الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حقيقة صِدَام الحضارات - 1
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
2024 / 10 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من مدونتي 18-10-2024
وقتما ظهر كتاب صامويل هنتنجتون " صدام الحضارات " - تاريخ النشر 1996 - وكتب عنه الكثيرون . قرأت ما أمكنني قراءته . وكان لي انطباع . هو أن اللفظ الحقيقي المعبر . عن لفظ - أو كلمة " حضارات " هو : الديانات .. وليس الحضارات
ليكون عنوان الكتاب - الصحيح - " صدام الديانات - أو صدام الأديان "
( حتي الصراعات لأسباب عرقية . في الغالب سنجد العرقية عالقة في ديانة ما من الديانات )
( كل من يحارب ويقاتل , من منطلقات أيدلوجية دينية - أيا كان اسم الدين - إسلامي , يهودي , مسيحي , هندوسي - أو غيرهم ,, هو خطر علي سلام شعبه , وخطر علي شعوب ودول المنطقة . وخطر علي السلام العالمي .. والقاتل والمقتول كلاهما عندي سيان في الجريمة .. لا أشمت في المقتول ولا أترحم عليه .. ولا أصفق للقاتل ولا أهنيه ,,فالمقتول الذي كان يدافع عن بيته الذي اغتصبه القاتل .. كان هو ورفاقه سيحتلون بيتي بعد الخلاص من قاتله .. والقاتل .. بعدما يفرغ من باقي رفاق المقتول .. سوف يغتصب بيتي - كلاهما نوايا احتلال بيتي وبيت غيري بموجب أيدلوجيته الدينية .. موجودة تلك النوايا بداخله ومبيتة - ومعروفة , من واقع تاريخ ديانته .. لذا فكلاهما عندي سواء / القاتل والمقتول ) / كلاهما داعشي . ولكل دين دواعشه .
نعود بموضوعنا " حقيقة صدام الحضارات " :
كثيرا ما تقتضي الأحوال . استخدام لفظ بدلا من آخر .. لفظ أخف , أرق .. بأمل ألا تكبر مشكلة ما ولا تتفاقم .. بأمل امكان اطفاء عود ثقاب صغير اشتعل . قبلما يتحول لحريق هائل
كثيرا ما تقتضي الأمور من الكاتب - كما من المتحدث - استخدام لغة الدبلوماسيين .. التلميح .. التهوين .. البعد عن المباشرة .. وربما الكذب - أبيضاً كان أم أسوداً -
وتعبير " صدام الديانات " مفزع .. مثير ..
اذ سيثير أعصاب جحافل المتعصبين والمتشنجين , من كافة الأديان .. فيقدح شرر تيران التعصب من أعينهم
و فيروسات الأديان لا تخلوا منها أمة من أمم الأرض ..من أمريكا . حتي دول وسط افريقيا ..ومن السويد والدانمرك وسويسرا وحتي أفغانستان . ومن ميانمار , حتي دول أمريكا الجنوبية
لذا وجد مؤلف الكتاب " صامويل هنتنجتون " - في تقديرنا - ان الأفضل هو جعل عنوان كتابه " صدام الحضارات - لا صدام الديانات -
والبعض الآخر .. ممن ترجموا الكتاب - أوممن كتبوا عنه . نشروا العنوان " صراع الحضارات - وليس صدام .. باعتبار ان الصراع .. هو درجة قد تكون أخف من الصدام - الفعلي المباشر - ..
وكلها محاولات للابتعاد عن المباشرة . والابتعاد عن صدم الناس بمخاطر الديانات . بقصد إطفاء شيء صغير مشتعل - كما قلنا - أو منع عوامل اشتعال ما هو قابل للاشتعال . , وبأمل ألا يتحول الي حريق كبير ..
ولكن عندما تقع الواقعة - ويشب الحريق .. أوعندما تقترب الكوارث من حافة الوقوع .. فهنا لا مفر من تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية ..
ومن هنا.. لعله قد يكون من الجائز القول : صدام الديانات.. بدلامن صدام الحضارات
فلماذا ؟
لأن حرباً عالمية قد تقع قريباً
ليس فقط بسبب الثنائي فولاديمير :
( فولاديمير بوتين , وفولاديمير زيلينسكي/ الروسي . و الأوكراني ) ..
كلا وانما أيضاً :
بسبب منظمات وميلشيات دينية من 5 دول اسلامية شرق أوسطية - مدعومة فارسياً / ايرانياً - , ضد دولة دينية يهودية - مدعومة غربياً , من كبري دول الغرب ، الأغني والأقوي .
الدولة اليهودية كان يحكمها علمانيون . والآن يحكمها رئيس حكومة يمثل المتدينين اليهود المتشددين - بنيامين ناتنياهو -
الدولة هي اسرائيل . التي ترسم فوق علمها رمزاً دينياً - نجمة لأحد الأنبياء اليهود- داود ( أو : ديفيد ) ..
ويقف خلف تلك الدولة . ويساعدها بكل قوة , كما قلنا - أكبر وأغني وأقوي دولة بالعالم : أمريكا وحلفاؤها في أوروبا وكندا واستراليا ( وجميع ىتلك الدول غالبيتها مسيحية الديانة ) وذلك لخوف تلك الدول , من تمدد أتباع دين - الاسلام - الذي له تاريخ استعماري - حربي - ( كغالبية الأديان ..ما لم تكن جميعها ) تاريخ طويل وبغيض : و أتباعه لا يعتبرون التمدد الاستعماري الديني , البالغ الدموية, سوي " فتح ! في سبيل الله .. .. وفريضة دينية بريئة - وشريفة أيضاً .. !
و الدولة اليهودية الآن في حالة حرب مع 5 دول دينية من دين معادي لليهودية - بنصوص إسلامية متنوعة . ولا لبس في وضوح صراحتها - و هي :
1 - حماس الفلسطينية - الاسلامية , السُنّية - و منظمات أخري شقيقاتها - المنظمة لها راية دينية - كما لاسرائيل علم يحمل شعاراً دينيا ..
2 - وحزب الله في لبنان -تنظيم ديني اسلامي - شيعي - وله راية دينية
3 - وسوريا - ذات النظام الديني الاسلامي الشيعي ( الطائفي . العائلي ) . سوريا المحتلة دينيا . ودنيويا ! - من عدة دول !
4 - وجماعة الحوثي - في اليمن ,وهي جماعة دينية اسلامية شيعية - دمرت بلادها من قبل ان تمد ذراعها لتدميرات مختلفة الاتجاهات - بتحريض وبدعم ايراني شيعي - .
5 - وفي العراق : ميلشيات اسلامية شيعية تشترك في محاربة الدولة اليهودية " اسرائيل " المدعومة أمريكياً وأوروبياً .
أما الدولة السادسة - الرأس المدبر . والمحرض و الممول لمن سبق ذكرهم . الدولة التي تحارب الدولة اليهودية الديانة , فهي اسلامية شيعية.. انها : إيران .. ذات الراية الدينية,المكتوب فوقها اسم : الله .. بالكتابة العربية - حيث نبي الاسلام و ورثته : ابن عمه علِيّ , و ابنه الحسين - حفيد محمد - كلهم = عرب
ايران لها كتيبة حربية ( فيلق القدس ) بهدف تحرير القدس من اليهود ..
والقدس من مقدسات المسلمين السُنَّة . وايران شيعية , وللشيعة مقدسات أخري بخلاف مقدسات أهل السُنة - المسلمين - .. !!
ايران شيعية ومقدسات الشيعة ليست في فلسطين ولا في القدس - في المقام الأول : في العتبات المقسة , بالعراق ! بمدن : النجف . والكوفة , وكربلاء - و مدينة " قم " الايرانية - مقدسة لكونها مجرد مرجعية شيعية . .. !
ولكن القدس .. تقع داخل مجال طموح وأطماع - ومخططات - التمدد التوسعي الاستعماري الامبراطوري الفارسي -الايراني - في طبعته الحديثة : الاسلامية الشيعية - استعمار بالوكالة وبالوكلاء / أحدث أساليب الاستعمار والمستعمرين - الغربيين - المعاصرين -
ومن الناحية الأخري - مثلما تقف أمريكا بجانب اسرائيل -
كذلك تقف روسيا - تاني أكبر دولة نووية بالعالم . بجانب ايران
( هكذا من الممكن أن تندلع حرب عالمية تفني الكرة الأرضية . وخاصة لو أضفنا لذلك الصدام غير المباشر في أوكرانيا . بين روسيا وحلفائها - الصين وكوريا الشمالية - من ناحية - . وبين أمريكا وحلفائها - من ناحية أخري - ) .
