار وتحالف الاحزاب القومية الكردية معهم لم تكن تقدم مجانية بل كلفت امريكا مليارات و ملئت بها جيوبهم لخدمة سياساته وليس لخدمة قضية الجماهيرفي كردستان. ما تثير الدهشة هو كيفية تعامل الاحزاب القومية مع التقرير المذكور حيث صرح طالباني على ان التقرير ينتقص سيادة العراق !! قول غريب وعجيب ،اية سيادة تقصده طالباني في ظل الاحتلال ؟ ماذا تعني السيادة للعراق في الوقت فان الاسلاميين من الكتل الشيعية هم امتداد لجمهورية الاسلامية في ايران والكتل السنية ذراع لسعودية ودول قليمية اخرى والمقاتلين الارهابيين ينتمون الى الحركة الارهابية الاسلامية العالمية والبعثييون كتائب من الجيش والمخابرات السورية في العراق.لاتوجد دولة في العراق حتى يتحدث احد عن سيادة .ان العراق هي ساحة وميدان الحرب الارهابية الامريكية والاسلامية في غياب وجود الحكومة والدولة . ومن جانب آخر تحاول مصعود بارزاني ان تقلل من حجم المخاطر والتهديد لجماهير كردستان العراق بالمكالمة الهاتفية التي جرت بينه وبين بوش وكأنما بوش لديها اكثر لقضية جماهير في كردستان العراق.
تلجا الاحزاب القومية الى الجماهير لتغطية على فشل تحالفه السياسي لكي تستخدمه لنوايا ومصالح الحزبية الضيقة ولحفاظ على ممتلكاتها و ثرواته الغير المشروعة التي كدستها على حساب فقر الجماهير .ولكن لن ينسى احدا عندما لجأت اليهم الجماهير وطلبوا منهم تأمين حياتها المعيشية ،فكان نصيبهم دائما يأتي اما بالرفض او بالرصاص القومية الكردية الخالصة .واضح فان الجماهير في نظر تلك القوى الرجعية ليست اكثر من وسيلة لتحقيق اهدافهم اللصوصية القذرة.
ان معركة الاحزاب القومية مع تقرير جائت بسبب تهميش وتحجيم موقعهم السياسي رغم مساعدتهم السخية لقوى الاحتلال عن طريق مشاركتهم في العملية السياسية الخادعة في العراق .كان طالباني وبارزاني اعلنوا مرارا عن حرصهم لدفاع وحماية وحدة وسيادة العراق كدولة عربية وجزء من الوطن العربي وما جاء في التقرير بيكر-هاملتون هو تدوين هذه المواقف(اي مواقف طالباني وبارزاني) على حساب قضية الجماهير كردستان ليس إلا ولكن في غياب اي دور ملموس لهم وهذه هي السبب وراء انزعاجهم وليست قضية الجماهير كما يدعون لخداع الناس.
ان سبيل الوحيد لمنع تكرار المآسي والويلات الى كردستان هو ان يتحرر الجماهير من السياسة ومشاريع تلك الاحزاب ورفع شعار الانفصال عبر الاستفتاء الجماهيري العام وهذا هو طريق لخلاص من الصراعات القومية الرجعية ونتائجها الكارثية .
ان قلق ومخاوف الجماهيرفي كردستان العراق مسألة واقعية في ظل الوعود الامريكية بدعم حكومة عروبية اسلامية في بغداد التي حددت في تقرير بيكر-هاملتون ملامحها حيث يقر بوضوح الحاق كردستان بالدولة المركزية ليس عن طريق الاحزاب القومية الكردية وانما مباشرة من قبل حكومة استبدادية اسلامية عروبية في بغداد .ان مثل تلك الحكومة التي اشارة به تقرير بيكر-هاملتون هي جكومة الحرب والدمار على اسس الآيديولوجية والسياسية الفاشية ومثلما كانوا قضوا على كل الملامح المدنية والانسانية في جنوب ووسط العراق على نمط طالبان الافغاني فسيحاولون بالتأكيد تكرار هذه الاعمال الدموية في كردستان ايضا وخصوصا بعدما اشتعلت الاحزاب القومية لهب الصراع القومي في مدن مثل كركوك وخانقين وسنجارفي اطار سياسة الفيدرالية الفاشلة التي هي طريقة لفتح الباب امام اشتداد الصراع القومي وليست طريقة حل الواقعي لرفع الظلم القومي. الاحزاب القومية في كردستان له مصالح في معايشة مع القوى الظلامية من الاسلاميين وبقايا البعثيين ولكن الجماهير ليست لها اي مصالح في هذا التحالف الرجعي سوى الانتظار لتكرار المآسي السابقة والسبيل الوحيد لتجنب شرور هذه القوى الرجعية الدموية هو الانفصال عن العراق والتحرك بهذا الاتجاه وعدم السماع من خدعة اخرى مفبركة للاحزاب القومية الذين ينظرون الى الجماهير كوسيلة لإنقاذ مصالحهم ومواقفهم السياسية .يتحدثون عن حقوق الجماهير ولكن بعد ان تم تهميشهم في التقرير المذكور .

بخصوص تقرير بيكر-هاملتون كوثيقة انهزامية في العراق والشرق الاوسط لا تعدوا كونها محاولة امريكية لتحقيق اهدافها بوسائل سياسية ودبلوماسية بعد ما فشلت في تحقيقها بالوسائل العسكرية .ان منطقة شرق الاوسط المبتلية بالازمات والبؤر الساخنة ،حطمت احلام اليميني الامريكي وسياسته العسكرتارية في المنطقة وفي داخل امريكا ايضا وهزيمة امريكا في العراق والشرق الاوسط هي بداية النهاية لتسلط امريكا على العالم المتمثلة بالعالم الاحادي القطب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية في احتجاجات داعمة لغزة


.. نشرة الرابعة | اتفاقيات سعودية أميركية -قريبا-.. وعمليات -سع




.. سيناريو إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق نتنياهو


.. سباق مع الزمن لتفادي المجاعة في قطاع غزة • فرانس 24




.. اعتقال عنيف لمؤيدين لفلسطين في جامعة -السوربون- الفرنسية #سو