الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طه حسين رائد التنوير

خيري فرجاني

2024 / 10 / 10
قضايا ثقافية


يعد طه حسين علامة فارقة في المشهد الثقافي والفكري العربي الحديث؛ فهو لا يمثل في حياتنا الفكرية والثقافية مجرد كاتب عبَّر عن وجداننا الأدبي والفكري، ولكنه يمثل نوعا فريدا من المبدعين الذين شكّلوا فكرنا وثقافتنا الجماعية، فهو بحق ذلك المفكر المجدد الذي يملك مشروعا تنويريا كاملا، استطاع من خلاله أن يفرض حضوره المتميز على الحياة الثقافية والعلمية بل والسياسية أيضا طيلة نصف قرن، فملأ عصره ولا يزال يثير الجدل حتى بعد هذه السنوات الطويلة على رحيله (1).
سؤال التنوير عند طه حسين.. بين جدل الوافد والموروث!!
يعد طه حسين من أهمّ من حملوا مشعل التنوير، من خلال أعماله الأدبية والفكرية والنقدية والتاريخية؛ فاستحق بجدارة أن يوضع في طليعة روّاد التنوير في العالم العربيّ. فالكتابة أيّاً كان شكلها وقصدها عند طه حسين هي عملية تنويرية، لأنّها تطرح دائما سؤال التنوير؛ سؤال الوجود والذات والتاريخ والحريّة والتقدّم والثقافة، وتجاوز المناهج المتبعة في قراءة التراث في مقابل تماهي الأنا وسيادة الاستبداد والعيش في غيبوبة الماضي وتقديس التراث، وكان سؤاله الأساسي هو سؤال التنوير بين جدل الوافد والموروث. فألقى حجرا ضخما في المياه الفكرية العربية الراكدة المستغرقة في سُباتها التراثي التليد، بطرح أسئلته الجريئة التي قاوم من خلالها التخلف والرجعية والجمود والفكر المتزمّت المتحجّر، داعيا إلى التنوير والحداثة. (2)
شكلت الجهود الفكرية لطه حسين، أحد ملامح مشروع التنوير العربي في القرن العشرين، ومازالت أعماله الأدبية والفكرية تمثل قاعدة يمكن البناء عليها لتأسيس مشروع ثقافي جديد. فلم تكن أفكار طه حسين منفصلة عن الواقع بل كانت متماسة معه، ونابعة من القضايا والإشكاليات التي يمر بها، لذا جاءت أفكاره في إطار تقدمي تهدف إلى نهضة حقيقية تقوم على علاقة جدلية بين الإنسان ومحيطه الاجتماعي، ولم يأت ذلك من فراغ، بل نتيجة لتراكم معرفي عميق، وثقافات متلاطمة، غاص فيها العميد حتى أصبح موسوعة في العلوم والفنون والآداب الفرنسية واللاتينية والعربية بالتأكيد، ومن ثم فهو المفكر الذي استطاع أن يقدم لنا مشروعا تنويريا متكاملا .
عاش طه حسين في فترة تحول مصر الليبرالي بعد ثورة 1919، حيث نشأة الروح القومية، والأحزاب السياسية المعاصرة، وروح النهضة االحديثة، حيث خروج المرأة إلى الشارع، وانتشار الجرائد والمطابع، وصدور دستور 1923 ..إلخ، فقد كانت تلك الفترة بمثابة ثورة ثقافية وسياسية واجتماعية، وقد سعى طه حسين أن يكون جزءًا هاما وفاعلا في تلك الثورة، حتى صار نموذجا للمثقف الثوري وقد تجلى ذلك في مبحثه الشهير "في الشعر الجاهلي".
محنة طه حسين وبداية مشروعه التنويري:
تعد محنة "طه حسين" هي البداية الحقيقة لمشروعه التنويري، لما لها من أبعاداً تنويرية مهمة، كما أنّها تبين لنا أهمّ أسباب ضعف حركة التنوير المصري خاصة، والعربي عامة. فكانت البداية بعد نشر كتابه "في الشعر الجاهلي"، بعدة أسابيع حيث تلقى النائب العمومي بلاغات تفيد بأن "طه حسين" قد تعدى في كتابه هذا على الدين الإسلامي، كما جاء بتاريخ 5 يونيو 1926 خطاب من شيخ الجامع الأزهر إلى النائب العمومي يتضمن تقريراً رفعه علماء الجامع الأزهر عن كتاب "طه حسين" الذي كذب فيه القرآن صراحة. وطلب الشيخ تقديم "طه حسين" إلى المحاكمة(3).
وهنا يتضح لنا ملمحا تنويريا هاما يكمن في موقف القاضي المستنير الذي لم يقف عقبة أمام البحث العلمي، على الرغم من عدم اتفاقه مع آراء المؤلف، وكيف بدا هذا القاضي مستنيراً ملمّاً إلماماً رائعاً بالتاريخ والفلسفة والأدب، وكيف جاءت أسئلة الاستجواب، وكيف تَقَبَّلَ الإجابات عليها بتفهم عميق لا يقف عند مراميها القريبة بل يصل إلى استيعاب مقاصدها البعيدة، وبعد ان حقق طويلاً مع طه حسين وجادله، قرّر حفظ القضية إداريا.