حيث رئيس روسيا " فلادومير بوتين - رجل المخابرات الشيوعي في الدولة الشيوعية - قبل سقوط وتفكك الاتحاد السوفييتي - كان يؤمن - كشيوعي - بأن الأديان أفيون الشعوب
وبعدما سقطت الشيوعية .. صار " بوتين " مسيحياً . وأحب الأديان ! .. وافتتح كرئيس لروسيا - أكبر مسجد اسلامي , في موسكو .. ! وكان - في نفس الوقت - صديقاً حميماً للدولة اليهودية " اسرائيل " قبل قيامه بمحاربة أوكرانيا ..
ثم صارت اسرائيل عدواً له , بعدما اكتشف انها تساعد أوكرانيا - ذات الرئيس والسكان اليهود الكثيرين - ... ..! / كلها أمور دينية / .
/ كلها أمور دينية /
( مقال ذو صلة 1 : " نحو إلغاء الرِّق العقائدي و تحرير عبيد العقائد . المكبلين بنصوص وأساطيرعتيقة " :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=835768
مقال ذو صلة - 2 / عن إصلاح الأمم المتحدة :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=653575
وبوتين - المسيحي حالياً (الأرثوذُكسي ). الشيوعي السابق - يساعد ايران -الاسلامية - ضد اسرائيل اليهودية لأسباب سياسية دينية . يمد ايران - الدولة الدينية الاسلامية الشيعية - بأفتك الأسلحة . وقد يبرم معها معاهدة دفاع مشترك . محاربة لأعدائه الأمريكان - المسيحيين في غالبيتهم / كاثوليك وليسوا أرثوذكس - , ويحارب إسرائيل - اليهودية - .
لوفاز ترامب . في انتخابات الرئاسة الأمريكية - المحدد لها نوفمبر القادم - بعد قرابة شهر من الآن .. فالأرجح انه سوف يتفق مع صديقه بوتين . بأن يترك أوكرانيا لبوتين . مقابل أن يتخلي " بوتين " عن مساعدة إيران - ويوصي حليفيه " الصين و كوريا الشمالية " بالتخلي عنها أيضاً , لينفرد بها ترامب واسرائيل ..
بوتين أوعز للذراع النووي الروسي -الصيني , " الامبراطور الشيوعي ! لدولة كوريا الشمالية " , بتزويد ايران الاسلامية بالطاقة النووية ! التي من المؤكد ان السلاح النووي وكل ما يسلحوا به ايران , سوف يرتد - يوماً ما - علي روسيا والصين وعلي كوريا الشمالية - والجنوبية !.. وبالتدريج سيرتد علي العالم كله بالعدون . لو اتيحت لايران الاسلامية الشيعية , فرصة التمدد والمدّ الشيعي . بلا رادع يوقفها .. لكون الاعتداء علي الدول الأخري - لأجل أسلمتها - فريضة دينية اسلامية , لا يمكن لدولة دينية اسلامية الاسم والراية والنشاط العسكري الحربي . أن تتنازل عن فريضة دينية اسلامية ( اسمها : الجهاد .. ! ) وتلك الفريضة لا نقاش حولها . اذ لها نصوص اسلامية صريحة في القرآن وفي السُنة - أحاديث محمد - ..
في عهد محمد النبي .. كانت الاعتداءات علي القبائل لفرض الاسلام عليها طوعاً أو كرهاً - وهم صاغرون - . وبعد محمد . في عهد عمر بن الخطاب . توسعت فريضة الاعتداء علي الغير (يسمونها : الجهاد.. في سبيل الله ! ) . لتشمل دول الجوار والدول المجاورة لدول الجوار .. ثم توسع العدوان الاستعماري الجهادي الاسلامي- في سبيل الله ! - فزحف في أعماق آسيا وافريقيا وأوروبا
( محمد - النبي . كان قد تعلم من الديانة اليهودية, كيفية طرد الناس من أراضيها والاستيلاء عليها ! - انظر سفر العدد . وسفر يشوع . بالتوراة . الموجودين بالكتاب المقدس للمسيحيين : العهد القديم )
وبعد اندحار - او غروب - الامبراطوريات الاسلامية الاستعمارية - عربية أو تركية عثمانلية - أو الامبراطورية الاسلامية الشيعية الفاطمية .. صارت دول أوروبا وأمريكا وباقي حلفائها يخشون عودة الغزوات الاسلامية الجهادية . فجعلوا من اسرائيل خط دفاع أول عن أمنهم - كما صرح من قبل عدة مرات , رؤساء أمريكيين و أوروبيين ...
ولا ننسي الحملات الصليبية - المسيحية الديانة -علي دول الشرق .
وقبلها بمئات السنين كان للاغريق وللرومان حملات استعمارية وراءها - أو برفقتها - أديان . أو ركوب للأديان لتثبيت اقدام المستعمر الغربي - كما فعل الاسكندر الاكبر . عندما غزا مصر . وخدع شعبها بالدين . بزيارة لمعبد إله المصريين وقتذاك - أمون - في واحة سيوة . وأعلن انه ابناً لإلههم - فكانت تلك اللعبة الدينية , جواز ومبرر لاقامة المستعمر الاغريقي - الاسكندر - للبقاء في مصر , محتلاً , لها ولشعبها . بحيلة و مطيّة الدين ! ؟
فالحروب كما رأينا - حروب أديان .. ! منذ قديم الزمان . كما هي الآن .
والامبراطور الروماني قسطنطين (306–337م) وجد الدين لجاماً ممتازا يُسهِّل له قيادة الشعوب المقيدة - أوالمؤمنة ! - به . ففعل ما يشبه فعل الاسكندر الأكبر . الذي قدم القربان لإله المصريين . وأعلن نفسه ابناً لذاك الإله .. ليستتب له احتلال مصر ..
كذلك إعتنق الامبراطور الروماني .. ديانة دول الشرق الخاضعة لامبراطوريته - الديانة المسيحية . ونشرها - أو فرضها علي باقي دول امبراطوريته في أوروبا .. و كما في كل الأديان ,, يقال بعد ذلك : ان الناس قد أحبوا الدين- المفروض عليهم أو علي أجدادهم - وآمنوا به أقوي وأشد الايمان !
الدين أدة للنصب الاستعماري علي الشعوب :
عندما دخل الاستعمار الغربي لاحتلال بلاد افريقيا , اتخذ من الدين - المسيحي - وكهنة الدين , صف أول للاستعمار .. بصفة مبشرين بدين جديد ! كما عبر عن ذلك القس الجنوب أفريقي ديزموند توتو - حائز علي نوبل للسلام - :
«عندما جاءت البعثات التبشيرية - المسيحية - إلى أفريقيا، جاءوا ومعهم الكتاب المقدس ، وكانت معنا الأرض - اراضيهم -. قالوا لنا : لنصلِّ - دعوهم للصلاة - . أغمضنا أعيننا، وعندما فتحناها , كان معنا الكتاب المقدس، واستولوا هم على الأرض».
!!!
أي كان الدين , أداة جيدة للنصب الاستعماري ! كما الآن هو أداة نصب دعووي . يحقق الثراء لكثيرين من دعاة الأديان - الدجالون..
هذا بخلاف حروب خفية أو معلنة بين مذاهب كل دين .. !
( يزعم فقهاء الاسلام ان دينهم انتشر في آسيا عن طريق التجار ! وليس بالغزوات المسلحة والحرب .. ! وتلك أكذوبة كبري .. والصحيح انه قد انتشر بالحرب والضرب والقتل والنهب والأسر . وعدم معابد الهندوس ... عن طريق وكيل الاستعمار العربسلامي . " محمود الغزنوي " - الأفغاني - ابحثوا عنه بالانترنت . وايضاً بجرائم وفواحش القائد العربي " الحجاج بن أبي يوسف الثقفي " - عصر الخلافة الاسلامية الأموية )
وأكثر الحروب الدينية بالعالم , انما تدور بين 3 أديان - كلها شرق أوسطية المنبع , عالمية المَصَب والمَطَب - تسمي الابراهيميات .
والابراهيميات هي أكبر بؤرة - بل بؤر , تَلوُّث , وتلويث معرفي . وإعاقة لتقدم الانسان . بمحاربتها للعلم الحديث , وسعيها الدائم لجذب الانسان لعصور الظلام . والسير في طريق معاكس لسير السلام العالمي .
عن الابراهيميات الثلاثة .. سيكون لنا حديث و موضوع تكملة لمقال اليوم - في مقال آخر .
======
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي