الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أسئلة للمؤمنين والذميين الجدد
عادل صوما
2024 / 10 / 19العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أسئلة تقف أمام العقل وتتحداه والعين تتابع الجولة الخاسرة المُهينة التي يخوضها ضد إسرائيل "حزب الله" و"حماس" والحوثيين برعاية إيران.
جولة يبدو أنها ستطول فالمرض العقلي مستفحل، والتربّح من عوائده مرتفعة، كما أن هناك نظم سياسية مستفيدة منه وستسقط إذا عولج، لكذلك لقنوا شعوبهم أن ما سيدور في أماكن القتال حرب وجودية وليست حرباً حدودية. وهنا بعض الاسئلة.
طيور وحجارة
أين الله في هذه المعارك بينما حزبه يحارب وهو القائل "فإن حزب الله هم الغالبون"؟ وكانت العبارة دائماً خلف حسن نصر الله، وليس علم لبنان.
أين الملائكة الذين طالما آزروا المؤمنين في حروبهم و"حزب الله" يتلقى الضربات الموجعة؟
"حزب الله" لا يملك طائرات حربية، فأين الطيور الخارقة التي أوقفت زحف الأفيال بحجارتها الفوق صوتية، ويمكنها ردع إسرائيل واُسقاط طائرات F-35B؟
ما هي نتيجة الحشد الديني في السياسة، وجعل الناس تتصرف بهوس وتعصب، عوضاً عن جلوس أصحاب المشكلة للتفاوض، فلا قدرة لهم على الحرب، وبالتالي الوصول إلى حل وانصراف الناس إلى مصالحهم وأشغالهم واللحاق بالتقنية والتنوير والانعتاق من الأوهام التي لم تثمر حتى اليوم، ولن تُثمر غداً.
يردد الناس كالبباغاءات: استشهد حسن نصر الله؟ لدينا عشرين آخرين. استشهد إسماعيل هنية؟ نحن إسماعيل هنية. استشهد يحيى السنوار؟ هناك خالد مشعل. تهدمت بيوتنا؟ سنبنيها مرة ثانية.
ما هي نتائج هذا الهوس بالموت والخراب؟ وماذا بعد؟
قراءة الأدبيات
هل قال حسن نصر الله أن إسرائيل أوهى من بيت العنكبوت، محاكياً " وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت" لحشد المؤمنين إلى النتائج التي نراها، أو بناء على معلومات استخبارية وما لديه من قوة ومعلوماتية ودعم دولي؟
تسلّح المؤمنون بإيمانهم، وتسلح أصحاب بيت العنكبوت بالتكنولوجيا والدعم الدولي (أو غض النظر) وجواسيس من المؤمنين، والنتيجة هي انتصار المؤمنين وتعلّم إسرائيل درساً قاسياً حسب ترقيع علي خامنئي بجرعة دينية لتخدير الثكالى والأرامل والايتام ومن فقدوا بيوتهم أو املاكهم ومن فقدوا أعضاءهم.
هل سمع أحد أن الفقير إلى الله علي خامنئي (200 بليون دولار) سيتبرع بُخمس ماله للمذكورين أعلاه؟ أو أن الجنة مثواهم ونِعم المصير.
قال متربِّح من "حزب الله" على شاشة تلفزيون لبنانية عشية هجوم إسرائيل على جمهورية الولي الفقيه في لبنان: بكبسة زر يمكن لحزب الله تدمير وزارة الدفاع الإسرائيلية، ثم قال بوقاحة متناهية بعد الضربات الموجعة: لم يستخدم "حزب الله" كل قوته بعد.
متى ينصرف المؤمنون لعبادة إلههم عوضاً عن تسيسه؟ إلههم أُقحم رغماً عنه كما يبدو واضحاً من التاريخ في سياستهم ومؤامراتهم واغتيالاتهم وحروبهم.
متى يتوقف المؤمنون والذميون الجدد على نعت التيار الذي يدعو للسلام بين مواطني الشرق الأوسط كافة، والتعايش مع باقي الحضارات بالصهاينة العرب؟
السلام؟
أليس السلام اسماً من أسماء الله؟ أين هذا السلام منذ تدخله في مسار التاريخ؟ تاريخ الشرق الأوسط وحده، بواسطة إبراهيم وأولاده وأتباعهم.
ماضي هذه المنطقة بُني على الغيبيات وأساطير الأولين منذ أن أمر يهوه/إلوهيم/الله بني إسرائيل بالتوجه إلى أرض كنعان وسحق سكانها بدون ذنب أقترفوه والعيش على أرضهم، ثم تجاهل الإله الإبراهيمي في أدبيته التالية مسألة المِلكيات والحروب واستباحة الأراضي، وأعلن انه ملك القلوب، وأن مملكته ليس من هذا العالم، لكن يبدو انه ندم على هذا التصريح، رغم أنه "ما يُبدّل القول لديَّ وما أنا بظلاّم للعبيد"، فقد ورد في أدبيته السياسية الحاسمة الأخيرة أن الأرض له، وحسب المفسرين لملكية الأرض لله، أينما حل المنتمون لحزبه يعتبر العقار وقفاً لهم وحدهم، لا يجوز التفريط فيه، ويدفع السكان الأصليون ضريبة أصبحت ضرائب متعددة في ما بعد، كما أبدّل أفعال وكلمات في قاموسه، فالغزو أصبح فتحاً، والقتال أصبح جهاداً، والسرقات أصبحت غنائما، والأسيرات صرن سبايا.
إن كان هذا من الماضي، فالمستقبل يجب أن يُبنى بالوقائع احتراماً للعقل وحقوق الإنسان والذين ماتوا بدون أي نتيجة لصالح البشرية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أضرار إثر حريق في كنيس يهودي بملبورن الأسترالية
.. من هم المانحون الذين ساهموا في ترميم كاتدرائية نوتردام؟
.. ماهي فرضيات استعادة تنظيم الدولة الإسلامية نشاطه في سوريا؟
.. كاتدرائية نوتردام في مهب رياح التاريخ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. كاتدرائية نوتردام في باريس.. عمق أدبي وفني يكاد يضاهي الأهمي