الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يحاسبون معان على وطنيتها؟؟؟

بلال العقايلة

2006 / 12 / 27
المجتمع المدني


لقد كشفت حادثة الاعتقال الاخيرة التي نفذتها الاجهزة الامنية الاردنية بحق الناشط السياسي الدكتور تيسير سقالله المدرس في جامعة البلقاء التطبيقية عن تحول كبير وتغيير ملحوظ في البنية الاجتماعية لمدينة معان
فلا شك ان ادوات الاغراء المختلفة قد فعلت فعلتها في ترويض العديد من القيادات المحلية التي سرعان ما انقلبت على ذاتها وبدلت قناعاتها حينما اصبحت ادوات طيعة في ايدي الحكومات المحلية التي لا تتوانى عن تحريكها في أي وقت ولأي اتجاه
ما حدث في الايام الماضية من توتر بالغ لدى الشباب المثقف في معان عقب اعتقال الدكتور تيسير سقالله كشف عن تحول كبير في الحالة الاجتماعية الراهنة لأهالي المدينة ولا سيما وسائل الترويض المختلفة التي تمارسها الحكومة منذ فترة ليست بالقصيرة قد عملت على تعطيل الكثير من المشاريع المزمع انشاؤها في المدينة لأن سياسة إسكات الأصوات المخلصة لا تزال متبعة بغية الخروج بصورة عامة مصطنعة تبين حالة الرضى الشعبي لجهة الترويج للعديد من القضايا العالقة والتي ما تزال بدون أية حلول وجعل الصورة الإعلامية غالبا ما تخرج بحلول وهمية لتلك القضايا للحؤول دون إظهار إشارات التقصير تجاهها لدى الرأي العام
فالصورة العفوية التي اعتصم بها المئات من الشباب الواعي عقب حادثة الاعتقال تلك وتهافت بعض القيادات المحلية التي سقطت أوراق التوت عن أهدافها وتوجهاتها بالمشاركة الى جانب الحكومة في تشويه ذلك المشهد العفوي الذي ظهر من خلاله هؤلاء الشباب وهم ينددون بمسلسل الاعتقالات المتكرر بحق ابناء المدينة وهم يشيرون الى جوانب التقصير المختلفة في الوقت الذي تشهد فيه المدينة حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني الذي ترعرع خلاله العديد من اصحاب السوابق وتجار المخدرات وما تبع ذلك المشهد من انتشار للسرقات وانفلات في نواح اخرى رغم التواجد الأمني الكثيف الذي تعزز عقب الاحداث الاخيرة التي تسببت بها حكومة ابو الراغب تلك الحكومة التي اعملت القتل والتعذيب والتخريب بحق المواطنين الابرياء فقد شكلت تلك الاحداث نقطة سوداء في سجل تلك الحكومة المذمومة التي كانت السبب المباشر في تراجع المدينة لخمسين عاما الى الوراء لأنها شوهت الصورة المشرقة لمعان واهلها بغير وجه حق ما تسبب بعزوف المستثمرين عن اقامة مشاريعهم بسبب التهم الباطلة وحديث الافك الجارح الذي الصقته تلك الحكومة بنا ولا زلنا نعاني آثاره الى يومنا هذا.
ولا ننسى جرأة ابو الراغب على الباطل بعد خروجه من الوزارة مباشرة حين صرح علانية لصحيفة يومية محلية وبهذا اللفظ انني لست نادما على اجتياح مدينة معان حيث تطوع حينها محامون كثر لمقاضاته على تصريحاته وجرائمه لكن سرعان ما تلاشت اجراءات المقاضاة لتكتشف بعدها وبكل اسف ان البعض قد اتخذ من القضية سلما ذا درجات لينة للتسلق والوصول وكفى الله المحامين شر السجال
وعودة الى حادثة الاعتقال التي اكدت ضمنا ان ثمة شبابا واعيا لمجريات الاحداث برمتها ولديهم الحس بالمسؤولية والاستعداد لملء الفراغ الكبير الذي احدثته الحكومات المتعاقبة في المدينة عندما استطاعت ان تحول بعض الرموز المحلية الى رجال خدمات سهل عليها اغراؤهم بالمنح وافسادهم بالاعطيات وما مسألة الاراضي الا مثال حي على ذلك التوجه السافر نحو التعامل مع الحالة الراهنة بمختلف وسائل الترويض التي لا مجال لذكرها
ان تلك الحالة من الفراغ السياسي والاجتماعي في المدينة قد دفع الشباب المخلص لشغل تلك المساحة في التعبير الصادق عن احتياجات المدينة بالطرق المشروعة ولا سيما تلك الاحتياجات من المشاريع التنموية التي لا زالت حبرا على ورق رغم الجعجعات الكثيرة التي امطرها علينا مهندسو الوعود البراقة الذين لم يحركوا عجلة التنمية الى الامام قيد انملة الامر الذي افقد تلك الوعود صلاحياتها وادخل الجميع في مرحلة جديدة قد تسببت بالحرج الكبير للحكومة ولمن ساهم معها نحو تزيين صورة الاوضاع المأزومة وابراز فصول التقصير بمزيد من الدعاية والتبرير
لقد آن الاوان للحكومة الحالية بأن تشرع بايلاء معان المزيد من الاهتمام وان تثبت صدق وعودها بترجمة واقعية وجدية بحيث نلمس من خلالها صدق النوايا تجاه هذه المدينة الوطنية التي ليس من حق احد ان يحاسبها على وطنيتها او يعاقبها باثر رجعي على مواقفها تجاه قضايا امتها... واخيرا فإنني اهيب بكتاب بلدي المخلصين ورواد الصحافة الشرفاء في الاردن واناشدهم بان يسخروا اقلامهم ويوجهوا كتاباتهم نحو الحالة المؤلمة التي تسير عليها الاوضاع في المدينة هذا الاوان لعل تلك الكتابات الصادقة ان تبدل الحال الى حال جديد او تسمع من كان له قلب او القى السمع وهو شهيد وحسبنا الله ونعم الوكيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضابط شرطة أميركي يشعل سيجاراً أثناء اعتقال مشتبه


.. بايدن: ليس هناك تكافؤ بين إسرائيل وحماس ونرفض تطبيق المحكمة




.. تونس.. منظمة حقوقية توثق 20 حالة انتحار خلال شهر أبريل


.. تداعيات إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق إسر




.. بتهمة ارتكاب جرائم حرب.. الجنائية الدولية تسعى لاعتقال نتنيا