الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة أو دين أو شعوذة

عادل صوما

2024 / 10 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قال الرئيس أنور السادات في خطابه بمجلس الشعب قبيل ذهابه إلى إسرائيل: " انني مستعد أن أسافر إلى آخر هذا العالم إذا كان في هذا ما يحمي أن يُجرح أو يُقتل عسكري أو ضابط من أولادي.... أنا أقول مستعدٌ أن اذهب إلى آخر العالم، وستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الان أمامكم، إنني مستعد للذهاب إلى بيتهم ..الكنيست ذاته.. ومناقشتهم".
لم يكن أنور السادات مسلماً عادياً، بل كان أقرب إلى التشدد النصي، والسعي لإعلاء شأن الاسلام، ورغم ذلك قرأ المشهد العالمي وموازين القوي بشكل واقعي، وأدرك أن عصر الفتوحات ولى إلى غير رجعة، وأن يهود بني قريظة وبنو قينقاع غير يهود اليوم، وأن هناك شيء يستحيل تجاهله هو الشرعية الدولية، التي تعترف بإسرائيل كدولة في الأمم المتحدة، ومن ثمة إزالتها كما تقول بعض التفسيرات غير واقعية، فوضع الموروث والنصوص وتفسيراتها جانباً، وتصرف بواقعية كسياسي يريد الخير لشعبه والمصلحة لبلده.
لكن في نهاية الأمر ونتيجة لخلطه ما بين السياسة والدين وتشجيعه للتيارات الدينية المتشددة على التحكم في الأجواء العامة المصرية، أطلق عليه الرصاص أربعة عسكريين متشددين، في سلسلة دموية لا ولن تنتهي بين المستفيدين من الإسلام سياسياً والحكام، أو الحكام المستفيدون من الإسلام سياسياً وخصومهم وهم كثيرون جدا في التاريخ، منهم مرتزقة "حماس" بغض النظر عن جهات ارتزاقهم كافة سواء كانت الإخوان المسلمين أو قطر أو طهران.
مرتزقة للممولين
ورد في الاخبار أن يحيى السنوار جدد الاتصال بممثلي الحركة في قطر خلال الأيام الأخيرة، وانه نقل لممثلي حماس عدة رسائل، يُستشف منها انه لم يغير أو يعدل عن مواقفه بشأن صفقة المختطفين. ما يعني أن إيران أملت عليه هذا الموقف.
كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين أن السنوار أصبح متشبثا أكثر بموقفه بعد ما يقرب من سنة من الحرب في غزة، وهو عازم على رؤية إسرائيل متورطة في صراع إقليمي أوسع، وأن حماس ليس لديها نية للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. موقف إيران نفسه.
رغم كل ما حدث في غزة وفقدان الأسلحة وتدمير بنية "حماس" التحتية، لم يزل المرتزِق الإيراني يحيي السنوار يُصّر على عدم الموافقة على صفقة المختطفين، رحمة بأهل غزة أولا، حيث لا مأوى أو سقف لهم أو طعام أو مدارس أو مستشفيات.
لم يزل السنوار على موقف مموليه لرؤية صراع إقليمي أوسع تتورط فيه إسرائيل، ولن يكون في مصلحة الفلسطينيين أو من يساعدهم في حروب الاسناد، كما تقول كل النتائج على الأرض.
عمق هذا الصراع حرباً وجودية وليست حرباً حدودية، إما أنا أو الآخر، ومفردات الدين سببها وتُزيدها، وما يحدث على الأرض يقول إن الناطقين بالعربية خسروا كل معاركهم (حتى حرب أكتوبر كانت نصراً غير مكتمل) ناهيك عن عدم تحقق أي نبوءة دينية حتى اليوم.
