الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفسيرات شيطانية: زلزلة الساعة

محمد الصادق

2024 / 10 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن تفسير زلزلة الساعة بأنها هزة أرضية تحدث قبل يوم القيامة هو من الدخيل الشيطاني الذي يشوه فهم القرآن.
قلنا في المقال السابق أن زلزلة الأرض تعني عودة الارض للدوران، مما يترتب عليه إعادة أحداث الحياة الدنيا مرة اخري، فتكون الأرض مثل اسطوانة (سي دي)
تم تسجيلها في الدنيا، ثم يتم تشغيلها في بداية الآخرة حتي يري العباد اعمالهم أمام الخالق؛ وكما ذكرنا فهناك إختلافان:
١ السرعة الرهيبة
٢ الاتجاه المعكوس.
فالارض تعود لدورانها من جديد
لتعرض (نفس) احداث الدنيا كما كانت بالضبط.
والغاية من ذلك هي عرض الاعمال،
بغرض ان تتذكر النفس ما فعلته:
{يوم يتذكر الإنسان ما سعى}؛
{فأني لهم اذا جاءتهم ذكراهم}.
>>> هناك خصائص أو علامات ذكرت في القرآن والسنة تدل علي انعكاس حركة الاحداث نتيجة لدوران الأرض في الاتجاه المعاكس:
================
1- {زلزلة الساعة}:
قلنا أن الزلزال هو "التراجع"؛ ولفظ "الساعة" يشير الي أن الأجساد تتحرك دون سيطرة الانفس عليها كما كانت في الدنيا،
ففي القاموس المحيط : "ساعت الإبل، تسوع: تخلت بلا راع
وفي الصحاح: "أسعت الابل: أهملتها، فساعت هي تسوع سوعا، وسائع أي هائم علي وجهه؛
والجمع "ساعة"، مثل باعة وصاغة.
ف "الساعة" هي الاجساد الشاردة الفالتة من سيطرة الانفس،
وانها تتحرك بلا وعي منها، وزلزلة هؤلاء الساعة هي حركتهم إلي الوراء (علي قفاهم) بلا وجهة أو هدف.
2- (تري الناس سكاري):
انعكاس حركة الاحداث يجعل الأجساد تمشي القهقري (علي قفاها) كما يمشي السكران.
3- (يكون الناس كالفراش المبثوث)، (يخرجون من الاجداث كأنهم جراد منتشر):
وذلك لأن الشخص يتحرك عكس اتجاه عينيه مثل الفراش والجراد.
فالفراشة والجرادة اذا تحركتا نحو الشرق تكون أعينهما في اتجاه الغرب.
4- {خشعا ابصارهم يخرجون من الاجداث}، {لِیَوۡمࣲ تَشۡخَصُ فِیهِ ٱلۡأَبۡصَـٰر}ُ، {لَا یَرۡتَدُّ إِلَیۡهِمۡ طَرۡفُهُمۡۖ}
وذلك لأن اتجاه حركة العينين تكون من الخارج الي الداخل (من البعيد الي القريب) بسبب انعكاس اتجاه الحركة.
4- {مُقۡنِعِی رُءُوسِهِمۡ}
لأن المرء يمشى في الدنيا خافضا رأسه نحو الأرض، ففي الإعادة يتحرك بقفاه الذي يكون مرفوعا نحو السماء.
5- (ونحشره يوم القيامة اعمي):
انعاس حركة الاحداث يجعل الشخص يسير القهقري - (علي قفاه) - عكس اتجاه نظره وبذلك يكون كالأعمي، حيث لا يري وجهته التي يسير اليها.
6- (يوما يجعل الولدان شيبا):
انعاس حركة الاحداث يجعل حياة الفرد تبدأ بخروجه من قبره وتنتهي عند عودته الي بطن امه، فالقادمون الجدد الي الدنيا – المواليد- يخرجون من قبورهم شيباً، ثم يصغرون ويصغرون حتي يصبحون اطفالا ثم رضعا الي ان ترجع امهاتهم حواملا بهم.
8- 7- {تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها}:
في الدنيا الآن بعدما تضع الحامل حملها تنظر الي مولودها باستغراب وذهول لأنها تراه لأول مرة، وبعد ذلك تأخذ في إرضاعه؛ ولكن في احداث (الإعادة) يوم القيامة، ونتيجة لانعكاس اتجاه حركة الاحداث تظل الأُم ترضع طفلها الذي يصغر شيئا فشيئا، وقبل الولادة بقليل تكون نظرة الذهول تلك، برغم انها ظلت ترضعه شهورا عديدة، ثم بعد ذلك تلده، فالمعني أن الترتيب ينعكس: الرضاعة أولا ثم نظرة الذهول عند رؤية الجنين ثم الولادة.
9- (ان تلد الأمة ربها):
وذلك لان ابن سيد الأمة يكون كبيرا وسيدا علي امه، ولكن بسبب انعكاس اتجاه حركة الاحداث، يظل ذلك السيد يصغر ثم يصغر الي ان تأتي اللحظة التي تلده فيها، فتكون الأمة قد ولدت من كان سيدها.
10-(يتطاولون في البنيان):
في عملية البنيان (المباني) هنا الآن في الدنيا كلما تقدم البنيان كلما ارتفع وتتطاول بينما يتقاصر عنه البناؤون، ولكن في المعاد يوم القيامة، وبسبب انعكاس حركة الاحداث تكون عملية البناء بالمعكوس، حيث يتقاصر البنيان شيئا فشيئا بينما "يتطاول" البناؤون.
عرض الأعمال: القيامة: قيام الساعة: عذاب القبر:
===========
>>> لفظ "القيامة" صيغة مبالغة يشير الي قيام الاجساد، وقيام الساعة هو قيام الأجساد من قبورها من أجل عرض الأعمال.
>>> في حديث عن عائشة: سألت رسول الله (ص) عن عذاب القبر، فقال: (نعم، عذاب القبر حق)[النسائي]، وفي حديث آخر: (لا عذاب دون يوم القيامة) [مسند احمد]، وفي سنن الترمذي عن عثمان: (إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه)،وقد سمي القران زلزلة الساعة بانها (عذاب شديد)، وهذا العذاب داخل الارض، وبنهاية الدنيا وموت البشر تكون الارض بمثابة مقبرة كبيرة للناس، وعرض الأعمال فيها هو عذاب القبر، فالناجي والسعيد هو من رأي عمله حسنا، والشقي الحزين من يري عمله سيئا. جاء بالقرآن: {ووضع الكتاب}
ولكن ليس بالضرورة ان يكون الكتاب كلمات مكتوبة، وانما يمكن ان يكون كتابا مرئيا.
>>> ان زلزلة الساعة بالمفهوم الذي عرضناه، اي بمعني الحركة المعكوسة هي كما عبر القران: {ولكن عذاب الله شديد}، هي فعلا عذاب شديد، خاصة عندما يتخيل المرء ان حركته في حياته كلها الي الوراء (علي قفاه)، وانه حينما يجلس الي الطعام يرجّع ما أكله، وحينما يذهب الي الحمام يرجّع البول والغائط الي جسمه، ومع أن هذا كله في حوالي ساعة، لكنه في هذه الساعة يسترجع الأكل ويسترجع البول حوالي مائة الف مرة، وربما كان هذا ما قصده الرسول من قوله: (أكثر عذاب القبر من البول)، فلأنّ في خروجه في الدنيا كثير من الراحة يكون في رجوعه الي الجسم- في المعاد- كثير من العذاب.
>>> واذا كان عذاب القبر يبدأ في الآخرة، فهذا يعني أن ليس بعد الموت أي نوع من الحياة في الدنيا، اي قبل البعث ، وهذا يعني ان الانسان حالما يموت تعاد له روحه ليجد نفسه في الاخرة مباشرة، فلا احساس بالفترة التي يقضيها الانسان ميتا: (من بعثنا من مرقدنا).
>>> ولأن قيام الساعة هو قيامهم للعرض، فالثلاثة تتم في لحظة واحدة بالنسبة للإنسان:
الموت وقيام الساعة وعرض الاعمال..
..{فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَیَذۡهَبُ جُفَاۤءࣰۖ
وَأَمَّا مَا یَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَیَمۡكُثُ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ}
والله أعلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أضرار إثر حريق في كنيس يهودي بملبورن الأسترالية


.. من هم المانحون الذين ساهموا في ترميم كاتدرائية نوتردام؟




.. ماهي فرضيات استعادة تنظيم الدولة الإسلامية نشاطه في سوريا؟


.. كاتدرائية نوتردام في مهب رياح التاريخ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. كاتدرائية نوتردام في باريس.. عمق أدبي وفني يكاد يضاهي الأهمي