الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في الدين والقيم والإنسان.. (56) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
بنعيسى احسينات
2024 / 9 / 26العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الدين والقيم والإنسان.. (56)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).
أذ. بنعيسى احسينات – المغرب
إن وراء الكون أو الوجود خالق، خلقه ونظمه تنظيما دقيقا؛ من أصغر ذرة وأدق خلية، إلى أكبر جرم وأعظم كواكب وأوسع بحار وسماوات.
تبرير ما يحصل من فقر وأمية وجهل، وظلم واستبداد وعنف، وغلاء وما إلى ذلك، بالابتلاء والقضاء والقدر من عند الله، أمر يحتاج إلى تدقيق.
إن الحديث عن الابتلاء والقضاء والقدر من عند الله عز وجل، يتعلق غالبا بما هو خارج قدرات الإنسان وإمكانياته؛ ككوارث طبيعية وبيئية.
عندما نبرر أعمال الإنسان كمسئول، بالرجوع إلى الابتلاء والقضاء والقدر، للانفلات من ربط المسئولية بالمحاسبة، نقع في مغالطة كبيرة.
إن الإنسان المكلف بتسيير وتدبير الشأن العام في جميع مستوياته، هو المسئول الأول والأخير، عن كل ما يحصل للناس من مشاكل ومضايقات.
خلق الله الإنسان ومتعه بالعقل وحرية الاختيار، لجعله مسئولا عن أفعاله خيرها وشرها. لذا يكون الابتلاء والقضاء والقدر لديه جد محدود.
إن ما يصيب الإنسان في الحياة، يكون في الغالب مسئولا عنه، أو ناتج عن الآخرين. لذا يحاسبه الله تعالى، عن أفعاله وأعماله يوم القيامة.
الإنسان الكائن الوحيد من بين المخلوقات الحية، الذي يتمتع بالعقل وحرية الاختيار، من بين ملايين من الاحتمالات الربانية الممكنة.
جل المسلمين لم يفهموا أن الإسلام هو التسليم وليس الاستسلام. فالإنسان من عباد الله وليس من عبيده، لأنه يتمتع بالعقل وحرية الإرادة.
بالعقل والمعرفة، يستطيع الإنسان أن يعرف القوانين المتحكمة في الطبيعة والكون وظواهرهما. وبالتالي التحكم في معظمها لصالح الإنسان.
فكلما تعمقت معارف الإنسان، استطاع أن يتحكم في أمور كثيرة، بعقله وإرادته وحريته، للتخفيف من حدة الابتلاء والقضاء والقدر في الحياة.
ما توصل إليه الإنسان من اكتشافات واختراعات في كل مجالات الحياة، حقق قفزة نوعية، في السيطرة على ظواهر، كانت تهدد حياة الإنسان.
لقد تمكن العلم والتكنولوجيا اليوم، من إيجاد حلول لمشاكل الحياة، التي كانت تؤرق الإنسان قديما وحديثا، رغم المساهمة أكثر في تعقيدها.
لماذا كانت رسالة محمد (ص) خاتمة الرسالات؟ لأن الإسلام أصبح تاما وكاملا؛ تشريعا وقيما ومعرفة. والمسلم أصبح ناضجا لتدبير أموره.
يطمح العالم اليوم إلى توحيد التشريع والقانون، كما هو الشأن بالنسبة للقيم الإنسانية. فتشريعات العالم لا تختلف عن ما جاء به الإسلام.
عندما تنتصر التفاهة وتتصدر المشهد الفكري والثقافي والسياسي.. تعمل عل تخدير العقول، بدل استيقاظها وتوعيتها بكل حزم وصدق وشجاعة.
إن المجتمعات التي تتبنى التفاهة في الفكر والفن والثقافة والسياسة.. في حياتها وسلوكها اليومي، يمكن اعتبارها مجتمعات فاشلة بامتياز.
إن التفاهة في كل تجلياتها، إذا تسربت إلى حياة الناس، ومست كل مجالات فكرهم وفنهم وسياستهم وثقافتهم.. فاعلم أنهم في طريق الهلاك.
عندما يتم التفاعل مع التفاهة، وتحويلها إلى إنجاز واهم ونجاح مصطنع، إذ ذاك نقضي على كل ما هو حق؛ في الثقافة والفكر والفن والسياسة..
لقد ورثت الأمة الإسلامية التخلف المركب، عن حكامها ونخبها ومشايخها. وقذفت بأبنائها إلى الغرب وأمريكا.. بحثا عن العمل وطلب العلم.
لو فُتِحت الحدود وسُهلت الهجرة، ما بقي أحد في الأمة العربية الإسلامية في وطنه. لترك الحكام والجيش والأمن، في وطن من دون مواطنين.
وفر الغرب للعمالة المسلمة العمل والحقوق والفردية؛ مع حق التدين والتعليم والصحة وبناء المساجد. كل هذا، لم توفره لهم بلدانهم الأصلية.
يمكن القول أن الغرب يكفر عن ماضيه الاستعماري مع المهاجرين. لكن ماذا فعلت بهم أنظمتهم بعد الاستقلال؟ لقد رمت بهم في حضن المستعمِر.
جل المسلمين يهاجرون بلدانهم، التي أعزها الله بنعمة الإسلام، إلى بلدان الكفر والخزي؛ يحثا عن العمل والعلم، المفقودين في أوطانهم.
يتمتع المهاجرون المسلمون في بلدان الكفر، بفرص عمل ومستقبل للأطفال، والضمان الصحي والحماية الاجتماعية، والمساواة أمام القانون..
في بلدان المهجر، يمارس المهاجرون المسلمون طقوسهم الدينية بكل حرية، دون مضايقات وغيرها، لأن حرية المعتقد مكفولة في قانونها.
يُمارَس الحق والقانون والإنسانية، في الدول المتقدمة على الجميع. و يُمارَس القهر والظلم والتسلط، في الدول المتخلفة رغم تدينها.
إن ممارسة التدين عند جل المسلمين المؤمنين، أبعدهم عن القيم والعمل الصالح. في حين ممارسة القيم والعمل الصالح، يأتي قبل التدين.
أن تكون محسنا كما يريد رب العالمين، هو أن تجمع بين تقوى الفطرة الذي هو الإسلام، وتقوى التكليف الذي هو الإيمان بالله ورسوله (ص).
إن القيام بالتدين بالنسبة للمسلم من دون القيام بالعمل الصالح، وبما جاء في الصراط المستقيم من قيم، يبقى الدين عنده ناقصا وغير كامل.
ممارسوا التدين لوحده من دون العمل الصالح، هم مسلمون من دون إسلام. وممارسة القيم والعمل الصالح من دون تدين، هو إسلام من دون مسلمين.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال
.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |
.. 80-Al-Aanaam