رمزية الكثير من مرويات الأديان التي يؤمن بها كثيرون كوقائع مسلم بها لا تُناقش، وهي تكهنات رمزية وليست حقيقية لاختلاف تفاسيرها، فالاختلافات يستحيل ان تحدث على وقائع أو علوم.
وماذا بعد؟
اليهود وجدوا حلا فإسرائيل دولة عَلمانية نست تماماً نظام ممالكها في التاريخ. ووجد المسيحيون حلاً في عَلمانية دولهم. معضلة المسلمين موجودة ما بين الدين والسياسة والشعوذة التي تعني إيهام أو خداع الناس بما لن يتحقق. معضلة لا حل لها سوى عند المسلمين أنفسهم، وقد وجد بعضهم الحل لكنهم اتهموا بالزندقة أو الخروج عن الدين، والمثير للدهشة هو الإصرار على التمسك بنصوص لم تُكتب لزماننا، وتكهنات لم تصدق، ونبوءات لم تتحقق، وحلاً لهذه المشكلة أوجدوا تفاسيراً لها، وتفاسير للتفاسير مع مرور الزمن تبرر عدم مصداقيتها، وهكذا أصبح التعامل مع الواقع من خلالها غيبيات، رغم الدماء التي تسفك والدمار الذي يحدث، كأن الانسان لا قيمة له، والحياة مجرد لحظات تُهدر، والممتلكات لا احترام للجهود المبذولة للحصول عليها، والأبناء قد أُنجبوا ليموتوا أو للاستشهاد، كما يقولون.
لماذا خلق الإله الإبراهيمي الناس ليحاربوا بعضهم لنشر الإيمان به؟ لماذا جعل الإله الإبراهيمي الايمان به أحد أركان معادة الآخر؟ أما كان أجدى للأيمان به إيجاد طريقة أفضل من سفك الدماء والكراهية المقدسة والحقد الذي يورث من جيل إلى جيل؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اساس المشكلة اعمق
عبدالحق ( 2024 / 10 / 13 - 17:45 )
اقتباس * لماذا خلق الإله الإبراهيمي الناس ليحاربوا بعضهم لنشر الإيمان به؟ لماذا جعل الإله الإبراهيمي الايمان به أحد أركان معادة الآخر؟ أما كان أجدى للأيمان به إيجاد طريقة أفضل من سفك الدماء والكراهية المقدسة والحقد الذي يورث من جيل إلى جيل؟* خاتمة جيدة للمقالة و لكن كان الأحرى ان تسأل لماذا الإله الإبراهيمي منح ارض فلسطين لشعبه المختار و كيف قبل و سمح لشعبه و حرصهم على ابادة الشعوب التي كانت قاطنة في ارض فلسطين قبل ان يقطنها شعب الله المختار ؟ لماذا لم يخصص لهم ارض ليس فيها ناس ساكنة فيها ؟ و لماذا لم ينصحهم ان يتعايشوا مع الشعوب التي كانت ساكنة في ارض فلسطين بدلا من ان يسمح بطردهم او قتلهم ( بالمناسبة الإله الإبراهيمي هو إله اليهود و اليهود هم مكتشفي هذا الإله و المسيح لم يأتي بدين جديد او بإله جديد و انما جاء ليعيد الخراف الضالة إلى القطيع ، اما الإسلام فهم الحقوا دينهم بدين إبراهيم زورا و الانبياء كلهم يهود و من نسل يهودي لا يوحد فيهم نبي عربي او كوردي او سرياني او صيني او هندي ، صلعم وصف نفسه بأنه نبي امي يعني نبي غير يهودي ، اليهود يطلقون تسمية الامم على كل الشعوب الغير يهودية

اخر الافلام

.. الأردن يعلن إحباط تهريب وثائق لجماعة الإخوان


.. نعشا اللاعب ديوغو جوتا وشقيقه يغادران الكنيسة بعد قداس الجنا




.. إبراهيم عيسى يسأل: كيف وقف الإخوان ضد المشروع الوطني المصري؟


.. الأردن.. إحباط تهريب وثائق ومستندات من مقر لجماعة الإخوان ال




.. المبعوث الأميركي توماس باراك: لبنان أمام لحظة تاريخية لتجاوز