الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ا الخيار البشري الازدواجي والطغيان الاحادي/3

عبدالامير الركابي

2024 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يسارع العقل الاحادي فورا لصياغة مروية متناسبة مع لحظة الانقلاب الالي، هذا مع العلم ان الانتقال الى الاله انتاجويا يحصل ابتداء في الموضع الارضي الاعلى ديناميات من بين غيره من الاحاديات من صنفه، وفي موقع الاصطراعية "الطبقية" الاوربي، المقابل لمجال "الاصطراعية المجتمعية" الشرق متوسطي، تحصل الانتقالة الكبرى الالية الابتدائية، اعقالا ونموذجا كيانويا، في وقت تتهيأ فيه الاسباب لتسارع الاليات المجتمعية في المجالات المختلفة، بما ينقل المجال حيث الابتدائية الالية لموقع الصدارة والغلبة على المستويات المختلفة بالمقاييس الحضاروية و "التقدمية" بالمفهوم الارضوي، هذا في الوقت الذي لم تكن فيه الرؤية الالية، او الموافقة للانقلابيه الحاصلة مؤخرا، بالامكان ظهورها او تبلور مايدل عليها مع استمرار وتعاظم وطاة الغلبة الارضوية التاريخيه اليدوية.
وقتها نشهد نموذجا اخر وتمظهرا من تمظهرات القصورية العقلية البشرية مغمسه بسطوة ماقبل آلية، عاجزة عن الارتفاع الى مستوى الحال البدئي الثاني، مع اعتبار الحاصل اليوم على انه استمرار بوسائل اخرى للبدء الاول اليدوي، وتطويرا او ثورة داخله تبقي على اسسه وماقد ارتكز عليه، هذا في حين تتطلب الالة كانتقال تحولي نوعي نمطي من النظر من صنفها، ويتوافق مع كونها دلالة "طور" مستجد، من نوع ذلك الذي عرفته البشرية عند الانتقال من طور "اللقاط والصيد" الى "التجمع وانتاج الغذاء" سمة الظاهرة المجتمعية بصيغتها اليدوية الاولى.
والمؤكد بحكم الحاصل، ان العقل بحالته وقتها ماكان مؤهلا اليوم، ولم تتوفر له الاسباب الضرورية لان يرى بان القادم من هنا فصاعدا هو طور آخر مابعد مجتمعي جسدي ارضوي، ينتقل بموجبه الكائن البشري الى "الانتاجية العقلية مابعد الجسدية"، الامر غير المتاح مقاربته عند مفتتح الطور الراهن، بما ان الالة وقتها اتخذت الصيغة المصنعية الاكثر تركيزا للفعالية الجسدية، بما يكرس بقوة استمراريتها كفاعل اساس ومرتكز حكم ورؤية، وصلت مع تعاظم الاصطراعية الطبقية واحتدامها، لحد بروز تصورات تحولية طبقية اعتقدت انها ترتكز ل " العلم" مثل "المادية التاريخيه" الماركسية، ابرز واكثر اشكال توهمية العتبة الاولى الالية اثرا وحضورا بين القرنين التاسع عشر والعشرين، مع انهيار اوربا كنموذج، وتوقفها عن الفعل لولا حلول نوع مجتمعية "مفقسة خارج رحم التاريخ، هي الامريكيه، وجدت بحصيلة تناقضات واحتدامية الغرب الاوربي الاصطراعية الناجمه عن فعل الالة الاساسي المستجد مجتمعيا.
ولا يلاحظن احد الى اليوم، الى ان حضور المجتمعية المفقسة خارج رحم التاريخ، ودورها كطليعة "غربية"، وكممثل للتحول الغربي الحداثي، هو انتقال من "المجتمعية" التاريخيه البيئية/ البشرية. الى مجتمعية اخرى "آليه" بالدرجة الاولى، لاشيء يربطها بماقبل، حيث الطبقات والازدواج المجتمعي الذي ميز المجتمعات كينونة ابان الطور اليدوي. فاميركا بلا طبقات، بنية وتكوينا، محكومة للتفاعلية الالية وللموروث الغربي بحسب الضرورة والحاجة، كما انها حقبة آلية اخرى غير الاولى المصنعية الطبقية، تصبح الالة معها وبموجبها "تكنولوجيا انتاجية"، تتراجع معها فعالية الطبقية والبنيه المجتمعية الاولى التاسيسية التي انبجست بين ظهرانيها الالة.
