الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كان دورهم فيه حاسماً / الشيوعيون اليونانيون يحتفلون بالذكرى الثمانين للخلاص من النازية
رشيد غويلب
2024 / 10 / 20الارهاب, الحرب والسلام
نظم الحزب الشيوعي اليوناني، السبت الفائت، مسيرات في أثينا ومدن أخرى في اليونان، بمناسبة الذكرى الثمانين لانسحاب الجيش النازي المحتل، وتحرر البلاد ولو الى حين. وأكدت مصادر الحزب مشاركة عدة آلاف في المسيرات الاحتجاجية ضد التهديد بعودة الوحش الفاشي والنازي، ليس في اليونان فقط، بل في معظم الدول الأوروبية. وأشارت وسائل الإعلام السائدة إلى المناسبة بشكل عرضي. ولم تشر إلى الدور المحوري الذي لعبه الشيوعيون في تحقيق النصر، الذي احتفل به في 14 تشرين الأول 1944، بعد عودة الحكومة اليونانية من المنفى بزعامة غورغيوس باباندريو، والذي لم يدم طويلاً، فبعد شهر ونصف فقط، وفي الثالث من كانون الأول، سمحت بريطانيا العظمى، التي وصفت نفسها بأنها "قوة حامية"، بإطلاق النار على تظاهرة لجبهة التحرير الوطني في قلب أثينا. وأعقب ذلك ثلاثين عاماً من الإرهاب ضد اليسار، بما في ذلك القتل والاعتقال وتسييس القضاء.
منذ عام 1944، كان واضحا للبريطانيين في عهد رئيس الوزراء ونستون تشرشل، ثم بالنسبة للولايات المتحدة في عهد الرئيس هاري ترومان، ضرورة منع أي مشاركة للشيوعيين، وبأي ثمن في السلطة السياسية في اليونان. في سياق نموذج ما بعد الحرب الذي خططه تشرشل وحكومته الحربية لليونان، كان من المقرر القضاء على جبهة التحرير الوطني، التي نظمت المقاومة ضد المحتلين النازيين والفاشيين الألمان والطليان وجناحها المسلح، جيش التحرير الشعبي الوطني. وبدا للبريطانيين خطر تعرض هيمنتهم السياسية والعسكرية التي استمرت أكثر من 100 عام في بحر إيجة. و "لم تتصرف الولايات المتحدة بشكل مختلف"، كما كتب المؤرخ الألماني هاينز ريختر في عمله الأساسي "اليونان بين الثورة والثورة المضادة"، الذي نشر في عام 1973، لقد أصبحت اليونان "دولة عميلة للولايات المتحدة الامريكية".
وقد أدى نزع السلاح والحل الكامل الذي طالب به البريطانيون إلى توترات لا يمكن حلها داخل حكومة باباندريوالذي ينتمي إلى تيار الوسط، والتي شارك فيها اليسار في البداية، إلى خروج اليسار من الوزارة. وتم حظر التجمع الحاشد المضاد للحكومة والحكام الفعليين، الاستعماريين البريطانيين، الذي سبق أن تمت الموافقة عليه مبدئيًا في 3 كانون الأول 1944، من قبل باباندريو. وعندما بدأت المسيرة التي ضمت نساءً وأطفالا، فتحت الدبابات البريطانية وقوات المشاة تحت قيادة الجنرال رونالد سكوبي النار على ميدان سينتاغما في قلب أثينا. ووفق المعلومات الرسمية، خلف الهجوم المسلح 28 قتيلاً و148 جريحاً. وتحدث لاحقا الموسيقار اليوناني العالمي ميكيس ثيودوراكيس، الذي شارك في المسيرة حينها، عن " 70 ضحية على الأقل".
وكانت المذبحة، التي عرفت بمذبحة "ديكيمفريانا"، بمثابة مقدمة لحرب أهلية بين جبهة التحرير الوطني/جيش التحرير الشعبي وما يسمى بالجمهوريين والموالين للملك. ووصف الملك اليوناني وصديق الفاشية جورج الثاني وقوات التدخل البريطانية والأمريكية تشرين الأول 1949 أنفسهم بـ "المنتصرون". ويُطلق تأريخ نظام ما بعد الحرب على الحزب الشيوعي وحكومته المؤقتة، التي اتخذت من سالونيك مقرا لها "الخاسرين". وحتى خمسينيات القرن العشرين، تم ترحيل قرابة نصف مليون شيوعي، أو متهم بالشيوعية، إلى معسكرات الاعتقال في جزيرتي ليروس وماكرونيسوس. وبالمقابل صدر في وقت مبكر من عام 1952 عفوا عن جميع المتعاونين مع النازيين وحظر الدستور الجديد حينها تأسيس أو وجود جماعات سياسية يسارية. وعندما مهدت الولايات المتحدة الطريق أمام دكتاتورية عسكرية بقيادة العقيد جورجيوس بابادوبولوس في عام 1967، شكل اليسار مرة أخرى المقاومة المناهضة للفاشية، وكان اليساريون اليونانيون، الذين أفلتوا في المنفى، من إرهاب اليمين لمدة 20 عاماً، قوة المقاومة الرئيسية، وهم الذين أعطوا اليونانيين الأمل وتوج ذلك بالانتصار على الدكتاتورية العسكرية عام 1974.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا في مدن سوريا بعد سيطرة المعارضة
.. صراخ وفوضى.. شاهد ما حدث في برلمان جزر البهاما بعد إلقاء نائ
.. إيران تعيد حساباتها في الشرق الأوسط.. وهذا ما ستفعله مع سوري
.. أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يكرم صحفيي الحرب في منتدى
.. بلومبرغ: روسيا ليس لديها خطة لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار