الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لحديث ( لا يموت مسلما الا ادخل الله النار مكانه يهوديا أو نصرانيا )

يوسف يوسف

2024 / 10 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الموضوع :
سأسرد تفسيرين للحديث أعلاه ، ومن مصدرين مختلفين / ليس بهما فروقات ، ومن ثم سأستعرض قراءتي الخاصة .
1 . من موقع / الدرر السنية ، أسرد التفسير التالي وباختصار { " لا يَموتُ رَجُلٌ مُسلِمٌ ، إلَّا أَدخلَ اللهُ مَكانَهُ النَّارَ يَهودِيًّا أو نَصرانيًّا " الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 7788 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (2767).. لا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إلَّا أدْخَلَ اللَّهُ مَكانَهُ النَّارَ ، يَهُودِيًّا ، أوْ نَصْرانِيًّا. قالَ: فاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ بنُ عبدِ العَزِيزِ باللَّهِ الذي لا إلَهَ إلَّا هو ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، أنَّ أباهُ حَدَّثَهُ عن رَسولِ اللهِ ، قالَ : فَحَلَفَ له ، قالَ فَلَمْ يُحَدِّثْنِي سَعِيدٌ أنَّه اسْتَحْلَفَهُ ، ولَمْ يُنْكِرْ علَى عَوْنٍ قَوْلَهُ.. الراوي : أبو موسى الأشعري - المحدث مسلم - المصدر صحيح مسلم . الصفحة أو الرقم 2767 خلاصة حكم المحدث صحيح . التخريج: أفراد مسلم على البخاري } .
2 . ومن موقع / القرآن الكريم ، أسرد شرح " حديث لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا "
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة { قالَ : فاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ بنُ عبدِ العَزِيزِ باللَّهِ الذي لا إلَهَ إلَّا هو ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، أنَّ أباهُ حَدَّثَهُ عن رَسولِ اللهِ ، قالَ : فَحَلَفَ له ، قالَ فَلَمْ يُحَدِّثْنِي سَعِيدٌ أنَّه اسْتَحْلَفَهُ ، ولَمْ يُنْكِرْ علَى عَوْنٍ قَوْلَهُ . الراوي : أبو موسى الأشعري . المحدث : مسلم . المصدر : صحيح مسلم . الصفحة أو الرقم: 2767 خلاصة حكم المحدث - صحيح }.

القراءة :
* بداية ، هذا الحديث لا يمكن أعتباره كبقية أحاديث رسول الأسلام - التي تقبل التأويل أو التفسير أو التوضيح .. لأنه حديث مباشر ، يستهدف أهل الكتاب ، تحديدا " اليهود و النصارى ".
* وبما أن محمدا لا ينطق كيفما يشاء ، لأنه يتكلم بوحي ، وفق الآية ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / سورة النجم: 3، 4 ﴾ ، أذن هذا الحديث موحى به لمحمد من قبل الله ! .
* ولكن الله ، له الأسماء الحسنى ، ومنها " السلام ، العدل ، اللطيف والرؤوف .. " ، فكيف أله بهذه الصفات ، يقوم بهذا الفعل الشنيع ! ، يحرق بشرا في النار ، بموت أي مسلم ! .
* ولكن من جانب أخر النص القرآني ، يبين بأن للنصارى مكانة جيدة في الأسلام " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ .. / 82 سورة المائدة " .. أذن هناك تقاطع ، فمن جهة ، النصارى أقربهم مودة ولا يستكبرون ، ومن جهة ثانية الله يحرقهم بالنار ! .
* الحديث يدلل أيضا ، على حقد دفين وكراهية غير متناهية لأهل الكتاب - من قبل محمد ، وهذا خلاف النص القرآني : " نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ .. / 3 سورة آل عمران " ، ومن موقع / أسلام ويب - وفق تفسير الطبري ، أنقل شرحا مختصرا للآية أعلاه ، مصدقا لما بين يديه " قال أبو جعفر : يعني - بذلك القرآن - أنه مصدق لما كان قبله من كتب الله التي أنزلها على أنبيائه ورسله ، ومحقق ما جاءت به رسل الله من عنده ؛ لأن منزل جميع ذلك واحد ، فلا يكون فيه اختلاف ، ولو كان من عند غيره كان فيه اختلاف كثير " .. التساؤل : من جهة النص أن القرآني يصدق بكتب اليهود والنصارى ، ويعترف بأنبيائهم ورسلهم ، ومن ثم يحرقهم بنار جهنم ، بموت كل مسلم ! .

خاتمة :
نحن بصدد حديث يتحدث به محمدا بأسم الله ، لاغيا دوره السماوي العادل ، وجاعلا منه سفاحا يقتل ويحرق البشر / غير المسلمين ، لقاء وفاة أي مسلم ! .. وهنا نكون أمام بعض التساؤلات :
1 . كيف يتجرأ محمد على هكذا تجاوز ، بهذا الحديث ، أمام أصحابه ، من ذوي المعرفة بالقرآن - الذين يقرأون ويكتبون ، أمثال : أبن عباس وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب وكتبة الوحي .. الذين يعرفون أن هذا الحديث يتقاطع مع الكثير من النصوص القرآنية ، كما بينت في أعلاه . أم أن الكثير منهم لا يقرأون القرآن ! ، ولا يعلمون بما يتحدث محمد ! .
2 . أن هذا الحديث دليل ، على أن كتبة القرآن ليس لهم علاقة ، بما يتحدث به محمد ، من أحاديث ، لأنه / محمد ، يتحدث وفق مراكز القوى القبلية ، التي كانت في الأسلام المبكر وبداية الدعوة ، تنصب على كفار قريش واليهود والنصارى ، أما بعد غزواته ، والسيطرة على الكثير من الغنائم والأموال والعبيد .. فتغيرت القوى لصالحه ، فأصبحت كل أحاديثه وفق تحول السلطة والقوة والمال لجانبه ، وبرزت أحاديثا ( عن أبن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ ) الذي يتقاطع مع ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ / 256 سورة البقرة ) .. أي أن محمدا يتحدث وفق تغير الظروف الزمكانية ، ولكل حال وزمان وضعا سياسيا خاصا به ! .

خلاصة الأمر :
كلما غربلنا الموروث الأسلامي ، نتوصل الى أنه مملوء بالتقاطع والتضادد والتناقض ، ومن معطيات النص القرآني والأحاديث والسيرة النبوية ، يترسخ لدينا يقينا بانه هناك شرخا كبيرا واختلافا عميقا بينهم ، عقيدة ونهج .. ويبقى الحديث الذي نحن بصدده ، بذرة من بواكير ثقافة القتل - تجاه اهل الكتاب ، وذلك لأن رسول الأسلام ، يحول الله من رب الى قاتل!. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أضرار إثر حريق في كنيس يهودي بملبورن الأسترالية


.. من هم المانحون الذين ساهموا في ترميم كاتدرائية نوتردام؟




.. ماهي فرضيات استعادة تنظيم الدولة الإسلامية نشاطه في سوريا؟


.. كاتدرائية نوتردام في مهب رياح التاريخ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. كاتدرائية نوتردام في باريس.. عمق أدبي وفني يكاد يضاهي الأهمي