والاهم الاخطر من بين فعل القصورية العقلية المستمرة الوقوف دون فعل الالة واثرها في البنيه المجتمعية التي هي نتاج ( البيئة/ الكائن البشري) كما وجدت يدويا، فلا احد انتبه اطلاقا الى الاثر الالي في الظاهرة المجتمعية بعد ان تحولت الى ( متبقيات البيئة/ الكائن البشري/ الالة)، مع دخول عنصر جديد على بنيتها من غير طبيعتها، صار عامل تغيير بنيوي فيها، وولد من يومه اليات وديناميات تاريخيه اخرى مختلفة، العناصر الاساسية البيئية والبشرية والالية في غمرتها في حالة اصطراع مفتوح غير محدد الوجهه، ولا المآلات، عناصرة المكونه الاساس بما فيهاالاله ذاتها، في حال تغير وتشكل مستجد كما المجتمعات بعنصريها الموروثين، بحيث تتحول الاله من صيغتها "المصنعية" الاولى، الى "التكنولوجيا الانتاجية" الحالية الى "التكنولوجيا العليا العقلية" الوشيكة، ساعة يتحقق وجودا ماكانت اللاارضوية وظلت على مر تاريخها تنتظره كعامل مادي لازم، لايمكن الانتقال من الجسدية الارضوية من دونه، بما يجعل من الاله بناء عليه لحظة انتقال "مجتمعي / عقلي"، تفترض ماهو ابعد من القصورية الاعقالية المهيمنه على العقل البشري كما وجد بصيغته ووثبته الاولى بعد الانتصاب على قانتين واستعمال اليدين، بعد زمن اسبق طويل جدا من هيمنه الحيوانيه الجسدية شبه الكلية على الكائن الحي بصيغته الحيوانيه.
سجل العقل البشري بما متاح له من قدرة على الاحاطة بحسب ماكان عليه ابان تبلور الظاهرة المجتمعية، رؤيته ومرويته لوجوده المجتمعي المستجد بعد قرون مديده من التفاعلية الارضوية واللااضوية مع البيئة، بينما كانت الاشتراطات وقتها تعمل بصالح الجسدية الارضوية التي استمرت هي الغالبة، من دون ان يعني ذلك انعدام او زوال حضور التعبيرية الكونية اللاكيانيه اللاارضوية مجسدة بالنبوية الابراهيمة كشكل تعبير غير تحققي بظل النقص في الوسائل والممكنات الانقلابية التحققية ادراكا وماديا، كما كان ممكنالها ان تتجلى ابان طور غلبة الارضوية، بانتظار الانقلاب الطوري الالي العقلي، الذي يستهل ابتداء بالرؤية والمروية الارضوية هو الاخر، الى حين تبلور الاحتدامية الاصطراعية الثلاثية المنبثقه مع الالة، ساعة تبدا الانتقالة التحولية العظمى المتعدية للقصورية العقلية البشرية، ونصير على مشارف الانتقال الى الوعي الاعلى المطموس والغائب قصورا، دلالة على حال عقلي ترقوي بعينه، هو من دون شك مرحله لازمه واساسية، كان لابد للعقل ان يمر بها قبل ان تصير البدئية الثانيه المواكبه والمطابقة لاشتراطات المجتمعية العقلية ممكنه، في الوقت الذي تصبح فيه الحياة عالما عقليا، وتختفي متبقيات الجسدوية الارضية وقصوراتها.
تبدا الارضوية الجسدوية بالغروب وانتهاء الصلاحية كما هو مقدر لها اصلا وابتداء وجوديا، وهو ماصارت البشرية اليوم على اعتابه، تغط شيئا فشيئا تحت ظلال وطاته المتعاظمة فقدانا للقدرة على التحكم او السيطرة على وسائل وادوات انتهى مفعولها، كيانويا وعلى مستوى الدولة والانتاجية المتزايدة انفصالا عن وسيلة الانتاج المتحولة الى عقلية، بينما تلوح في الافق علامات الكونية المستجده، والحضور العقلي كضرورة قصوى لاارضوية، وتتكرس اسبابة والمرتكزات الضرورية لغلبته ابتداء من اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اصطدام طائرة بسرب من الطيور أثناء هبوطها في الصين


.. فرحة فلسطينيون من غزة بسقوط النظام السوري




.. بشار الأسد.. تجاهل عذابات ومعاناة الملايين فعزل دوليا وبات ب


.. رتل من المعارضة المسلحة يصل إلى الجانب السوري من معبر جوسية




.. لبناني كان معتقلاً في سجون الأسد يعود إلى وطنه بعد 33 عاماً