الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في الدين والقيم والإنسان.. (59) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
بنعيسى احسينات
2024 / 10 / 21العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الدين والقيم والإنسان.. (59)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).
أذ. بنعيسى احسينات – المغرب
القرآنيون متهمون بنكرانهم للسنة. والسنيون متهمون بنكرانهم للقرآن. وكلاهما لم ينكرا أحدا منهما. الأمر فيه سوء الفهم والتقدير فحسب.
ما يريد أهل الحديث إثباته، هو استمرار الاختلاف أو الخلاف. والعمل على الحفاظ على المكاسب، بسد الطريق على تدبر القرآن وإعمال العقل.
لا يحرم الدين المتدين، من ممارسة حقوقه وواجباته، في إطار القيم الإنسانية، التي لا تتعارض مع روح الشريعة الإسلامية وقيمها الكونية.
لا تتعارض القيم الإنسانية السائدة في العالم مع روح الدين. فالقيم تراكمت بالفطرة، والشرائع تطورت عبر التاريخ، وانصهرت في حياة الناس.
هناك توافق وتكامل بين الدين الإسلامي والقيم الإنسانية. إلا أن الاختلاف حاصل فقط، في ممارسة الشعائر، في مختلف الملل في الدين ذاته.
تحكم العالم اليوم، قوانين وقيم والعمل الصالح، مستنبطة من القيم الإنسانية الكونية، التي تتوافق جملة وتفصيلا، مع روح وقيم الإسلام.
ما يلاحظ اليوم صراع بين السنة والشيعة من جهة، وصراح بين السنيين أهل الحديث والقرآنيين من جهة أخرى. كل جهة تكفر الأخرى بلا موجب حق.
يعيش المسلمون منذ قرون، اختلافات وصراعات مذهبية وطائفية وغيرها، فيما يخص الدين والعقيدة والتدين. كل جهة نرى أن وحدها على صواب.
هناك مشايخ وأئمة من جهة، وحكام وسلطة من جهة أخرى. يتبادلان السيطرة والنفوذ. لكن في اتفاق دائم ومستمر، لترويض الشعوب وإخضاعها.
لم يعد المسلم اليوم، يحتمل ضغط وابتزاز المشايخ وأعوانهم، وتسلط وقهر السلطة ورجالاتها. إنه يعيش وهم الجنة الموعودة وجحيم الواقع.
أمر الشعائر محسوم منذ قرون، لا ضياع للوقت في نقاشها. المهم الاهتمام بما يهم الناس، من قيم وأعمال صالحة، ضمن الصراط المستقيم.
إن العلاقة مع الله، لا دخل للبشر فيها. ما يجب التركيز عليه، هو علاقة الناس فيما بينهم؛ في القيم، والعمل الصالح، والمعاملة الحسنة.
كيف يؤمن المسلم بأحاديث، تم جمعها بعد حوالي قرنين ونصف من الزمن؟ كيف يصدق ذلك العدد الهائل منه، وأغلبه يتعارض مع القرآن الكريم؟
إن المرفوض في السنة أو الحديث النبوي، هو كل ما لا يتوافق مع القرآن الكريم، وكل ما يمس شخص النبي الرسول، في خصوصياته الذاتية.
لا يستقيم الدين الإسلامي، حتى تزول الوساطة بين الدين وإله الدين والمؤمنين. ما دامت هذه الوساطة قائمة، سيضل الناس بعيدين عن ربهم.
آفات الدين تكمن في الكهنوتية بين الله وعباده. ما دام الناس يقبلون هذه الوساطة، سيعيشون طوال حياتهم تحت رحمة هؤلاء الوسطاء.
إن الصلاة في الإسلام نوعان: صلاة بالفطرة مع الخالق ومع الناس، تكون معززة بالعمل الصالح. وصلاة إقامة تكون تكليف، وتدخل ضمن التدين.
الشعائر تكاليف، تتميز بالاستطاعة. أما الفطرة التي فطرنا الله عليها، تتجلى في الإيمان بالله، وباليوم الآخر والقيم والعمل الصالح.
كان الإسلام غاية إلى حدود موت محمد (ص). وفيما بعد، بدأ يتحول إلى وسيلة. وأصبح يشوبه كثير من الشوائب، ما أنزل الله بها من سلطان.
لو استمر الإسلام على ما كان عليه، في عهد النبي الرسول محمد (ص)، وظل غاية في قيمه وأعماله الصالحة، لانتشر وعم العالم اليوم بأسره.
ما دام النبي محمد (ص)، رسول الله ومبلغ لرسالته التي هي القرآن، فكل ما يفعله ويقوله قرآن. لذا قيل عنه: إنه قرآن يمشي على الأرض.
فكيف يتجاهل المسلم أن الرسول (ص)، قرآن يمشي على الأرض؛ أخلاقه قرآن، أفعاله قرآن، كلامه قرآن.. فماذا تريد أن يفعل أكثر من هذا؟
إن محمد (ص)، إنسان ونبي ورسول الله. لقد تم تجريده من إنسانيته ونبوته، والإبقاء على كونه رسول الله، تقتصر وظيفته على التبليغ فقط.
اصطفى الله نبيه ورسوله محمد (ص)، ليقوم بمهمة عظيمة، وهي تبليغ رسالته إلى قومه وإلى العالمين. إنه جزء لا يتجزأ من الرسالة ذاتها.
أن تكون مسلما تقيا صادقا، هو أن تتبع ما أمرنا الله ورسوله في كتابه العزيز. هل نعرف ذلك حقا؟ أم ترى نصطنع خلافات للهروب من الحقيقة؟
تحدث القرآن الكريم عن الصراط المستقيم، والعمل الصالح والسلوك الحسن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعبادات. هل نطبق فعلا هذا؟
إذا كان الحديث يتعارض مع القرآن، فمن المسئول؟ ألنبي الرسول أم غيره؟ بطبيعة الحال أن الذين جمعوه، لم يعاصروه للتأكد من ذلك.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أضرار إثر حريق في كنيس يهودي بملبورن الأسترالية
.. من هم المانحون الذين ساهموا في ترميم كاتدرائية نوتردام؟
.. ماهي فرضيات استعادة تنظيم الدولة الإسلامية نشاطه في سوريا؟
.. كاتدرائية نوتردام في مهب رياح التاريخ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. كاتدرائية نوتردام في باريس.. عمق أدبي وفني يكاد يضاهي الأهمي