كما تعكس هذه المحنة أيضا بُعداً آخر هو عدم تنوير الشعب والقوى الجماهيرية والسياسية، فرغم أنّ هذه الجماهير أثبتت مقدرة نادرة في الصمود ومواجهة المحتل، إلا أنّها فشلت في احتواء الحرية الفكرية، التي أصبح لا يدافع عنها إلا النخبة المثقفة وهي نسبة محدودة جدا.
حيث قام أحد أعضاء مجلس النواب بتقديم استجواب إلى البرلمان المصري يطالب فيه بطرد طه حسين من الجامعة المصرية. وقد جاء في مضبطة مجلس النواب المصري في تلك الدورة عام 1926م، تقول إنّ الغالبية من المعارضة الوفدية وقفت إلى جانب الاستجواب، وطالبت بطرد طه حسين من التعليم الجامعي، باستثناء علي الشمسي وزير المعارف حينذاك الذي قال: "إننا نطمع في أن تكون الجامعة معهدا طلقا للبحث العلمي الصحيح"، في حين جاء موقف الزعيم "سعد زغلول" على خلاف ذلك، وقال: "إنّ مسألة كهذه لا يمكن أن تؤثر في الأمّة المتمسكة بدينها، هبوا أنّ رجلاً مجنوناً يهذي في الطريق، فهل يضير العقلاء شيء من ذلك؟ إنّ هذا الدين متين، وليس الذي شكّ فيه زعيماً أو إماماً نخشى من شكّه على العامّة، فليشك من شاء، وما علينا إن لم تفهم البقر"، وعلى الرغم من هذا أرغم النائب الوفدي على سحب استجوابه بعد أن هدّد عدلي يكن بالاستقالة من رئاسة الوزراء(4).
الأمر الثاني اللافت للنظر أن جريدة الأهرام صاحبة التوجه الليبرالي شنت معركة ضارية على الكتاب وصاحبه، وأفردت صفحاتها للنيل من طه حسين وأفكاره الإلحادية، ونشرت لمشايخ الأزهر ومدرسي دار العلوم مطولات في ذم طه حسين وكتابه، وبحسب وصف الدكتور يونان لبيب رزق في كتابه "الأهرام ديوان الحياة المعاصرة"، أن الأهرام اتخذت موقفا معاديا من طه حسين.
ومن ثمّ كانت هذه المحنة كاشفة عن غياب الفكر التنويري في المجتمع المصري، فكان هذا الدافع واحداً من أهمّ الدوافع التي دفعت طه حسين بعد ذلك إلى أن يأخذ على عاتقه مهمّة تنوير الجماهير العريضة؛ من أجل تحقيق التقدّم العلمي واللحاق بركب الحضارة المدنية- الغربية- الحديثة.
ماهيّة التنوير عند طه حسين:
ربّما كان لغياب الفكر التنويري لفترة طويلة أثره الفعّال على مفهوم التنوير ذاته، حيث أصبح مفهوما إشكالياً، لا تستطيع معه أن تضع تعريفا جامعا مانعا في مواجهة الدعوات التي تقلل من شأن العقل، وتقلل من شأن الاجتهاد والتجديد حين يكون أمرا ضرورياً؛ ولذلك كان استحضار جواب التنوير عند طه حسين أمرا ضروريا.
وينجلي معنى التنوير عند طه حسين في الدعوة إلى العقلانية، وإعمال العقل، والتأكيد على الإبداع الذاتي للعقل في علاقته بالماضي والحاضر، أو في موقفه من "ميراث الأنا" و"إنجاز الآخر". فالتنوير عند طه حسين عبارة عن وعي نقدي يُمَكِّن صاحبه من التوفيق بين الوافد من لدن الآخر المتقدّم، وبين الموروث الذي يمثل الهويّة الذاتية.
فلم يكن في مشروع طه حسين التنويري غلوّ ولا دعوة إلى التغريب التام ومحو التراث، فلم يكن متنصلاً من قيم الإسلام- كما تزعم التيارات والمذاهب الأصولية- حيث إنّ طه حسين لم يهمل الموروث الإسلامي ودوره في بناء الحضارة المنشودة، بل عمل على تعديله ونقده ليتخلص من كلّ الشوائب التي لحقت به فجعلته أقرب إلى الخرافات والأساطير.
ولإحداث التنوير المنشود -من خلال وجهة نظر طه حسين- لا بدّ من إعادة النظر من منظور تنويري إلى موقع الحريّة في بلادنا، وحال التعليم، وواقع الثقافة، والعلاقة بين الدين والعلم، وحقيقة الموقف من مدنية الدولة....إلخ. وهذا ما سوف نلمحه بصورة جلية وواضحة من خلال عرض وتحليل أهم ملامح مشروعه التنويري.
