الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب الاردن اولا يحصل على براءة اكتشاف جديد

وليد حكمت

2006 / 12 / 28
المجتمع المدني


في صحيفة العرب اليوم شدني خبر بسيط عندما كنت أهم بتناول طعام الغداء أنا وأطفالي ,كعادتي افترش الصحف اليومية فأمارس عمليتين في آن واحد الأولى عملية التهام الطعام والثانية عملية القراءة والقراءة بالتحديد من بقايا اجزاء الصحيفة التي لا تغطيها الصحون والأواني

, جهزنا طعام الغداء كعادتنا فبادرت بافتراش هذه الصحيفة رافقتها إلقاء إطلالة سريعة عليها قبل أن يحط عليها الصحن الرئيس أو السدر كما نسميه ,, أحيانا افترش الجرائد فيكون حظي صور المجازر في العراق أو فلسطين فتبادر زوجتي بقلب الصحيفة على وجهها الآخر بعصبية قائلة لي : حتى في تناول الطعام المآسي تأتينا لحد عندنا أرجوك اقلب الصفحة وحول عن قناة الجزيرة إلى أية قناة أخرى وتحبذ أن يكون برنامجا عن الطبيعة أو غيره كي نستمرئ هذه اللقيمات ...
لحسن حظي في هذا اليوم لم يكن هناك صور للمجازر في بلاد العرب والمسلمين بل كانت هناك كلمات مطبوعة وأخبار منثورة هنا وهناك, في زاوية الصفحة شدني خبر صغير فحواه( الأردنيون يحبذون استعمال نشارة الخشب كوقود في أطراف عمان ومناطق اخرى) تابعت قراءتي لهذا الموضوع فانتهيت من قراءته والتفت إلى زوجتي قائلا:
والله عشنا وشفنا آخر الزمان !!!!
ردت زوجتي باستغراب .... ما الخطب؟؟
أجبتها : ألا ترين هذا الخبر وملخصه إن المواطنين الأردنيين المساكين في مناطق مختلفة في الأردن تحولوا إلى نظام جديد من التدفئة وهي طريقة متطورة جدا مريحة وغير مكلفة واقتصادية وايجابية تجاه البيئة
استغربت وزجتي بفرح : صحيح الحكي هه بشرنا ايش هاي الطريقة؟؟؟

اجبتها_ - - - - -

انها طريقة آبائنا وأجدادنا الأوائل عندما كانوا يسكنون في الكهوف ويتسلقون الأشجار,إنها طريقة إشعال النار طلبا للدفء, أي الاحتطاب من الغابات مباشرة ثم إيقاد الحطب ليتحول إلى نار .... نعم هذه هي طريقة ابائنا واجدادنا رحمهم الله وجزاهم الله عنا وعنهم الخير الكثير
الناس يا زوجتي العزيزة في الأردن بدؤوا باستخدام مدافيء الحطب وهذا التقرير يشرح ويرشد المواطنين إلى بعض التطويرات على نظام التدفئة بواسطة الحطب والنار فهناك مواد ومشتقات أخرى من الأخشاب كما بين التقرير يمكن ان تحل مشكلة البرد عند الأردنيين ... ذلك ان ارتفاع أسعار الوقود باستمرار أدت الى هذه التطورات تباعا ومنها استخدام مدافئ الحطب التي اصبحت اشاهد منها العشرات تباع في الاسواق
والأغرب من هذا ان كاتب التقرير اسهب في شرح طريقة استخدام نشارة الخشب كطريقة للتدفئة بواسطة هذه المدافئ البدائية وقال ان نشارة الخشب رخيصة وفعالة والأتراك في أريافهم لا زالوا يستخدمونها حتى يومنا هذا فلا حاجة للمواطن الأردني الى ان يحتطب من الغابات المنقرضة في شمال ووسط الأردن كي يحصل على بعض الدفء في هذا الشتاء القارس فهذه الغابات المنقرضة اصلا هي ثروة بيئية لكننا,, سنحثه وسنرشده الى استخدام طريقة نشارة الخشب التي يتم تجميعها في أكياس كبيرة وبيعها فنشارة الخشب الآن لها استعمالات مختلفة منها وضعها في مزارع الدجاج لأجل النظافة والأخرى هي تزويد المواطن الأردني بالدفء والراحة في فصل الشتاء القارس إضافة إلى التقليص من حجم الفاتورة النفطية التي تثقل كاهل الوطن العزيز.....

في هذا الشتاءالقارس الذي يمر على الكادحين في معان ببؤسه وقسوته وبرد الصحراء القارس بزمهريره الذي يقسوعلى جلود أطفالها وشيوخها ليزرع البؤس والمرض يرافقه الفقر الذي تتزايد نسبته وحدته باضطراد بسبب السياسات الاقتصادية الرعناء التي تسلكها حكوماتنا المبجلة منذ زمن بعيد..

نقدم الشكر الجزيل لتلك الحكومات التي نهضت بالوطن والشعب حتى وصلت اليه الى ارقى المستويات التكنولوجية والصحية والمعيشية بفضل الشعاراتية التكنوقراطية الليبرالية المتطورة فانتجت مشكورة الفقر والبؤس والتشرد والعودة الى عصر الانسان الاول

وشكرا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية