الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مليشيات و صواريخ وحشيش

حاتم عبد الواحد

2024 / 10 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ انتهاء الحرب بين العراق وإيران في اب عام 1988 ما فتئت إيران تكدس الذخائر والأسلحة المتنوعة المديات والماركات والاغراض دون ان تطلق اطلاقة واحدة ضد (عدو مفترض). فإيران لا أعداء لها ضمن الإقليم الذي يحيطها، وحتى العراق لم يكن عدوا، بدلالة ان صدام حسين استودع طائراته الحربية والمدنية في طهران عشية دخول قوات التحالف الأمريكي الاسباني البريطاني الى بغداد في التاسع من نيسان عام 2003.
وطوال هذه الفترة الزمنية التي امتدت على نحو ربع قرن، كانت إيران تعلن بين فترة واخرى انها استطاعت تطوير صواريخ بعيدة المدى وصواريخ فرط صوتية، إضافة الى صواريخ تستطيع حمل الأقمار الصناعية الى الفضاء! بمعنى اخر ان مستودعات الجيش الإيراني والقوات الرديفة والمساعدة كالحرس الثوري و(جيش القدس) قد أصبحت متخمة بالذخائر واسلحة الاطلاق من بنادق الى طائرات مقاتلة، وكل هذا كان وما يزال يرد في اخبار وكالة الاخبار الإيرانية يوميا.
وامام هذا (الترهل) التسليحي لم يسأل أحد من عربان دول الخليج المجاورة لإيران: لِمَ كل هذا الجحيم من الأسلحة؟
لقد كانت لقطة سقوط بغداد تحت احتلال التحالف الدولي عام 2003 هي الخطوة الأولى لنقل هذه الاكداس من الأسلحة والاعتدة الى خارج (الجمهورية الثيوقراطية الإيرانية)، مرة باسم دعم الحكومات الموالية للمرشد الأعلى ولمفهوم (ولاية الفقيه). ومرة أخرى باسم الدفاع عن (منجزات دولة الفقيه) بإنشاء خطوط صد خارجية!
يذكر قيادي صغير في احدى المليشيات التي تحكم العراق لجمهور المشاهدين، وهو يتحدى خطة جيش الدفاع الإسرائيلي لقطع المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان لمنع وصول الامدادات الحربية الإيرانية لحارة حريك، (ان حزب الله الإيراني في لبنان يستطيع ان يطلق يوميا 125 صاروخا ومقذوفا حربيا تجاه الأراضي الإسرائيلية لمدة 3 سنوات، قبل ان تنفد ذخيرته!!)، أي ان مستودعات حزب الله الإرهابي تضم أكثر من 100 ألف قطعة حربية تستطيع عبور الحدود الى الداخل الإسرائيلي. هذا المليشاوي (الصغير) لم يذكر الا ما يعرفه، اما الرقم الحقيقي فمخزون في رؤوس الإرهاب الكبيرة التي تتحكم بهذا(الصغير).
هذا المثل اضربه لمكان واحد وهو الجنوب اللبناني، اما اكداس السلاح والاعتدة والصواريخ والمسيرات المكدسة في المدن السورية واليمانية والعراقية والمحمية من قبل هذه (الدول) فإنها تحتاج الى جردة دولية كي يعلم المواطن الذي يعيش في تلك المدن الدول انه ينام على سرير من بارود، لا أحد يعلم متى سيتم اشعاله.
منذ أكثر من سنة وإسرائيل تواصل ردها على حماس الإرهابية عقابا على هجومها الدموي الذي شنته يوم السابع من تشرين الأول من عام 2023، ورغم نبش الأرض بحثا عن الإرهابيين الذين اختطفوا المدنيين من مهرجان الموسيقى والمستوطنات القريبة من موقع الهجوم، ورغم مئات الغارات الجوية التي لم تبق في غزة حجر على حجر ولا شبرا من الأرض بدون شظايا الا اننا نستطيع ان نقرأ ونسمع ونرى يوميا ان هناك هجوما قد شن من قبل المتحالفين الأساسيين مع إيران (حزب الله وحماس). فهل هذه (العمليات) هي للدفاع عن النفس ام انها تعبير عن مقدار الشر الذي يكنه المحور الإيراني لمستقبل المنطقة؟
وكمتوالية لبث الرعب في نفوس سكان الإقليم تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريح لمسؤولين ايرانيين يقول: اننا قادرون ان نطلق 7 الاف صاروخ يوميا على إسرائيل! أي بمعدل صاروخ كل 15 ثانية!!
فاذا كانت إيران تمتلك هذه القوة العسكرية والتقنية والتنظيمية فعلا، لِمَ لمْ تفعل هذا الذي تهدد به طوال الـ 36 سنة التي اعقبت انتهاء حربها مع العراق، وطوال 45 سنة من عمر نظامها الثيوقراطي الذي مازال يروج لفكرة إزالة إسرائيل من الوجود بـ (سبعة دقائق ونصف)؟؟!!
وإذا كانت إيران فعلا تستطيع فعل ما تروجه لرفع الروح المعنوية لأذرعها في صنعاء وبغداد وبيروت ودمشق، فلماذا وزير خارجيتها يدور بطائرته الخاصة على عواصم الإقليم المؤثرة دوليا كالرياض وإستانبول والقاهرة مستجديا (الرحمة) في الضربة الاسرائيلية القادمة؟؟
لقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا الأسبوع امرين مهمين، الأول بخصوص خرائط الشرق الأوسط الجديد، التي ستكون مرتكزة على التفاهم والتعاون بين دول الإقليم ما عدا إيران ومثيلاتها!
والثاني هو الثمن الباهظ الذي ستدفعه إيران ونظامها السياسي جراء اقدامها على محاولة اغتياله بطائرة مسيرة انطلقت من جنوب لبنان.
لقد كان الإيرانيون يعلمون ان الـ (شو) الدعائي الي يمارسونه لا يغير من تقييم العالم للعقيدة العسكرية في طهران، فأساليب المراوغة والمغالطات والتقية والتنصل من الإرهاب الذي تمارسه طهران بشكل مباشر او عبر أذرعها في المنطقة لم تعد اعذارا مقبولة لدى العالم الحر تحديدا، ولم يعد امام العربي العاجز عن الدفاع عن وجوده امام الهجمة الفارسية الكاسحة الا ان يعمل بمعية إسرائيل التي عانت في ذات الوقت من العدوانية الإيرانية غير المبررة.
وربما يتساءل الشباب العربي الذي لم يعش احداث ثمانينات القرن الماضي عن أسباب العداء بين لبنان وإسرائيل، ولماذا هما في اشتباك دائم؟
سياسيا ودبلوماسيا ليست هناك حرب بين بيروت وتل ابيب، ولكن هناك جيوب شيعية تسيطر على جنوب لبنان وجنوب بيروت وهذه الجيوب موالية الى حد التبعية لمنهاج (ولاية الفقيه) الذي لا تقره غالبية الشيعة في العالم. ان لبنان دولة مؤسسة للجامعة العربية، أي انها تخضع لميثاق الجامعة ، ولكنَّ الإيرانيين استطاعوا ان يخرجوها فعليا من هذا الميثاق من خلال ضخ اكداس هائلة من الأسلحة و ملايين الدولارات لخلق دولة مليشيات بقيادة المقبور حسن نصر الله لابتلاع الدولة الرسمية، والاغرب فيما يحدث منذ سنتين ان حزب الله المدحور لا يسمح بانتخاب رئيس لهذا الدولة المؤسسة للجامعة العربية، فبالرغم من انعقاد 13 اجتماعا بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشيل عون في 31 تشرين الثاني عام 2022 وحتى 14 حزيران 2023 ، الا ان كل هذه الجلسات لم تسفر عن انتخاب رئيس للبنان بسبب ما فرضته جبهة (جنوبي لبنان ـ شمال إسرائيل) على المشهد السياسي في البلاد. فايران التي تفرض هيمنتها على الجنوب اللبناني والبقاع ومنطقة بيروت قد اعدت عدتها منذ أربعين سنة واكثر عندما أسست ( جمعية القرض الحسن) الاسم المستمد من الفقه الإسلامي والذي يعني قرض بلا فوائد، ولكن هذه ( الجمعية قد اتخذت شكلا يوازي البنك المركزي الخاص بحزب الله، فقروضها لدعم الشيعة فقط و طريقة عملها لا تخضع لنظام المصارف اللبنانية مما اثار حولها شكوك بغسيل الأموال، لان مصادر الأموال التي تتداولها هذه ( الجمعية) هي مصادر إيرانية، ولهذا فرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات عليها لأنها تعتبر ( حزب الله) منظمة إرهابية، وبعد عام 2003 أصبحت الأموال التي تضخ في هذه القناة المالية الإرهابية هي أموال مسروقة من الواردات المالية لصادرات النفط العراقي أساسا.
كما ان تجارة الحشيش والمخدرات القوية كالكبتاغون والكرستال هي موارد مالية أخرى يعتمد عليها النظام السياسي العقائدي الإيراني في تمويل أذرعه التي تقاتل نيابه عنه في بلدان منشئها الاصلية.
فـ (حزب الله) الإرهابي ومشتقاته وحلفاؤه من الاطياف الاخرى قد قتل من اللبنانيين خلال أربعين سنة اضعاف اضعاف ما قتلت إسرائيل من العرب خلال كل حروبها منذ 1948 حتى هذه اللحظة، وينطبق الحال على الحوثيين والمليشيات العراقية بكل تسمياتها الطائفية والعرقية.
لم يبق امام المواطن العربي المنتهك اقتصاديا وصحيا واجتماعيا وتربويا الا ان يستجير باي قوة على هذه الأرض للخلاص من هيمنة طهران وللحفاظ جهد الامكان على مستقبل أولاده واحفاده من الانزلاق في الفخ القمي، وهذا الشعور لا يخص عرقا معينا او طائفة او مذهب، فايران وميلشياتها انتهكت كل القيم والأعراف الدينية والاجتماعية وعبرت كل الخطوط الحمراء بتسليط القتلة واللصوص والمزورين على رقاب المجتمع، وعليه لو سألت اليوم أي مواطن في اي شارع من شوارع الشرق الأوسط العربي : هل انت مستعد للقتال مع جيش الدفاع الإسرائيلي ضد طهران وميلشياتها فانه سيبوس يديك ويقول لك: دلني على اقرب مكان او موقع استطيع ان اتطوع من خلاله، وهذه ليست مبالغة ، فالإنسان عندما ييأس يكون مستعدا لفعل أي شيء للخلاص من ورطة حياته التي هو فيها، ومما يعزز هذا الشعور لدى غالبية سكان الشرق الأوسط العربي هو معرفتهم العميقة بمدى صدق اليهودي وامانته واخلاصه لوطنه، فالعربي والكردي والتركماني والسني والشيعي والمسيحي يعرف هذه الحقيقة. على النقيض من هذا نجد ان مشاعر السكان في هذا الاقليم تجاه الفرس هي مشاعر مزعزعة وغير متيقنة من شيء، لان الفرس بكل اديانهم وطوائفهم يكرهون العرب مهما كانوا، ويتخفون خلف قناع التقية في كل كلمة يقولونها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقاله وطنيه عراقيه عربيه رائعه وجريئه ضد الفاشية ا
المتابع ( 2024 / 10 / 21 - 01:52 )
الخمينية ويتيمها خامئي ملا عصابات الاجرام من البعض من متخلفي وخونة العراق الشيعه كما يسميهم العفونات -تحياتي للكاتب على وعيه وحسن كتابته وجراءته -تحياتي