مشروع طه حسين التنوير:
لم يكن طه حسين مفكرا مجددا عاديا وإنما كان له مشروع ثقافي تنويري يمكن البناء عليه، حيث كان طه حسين يمتاز عن غيره من المفكرين في كونه ذو بصيرة حاضرة لا تنتهي، فهي تمتاز بانفتاحها على الحاضر واستشرافها للمستقبل، وللمطلع على كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" أو موقفه من الإسلام السياسي، يدرك جيدا مدى استشرافه للمستقبل، كما أنتج من الأفكار والآراء والأساليب والطرائق والتصورات والإجراءات حول التحديات التي تواجه المجتمع ووضع الحلول المناسبة لها، ومن هنا استطاع طه حسين أن يؤسس لمشروع تنويري قومي "مصري- عربي".
هذا المشروع يقوم على مبدأين رئيسيين أولهما: "تنويري، فكري، ثقافي، عربي" يعتمد على التفاعل مع الثقافة الأوربية، فقد أباح الأخذ من الثقافة الأوربية من موقع الثقة بالنفس، لا من موقع رد الفعل؛ حيث لا تكتمل رسالة التنوير إلا بمد جسور مع الفكر العالمي في صيغتيه التاريخية والحديثة، عبر تعريب روائع الفكر الإنساني، فلا مستقبل لأمة تغمض عينيها عن ثمرات الفكر والأدب، "فهو يرى ضرورة ان نأخذ من الحضارة الغربية خيرها وشرها حلوها ومرها، ما يُحب منها وما يكره وما يُحمد منها وما يعاب"(5).
أما المبدأ الثاني فهو "البحث عن الديمقراطية والحرية الإنسانية"، ومن ثم ظل طه حسين يدافع عن قيم العدل والحرية، وإتاحة الفرصة للتعرف على كل المذاهب والأفكار والمدارس المختلفة، أي الانفتاح والتفاعل مع جميع الثقافات والأفكار المختلفة.
ثم يؤكّد بعد ذلك على بعدين أساسيين في نهضة مصر الحديثة، أولهما: "البعد الفرعوني"، وثانيهما: "البعد المتوسطي"، فمصر – كما يرى – تشرف على البحر الأبيض، وتربطها بأوروبا وشائج من القرابة التجارية والفكرية والجغرافية.. وقد تجسد هذا التقارب في عصر البطالسة، حين كانت الإسكندرية قطب العالم المتنور المتحضر المبدع، لكن في نفس الوقت لم يقبل بفك الرابطة مع العالم العربي، فهو رئيس مجمع اللغة العربية، وهو أيضا الذي دافع عن الهوية المصرية والعروبة والقيم الإسلامية، فقد كتب "مرآة الإسلام"، "الوعد الحق"، "على هامش السيرة"، وغيرها من كتب الإسلاميات.
ومن ثم تمكن طه حسين من احياء مشروع ثقافي تنويري خاض من اجله معارك ضارية عبر عدة أبواب أوّلها: فصل التعليم عن سلطة رجال الدين، وثانيها: فصل الدين عن الدولة، وثالثها: اعتماد مبدأ الشك الديكارتي في النظر إلى الأشياء والوقائع والمقولات كافة؛ من أجل تحقيق الاستنارة المصرية التي جعلت منه رمزاً من رموز الثقافة العربية ورائدا للتنوير (6).
ورغم ما قدمه طه حسين لمشروع التنوير العربي، إلا أن هناك ثمة أتهاما بتحول موقفه الفكري من نقد الثوابت الدينية باستخدام منهج الشك الديكارتي، كما فعل في كتابة (في الشعر الجاهلي) إلي المصالحة مع المؤسسة الدينية واتجاهه إلي الكتابة في الإسلاميات، بيد ان الأمر لم يكن كذلك بل كان الهدف من هذا التحول هو اجتذاب قطاعات جديدة من الجماهير تجاه الخطاب التنويري الليبرالي، بتعويد الجماهير على استقبال الفكر التراثي من الكتاب التنويريين، بعد ما كان مقصوراً على رجال الدين، خصوصاً مع تأثر طه حسين وغيره من مفكري التنوير بحركة نقد الكتاب المقدس في أوربا، ومن ثم فإن هذا التحول لم يكن يعنى تراجع طه حسين عن توجهاته الليبرالية التنويرية بل يعنى تأكيدها(7).
أهمية التعليم في مشروع طه حسين التنويري:
أولى طه حسين التعليم اهتماما بالغا وجعله الوسيلة المثلى لتحقيق النهضة المنشودة، بل ربط بينه وبين الثقافة برباط وثيق، فرأى أنّ آفة الثقافة هي فساد التعليم في المقام الأول. ومن ثم كان يرى انّ العلم كالماء والهواء، يجب أن يكون متاحا لكلّ أفراد الشعب، ولا يمكن أن تقوم ديمقراطية حقيقية من دون أن يتعلم الشعب؛ ولذلك يجب أن يتعلم الشعب إلى أقصى حدود التعلم، ففي ذلك وحده الوسيلة الأولى إلى أن يعرف الشعب مواضع الظلم، وإلى أن يحاسب الشعب هؤلاء الذين يظلمونه ويُذِلونه ويستأثرون بثمرات عمله.
ولطالما أكد طه حسين على أنّ التعليم هو السبيل الأساسي لكي يكون المصريون أحراراً؛ لأنّ الذي يعرف هو الحر، ولا سبيل لأن تكون مصر حرّة حرية حقيقية إلا بإزالة غشاوة الجهل عن أعين المصريين، ولذلك فلا مندوحة للدولة من أن تقوم بكلّ شؤون التعليم ولا تتركه لعبث العابثين، فتقوم هي بوضع المناهج والبرامج وأن تقوم على تنفيذها حتى لا ينحرف التعليم عن طريقه المرسوم والمنشود، وحتى لا ينتهي إلى غرض مُباين للغرض الذي أُنشئ من أجله(8).
ولذلك عندما تولى مسؤولية التعليم في مصر وتمّ إسناد حقيبة وزارة المعارف إليه- قبيل ثورة يوليو بعامين- نجح إلى حدٍّ بعيد في تطبيق مجانية التعليم قبل الجامعي. فهو يدرك جيدا أن التعليم هو الطريق الأول والأهم على الإطلاق للوصول إلى التنوير.
وما أن قامت الثورة حتى تضامن معها، ومنحها لقب "ثورة"، من خلال مقال له نشر بجريدة الأهرام بعنوان "أهداف الثورة" أكد فيه على أن التعليم "يجب أن يكون قبل كلّ شيء، وبعد كلّ شيء، وفوق كلّ شيء، التعليم الذي يجعل المصري إنساناً يحتال للفقر حتى يتخلص منه، ويحتال للعلة حتى يبرأ منها، ويتحدث إلى الناس فيفهمون عنه، ويتحدث إليه الناس فيفهم عنهم، وينهاه المصلحون فينتهي، ويدعوه المصلحون إلى الخير فيجيب"(9).
دور الثقافة في مشروع طه حسين التنويري:
لا تقلّ الثقافة أهمية عن التعليم عند طه حسين في مشروعه التنويري، فهي تعد أوّل الأشياء وأعظمها خطراً وأبلغها أثراً في توحيد الأمّة العربية، وجمع كلمتها، وتوجيهها إلى الحق والخير والرقي إذا ما أرادت الأمّة العربية أن تجدّد من ثقافتها..
أما عن أهمية دور المثقف فإنه يرى أن على المثقف مسئولية الوصول إلى المجتمع وليس العزلة وترك الجهل ينهش في ضمير الأمة، ودراسة عقبات النهضة والإصلاح وما يحتاجه هذا المجتمع للنهوض، فدور المثقف لديه أن يفهم حياة الناس من حوله، ويعرف موضع حاجتهم إلى الانتفاع بالثقافة، فالمثقف الذي يعيش بين الناس ولا يفهم حياتهم ولا يتعمق في نظمهم الاجتماعية والسياسية ولا يلاحظ نشاطهم اليومي عاجز كل العجز أن ينفعهم حق النفع.
وقد أكد طه حسين على أهمية دور الدولة في تشجيع المواهب، وتقديم الجوائز للنابغين، وضرورة أن تشعر الدولة بواجبها، ومن ثم يجب عليها "أن تنظم للأدباء من الجوائز وألوان التشجيع ما هم في حاجة إليه، وليس هذا كل ما ينبغي أن يظفر به الأدب والأدباء من تشجيع الدولة والشعب، بل هناك شيء آخر لعله أعظم خطراً من المال وهو الحرية، فالأدباء عندنا ليسوا أحراراً لا بالقياس إلى الدولة ولا بالقياس إلى القراء"(11).
قام طه حسين بدور هام فاعل ومؤثر من أجل إنعاش وتجديد الثقافة في مصر، فحرص على أن تكون المكونات الثلاثة للتحديث الثقافي موجودة وحاضرة، أول هذه المكونات: احتذاء الغرب، وثانيهما: إحياء التراث العربي الإسلامي، والمكون الثالث هو: إحياء الشخصية المصرية، وقد تمثلت جهوده في إنشاء "مراقبة الثقافة العامة" التابعة لوزارة المعارف التي عنيت بنشر الكتب المترجمة والمؤلفة أيضاً، ومشروع الـ"ألف كتاب" ، وسلسة "المكتبة العربية"، كما عملت مجلة "الكاتب المصري" التي أنشأها طه حسين عام 1954 وأشرف عليها ورأس تحريرها، على إنعاش الحركة الثقافية بشكل جد كبير، وقد راعت هذه المجلة منذ عددها الأول أن تجمع بين أصالة القديم ، وحيوية الجديد ومآثره.
أهمية الحرية في مشروع طه حسين التنويري:
إذا كان التنوير في حاجة إلى العقلانية فهو أيضاً في حاجة إلى الحريّة التي هي أهمّ لزوميات التنوير، فقد كانت حياة طه حسين منذ بدايتها إلى نهايتها كفاحاً دائباً في سبيل الحريّة والتحرّر والانطلاق، والقدرة على استخدام العقل بعيداً عن كلّ أشكال الوصاية والتبعية. فقد كان دائماً في سعي حثيث دؤوب للابتعاد عن كلّ ما من شأنه أن يحدّ من الحرية والانطلاق والإبداع، في جميع المجالات الثقافية والفكرية والاجتماعية والسياسية؛ إذ انّ حرية الفكر والعقل ـ وهما أداتا الإبداع والابتكار ومصدر التنوير- هي الوجه الآخر للحرية السياسية، كما أنّها في الوقت ذاته هي السبيل المُعَبَّد للوصول إلى هذه الحرية السياسية والحفاظ عليها (12) .
بيد أن الحرية السياسية هي القيمة الأبرز في منهج طه حسين التنويري؛ إذ انها من لوازمَه فإن لم تكن موجودة فلا تنوير، مهما كانت قيمة الأفكار التي يطرحها المفكر أو المتنوّر، فلا تنوير أو نهضة دون حرية سياسية.
والحرية التي يقصدها طه حسين ليست هي الحرية الفوضوية، ولكنّها الحرية المسؤولة، والحرية المحدودة بحدود وقواعد، فإذا كانت الحرية لازمة من لوازم الإبداع فإنها تقف عند حدود لا يجوز لها أن تتخطاها في سبيل ممارسته للحريّة، فقد حلم بمجتمع سوي يستردّ وجهه الأصيل ممّن شوّهوه، وينتشل قيمه من مستنقع اللاقيم الذي فرض عليه التردي فيه، مجتمع يحيا فيه ويعمل ويأمل ويبدع إنسان سوي حر، يجد القدر المعقول من الحريّة والعدل والمساوة، ويؤمن بقيمة العلم وإعمال العقل وسيادة القانون، ويبتعد تماماً عن الجهل والتخلف والهوان والفوضى، ومن ثم كان يرى ان الحرية "تحمل الأحرار أعباء ثقالاً".
وهكذا اعتبر طه حسين قضية الحريّة مفتاحاً للتنوير، فلا تنوير بلا حريّة، ولا حريّة بلا تنوير، ولذلك كانت الحريّة مسألة أصيلة لديه، ملكت عليه كلّ أموره، ووقف عليها حياته، وصار شغفه بالكتابة مرهوناً بها، فهو القائل: "كلّ الناس يعلمون أنّ الأدب لا قيمة له إذا فقد الحريّة" ومن ثمّ نجده في جلّ كتاباته يجعل الحرية هدفه ومقصده.
المنهج النقدي عند طه حسين:
كشف طه حسين من البداية المنهجية التي سوف يتبعها في كتابه الأول "في الشعر الجاهلي"، فذكر أنه يتبنى منهج ديكارت القائم على رد كل الأفكار المسبقة أثناء البحث، وأن يتجرّد الباحث من كل شيء كان يعلمه من قبل، وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذهن مما قيل فيه خلواً تاما، إذ يجب علينا حين نستقبل البحث عن الأدب العلمي وتاريخه أن ننسى قوميتنا وكلّ مشخصاتها، وأن ننسى ديننا وكلّ ما يتصل به، وأن ننسى ما يضاد هذه القومية وما يضاد هذا الدين، فلا نتقيد بشيء ولا نذعن لشيء إلا مناهج البحث العلمي الصحيح.
ذلك أننا إذا لم ننسَ قوميتنا وديننا وكلّ ما يتصل بهما فسنضطر إلى محاباة وإرضاء العواطف، وسنغلّ عقولنا بما يلائم هذه القومية وهذا الدين، وهل أفسد علم القدماء شيء غير هذا؟ كان القدماء عرباً يتعصبون للعرب، أو كانوا عجماً يتعصبون على العرب، فلم يبرأ علمهم من الفساد؛ لأنّ المتعصبين للعرب غلوا في تمجيدهم وإكبارهم فأسرفوا على أنفسهم وعلى العلم، ولأنّ المتعصبين على العرب غلوا في تحقيرهم وإصغارهم فأسرفوا على أنفسهم وعلى العلم أيضاً"(13).
وعلى هذا النحو، فإن الغاية المعرفيَّة التي ينطلق منها طه حسين هي تمييز الخطاب العلمي من الخطاب الديني- الاعتقادي، وتحديد الصلة بينهما، فالعلمي مجاله الشك، وهو خاضع للتطوير والبحث المستمرين، ووسيلته المنهج العلمي، وغايته اليقين البرهاني، في حين أنَّ الخطاب الديني- الاعتقادي: مجاله التسليم، وهو خاضع لمبدأ سكوني لا تطوري، وغايته إيمانية تسليمية؛ فالفرق بينهما هو فرق بين مذهب الإيمان الذي يبعث على الاطمئنان والرضا، والشك الذي يبعث على القلق والاضطراب.. ففي المذهب الاعتقادي نسلّم بما هو راسخ ومتوارث عن الأجداد، فلا يناله تغيير ولا تبديل أما المذهب العلمي فينقلب العلم القديم رأسا على عقب.
