الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الكيان الصهيوني وتوافق المصالح الغربية
زكرياء مزواري
2024 / 10 / 14الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تصنّف "الدولة الإسرائيلية" في خانة "الدول/الكيانات" الوظيفية في العالم التي أنشأها الاستعمار الغربي في القرن العشرين لخدمة أغراضه الاستغلالية المتنوّعة. وتعود سردية خلق هذا الكيان الوظيفي في قلب الشرق الأوسط إلى القرن التاسع عشر، حيث كان الصراع على أشدّه بين القوى الإمبريالية الكبرى في تفتيت آخر الإمبراطوريات الشرقية، وتقسيم أراضيها الممتدة من شرق آسيا إلى شمال إفريقيا، والبحث عن غنائم/ أسواق جديدة لتصريف فائض انتاجاتها.
هذه القوى في صراعها مع الرجل المريض (الإمبراطورية العثمانية)، رأت فيه معالم الأفول والزوال، فبادرت إلى اختلاق القلاقل والاضطرابات الداخلية، وساندتها بخلق مثيلها على المستوى الخارجي، خاصة حين علمت بمشروع "السكة الحديدية" للسلطان عبد الحميد الثاني الرابط بين برلين وبغداد. هذا التكالب بين إمبراطوريات أوروبا على الرجل المريض أتى أكله بإسقاط نظام الخلافة في بداية القرن العشرين، وأعاد رسم خريطة الإمبراطورية العثمانية التي امتدت لستة قرون، وأعيد بموجبها تشكيل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين الدول الإمبريالية الكبرى، بل وكان التّسابق في اقتسام الكعكة العثمانية أحد أسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى نتيجة تضارب المصالح بينها.
في هذا السّياق، كانت الحركة الصهيونية نشيطة في القرن التاسع عشر في الغرب، وتزامنت هذه الحركة مع ظهور الفكر القومي في أوروبا، ومشروع بناء الدول القطرية-القومية، وكان الصراع قويّاً بين التيّارات القومية الأوروبية حول إيجاد حل لما عرف ب "المسألة اليهودية"، باعتبارها طائفة عرقية ودينية ترفض الاندماج في الهوية الثقافية الغربية، فما كان الحل سوى التفكير في إيجاد خلاص لهذه الفئة الاجتماعية خارج أرض أوروبا. وعلى هذا النحو التقت المصالح، مصالح الحركة الصهيونية في إيجاد أرض لهذه الطائفة، مع مصالح الإمبريالية الغربية في خلق وسيلة للتدخل في منطقة الشرق الأوسط، بعد تفكيك الإمبراطورية العثمانية. وهكذا، لبس المشروع لباساً دينيّاً (أرض الميعاد) لتغطية الوجه الاستعماري البشع للرجل الأبيض.
إن هذه الدولة الوظيفية التي زرعت في قلب الشرق الأوسط، والتي تحظى بدعم مبالغ فيه من طرف القوى الإمبريالية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ما هي إلاّ قاعدة إمبريالية في المنطقة، أو دركي الشرق الأوسط، الذي يسهر على خدمة المصالح الغربية في هذه الرقعة الجغرافية، وأداة مفرملة لكل رغبة في التقدم والتوحد للدول المجاورة.
إنّها تلك الشجرة التي تغفي الغابة، غابة النظام العالمي الجديد الذي يمثل الاستعمار الجديد، والذي يهدف إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (العالم العربي)، وخلق حالة الوهن والضعف والعمالة في دول هذه المنطقة، وذلك باصطناع "دول/كيانات" وظيفية فاقدة لأي إرادة أو روح استقلالية على المستوى الاقتصادي والسياسي حتّى تكون تابعة للدول الرأسمالية الكبرى، مع وضع قلاقل/عبوات داخلية (الطائفية الدينية- الهويات العرقية المنغلقة- الحدود الجغرافية المتنازع عنها)، وتغذيتها بشكل دائم، بحيث تكون قابلة للانفجار في أي وقت وزمن.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -تدمير منشآت إيران النووية-.. هل يحقق ترامب الحلم الإسرائيلي
.. لحظة هبوط مروحية إسرائيلية غربي بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
.. الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود من لواء كفير في المعارك بش
.. حزب الله: لم يصل إلى لبنان وحزب الله أي شيء رسمي أو مقترحات
.. شروط إسرائيل لوقف حرب لبنان