الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيادى الله ودماء البشر ‏

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2024 / 9 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دماء السماء دماء الأديان دماء البشر العامل المشترك بينما والذى يجمعهما معاً هو الله، إله اليهود تقطر الدماء من أيديه بقتل البشر ‏وإله المسيحيين تقطر الدماء من أيديه وإله المسلمين تقطر الدماء من أيديه، مالفرق بين ‏
التصعيد الدينى فى المنطقة العربية الذى تقف وراء جماعات إسلامية عربية ومصرية جنباً إلى جنب مع إيران، يكشف مدى خطورة ‏الوضع الإنسانى فى المجتمعات التى تعانى من الحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة والتى تقف ضدها حركة المقاومة حماس الدينية،
ونتيجة لعملية الأقصى التى أستغلها الأحتلال والجيش الإسرائيلى فى تصعيد عملياته ضد غزة، مما ينتج عنه يومياً الغارات التى تترك ‏وراءها القتلى والقتلى والمشردين!‏

ماذا يجنى البشر وماذا يكسبون من وراء الله غير الخراب والدمار المستمر؟ إن الإيمان بالله وآلهتكم جميعاً هو صراع سيكلفكم حياتكم ‏جميعاً وحياة الأبرياء معكم، فهل هذه عدالة آلهتكم يا مؤمنين؟ أين عقول آلهتكم بل أين عقولكم يا بشر؟ ألا تستنبطون شيئاً من سفك ‏الدماء ومن يقف وراءه؟ هل تخجلون من التفكير وراء السبب فى ذلك ومهما أختبأتم وراء الصخور ومهما صعدتم إلى السماء فوق ‏الأرض وتحت الأرض، فآلهتكم لن تحميكم لأنكم أسلمتم عقولكم إلى رجال الأديان ليضحوا بحياتكم قرباناً لإله الدماء بلا منازع!‏

هل القتل هو العبادة التى يحتاجها الله من البشر ؟ الأديان الثلاثة وأتباعها يضربون ويقتلون بأسم الله وليست هناك مشكلة فالجميع لديه ‏تصريح على بياض كما يقول المصريين تفويض مباشر من الله وعليه توقيع وختم النسر الإلهى يسمح للجميع أن يقتلوا ما يشاءون لأن ‏أرواحهم ستصعد إليه وهكذا يخدمون الله أو يخدموا الشيطان ليس مشكلة، المهم أن تقتلوا بأسم الله : إله اليهود وإله المسيحيين وإله ‏المسلمين، ثالوث القتل الإلهى ثالوث الخير والبركات والنعم الإلهية! ‏
والبشر تتساقط قتلى بترخيص من الله والجميع يحتفلون ويباركون ويشربون الأنخاب، كل دين يقتل ويبغض الآخر ويفرح ويقيم الأفراح ‏إنها النزعة التى وضعها إله الأديان الثلاثة فى عقولهم، ما الجديد فى ذلك؟؟ هل يجب أن تؤلمنا تلك الأحداث وتحزننا على موت الإنسان ‏فى قلوب تابعى الله من الجيوش الثلاث التى يجندها ليل نهار للأنتقام ؟ ‏

ليس هناك بريق أمل من إله الأديان الثلاثة لأن كل دين يقول إلهى هو الحق ويطالب بالأنتقام وسفك دماء الدين الآخر، والله الفكرة ‏ونتخيل أنه يضحك على مشاعر الإنسان الذى يخوض حروب الإبادة الفتاكة وينتظر النصر الإلهى الذى لن يأتى أبداً، الكل يدعو إله ‏بسحق عدوه وعدو الله: فاليهود الإسرائيليين يدعون إلههم ليساعدهم على سحق عدوهم والأنتصار عليه، والمسلمين العرب يدعون ‏إلههم ليساعدهم على سحق عدوهم والأنتصار عليه، والأمريكان المسيحيين يدعون إلههم ليساعدهم على سحق عدوهم والأنتصار عليه.‏
‏ ‏
الحرب تدور والقتل بحق الأبرياءلا يهتم له قادة الاديان الثلاثة الذين يدعمون الحرب بالمال والسلاح، لكن هل هناك من يستعمل عقله ‏ويفكر ويقول: كفاكم تدميراً لمجتمعاتكم وعائلاتكم وأنظروا إلى مستقبلكم وتناسوا تلك الفكرة الإلهية التى ستدمر حياكم كل يوم، هل ‏تريدون العدالة أم تريدون الأنتقام والإله الفكرة ينتظر نتائج ذكاءكم وعبقريتكم القتالية؟