ومن هذا السياق المعرفي الشكي، فإنَّ الحقائق الدينية ليست ملزمة للخطاب العلمي، بل متمايزة عنه، فلا يلزم عن القصّ الديني التسليم به على أنه حقيقة موضوعية تاريخية لا تقبل الشك أو النكران، فإذا كانت التوراة تحدثنا عن إبراهيم أو إسماعيل، والقرآن أيضاً يحدثنا عنهما أيضاً، فإن ورودهما في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي(14).
الرؤية الإصلاحية عند طه حسين:
كان التجديد والإصلاح في الفكر والرؤى هما السمة البارزة لتجربته التجديدية الإصلاحية الممتدة لأكثر من ستين عاماً من الدراسة والبحث والتنقيب والكشف والرصد لأبعاد المكونات الذاتية التاريخية والاجتماعية والسياسية للثقافة العربية. ومن بين القضايا التي طرحها وكانت محل اهتمامه إصلاح التعليم، وتوطيد العلاقة بين الشرق والغرب على أساس الشراكة في صنع الحضارة الإنسانية، ومناصرة الجديد في الأدب, والإقرار بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية، فضلا عن الإصلاح السياسي والاجتماعي..إلخ(15).
عاش طه حسين حياته مقاوما للتخلف والرجعية والجمود والفكر المتحجر، وقد انتصر للتنوير والحداثة، وأدرك أن هذه الأمة لن تصلب قامتها إلا بالتعليم والحرية، فالشعوب لن تنتصر على الفقر والمرض والجهل إلا بالمعرفة والعدالة والديمقراطية، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال الحفاظ على التراث العربي العريق، والاهتمام بالفنون العصرية وضرورة تعلمها مثل المسرح والسينما حيث يقول عنها: "هذا الفن الطارئ على لغتنا العربية من أقوم الفنون الأدبية وأرقاها وأبلغها أثرا في إمتاع النفوس وتصفية الأذواق، وهو لا يتجه إلى النظارة وحدهم وإنما يتجه إليهم وإلى القراء أيضاً" .
أولا: الإصلاح السياسي:
كان طه حسين منخرطًا واعيا بأهمية الحرية السياسية في مجال التنوير والانفكاك من أسْر التقليد والجمود، وكانت مبادؤه في السياسة قائمة على طائفة من الأصول، أهمها: إقامة دولة مدنية حديثة يسودها حكم القانون، بعيدا عن الاختلاط بالدين، دولة تكفل حرية مواطنيها، والانتصار لقضايا العدالة الاجتماعية والمساواة، ودعم حق المصريين في التعليم والمعرفة والصحة والثقافة.
ولعله من أوائل الكُتاب والمفكرين الذين تنبّهوا إلى أنَّ الشعر العربي وُظِّف، قديمًا، في معظم حقب التاريخ الإسلامي، كسلاح في الدعاية والدعاية المضادة، فتجاوز وظيفته الأدبية، فكان وسيلةً دعائية باسم نظم "حيث كان لكل حزب من الأحزاب السياسية شاعره أو شعراؤه، وكان هؤلاء الشعراء يدافعون عن أحزابهم ويهاجمون الأحزاب الأخرى.. كما كانت الصحف تفعل عندنا، وكما لا تزال تفعل في بلاد كثيرة(16).
ومن الحرية الفكرية والثقافية انتقل طه حسين إلى الحرية السياسية، فقد كانت الأولى هي الوجه الآخر للثانية، وهي السبيل الضرورية لبلوغها، كان طه حسين مفكراً مهتماً بقضايا وطنه وأمّته وقد مارس العمل السياسي حينما اختارته حكومة الوفد قبيل ثورة يوليو 1952 كوزيراً للمعارف.
وكان يرى ان الديمقراطية هي الطريقه الفضلى لتحقيق الحرية المنشودة في المجال السياسي، والدولة الديمقراطية ـ في نظره- هي التي تستند إلى الحياة النيابية، ويكون الشعب فيها هو مصدر السلطات، والدولة التي تطبّق الديمقراطية بشكلها الأمثل هي الدولة الأثيرة عنده، حيث ان الديمقراطية وحدها هي التي تحمي الحريات الأساسية للإنسان، ومن ثمّ كان تأكيده على كافة الحريات بما فيها حرية الصحافة.
ومن ثمّ كان يرى ضرورة تحييد السياسة فحينما استطاعت الدول الغربية تحييد السياسة تقدمت، واستطاعت حكوماتها أن تمشي على قدميها دون أن تعتمد على عصا دينية أو علمية، لأنّ فكرة الوطنية وما يتصل بها من المنافع الاقتصادية والسياسية الخالصة قامت الآن في تكوين الدول وتدبير سياستها مقام فكرة الدين، أو مقام النظريات الفلسفية الميتافيزيقية التي كانت تقوم عليها الحكومة من قبل(17).
ثانيا: الإصلاح الاجتماعي:
كثيرة هي القيم التي ينبغي أن تبقى من طه حسين والتي ينبغي أن نحرص عليها إذا كنا نريد مستقبلاً ناهضاً مستنيراً قائماً على العلم والمعرفة وإعمال العقل، ومن هذه القيم حرصه البالغ على تحقيق العدالة الاجتماعية حيث عرف حياة بسطاء الناس، وتعاطف معهم، فصار وجودهم حاضراً في نصه الأدبي وماثلاً في رؤيته الفكرية، على نحو ما يظهر في مقاله الهام "من وحي الريف" وغيره من المقالات الأخرى.
ومن بين الجهود الفكرية التي تحسب له أيضا موقفه من قضية المرأة، واهتمامه بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية، فقد اقترح طه حسين على "نجيب الهلالي" الذي كان وزيرًا للمعارف آنذاك بأن تكون مدرسة المعلمين العليا مختلطة بين الجنسين، على غرار ما قامت به وزارة المعارف الفرنسية، وعندما أصبح عميدا لكلية الآداب نادى بإدخال الفتيات إلى الجامعة، وقد برزت بعد ذلك أسماء في حقل الأدب والصحافة والعلم أمثال سهير القلماوي ودرية شفيق وسميرة موسى وغيرهن، وما ذهب إليه كان اتجاهاً إصلاحياً اجتماعياً.
كما انّ النقد الذي وجّهه طه حسين لدستور سنة 1923م، بخصوص (المادة: 149) "ان الإسلام دين الدولة" هو جزء من مشروع الإصلاح الاجتماعي، حيث ان وجود هذا النص معناه أن ثمّة تفرقة بين المصريين، وأنّه سبب لوجود قوة سياسية دينية منظّمة أو شبه منظَّمة، تؤيد الرجعية وتجرّ مصر جرًّا إلى الوراء، إذ لا يمكن الخروج من ثقافة العصور الوسطى إلا بعد تأسيس دعائم الدولة المدنية، وأوّل هذه الدعائم ضرورة فصل المؤسسات الدينية عن المؤسسات السياسية، وليس فصل الدين عن المجتمع كما يروّج دعاة الدولة الدينية، وإنّ المحك الحقيقي لهذا الفصل هو إعداد دستور يجعل الولاء للوطن سابقاً على أيّ ولاء عقيدي أو مذهبي أو فلسفي، وتتأسس فلسفة هذه الدساتير على أنّ الدولة ـ وفق تعريفها القانوني- شخصية اعتبارية.
رابعا: الإصلاح الديني وضرورة الفصل بين الدين والسياسة:
تبدوا قضية تسييس الدين وتديين السياسة حاضرةً في فكر طه حسين إذ يقول منتقدا موقف الإسلاميين من دستور 1923، بخصوص (المادة: 149) أن الإسلام دين الدولة، حيث ان الشيوخ فهموا هذا النص فهمًا آخرَ.. واتخذوه تكأة وتعلَّة يعتمدون عليها في تحقيق ضروب من المطامع والأغراض السياسية وغير السياسية، فهموا أن الإسلام دين الدولة، أي أن الدولة يجب أن تكون دولة إسلامية بالمعنى القديم حقا.. وكذلك كتبوا يطلبون ألا يصدر الدستورُ لأن المسلمين ليسوا في حاجة إلى دستور وضعي ومعهم كتاب الله وسنة رسوله.
ثم يشرح طه حسين استغلال الإسلاميين وشيوخ الدين المتشددين ذلك الشعار ليفرضوا وصايتهم على المجتمع، ويضيقوا على الناس باسم الدين، ويطاردوا بعنف حرية الرأي والمعتقد والفكر، فيقول: "يقول الشيوخ إن الدستور قد نصّ أن الإسلام دين الدولة، ومعنى ذلك أن الدولة مكلفة بحكم الدستور بحماية الإسلام من كل ما يمسه أو يعرضه للخطر، ومعنى ذلك أن الدولة مكلفة أن تضرب على أيدى الملحدين، ومعنى ذلك أن الدولة مكلفة أن تمحو حرية الرأي محوا في كل ما من شأنه أن يمس الإسلام من قريب أو بعيد، ومعنى ذلك أن الدولة مكلفة بحكم الدستور أن تسمع ما يقوله الشيوخ في هذا الباب، فإذا أعلن أحد رأيا أو ألف كتاباً أو نشر فصلا أو اتخذ زِيًّا، ورأى الشيوخ في هذا كله مخالفة للدين ونبهوا الحكومة إلى ذلك، فعلى الحكومة بحكم الدستور أن تسمع لهم وتعاقب من يخالف الدين بالطرد ثم القضاء ثم إعدام جسم الجريمة.
