الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله وتصور البشر له

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2024 / 10 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من خلال لحظات تأملية فى تاريخ الجنس البشرى ونشأة الحضارات وعباداتهم الفطرية لآلهة تشبه إلى حدً كبير أساليب عبادة البشر ‏الحالية، بل وبعبارة أدق وأصح أخذنا من أجدادنا الكثير من قصص الخلق والعبادات من الآلهة المختلفة فى الحضارات القديمة، وبتقدم ‏المعارف الإنسانية وإستخدام إبداعاته العقلية وصل الإنسان إلى تكوين الآلهة التى تتناسب مع طبيعة العصر الذى كان يعيش فيه، ‏ويكفى أن نسترجع إلى ذاكرتنا الملك إخناتون الذى فكر مثل الأنبياء وأستطاع توحيد الآلهة والأديان وجعله دين واحد وإله واحد، وهذا ‏كلام ثابت فى الكثير من البرديات التى تثبت أن الفكر الإنسانى مستمر فى تطوير معارفه بما يتناسب مع عصره وزمانه الذى يعيش فيه.‏

مثال على ذلك فى الحضارات المصرية والبابلية والسومرية وتركيزى هنا على تلك الحضارات لأنها مركز الحضارات الإنسانية الأخرى، ‏وبنظرة فاحصة لما تركته الحضارة المصرية والسومرية سنجد الكثير من الوصايا والقيم الأخلاقية التى تؤسس لمجتمع قائم على العدل ‏ورفض الظلم ومحبة الله المتمثل فى الملك الإله وتقديم الأحترام له، وتقديم الأحترام للوالدين كما هو مكتوب فى المعابد الأثرية أو فى ‏الآثار الحضارية لتلك الشعوب، يكفى أن نقرا ما كتبه هنرى برستد فى كتابه: فجر الضمير، عن المنظومة الأخلاقية المصرية والتى ‏سبقت وجود الوصايا العصر بألف عام، وأقول ذلك لأن فكرتنا الآن عن تلك الآثار التى نراها أنها معابد كانت تمارس فيها طقوس دينية ‏ويتم تجاهلها وكانها لا تخص حياتنا وتعليمنا، لكن فكرتى تقول أنها ليست كذلك لسبب بسيط فالمعابد تكون شكلها وطريقة بناءها تشبه ‏إلى حد كبير المساجد أو الكنائس أو الهياكل اليهودية، لكن ما وجدناه من آثار هى مجرد أعمدة ضخمة وعالية ومتجاورة أى قريبة من ‏بعضها البعض ونقوش عليها لا تدل على أن الغرض من وجودها تأسيس مكان عبادة بل لأغراض أخرى لم نكتشفها بعد، لأنه من ‏المستحيل أن يكون أجدادنا بهذه الصورة الساذجة التى يكون أهتمامهم الوحيد هو إقامة معابد خالية من أى شئ ويفسرها إنسان اليوم ‏بأنها مجرد معابد ثم نقول بأنهم أصحاب حضارة!!‏

فالإنسان المصرى القديم والسومرى والبابلى كان بارعاً فى الطب والرياضيات وعلوم الطاقة والبناء وغيرها، والدليل هو وجود الكثير من ‏السجلات المكتوبة حتى الآن مثل كتاب الموتى من وصايا دينية وسجلات الملك حمورابى بما تحتويه من تعاليم أخلاقية هى أساس ‏شرائع اليوم فى قوانين الدول المعاصرة، وهناك السجلات والتدوينات على جدران المعابد والبرديات والموميات التى تبين بوضوح أستعمال ‏المصرى القديم لعلوم الطب وإجراء الجراحات الدقيقة على جسم الإنسان، كذلك فى علوم الفلك والرياضيات التى سبقت عصرها ومازلنا ‏نكتشف الكثير منها ويعتقد الكثير من علماء اليوم أن المصريين القدماء أستخدموا الرياضيات فى بناء الأهرامات وإقامة المسلات الكبيرة ‏ونقلها التى وزنها يصل لعدد كبير من الأطنان يعجز إنسان اليوم عن فهم تلك التقنيات التى أستخدموها.‏

وما يقوله الكثير من العلماء والباحثين اليوم ان تلك المعابد أو الأهرامات لم تكن أماكن للعبادة أو لدفن الموتى أو أستعراض لعظمة ‏ملوكهم، وليس خافياً أن العالم الصربى الأمريكى نيكولا أو نيقولا تسلا أستطاع الوصول لبعض معارف المصريين عن الطاقة وكيفية ‏بناءهم للأهرامات وأنها مراكز إنتاج للطاقة، وواصل أبحاثه وأختراعاته العديدة من توليد الكهرباء ونقلها لاسلكياً بل وأستطاع إنتاج الطاقة ‏ونقلها مجاناً لكل مكان فى العالم بدون أسلاك، لكن أبحاثه تلك أختفت مع غيرها من الأبحاث بل سرقتها وأخفتها عمداً الحكومة ‏الامريكية تلك التجارب والأبحاث والنظريات التى كان يمكن لها أن تغير وجه العلوم الحديثة لكن ما يتم الأستفادة منها أو التى كشفت ‏عنها المؤسسات الأمريكية قليل مثل الأبراج اللاسلكية وحقول الطاقة المغناطيسية والكهرومغناطيسية وغيرها.‏

معنى ذلك أن عقل الإنسان القديم والحديث فى أستطاعته عمل الكثير والكثير عندما يستخدمه بالطريقة الصحيحة والأساليب العلمية، ‏لكن إنسان اليوم فى بلاد العرب أو بالتحديد فى بلاد مصر الكبيرة التى تشكل نسبة كبيرة من بلاد العرب مشغول بقضايا غيبية يعتبرها ‏إهتمامه الأول والوحيد الذى يشغل عقله وقلبه، ويتناسى أن لدينا عقول يمكنها أنتقاء وغربلة الأفكار الغربية وأختيار ما يناسب ‏مجتمعاتنا للنهوض بها وتعديل مناهج التعليم لتتناسب مع تكنولوجيا العصر بالطريقة التى تتناسب مع طبيعة الإنسان الشرقى ومساعدته ‏على الأرتقاء بعقله وبعلومه الحقيقية ولا يجلس ليندب حظه أو يتهم بقية شعوب الأرض بأنهم يتآمرون عليه وهو لا يملك شيئاً حتى ‏يتأمرون عليه ليسرقون منه علوم أو أختراعات أو تكتولوجيا حديثة، بل كل ما يملكه المصرى والعربى هو ثقافة روحية دينية ولا يملك ‏علوم المستقبل بل يتجاهلها ويتجاهل حضارته ويعتبر نفسه أنه يملك ما هو أثمن وأغلى من علوم الغرب ويتباهى بكلامه هذا دون تقديم ‏إثباتات على أن مجتمعاته تنتج قوت وطعام شعوبها أو لديها المصانع التى تنتج أحتياجاتها من الصواريخ او الطائرات أو الهواتف الذكية ‏أو من وسائل المواصلات وغيرها من الأجهزة التى يستوردها من البلاد الأوربية، فى الوقت الذى تسبح مدارسنا وجامعاتنا فى التخلف ‏والجهل لسيطرة الأفكار الجمعية الغيبية التى تقيد عقولهم وتفقدهم القدرة على الإبداع.‏
أعرف أنها أفكار متكررة ويتم ترديدها كثيراً فى أيامنا هذه....‏

أخيراً أترككم مع بعض الأسئلة والتأمل فى بعض الأفكار السريعة وتمحيصها وما نعرفه عنها مثل:‏

ما هى القيم الأخلاقية التى نؤمن بها فى عصرنا الحاضر وكيف نطبقها؟ ‏
هل نؤمن بالأخلاق والعدل والحب والسلام والأستقامة والمودة والعمل وإعطاء كل ذى حقً حقه والتواصل مع أفراد المجتمع، أو نؤمن ‏بأخلاق الكراهية والدمار وقتل الآخرين وظلم من يختلف عنا؟

أى منظومة قيم أخلاقية تنادى بذلك؟ أى إله أو آلهة تنادى بالكراهية وسفك الدماء والتمييز بين شعوب المجتمعات الحديثة وليست ‏البدائية؟؟؟

لماذا نشوه شخصياتنا بتلك الصفات القبيحة التى لا يرضاه بل ويرفضها كل إله وكل بشر لديه إحساس إنسانى ويملك ضمير تربى على ‏أخلاق إله حقيقى؟؟‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 107-Al-araf


.. 117-Al-araf




.. #شاهد يهود كنديون يقتحمون مبنى البرلمان ويردّدون شعارات مندّ


.. 100-Al-araf




.. 100-Al-araf