الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائيه الدنيا والاخره

عبد العزيز الخاطر

2006 / 12 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثنائية ´الدنيا والآخره "
مصادر توترها وعدم اتزانها
في اعتقادي أن مفصل الدين الإسلامي الذى ترتكز عليه حيويته وتجدده الدائم وصعوبة عزلـه عن تيار الحياة يقوم على ثنائية – الدنيا والآخرة – وارتباط هذه الثنائية بعضها ببعض بمعنى أن الأمر لا يتعدى كونه مرحلة انتقال من جانب الى الجانب الآخر – لا أكثر فهو دين أخروي بنفس قوته كدين للحياة الأولى فالمقابلة بين الدنيا والآخرة تظهر بلا شك طبيعية المنهج الإسلامي لحقيقة الكون والحياة فما بين بقاء وفناء وزوال وخلود يبدو الأمر انتقالاً لا أكثر وارتباط غير منفصم وأن بدأ غير ذلك بمجرد موت الإنسان .
يشير الإسلام الى أهمية الدنيا و ضرورة أن " لا ينسي " المرء نصيبه منها على الرغم من توجه الى تتويج ذلك بالفوز في الآخره ، نسيان المرء لنصيبه في الدنيا خطأ كبير وإنعتاقه عن العمل لآخرته ظلم عظيم . أن طبيعة الدنيا الآنية وسرعان مرورها وانقضاؤها مقارنة لما للآخره من سرمدية وبقاء يجعل من النفور منها " الدنيا " واعتزالها أهون الأمرين . الإشكالية تبدأ انطلاقاً من تنوع فهم وكيفية الفوز بالرضوان في الحياة الآخروية من هنا تبدو كذلك أشكال الفهم الإسلامي المختلفة لهذه الثنائية المترابطة والفريدة في قوتها وتأثيرها والتي لا مثيل لها بين الأديان الأخرى .
افتقاد العدالة في التشريعات الدنيوية وشيوع الظلم على مدى واسع يضيف الى هذه الثنائيه ابعادا اخرى تقلب وسطيتها وتقلل من اهميه الحياه الدنيويه التى هى بالكاد و في افضل حالاتها تساوي الشئ القليل ( جناح بعوضه ) كما الفهم الشائع ومن هنا كذلك تبدأ قابلية وشعبية الفهم الراديكالي لوسيلة الفوز بالرضوان في الحياة الآخروية عن طريق بتر هذه الثنائيه وتزداد شعبيته ويتحول بالتالي الى سلاح " ذري " من هنا كذلك يبدو للبعض ان الامر لايستدعى اكثر من الاختيار بين السرمديه والفناء المحتوم فافتقاد العداله وانتشار الظلم يجعل من الشهيد " النموذج المفضل لمقاومته ومبادرته للظلم واستباحة المحرمات من هذه النقطه بالذات يمكننا تلمس حقيقة ومستقبل الاحتلال الأجنبي مهما كان نوعه وشكله في البلاد العربية والإسلامية وأنه وبلا شك سيظل في حالة استنفار دائمة لأنه يعمل على إخلال التوازن بين هذه الثنائية داخل المجتمعات العربية والإسلامية ويعرضها دائماً للالتهاب والتوتر ويقلل من أهمية نصيب المسلم في هذه الحياة الدنيا نظراً الى افتقاد المسلمين الآن لوسائل التمكين في هذه الأرض في الحياة الدنيا ، فالجهد يجب أن لا ينصب على المستوى الثقافي فقط وانما على المستوى المادي أيضاً من العمل على تقليل الفروقات واختفاء الظلم وتقليل مصادر التوتر الخارجية من تواجد أجنبي وغيره ، أما إذا كان الصراع سيدور وهو دائر بين أشكال وأنواع الفهم لمحتوى التشريع الإسلامي بين المسلمين أنفسهم فالمستقبل ليس سيئاً فقط بالنسبة للغير وأنما بالنسبة لنا أيضاً كمسلمين ومن هنا تبدو الأمور متشابكة الى درجة تسئ الإسلام نفسه وهو ما نشهده عياناً يوماً بعد آخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 134-An-Nisa


.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم




.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس


.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي




.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س