إن الله هو زعيمهم المقدس وسيظلون تحت حمايته وسيخلصهم من الظالمين لأنه إله عادل بل هو زعيم عادل، وستظلون أديان ثلاثة ‏تتعبد لإله القتل وسفك الدماء لأنه ليس بإله جديد علينا بل إله يعرفه الجميع من كتب الأديان المقدسة: إنه إله اليهود الذى تناسخ مع ‏نسخة جديدة له فى إله المسيحيين ثم تعاقد مع النسخة الجديدة له فى إله المسلمين، وهكذا وضع إله اليهود القديم شعوب الأديان ‏الثلاثة تحت سيطرته وأستباح شعوبهم للقتل إلى ما لانهاية له من زمان ومكان.‏
ماذا علمكم الله هذا؟ هل علمك فلاحة وزرع الأراضى وقال لكم أوصيكم بها خيراً لا خراب ولا دمار للأرض لأنها مصدر الحياة وليس ‏ميدان للحرب؟

علم القتل هو العلم الوحيد الذى أباح تعليمه بالتعاليم والوصايا البشرية الغير إنسانية وقد رأيت بالفعل شعبية الله الجارفة بين تابعيه من ‏الأديان الثلاثة، إذ يحتل الله المركز الأول فى حياة البشر حتى يأخذوا منه تصاريح القتل لحكماء الأديان للأنتصار على بعضهم البعض، ‏فكل دين لا يعترف بدين غيره ولا أحد يريد الأعتراف بأن الله ليس ثلاثة فى واحد أو واحد فى ثلاثة، لا يهديهم تفكيرهم ولا عقلهم أن إله ‏الأديان الثلاثة هو إله واحد ولا يوجد غيره على أستعداد بالتضحية بالمؤمنين به إلى أخر نفس فيهم.‏

هنيئاً لكم يا بنى أسرائيل اليهود وهنيئاً لكم يا عرب المسلمين وهنيئاً لكم يا أمريكان فالأقتصاد الحربى وأرباحه ومكاسبه هى خير طعام ‏لكم فى دنيا الأحياء، إن الله فى الواقع هو معجزة الأجيال وكل العصور بدءاً من إله إسرائيل اليهود وحتى الآن يظلل برفاهيته على أتباعه ‏المؤمنين ويستجيب بالتلاتة يعنى للأديان الثلاثة لدعواتهم وصلواتهم، إنه لا يترك مؤمن به إلا وأن يستجيب له ويحقق له أمنياته ‏ومطالبه ودعواته، لأن الله لا وجود له فى سموات غازية ولا فى عوالم كونية بل يوجد فقط فى وجدان من يحتاجون إليه، ومثلما كان إله ‏اليهود قريباً منهم فى القديم يوجد الآن نفس الإله بصوره الثلاثة يهودية مسيحية إسلامية ولن يترك مؤمن به غريباً ولا فقيراً بل يطعم ‏الجميع، وسيناديهم : تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم!‏

متى تتركون العداوات والكراهيات التى تزرعها فى عقولكم وقلوبكم آلهة الأديان وترجعون إلى إنسانيتكم لتريحوا أنفسكم وترحموا غيركم ‏من الجرائم التى ترتكبونها بأسم آلهتكم؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي