الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كيف تبخر -اليسار- الإسرائيلي؟
عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
2024 / 9 / 28
القضية الفلسطينية
ربما يحير كثيرين سؤال يتعلق بتبخر اليسار الإسرائيلي، وما كان يقوم به في مواجهات سابقة من نشاطات لوقفها.
والحقيقة أن في إسرائيل شخصيات مثقفة من صحفيين وأكاديميين وفنانين لديهم ميول يسارية، وهم يعارضون. التوسع والعدوان بصدق، لكنهم أفراد وليسوا أحزابا أو منظمات، لها قاعدتها الجماهيرية التي تتطلع إلى سلام عادل أما بحل الدولتين أو بحل الدولة الواحدة لشعبين على قدم المساواة.
تأريخيا يتمثل "اليسار" الإسرائيلي بحزب ”ماباي” أي حزب العمل، وبظهيره الشعبي "الهيستردوت" أي أتحاد النقابات، والعمل حزب صهيوني لعب إلى جانب عصابات الإرهاب بقيادة مناحيم بيغن وإتسحاق شامير، الذين كانا يصنفان كيمينيين، لعب العمل بقيادة بن غوريون الدور الرئيسي في تأسيس أسرائيل، منتحلاً لبوسا يساريا، تمثل في أنشاء التعاونيات على غرار التعاونيات في الإتحاد السوفييتي، وانضم إلى الأممية الثانية التي تؤطّر الأحزاب التي تعادي الاتحاد السوفييتي، وتعمل على تحسين صورة النظام الرأسمالي، بإدخال إصلاحات عليه، هدفها إجهاض أي تحرك طبقي لاستبداله بنظام إشتراكي
ومع تمكن إسرائيل من أسباب التفوق العسكري، والدعم الإقتصادي الأمريكي والغربي غير المحدود، الذي مكن بدوره من تحقيق قفزات تكنولوجية هائلة، لم يعد ماباي بحاجة إلى مواصلة انتحال صفة اليسار، وانتفت تقريبا الفوارق بينه وبين حزب "حيروت " اليميني الذي يقوده بنامين نتنياهو حاليا.
تحت قيادة ماباي أرتكبت المجازر وجرائم التطهير العرقي ضد الفلسطينيين ما بين عامي 1946 - 1948 التي عرفت بالنكبة، وتحت قيادته أيضا توسعت إسرائيل في حرب 1967 لتبتلع كامل فلسطين وسيناء المصرية والجولان السورية، ونظمت سلسلة من المذابح ضد الفلسطينيين واللبنانيين والمصريين.
على هامش ماباي نشأت جماعات صغيرة رأت أن إسرائيل بحاجة إلى هضم الضفة الغربية التي يطلقون عليها يهودا والسامرة، بدلاً من مواصلة شن الحروب في لبنان وتقديم الحسائر باهضة لا موجب لها، على يد المقاومة اللبنانية، مطمئنة إلى أن إسرائيل بقوتها الذاتية والدعم الأمريكي - الغربي اللا محدود لا تواجه مخاطر جدية.
ومن منطلق الشعور بالقوة المفرطة، تشكل ما يسمى بحركة السلام الآن التي استقطبت أعدادا كبيرة من الواثقين بقدرة إسرائيل على ردع الخصوم.
ولأن هذه الجماعات ليست يسارية حقا، وأنما صهيونية تحمل وجهة نظر مغايرة في ضمان تحقيق الأهداف الصهيونية، ولأنها ليست مسالمة ولا تتطلع إلى سلام قائم على العدل، فإنها تبخرت على نحو مثير للأستغراب، مع أول شعور بقدر من الخطر يواجه المخططات الصهيونية، والمتمثل بالعملية النوعية غير المتوقعة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في أوكتوبر من العام الماضي. فلم نشهد عشرة الآف إسرائيلي يتظاهرون مطالبين بوقف أعمال الإبادة الجماعية في غزة وغارات المستوطنين وجيش العدوان الصهيوني على الضفة الغربية وتدمير البنى التحية في مدنها، بعد إن كان عشرات الآلاف ينضمون إلى تظاهرات "السلام الآن". كل التظاهرات تركز على إنجاز صفقة للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.
عملية أوكتوبر 2023 عرت الطبيعة الصهيونية للمجتمع الإسرائيلي، وافتقاره إلى إلى يسار حقيقي وقوى تتطلع إلى سلام حقيقي وليس سلام التفوق الذي يضمن المصالح الصهيونية ويلغي حقوق الشعب الفلسطيني وينكر حقه في تقرير المصير والسيادة. ولكي لا نتجنى على الحقيقة لابد من لاعتراف بوجود جماعة يسارية حقيقية هي الحزب الشيوعي الإسرائيلي "راكاح" لكنها شبه معزولة عن المجتمع الإسرائيلي، وأغلب أعضائها من الفلسطينيين الذين لم ينجح الصهاينة في اقتلاعهم من أرض الآباء والإجداد في مجازر النكبة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا تحمل ولاية ترامب الثانية للمنطقة المغاربية؟ | المسائية
.. قصف جوي إسرائيلي متواصل على لبنان يخلف قتلى وإصابة جنود من ق
.. بوتين يهنئ ترامب على انتخابه رئيسا للولايات المتحدة ويبدي اس
.. عودة ترامب.. هل تشتعل المواجهة المنتظرة بين إيران وإسرائيل؟
.. شاهد | اللحظات الأولى عقب قصف مدرسة نازحين بمخيم الشاطئ