فكان ضد استخدام الدين وتوظيفه سياسيا، وبالتالي فقد كان ضد تأليف أحزاب على أساس ديني؛ لأنّ أي حزب يتكوَّن على أساس ديني إنما هو حزب رجعي، يناهض الحرية والرقي، ويتخذ الدين ورجال الدين تكأة يعتمد عليها في الوصول إلى الحكم واحتكار العمل السسياسي باسم الدين.
كما أدرك طه حسين خطر جماعة الإخوان المسلمين وحذر من هذا الخطر في كتابه "هؤلاء هم الإخوان" إذ يقول "الخير كل الخير أن نهبَّ لهذا الوباء، بعد أن أصبحنا ذات يوم فوجدنا فريقا منا كالعدوى المنكرة يهيئون الموت والهول والنكر لإخوانهم في الوطن والدين والحياة، ثم يتساءل مستنكرا أفعالهم: ما هذا المكر الذي يُمكَر، وما هذه الخطط التي تُدبَّر، و ما هذا الكيد الذي يُكاد!! وعندما كشف الأمن ضلوع الجماعة في تخزين كميات من الأسلحة والذخيرة في بيوت عناصرها وبعض المقابر، يقول "ان الإسلام لا يأمر بادّخار الموت للمسلمين، وأن قتل النفس البريئة من أكبر الإثم وأبشع الجُرم، ثم يؤكد في لفتة ذكية، أن شرور هذه الجماعة، التي تشقى بها مصر، ليست من طبيعة الشخصية المصرية الخيِّرة، وليست من طبيعة الإسلام كذلك؛ لأنه أسمح وأطهر، لكنها شرور تسييس الدين وتديين السياسة، كذريعة للوصول إلى الحُكم والسلطة، بأي ثمن وبأي طريقة(18).
نخلص من كل ما سبق أننا ما زلنا في حاجة إلى استعادة مشروع طه حسين التنويري في الوقت الراهن، حيث ان حالة النكوص والتراجع التي نشهدها على مستويات فالمشكلات ازدادت تعقيداً وأصبحت الأمور أكثر تراجعاً، وهو ما يؤكد أهمية وضرورة استعادة مشروع طه حسين التنويري وغيره من رواد النهضة
المراجع :
(1) محمد عابد الجابري، مدخل إلى فلسفة العلوم (العقلانية المعاصرة وتطور الفكر العلمي)، (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2006). ص: 48
(2) وفاء سلاوي: الكتب الممنوعة بين الإبداع والمحاكم لوفاء سلاوي، الجزء الأول، القاهرة الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2014، ص 30.
(3) جابر عصفور: أنوار العقل، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1996، ص 5
(4) عيد عبد الحليم: الحرية وأخوتها، القاهرة، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولى، 2008، ص 38.
(5) طه حسين: في الشعر الجاهلي، القاهرة، مطبعة دار الكتب المصرية ، ص 17
(6) رفعت السعيد: الليبرالية المصرية، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2007، ص 205
(7) إبراهيم فوزى: تحولات الفكر في مصر في الثلاثينيات والأربعينيات، رسالة ماجستير، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، ص54.
(8) طه حسين: مستقبل الثقافة في مصر، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1993، ص 60
(9) طه حسين: مقال أهداف الثورة، صحيفة الأهرام القاهرية، بتاريخ 9/8/1952.
(10) محمد فتحي فرج: طه حسين وقضايا العصر (أربعون عاماً من الحضور رغم الغياب)، القاهرة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، الطبعة الأولى، 2014، ص 36
(11) طه حسين: حديث الأربعاء، الجزء الثالث، القاهرة، دار المعارف، 1925، ص 12.
(12) محمد عابد الجابري، تكوين العقل العربي، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2006. ص: 64
(13) تقليد وتجديد، الصادر في العام 1955.
(14) طه حسين: في الشعر الجاهلي، مرجع سابق، ص 34.
(15) عصمت نصار: مقال بعنوان: إشكالية العلاقة بين الدين والعلم عند طه حسين، منشور ضمن كتاب: "اتجاهات فلسفية معاصرة في بنية الثقافة الإسلامية"، 2003، ص 168.
(16) طلعت رضوان: طه حسين نور من عصر التنوير، مقدمة كتاب طه حسين: من بعيد، القاهرة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2012، ص 9
(17) انظر: طه حسين: من بعيد، القاهرة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2012، ص 168.
(18) انظر: "هؤلاء هم الإخوان"، مشار إليه لدى وفاء سلاوي، مرجع سابق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما بعد نظام الأسد.. هل تُحكم سوريا بقبضة الميليشيات؟ | #التا


.. هل تعدد الأجندات الإقليمية سيكون سلبيا على الوضع بسوريا؟




.. مطار دمشق الدولي سيعمل خلال أيام


.. الصين تحظر تصدير المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة




.. نشرة إيجاز - رئيس الوزراء السوري الجديد يقول إنه كلف برئاسة